الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية يسرا الجزء الثالث

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامح وجهه بالألم
يا اه للدرجادي أنا كده أقرت بهدوء قاس حاسم
وأكتر . أنت بس مستني أرجع وهترجع أنت كمان جاسر العنيد اللي مافيش حاجة ترضيه غير دماغه الناشفة واللي عشانها يعمل أي حاجة في أي حد والمبررات موجودة ومقنعة لیه هوا لوحده وده لوحده كفاية فقال معترضا
وولادنا وأخواتي وأنت!
رفعت له سبابتها وقالت
صح کده الترتيب تمام مظبوط بالحرف وأنا اللي في الآخر ثم ابتسمت بل وضحكت وقالت هادئة

وتقولي اتغيرت ! فهز رأسه نافيا وتقدم نحوها بجسده وجلس في المقعد المجاور لها وقال بصوت خفيض وهو يعلنها لأول مرة بوضوح
لأن دول تكويني وأنت جزء لا يتجزأ من تكويني اللي مالهوش أي ترتيب مجرد ضلع بنقص . . . . . . . وهز رأسه بتيه استشعره لمجرد الفكرة بخاطره وقال بعدها هامسا بصوت متحشرج
. . . . . . يعني ضياع لين اجتاح ملامح وجهها واستطاعت السيطرة عليه في غضون ثوان بقسۏة رسمتها بوضوح على معالمه وقالت بغتة
الشرط الأول رجوعنا صوري على ورق مالكش عندي أي حقوق زوجية ولم تبالي بمعالم الألم المندهش لقسۏة كلماتها التي تخبره أنها ماعادت تطيق قربه ولا حتى لمسته وتابعت بنفس النبرة الجامدة الشرط التاني هفضل اشتغل ومش هسيب شغلي تحت أي ضغط مهما كان وصمتت وهي تراقب ردة فعله ولكن وجهه تحلى بقناع مظلم متماسك كلماتها فقال ببرود متسائلا
والشرط التالت!
تعالت دقات قلبها وهي تسرده عليه وعقلها لمجرد فقط الخيالات التي تغتاله جعل من التنفس أمرا مستحيلا
هرجع أعيش معاك في القصر بشرط العفش كله يتغير لم تشعر يوما بضرورة تلك الأمور التافهة بأنظارها فهي مجرد جمادات خشبية لاروح فيها ولا حياة ولكنها الآن باتت تحمل لمسات أخرى تنقلت بين جنباتها ووضعت معظمها بغرفة نومها وعلى جسده الذي أصبحت لا تطيق الاقتراب منه حتى حملت بأحشائها جنينا لاذنب له سوى أنه كان نتيجة لتقارب حميمي يشعل النيران بوجدانها كلما يمر واقعه بطيف خيالها كان ينظر لها أو بالأصح يراقبها وسادت فترة صمت طويل بينهما حتی قطعه قائلا
خلصتي شروطك 
فهزت رأسها بإذعان وهي لا تقوى على الحديث عندها قال
أنا هنفذلك كل شروطك ياسالي بس عاوز أعرف ليه موافقه ترجعي وأنت حتی کارهه لمستي!
وترقرت الدموع بعيناها حتى قالت بصوت منکسر
لأنك ماكرهتش لمسة غيري فهز رأسه متفهما وقال بعد برهة
وده عقاپي مش كده فهمست بغل مشتعل بقلبها رغما عنها
ویاریته كان كافي وعندها هم بالانصراف وعدل من سترته قبل أن يختفي وقبل أن تعالجه هي بضړبة أخرى لم يحسب حسبانها
معتصم هيكون وكيلي فالټفت لها وقال مغتاظا
أظن كده كفيتي ووفيتي يابنت محسن الطيب فابتسمت ساخرة منه
ماقولتلك ماټت وأنت اللي دفنتها فهز رأسه نافيا
مهما أعمل هتفضل كل ذكرى حلوة جواكي سيبهالك هيا اللي تسيطر عليك لآخر وقت وعاد والدها لحياتها مقتحما فهو لن يترك وحيدته في مهب رياح الحياة بمفردها وإن رفضت الاقتران بآخر فلا بأس فسيظل هو يحاوطها وصغارها بالرعاية رغما عن رأسها العنيد وتلك المرة استجابت لتدخله بغير اعتراض بل أطاعته عندما أخبرها بضرورة ترك الكبير يخوض دراسته فيما وراء البحار كما يشاء فهي لن تستطيع حپسه البقية المتبقية من عمره حتى وإن بذلت في سبيل ذلك كل الطرق وأن قلقها لن يتلاشي ولن يندثر حتى وإن كبر في أحضانها فالأفضل أن تدعه يشق مستقبله كما يشاء وهمس لها باعتذار متأخر
ماتكرریش نفس غلطاتي معاكي يادرية سيبي الولد يشوف مستقبله وأقلعت الطائرة نحو الأراضي الألمانية ليدرس كبيرها الهندسة التي وقع بغرامها كأبيه ومضت هي بخطوات متثاقلة برفقة أبيها وصغيرها والأوسط نحو الخارج وارتطمت أبصارها بالعائد لتوه من شهر العسل برفقة عروسه الفاتنة التي تتبطأ ذراعه وهتف بها غير مصدقا
مدام درية ! فاقتربت منه مهنئة رغم الدموع المحتبسة بعيناها لفراق ابنها
أزيك يا زياد . . ألف مبروك مد يده ليصافحها والټفت لأشري وقال
مدام درية كانت مديرة مكتب جاسر فهزت آشري رأسها وابتسمت لها
أخيرا اتشرفت بيك سالي مالهاش سيرة غير عنك فعقد زیاد حاجبيه وقال بإندهاش
سالي!
تنحنحت درية وهي تلتفت لأبيها الذي ينتظرها على مقربة منها وقالت
أنا أصلي سيبت الشغل من فترة مع جاسر وحاليا بساعد سالي في المركز الخيري فالټفت لآشري قائلا
آه واضح أنه في تفاصيل كتير فاتتني وأنا مسافر ورفع يده ليحي أسامة الذي كان ينتظره ليقله هو وعروسه لبيتهما والذي تفاجيء بوجود درية بصحبتهما فاقترب منهم بخطوات حذرة مخافة أن يثير ضيقها قائلا بصوته الرخيم العذب
حمدالله على السلامة فتوترت خجلاتها إذ تبعثرت النسمات حولها بذبذبات صوته الذي لم تنساه يوما والتفتت رغما عنها وعيناها تبحثان عن أبيها الذي قرر ولسوء حظها التقدم والتعرف على صحبة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات