الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية رنا الجزء الاخير

انت في الصفحة 57 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


ينعشه ويزيل كل اثار التعب والخمول من عليه وبعد مدة لا باس بها كان قد انتهى من مظهره النهائى خرج من الجناح الخاص به فى القصر الى شركته وقد قام بالاتصال بكريم مساعده الشخصي حتى يكون فى انتظاره مجهزا له كل ما هو جديد يخص العمل
وما ان وصل وجد كريم فى انتظاره مقدما له تقرير كامل بكافة الاعمال التى حدثت فى فترة غيابه ليستمر فى العمل لبعد منتصف وهو لا يشعر بالوقت من حوله وكانه اله صنعت فقط للعمل ..

ليستمر هذا الحال ل 4 اشهر ياتى فى الصباح الباكر من الساعة السابعة صباحا لبعد منتصف الليل يعمل متواصلا ورغم انه يهلك نفسه الا انه يرفض الراحة وبالفعل خلال تلك المدة عادت الشركة مرة اخرى الى سوق العمل وتتنافس بقوة ولكن رغم هذا النجاح الذى يحققه لم يكن احد يسأل عنه ولا عن تأخره او اختفائه او كونه يهلك نفسه فى العمل وهذا ما كان يشعرها بالحزن ولكن كل هذا ينساه ما ان تأتيه مكالمة من اخته فهى دائما الاتصال به لتطمئن عليه ويستغلها هو ايضا ليعرف اخبار سارة التى لم يراها منذ اخر مرة راها بالمشفى..
_______________
فى

بداية يوم جديد
كان قد وصل للتو ليقوم باخدى اجتماعته بهذا النادى يجلس كعادته بكبرياء وثقة وسط مجموعة من المدراء لشركات مختلفة يقومون بعرض المناقصة الخاصة لكل شركة وجميعهم يجلسون امامه بتوتر وخوف من ذلك الأمير الجديد عليهم فمنذ أربعة سنوات وهو اصبح بغير ما كان عليه .. قليل الظهور وكثير النجاحات والأهم من ذلك انه اصبح اكثر هدوءا وحكمة من قبل لكن هيبته فى السوق العمل مازالت موجودة بل تضاعفت اكثر لا أحد يجرأ ان يدخل امام شركته فى مناقصة او صفقة عمل فبالتأكيد النتيجة معروفة وهى الخسارة امام الشهاوى الملقب ب أمير الاقتصاد
ليتحدث امير قائلا بنبرة قوية حادة غير قابلة للنقاش وهو يلقى ملف اخر صفقة امام الحاضرين
ايه التهريج دا كلكم عاملين شغل عشان تكسبوا من وراه وكلكم حاسبين الارباح وكل دا ومفيش جودة فى الشغل .. انا لو جبت مهندس لسة متخرج جديد وحتى لسه متخرجش هيعمل شغل احسن من دا مية مرة
ليردف احد الجالسين امامه قائلا بشجاعه مزيفة 
حضرتك اى شركة لازم تطلع ارباحها من اى عمل هتعلوا وحضرتك اكيد عارف دا
ليردف امير بنبرة قوية قائلا بثقة
وانا سبق وقولت ان دا هيكون عمل خيرى يعنى لازم يكون كل حاجة على اتمم وجه وكل الأرباح هتكون للعمل مش لينا
ليردف شخص أخر متحدثا بجديه 
بس كدا اى شركة هتدخل مع شركتك هتخسر مجمع زى اللى حضرتك طالبه عاوز مبالغ ضخمة
ليبتسم امير بتكلف قائلا بنبرة ساخرة
فين الخسارة فى انك تعمل دار أيتام او الخسارة من انك تبنى جمعية خيرية ومسجد فين الخسارة لما تعمل دورات تعليمية للناس الكفيفة وتعلمهم طريقة برايل او انك تعمل مكان مخصص ليهم انهم يتعلموا ازاى يتعاملوا مع اى موقف ويتعايشوا زى اى حد فى المجتمع........
ليقاطعه احد الصحافيين المتواجدين قائلا بجدية 
اسف بس حضرتك مهتم جدا بالناس الكفيفة دا يمكن اغلب المشروع عنهم هل السبب عشان زوجة حضرتك المټوفية كانت كفيفة
ليردف امير قائلا بقسۏة 
فعلا وعشان كدا الاجتماع انتهى
لينهض من مكانه بثقة يرتدى نظارته الشمسية يغلق زر معطف الحلة التى يرتديها ويسير بثقة وكبرياء يتبعه حراسه الشخصيون ..
ووسط زحمة النادى يرى طفل صغير ذو ملامح بريئة وجميلة يركض وينادى باسم بابى وما ان اقترب من امير حاول احد الحراس ان يبعده لكن امير قد منعه ليترك الصغير يذهب إلى والده وشعور داخله يريد ان يعلم من هو ابيه.
ليركض الصغير الى امير قدمه وهو واقفا مكانه يتحدث الصغير بلغة عربية ضعيفه وكأنه لا يجيد التحدث بتلك اللغه 
بابى .. انت جيت
ليجثو امير على عقبيه ممسكا الطفل من ذراعيه قائلا بحنان 
حبيبى مين باباك انت تايه
ليردف الطفل بابتسامة مشرقه والان امير يلاحظ لون عينيه التى لم يرى مثلها من قبل غير عيون سارة

زوجته وحبيبته الراحلة عنه 
لا مش تايه انا .. انت بابى
ليلاحظ امير ملامح الطفل الصغيرة التى تشبه ملامحه هو وكأنه نسخة مصغرة عنه بإستثناء لون عينيه ورسمتها التى تشبه عينى مفقودته الراحلة لتعلو ضربات قلبه داخل قفصه الصدرى وهو يغمض عينيه يشعر بتثاقل انفاسه ليضع احدى كفيه فوق صدر الصغير قائلا بنبرة هادئه قدر الامكان 
طب حبيبى مامى اسمها ايه
جاء الصغير ليجيبه لكن ما قاطعه هو ذلك الصوت الاتى من بعيد لينظر كلاهما للخلف بالتحديد الى مصدر الصوت 
أريان تعالى هنا..
لينهض امير واقفا يسحب الصغير اليه ليستند ظهر الطفل بجسد امير الذى حاوطه بكلتلا ذراعيه وهو ينظر باندهاش الى مصدر الصوت ... ليجدها هى امامه تنظر اليه بابتسامة سعيدة لكنه تفاجأ من حديثها عندما قالت
كدا يا اريان مش قولتلك نستنى بابى لحد ما يخلص شغل وهو هيجى
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 64 صفحات