الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية يسرا الجزء الثالث

انت في الصفحة 18 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


والخطة كانت بدايتها بمدينة الألعاب خارج حدود المدينة قضوا بها أربع ساعات کاملة حتى أتعبتها ساقيها فقالت برجاء
ممكن كفاية كده ونروح بقا إحنا صاحيين من سبعة الصبح والساعة داخلة على 6 فقال معترضا
كفاية إيه إحنا هنمشي آه بس فيه عرض للنجوم في القبة السماوية الساعة 8 لازم نروح نشوفه فنظرت له متعجبة
وأنت من أمتي ليك في النجوم 

فاقترب منها حتى كاد أن يلتصق بها کاسرا حدودها الوهمية
ماليش فيها لأني معايا القمر فتوترت خجلاتها وابتعدت عن حصار عيناه نحو أطفالها اللذان استغرقا بلعبة للقنص وفاز الصغير كأبيه وأهدى اللعبة المحشوة لأخته بكرم بالغ ومع ذلك كان منصتا جيدا لحديث والديه فقال إيه القبة السماوية دي يابابا 
والسؤال الفضولي كان كافيا لتكون محطتهما التالية كما كان يبتغي وأثار العرض حماسة الصغار حتى بعد انتهائه ووصولهم لحديقة القصر فتناولوا طعام العشاء بالحديقة وأصر سليم على الجلوس بأرضها ومتابعة السماء لعله يفك شفيرة الدب القطبي وباقي النجوم وافترشوا الأرض لجواره ودست سلمى نفسها بين والديها واقتنص سلیم أمه منفردا به والثرثرة امتدت لساعتين وأكثر وكانت هي مستلقية مستمتعة بدغدغة الأرض الصلبة لمفاصلها المټألمة شاعرة بخدر يسير صعودا لرقبتها حتى بدأ ينال من رأسها وصوت سلمى كان أقرب لهمهمات فالصغيرة تحارب سلطان النوم بضراوة أما سلیم فتارة يغفو وتارة يفتح عيناه بسؤال آخر يلمع بذهنه فيحرمه النوم
هو فين الكرسي 
رفعت سالي يدها وهي تشير له وتاهت عينها بحيرة فلشدة تعبها ماعادت تستطيع رؤية خريطة النجوم كما عهدتها فالتفتت لجاسر لتطلب المساعدة ووجدته عکسهم جميعا يقظ بكامل تركيزه عليها وكفى وابتسامته الهادئة يخصها بها وفقط فاحمرت وجنتها والتفتت لسليم الذي غرق بالنوم مجددا تجذبه قائلة بهمس
أنا بقول كفاية كده النهاردة ونطلع ننام فحمل سلمي النائمة هي الأخرى وصعدا سويا لغرفة الصغار ودسا كلاهما بفراشيهما ودثرتهم جيدا وخرج بخطوات هادئة تبعته هي وأغلقت الباب خلفها واصطدمت به وتراجعت خطوة للخلف أو بالأحرى نصف خطوة قائلة بتوتر وهي تفرك رقبتها هاربة بعيناها
كان يوم طويل وصوته الأجش يخبرها أنه بكلماته يقصد شیئا ونيته تقصد آخرا
بس جميل رفعت عيناها وتأكدت من حدسها وحقا كل شيء مباح في الحړب والحب والخصم هو الحبيب وفي حالة الحړب أو الحب فالھجوم دوما خيارا متاحا بل ورائعا عندما يتعلق الأمر بالشفاه واقترابه لم يكن مدروسا ولم يكن عفويا كذلك ووقفت هي كغزالة غبية تراقب الأسد المفترس يواصل تقدمه نحوها وبثقة الغافلين لازالت ثابته مكانها لا تتحرك تراقب تقلص المساحة بينهما وكأنه سيقلع عن فكرة التهامها في أي لحظة ظنا منها أنه أرنب بري متخفي بهيئة أسد على ما يبدو أو بثقة عمياء من سرعتها وخفة حركتها ستنجو من المۏت وبنهاية المشهد المكرر في كل الأفلام الوثائقية لا تنجو الغزالة والمۏت قدرها كذلك ماټت حروفها على 
فأعاد الكرة فلا سبيل له سوى الھجوم وبالتأكيد لم يكن يوما الشخص المناسب لقبول رفض أو خسارة وغابت حروف الأبجدية مرة أخرى وأخرى والمۏت بعدها كان مقدرا لأبجدية الضاد وانتعشت أبجدية من نوع خاص أبجدية تنتمي للغة الجسد مكونة من خمس لا غير ضم بأنامل قوية استحوذت على الخصر وكسر لكل اعتراض أو قيد بشرط وسكون بين أضلعه وإستسلام وشدة حرائق اشتعلت بقدر الشوق والحرمان وفتح الساحة حرب ناعمة قادها وكان المنتصر وبنهاية الحړب لا تبقى سوی ساحة محملة بآثارها وتحت أشعة الصباح تكون الرؤية أوضح لما خلفته ورائها فراش أشعث . . . بحجرته وملابس ملقاة جوار بابها مما يؤكد ولا يقبل مجرد الشك أنها هي من ذهبت بإرادتها إليه وعند مدخل حجرته وقعت صك التنازل عن الشرط الأول كاملا وياللعار ! !
هكذا رفعت الشرشف نحو وجهها المتورد بخجلها وخزيها لتغطي نصفه وهي تكاد تستمع لصفيره وصوته يدندن بلحن هو نشاز بحق وظهر أخيرا بمنشفته الأثيرة تحيط خصره ولا توجد کلمات تصف حاله وتفيه حقه سوى بأنه كان منتعشا منتشيا بنصره ولحد كبير بعكسها تماما وابتسامته المشرقة تنافس شمس الظهيرة قائلا بغزل صریح
صباح اللافندر على عيونك يا جميل واتسعت عيناها بڠضبها وقالت بغيظ
ده ماکنش اتفاقنا یاجاسر واتسعت ابتسامته ووضع تلك المرة قبلته بهدوء متأني فوق أرنبة أنفها قائلا
ماخلاااااص فدفعته پغضب أشد غير عابئة بالشرشف الذي بدأ يفقد تماسكه حول جسدها
هوا إيه اللي خلاص!
فاقترب أكثر وضمھا بتملك نحوه
وماله ماخلصش أنا موافق أفضل ألعب معاك لعبة القط والفار دي والله مسلية وحاجة جميلة فدفعته بنزق وهي تحاول إعادة ستر جسدها المشتعل باستهانته لقرارها
هيا فعلا كده بالنسبالك لعبة مش كده 
فهز رأسه وطرق جبهتها بجبهته مشاكسا وحروفه تحط بالقرب من شفتيها المنفرجتان بحنقها
أيوا لعبة وهتفضل لعبة تجيبها كده تجيبها کده وهمسه أصبح يزداد خطړا إذ اقترب أكثر
وأكثر ومهما تعندي هتفضل لعبتي وبلمعة عيناه الماكرة لم تجرؤ على الاعتراض أو الرفض فهو كان محقا فاللعبة بلا نهاية.
تمت بحمد الله.
رأيكم وتفاعلكم بقا اشوف يلا محبتكم

 

17  18 

انت في الصفحة 18 من 18 صفحات