رواية سلمي الجزء الثاني الفصول الاخيرة
تملىء البهجة حياتها
أمامها...عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة _ صباح الخير
ردت بلهجة باردة_صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال _ عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة_ كويسة
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة _ كل
دي شنطة نوعها أيه مش شايفها كبيرة شويتين
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا_ مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله_ توصلني فين
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس_آه اتاخرت نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
اتصلت بأوبر والعربية هتيجي دلوقتي واتحرك شوية عشان أعرف أعدي
حاول التكلم بهدوء فقال_ مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض پغضب_ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له_ عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب
...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات_مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة_ عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة
رفعت رأسها له وأجابته بحدة_ وصلني
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها_ ماكان من الأول
تملكها الڠضب أرادت جرحه على فرض رأيه فقالت ببرود _ لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الڠضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسۏة قائلا بسخرية_ يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب رفقته
كان ينظر الى الطريق لم يلتفت لها... فأخرجت مذكرة لتقرأها لأضاعة الوقت لكنها عجزت عن التركيز بسبب شعورها بالذنب
أقتربا من الجامعة وتوقفت السيارة على بعد عدة مترات من باب الجامعة
قبل خروجها تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بخفوت_ أنا أسفه أنا بالعكس بستمتع بالكلام معاك بحب وجودك
تجمد في مكانه مصډوما غير مصدق ماسمع هل تعتذر له... تناسى إھانتها إزاح غضبه بعيدا سأل بهمس_ أنتي قولتي أيه
_ أنا أسفة
_الكلام اللي بعد أسفة
_ بحب وجودك ورفقتك
قفز قلبه طربا لمجرد إحساسه بأن مشاعرها تغيرت تجاهه... أنها فقط البداية ليفوز بحبها...أرتسمت على وجهه علامات الأمل
وعلى عدة أمتار من باب الجامعة كانت تقف فتاتين يتحدثن
قاطعت نور الحوار مشيرة باتجاه السيارة المتوقفة_ مش دي زهرة بردو ومين إللي وقف معاها
التفتت داليا برأسها وحدقت بتركيز ليعلو ثغرها إبتسامة خفيفة_ أيوه هي ثم صفرت بإعحاب...إللي معاها قمرررر
قاطعتها نور قائلة _ وطي صوتك
أجابتها بضحكة متحمسة_ بطلي الخجل إللي إنتي فيه وخلي أفكارك متحررة زيي ومتحاوليش تكبتي مشاعرك وإعجاب وإللي مع زهرة عاجبني
بغنج ودلال مصطنع سارت داليا تجاههم
همست نور _ رايحة فين يامجنونة
أدارت رأسها وقالت بابتسامة متلاعبة_ هتعرف عليه
_أهدي ياداليا وبلاش شغل الجنان ده
_وأنا بموووت في الجنان
انفرجت شفتاها بابتسامة مغرية _صباح الخير يازهرة
ردت عليها _ صباح النور ياداليا
سألتها وهي تختلس النظر له_ أول مرة تتأخري عن محاضرة
شعرت بوخز حاد في قلبها وهي ترى نظرات داليا الملتهمة له
ردت بنبرة جافة_ لزم أول مرة في أي حاجة
أطلقت ضحكة خاڤتة مغرية_ طبعا... مش تعرفينا يازهرة على حضرته ثم نظرت له ومدت يديها لكي يصافحها...أنا داليا صاحبة زهرة الأنتيم
صافحها قائلا بابتسامة_ أكنان ...أختلس النظر الى زهرة فوجد وجهها عابس مكفهر
كان واضح لها أن داليا كانت تحاول لفت أنتباهه وهو عرف نفسه على أنه أكنان فقط بدون كلمة زوجها...الكلمة التي حاولت أخفائها عن الجميع هنا...شعرت بعدم الارتياح ومزيج من المشاعر المختلفة
قاطعتهم بابتسامة باهتة_ وأبقا مراته ياداليا وغمزت لها بسخرية
نظرت لها ببلاهة حائرة_ مراته هو أنتي متجوزة
ردت عليها بجمود_ مش لازم حياتي الشخصية كل حد يعرف بيها ومع السلامة ياداليا
ردت بغيظ مكتوم _ سلااام يازهرة ...سلااام ياأكنان