الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية يسرا الجزء الثالث

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


من خۏفي عليك فابتسم أيهم بدروه وقال
وأنا آسف إني وعدتك بحاجة وكنت عارف إني مش هقدر أعملها كان يراقب حديثهما منبهرا وشعر أنه ينتمي بشكل ما لتلك الرابطة التي تجمعهما فخص أذنيها بهمس دون غيرها
في يوم هنوصل أنا وأنت لنفس درجة التفاهم دي فهزت كتفيها دون اكتراث وداخلها يرقص طربا
كل شيء وارد وجذب أيهم كف أسامة متعجلا فقالت بقلب يرتعد

بس ياريت ماتبعدش بيه لجوه أوي فقال وهو ينظر للأمواج الثائرة
أنا هدخل بيه لحد ثقته فيا واتسعت عيناها بحنق وهي تراقبه يرفع صغيرها في الهواء ويقذفه في المياة والصغير ېصرخ بسعادته ووقفت هي وجسدها ينتفض بقلق إذ ابتعد به مقتحما مياه البحر وياللعجب كم من ثقة هائلة يمنحها له ! وساذجة هي كسذاجة صغيرها إذ ظنت أن ابنها ستكون ثقته محدوده بهذا الرجل الغريب ولكنها فطرة الأطفال وبرائتها الصافية نهار وليل متعاقب وأياما تمضي دون رادع والشروط ثابتة لا تتغير وكلما عمد للتملص بقصد أو بدون انتهى الأمر بشجار وفوضى مشاعر ڠضب مخلوط بذنب وكبرياء جريحة.
أنت ليه طلقتها 
سؤال اقتحم جلسة عشاء صامت بعد نوم الصغيران رفع أبصاره متحيرا نحوها وهو يحاول فهم ما وراء ذلك السؤال
بتسألي ليه 
فراوغته بدفاع
وليه ما أسألش مش من حقي 
فرد ببرود
لاء مش من حقك لكن مع ذلك هريحك وأجاوبك طلقتها لأنها هي طلبت الطلاق . وهل ظن أنه بتلك الإجابة ستهنأ براحة!
ياله من ذكر أحمق ويالغباء صراحته فهزت رأسها بخيبة واضحة وابتسامتها الساخرة تلتمع بزاوية فمها المنكسرة إذ هي صاحبة القرار ليس هو من زهدها وتأفف من صحبتها وقربها هي وليس هو والمعضلة ب هو كانت عيناه مرتكزة على ملامح وجهها وشعر متأخرا للغاية بخطأه فقال بعند رافضا أن يكون المخطأ
أنا دايما صريح معاك وأظن أن دي حاجة ما تزعلش فنظرت له غير مصدقة
فعلا!
طب خلاص خلينا نستغل جلسة الصراحة دي لأخرها ولو ماكنتش هي طلبت كنت هتفضل متجوزها 
فأقر بقوة
لاء فعبست وهي تحاول الفهم
رغم أنه كان بينكو طفل شبك أصابعه وارتكز بذقنه عليها وقال
وماحافظتش عليه فتراجعت للخلف وهي تقول
آآه عشان كده فاقترب هو وقال هامسا
جوازي منها كان مشروع محكوم عليه بالفشل من أوله ياسالي أنت اللي استعجلت فنظرت له بدهشة وقالت ضاحكة وابتعدت عنه بدورها
فبقت الغلطة غلطتي حاول تعديل كلماته لتصل إليها بالشكل الصحيح فهو لم يكن يقصد إتهامها بأنها هي من أفسدت زواجهم فقال
أنا ماقلتش كده أنا كان قصدي أن الأيام كانت هتوريكي أنها مجرد مرحلة اضطريت ليها وفي الآخر أنا وأنت كنا هنفضل سوا ومش واحدة زيها كانت ممكن تفرقنا دفعت بطبقها بعيدا وهمت بالانصراف قائلة
صح أنا كنت المفروض أقعد تحت رجلك زي الست أمينة مستنياك تسيبها وترجعلي بس على العموم العصمة كانت في إيدك كنت ممكن تجبرني زي سي السيد لما كان بيعمل مع فقام وجذبها قبل أن تنصرف وتتركه لبركان غضبه يتاكله
أنا ممكن أجبرك على أي حاجة صحيح إلا أنك تقبلي تعيشي معايا أو لاء ولكن البركان ثار وانتهى الأمر إذ قالت بقوة
أنت كنت بتعاقبني علي عصياني ليك قدام الناس لو كان رفضي بيني وبينك منغير شهود کنت هتعمل اللي في دماغك أنت قولتها بنفسك كنت عاوزني أسكت كنت مستني وبتتمنى أني أسكت فترك ذراعها وقال بخيبة أمل واضحة المعالم تجلت على ملامح وجهه
ويظهر أنك قررتي أنك مش هتسكتي تاني وتفضلي تنبشي في الماضي كل شوية شحب وجهها وتباعدت خطواتها وماكان رجاءا بالأمس وفرحة بعودتها صار خوفا من الفراق مرة أخرى فاستوقفها هو بهدير صوته الغاضب
بس أنت كده مش بتعاتبيني أنا لوحدي وبس هو محق فالكلمات تؤذيها بقدر إيذائها له والصغار أصبحوا متضررين بدورهم فبكل شجار يعلو بينهما تلمح بأعينهم حزنا أصبح مطعم أخيه بالحي المجاور ملاذه بعد إنتهاء جلسته النفسية وكما يجلس لساعات طويلة يستمع فيها لهموم المحيطين يجلس يستمع لأخيه وحديثه صامتا حتى قال بغتة
زياد أنت مش حاسس نفسك غريب على الشغلانة دي فنظر له مندهشا وقال بصدق
بالعكس أنا أخيرا لقيت نفسي في الشغلانة دي ومستغرب إزاي كنت مستحمل ربطة المكاتب والاجتماعات والأسهم والصفقات وأردف ضاحكا
ده حتى ربطة الكرافتة بقيت مستغربها فهز أسامة رأسه بغير فهم وقال
یعني إزاي أخدت الخطوة دي النقلة الكبيرة دي في نوعية حياتك ظل زیاد ينظر له مليا وقال بهدوء منتقيا كلماته
لأني اتقبلت خسارتي والۏجع اللي حصلي من بعدها وصممت أن أعوض نفسي وأكمل حياتي ساد الصمت لوقت طويل بينهما حتى قال زیاد بأنفاس متهدجة
حياتك وعمرك اللي ما انتهاش بفضل ربنا مش ذنب يا أسامة تكفر عنه فابتسم أسامة بۏجع وقال بصوته المحتقن والدموع تتقافز لعيناه
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات