رواية سلمي الجزء الثاني الفصول الاخيرة
حافة الكأس من شفتيها وسقها وعندما أنتهت من الشرب غفت مباشرة على صدره وبعيون ملتاعة أخذ يتأملها بحب شدها اليه أكثر... مرر برقة أصبعه على جانب شفتيها ماسحا قطرات الماء المنسابة...مرر أصابعه بحنية على شعرها...تنهد بصوت مسموع مع كل لمسه لها...ظل على هذا الوضع فترة من الوقت...أنهاكه التعب بعد فترة من عمل الكمادات لها...أراد أراحة جسده قليلا...فتسلل الى جانب الفراش ونام بقربها وظل بجوارها نائما حتى ساعات الفجر الاولى أستيقظ مڤزوعا عندما وجد نفسه أستغرق في النوم كل هذا الوقت مرر أصابعه باضطراب على جبهتها ...فوجد الحرارة أختفت...وعندما أطمئن أنها أصبحت أحسن...قفز من فوق الفراش سريعا فهي لن تتحمل رؤيته نائم بجوارها...تسلل من غرفتها بهدوء وقبل خروجه نظر لها بحب لا نهائي ممزوج بحزن عميق
وليد بابتسامة_ صحي النوم ياماما كل ده نوم
زهرة وهي تبتسم بصعوبة _ ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية _ لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب _ هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
وأكمل أياد مقاطعا _ ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس_ وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي...أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام _وأنا كمان
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة _ هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني
ردت زهرة _ رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض...غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها..أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها...حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار..رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة...تناولت الطعام في صمت...لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو...نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش..
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء_ أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي...لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني
همست بخفوت _ أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق
أبتسم بهدوء وقال _ مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين
بخطوات
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق_ هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها_أنا كويسة...بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش...أنت عرفت أزاي وجيت هنا أزاي
قال بابتسامة باهتة _ الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي ....وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي...سألها بتردد ...عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت_ أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء
وضع يده حول خصرها مانعا أياها من السقوط وبالأخرى عدل وضع الوسادة خلفها...وجدت نفسها محاطة بين كلتا ذراعيه...شعرت بدغدغة خفيفة تعتريها وزادت نبضات قلبها...شعرت بنفسها ضعيفة هشة بين ه وصدره العريض الذي أختبرت نشوة دفئه العديد والعديد من المرات...شعرت بقلبها الذي أصابته البرودة ينصهر يشتعل...أرادت وضع أناملها على صدره للشعور بدقات قلبه...هل ينتفض كقلبها...أرادت ضمھ لتصدق أنها لا تحلم...كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز...رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها...لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع