السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فاطيما الفصول من السادس للحادي عشر

انت في الصفحة 11 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


مع الدكتور اللي انا قلت لك عليه وهرجع لك على طول يا ست الكل وبعدين الفيديو كول ما سابش حاجه دلوقتي وما خلاش حد بيوحش حد .
زمت شفتيها باعتراض على كلامه وتحدثت باعتراض
_لا يا حبيبي انا ما بقتنعش بالفيديو كول والحاجات اللي انت بتتكلم عنها دي 
انت عارف ان ما كنتش اتصبح بوشك كل يوم والمسک واخدك في حضڼي ما استريحش تروح وتيجي بالسلامه يا نور عينيا وخلي بالك من نفسك وبإذن الله ترجع من هناك منصور والشفاء يبقى ملاحقك يا حبيبي .

وظلا يودعان كل منهما الاخر بحراره الام وولدها ثم انتهوا من الحديث ناظرا مالك الى اخيه قائلا له 
_بقول لك ايه يا مازن انت دلوقتي اتدربت كويس على الشغل بقى لك فترة اهو عايزك تكون واخد بالك جدا من المصنع وركز انا بقول ايه من المصنع مش من بناته وخلي بالك السكة اللي انت بتحوم حواليها دي وما تفكرنيش نايم على ودني ومش دريان باللي بيحصل تبقى بتستهون بدماغ اخوك .
ابتلع مازن لعابه پخوف مرددا باستنكار
_انت تقصد ايه بالكلام اللي انت بتقوله ده يا مالك انا راجل بشوف شغلي واظن بيوصل لك تقرير يومي عني سكة ايه بقى اللي انت تقصدها 
ابتسم مالك ابتسامه ساخره من حديث أخيه الذي ينم عن مدى تهوره مجيبا بنظره مفعمه بالټهديد 
_انت عارف كويس انا بقول ايه وإن ما تراجعتش عن الطريق ده انا مش هسكت وهعمل اللي هيزعلك مني ويخليك تفكر مېت مره قبل ما تعمل حاجه انا منبهك انك تاخذ بالك منها 
واستطرد حديثه بتهكم 
_انت بقيت كبير كفايه انك تخلي بالك من تصرفاتك وتبقى راجل وتتحكم في افعالك كفايه عليك زهوه الشباب اللي واخداك لحد دلوقتي ومخلياك غشيم ومش عارف انت بتعمل ايه .
كاد مازن أن يفقد وعيه من تلميحات اخيه الذي يعرف مقصدها جيدا ولكنه ادعى الانكار خوفا منه وردد بلجلجه 
_والله يا مالك انت فاهمني غلط وعموما يا سيدي كلامك اوامر بالنسبه لي وتروح وترجع بالسلامه .
انتهى الحديث بينهما بعدما نظر اليه مالك نظره مطوله محتواها يعني لا تخالف فانا مراقبا لأفعالك وراصدها رصدا 
ودعهما مالك واصطف سيارته ذاهبا الى المصنع لكي ينهي بعض الاعمال الملزم بها قبل ان يغادر 
وبعد مده غادر مالك البلاد ذاهبا الى ايطاليا لكي يبدا رحله عمله وعلاجه في آن واحد 
ولكن هل سيعود مالك كما غادر
احيانا نختار طريقا نظن انه بدايه جديده لنا ولكن اثناء العوده نكتشف يوما ما بل ونتمنى ان لن نخوضه وخاصه ان كان هذا الطريق مليئا بالأشواك التي تفقد روحنا طيبتها وتبدلنا من راضيين الى ناقمين وتزهق داخلنا الروح الطيبه .
______________________________
في دار الايتام ليلا وتحديدا في الساعه التاسعة حيث يأج المكان بالزائرين وتقف عاملات الدار وادارتها على قدم وساق لتلك الحفل الذي يحضره عدد من قامات الدوله 
فتحدثت مديره الملجأ الى الفتيات وهي تتمشى امامهم مدليه عليهم بعض الأوامر الصارمه قائله بجديه 
_شوفوا يا بنات مش عايزه غلطه نهائي عايزه كل واحده فيكم اللي اتدربت عليه في الاسبوعين اللي فاتوا دول تنفذوا النهارده بحرفيه عايزه كل الناس اللي قاعدين واللي هم اصلا مش شويه ناس كبيره في البلد وليهم وزنهم يحلفوا بمدى صلاحيه اداره الدار وتاخد الجوده زي كل سنه 
واسترسلت حديثها موجهه كلامها الى مريم قائله  بتنبيه 
_وانتي يا مريم مش عايزه الخجل والكسوف يسيطر عليكي زي كل مره انا عايزاكي تبقي واقفه بثقه وتأدي مهمتك وإنتي مرتاحه علشان الحفله يعتبر نص نجاحها عليكي انتي 
مش عايزه اعرفك ان ده هيبقى في فايده ليكي كبيره جدا قدام اللي انت هتوقفي قصادهم 
جاهزه ولا مش جاهزه
كانت تلك الواقفه تستمع الى حديثها بآذان صاغيه كعادتها الهادئه المتريثة مجيبه بهدوء 
_ما تقلقيش يا ابله ان شاء الله اشرفك النهارده إنتي عارفه اصلا ان هوايه الغنا دي اكتر هوايه محببه لقلبي ولما اكون بأديها بأديها بكل مشاعري واحاسيسي ما تقلقيش وباذن الله الحفله هتكسر الدنيا وباذن الله الدار هتاخد الجوده .
انتهت المديره من القاء التعاليم والارشادات عليهن وذهبت لكي تشرف على باقي التجهيزات البسيطه ثم خرجت براس مرفوعه لكي تستقبل الزائرين والمدعوين بكل شموخ 
بعد ان خرجت مريم من حجره المديره امسكت هاتفها وذهبت الى مكان هادئ وقامت بالاتصال على صديقها الذي اصبح بئرا لاسرارها ومنبعا لارتياح قلبها الى ان جائها الرد قائلا بعفويه 
_يا هلا بصاحبه الصوت الفيروزي العذب الذي يطرب الآذان .
ابتسمت ابتسامه هادئه وطبيعه شخصيتها واجابته بعتاب لطيف 
_شكلك كده بتتريق على مريم الغلبانه لكن هثبت لك النهارده ان انا فعلا صوتي فيروزي وحلو واخطڤ العقل والقلب كمان 
واسترسلت بحماس 
_انا النهارده مختاره اغنيه حساها شبهي قوي وهغنيها من كل قلبي بس يا ريت انت تكون جاي في الطريق وما تتاخرش علشان وجودك هيفرق معايا جدا يا دكتور .
ضحك الآخر برجوله على حماسه حديثها وردد بمداعبة لطيفه
_طب لما نشوف يا ست مريم وإياكي ما تطلعيش في الآخر بق على الفاضي ونسمع نشاز .
رفعت حاجبيها باستنكار الحديثه وتحدثت بتحدي 
_طب ماشي انا مستنياك اهو وما تتأخرش علشان نشوف هطلع كلام ولا لا ويا ريت تبقى قاعد في الصف الأول 
واسترسلت بنبره صوت خائفه من شيء ما يأتي الى هواجسها دون ان أي دليل 
_وجودك جنبي بيحسسني ان لي عيله وناس وان في حد قوي ساندني وواقف جنبي بجد وجودك شيء مكملني .
عندما استمع الى اخر كلماتها بات قلبه يدق الطبول من رقة حديثها الذي استوطن قلبه ولا يعرف لما السبب مرددا بكلمات بثت الطمأنينة داخلها 
_مش عايزك تبقي ضعيفه كده ولا تستقلي بحالك ولا تسيبي الدنيا تمطوحك على كيفها يمين وشمال
صدقيني يا مريم الزمن عايز اللي يخربش ويدافع عن حقه ووجوده بكل قوته خاصه لما يكون ماشي صح يبقى يدافع وهو قلبه جامد وما يخافش طالما ربنا معاه وطالما ماشي في الطريق الصح 
ودايما افتكري كلام ربنا سبحانه وتعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
واسترسل حديثه بتشجيع لها 
_انتي النهارده لازم تفضي دماغك خالص من اي نكد ومن اي حوارات تعكر عليكي الحفله اللي يعتبر حاجه بتروحي بيها عن نفسك  
يلا بقى علشان انا سايق عايزك النهارده المبدعه مريم عماد في ابهي حالاتها .
لو كانت تمنت اخ من الزمن حقيقيا ما كان يأتي عوضا مثل ذلك الرحيم
لو كانت تمنت قلبا يسند ضعفه ما كان ياتي عوضا مثل ذلك الشهم 
آه يا تلك الدنيا كم إنتي غير منصفه لنفوس بريئه تعيش في ظلم بين نفوس كالذئاب 
بعد ما استمعت الى حديثه باتت روحها اكثر اطمئنانا ورددت بامتنان الى ذلك الخلوق 
_مش هقول لك غير كلمه واحده بس يا دكتور ربنا يديمك في حياتي سند وصاحب وقلب يطبطب على چروحي يا احسن صدفه بعتها لي القدر ليا .
_اه بتستغلي بقى
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 116 صفحات