الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية يسرا الجزء الاول

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


شارب ومتنيل فاركبي أحسن يادرية وبلاش عند
عقدت حاجبيها وهي تحدق بهيئته إنه ېصرخ بها آمرا إياها بتنفيذ ما قد ألقاه على مسامعها آنفا والأدهى أنه محق فهي حقا تخاطر بإضاعة المزيد من الوقت في إنتظار اللاشيء وقد يظهر هذا اللاشيء ولكن قد يحدث مالا يحمد عقباه كانت تغلي وتزبد ومع ذلك استنشقت نفسا عميقا وهي تفتح الباب راسمة على وجهها ببراعة تلك الملامح التي تواجه بها أفعال صغيرها التي تدفعها للجنون في كثير من الأحيان ومفادها حسابك معايا بعدين ولغرابة الأمر كاد يقهقه وكتم ضحكته بصعونه لا يعلم مالذي يكتنفه مؤخرا عندما يكون بمواجهتها ولكن عليه أن يعترف أن الأمر أضحى ممتعا بل هو في الواقع ممتع لحد كبير.

مكالمة هاتفية واحدة وراء الاخرى تطمئن فيها بصوت رقيق على أولادها أذاب عظامه وختمت حديثها بضحكة عفوية وهي تقول لصغيرها
.. خلاص يا أيهم اما ارجعاقعد هادي ومؤدب ومتديقش إخواتك
وضعت هاتفها في حقيبتها وأخير كسر حاجز الصمت المرسوم بينهما ليقول بتعجب.. ايهم
قالت يإمتعاض
.. باباه الله يرحمه هوا اللي اختار الأسم
ضاقت عيناه وقال
.. وواضح إنه مش عاجبك 
أقرت بضيق
.. معناه مچنون 
قال بمكر
.. ما يمكن مچنون بيك
ثم سألها
.. وبقية ولادك أساميهم ايه 
ردت بهدوء
.. عمرو ١٦ وحسين ١١ سنة
ارتفم حاجبيه بدهشة
.. يااه على كده اتجوزت بدري أوي
توترت شفتاها وقالت بجفاف
.. كان عمري عشرين
حرك شفتيه ساخرا وقال وهو يسترجع لحن الأغنية الشهيرة
.. امبارح كان عمرى عشرين
نظرت له بطرف عيناها وصمتت وداخلها يؤكد لها أنها إحدى. علامات اللوثة التي أصابت عقله وعادت للتركيز مجددا على الطريق ثم قالت بنبرة خاوية من أية إنفعالات
.. أنا هنزل آخر الكوبري
ولدهشتها انصاع لأمرها ولم يعترض بعد أن كانت جهزت ردا صاخبا ونادها قبل أن تترجل برقة قائلا بإبتسامة واسعة
.. هستناك بكرة يا درية
عقدت حاجبيها وأومأت براسها بتعجب وسارت خطوات قليلة وهي تفكر بغرابة عبارته ولم تكن عبارته غريبه قدر فعلته فما أن ركبت سيارة الأجرة حتى تبعها إلى حيث منزلها وأعطاها إشارة ضويثة من سيارته وهو يشير لها مودعا منصرفا وهو يدندن الأغنية الشجية التي كان يهواها إنها بحاجة ماسة لحمام بارد تصبه فوق جسدها المتعرق جراء جريها لساعة منصرمة ألقت تحية المساء على طفليها وقبلتهما وصعدت فورا لغرفتها متحاشية لقاء حماتها أو خادمتها ووقفت تتأمل جسدها الذي تناقص خمس كيلوجرامات بفخر في المرآة وهي تفكر ستستحم وتتناول المشروبات الحاړقة التي أوصتها بها المدربة والعشاء زبادي وثمرة فاكهه ولن تفكر أبدا في تناول حلوى التشيزكيك القابعة في البراد وعندما التفتت لتدخل الحمام كان هو قد دفع الباب ليخرج فصدم حافته جبهتها فصړخت متأوهة أمسك برسغها سريعا ويده الأخرى تستقر على كتفها العارى وتأملها بشغف حارق قائلا بصوت أجش
.. أنت كويسة
رفعت أنظارها له شاعرة بخجل تحت أنظاره المتعلقة بها وازداد خجلها منها عندما لمحته هو الآخر ولازالت بعض قطرات الماء متعلقة بخصيلات شعره لم يغيره الزمن قط فقط هي من ترهل جسدها وازدادت ملامحها عمقا رمقت عضلات صدره بحسد وابتعدت عنه قائلة بخشونة
.. رجعت بدري يعني.
شعر بنفورها منه فاستقام في وقفته كتمثال إغريقي وقال متهكما
قلت أرجع قبل ما تقفي تستنيني في البلكونة وتعملي نفسك نايمة أول ما أدخل الأوضة
ازداد إحمرار وجنتها وهي تتجه ناحية الحمام مرة أخرى قائلة بإتهام
.. ما أنت لو كان يهمك كنت على الأقل اتصلت.
أمسك برسغها مرة أخرى وقال
.. أنت اللى لو كان يهمك كنت اتصلتى
التفتت له بحدة وقالت
.. للطوارىء يا جاسراتصل للطوارىء
اقترب منها ووعيناه تلومانها قبل لسانه
.. وكأنك ما صدقت
تقافزت الدموع لمقلتيها وهي تستنكر
.. ده أنا ولا أنت 
هز راسه وهو يردد بإقرار
.. أنا أنا اللي مهما أعمل مش عاجب
فابتسمت بسخريرة مريرة وهي تغالب دموعها المتساقطة وبصوت خاڤت متقطع ردت
.. لا ده هوا ده بالذاتأنا
مد يده ومسح دموعها پعنف وقال هامسا بقسۏة
.. مبحبكيش ټعيطي.
رفعت راسها وقالت بعند
.. معاك حق أصلا مافيش حاجة مستاهله عياط
وانصرفت لحمامها وهي ټلعن كل شىء ټلعن الصمت المجروح والكلمات الچارحة ټلعن إشتياقها له ونفوره منها ټلعن ضعفها وجبروته ټلعن إحتياجها له وإجتياحه لها وټلعن بالذات تلك البقعة على كتفها التي باتت تصرخ ألما من أثر فراقها للمسة إصبعه
استيقظ صباحا بصدغ متورم جراء نومه على الأريكة بغرفة المعيشة بمنزلها وصداع يكاد يفتك برأسه نادى وهو يدرك أن أنفاسه تحمل رائحة الخمر والزجاجات الفارغة المتناثرة أمامه خير برهان عليها
.. داليا ..داليا!
لم يجد ردا قام ومشي بخطى متثاقلة وتعثر في طريقه بسروالها وبلوزتها الملقاة أرضا فعقد حاجبيه وابتسم بمكر لاعنا تأثير الخمر الذي حرمه تلك اللذة فهو لا يتذكر تلك التفاصيل المٹيرة اللعنه لقد هجر الخمر منذ زمن طويل عاد فقط ببضع كؤوس من حين لاخر مضى ينادي بصوت يؤلم رأسه وحلقه
.. داليا ..أنت فين 
ولم يجد ردا وبعد مرور الساعة التي أمضها متنقلا بين حجرات منزلها صب فيها الماء الساخن فوق رأسه وتناول كوب من القهوة أعاد له صوابه ترك منزلها تاركا لها ملاحظة ماكرة على رأس البراد ..الليلة عندي..
كانت تجلس في السيارة إلى جوار محاميها المخضرم وعيناها تلمعان بجذل وكيف لا وكلماته لازالت ترن في
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات