رواية نورهان كاملة
بټعيطي يا دكتورة لميس!
اشاحت لميس وجهها بعيدا عن ذلك الرجل الذي بدا أنه في الخمسين من عمره وازالت بمحرمة ورقية دموعها العالقة على وجنتيها المقتحنة بالډماء لتقول بصوت متحشرج لا انا تمام .. بس زي ما تقول كدا اول مرة ليها رهبة شوية
قالت لميس ذلك بضحكة صغيرة بعد أن التفتت نحوه وقد استحالت عيناها البندقية إلى اللون الأحمر فأومأ لها برأسها مقدرا ما شعرت به وقال بهدوء وقور عشان اول مرة فرس يتولد علي ايدك .. بس انتي اتعاملتي بشكل كويس جدا مع الحالة وكنتي قدها واكيد هعتمد عليكي كتير الفترة الجاية
بادلها الإبتسامة متمتما ربنا يكرمك يلا هستأذن انا
ادارت لميس عينيها نحو الكوب الممتلئ فوق الطاولة القريبة منهم متسائلة بتعجب مش هتشرب شايك يا دكتور!
سلام ورحمة الله وبركاته
قالت لميس بإحترم تزامنا مع خروجه من المكان ورفعت ذراعيها لضبط شعرها الذي ربطته من الخلف مثل ذيل الحصان ثم بعد لحظات قليلة وجدت رجلا عجوزا يقترب منها
من الداخل لتو بخه برفق ايه عم متولي .. كل دا كنت فين
أجاب متولى موضحا بينما يمشى ورائها بين مقصورات الأحصنة كنت لا مؤاخذة بطمن علي الفرس مرتاح في مكانه الجديد
تبسم متولى وقال بتعاطف معلش ليكي حق تنسي من كتر التعب اللي تعبتيه جنب مهرة
حركت لميس رأسها بالإيجاب متمتمة بحبور اهم حاجة ان ولادتها عدت علي خير الحمدلله
رد متولى ماسحا حبات العرق التى تلمع على جبينه الحمدلله ربنا سلم انها ولدت قبل سفرك بيوم واحد
صدح صوت ضحكاته من حماسها بينما استدارت لميس متوقفة عن السير لتقول سريعا اخيرا افتكرت خليت ڠضبان يشوف الفرس المولود
ابتسمت لميس له ثم التفتت تستكمل طريقها محذرة إياه طيب المهم تخلي مهرة بعيد عنه
هتف متولى بثقة ماتقلقيش يا دكتورة هي دي اول مرة .. عمري كله قضيته معاهم وحافظ كل عوايدهم
وصلت لميس إلى مدخل الإسطبل قائلة بلطف ربنا يديك الصحة يا عم متولي .. هروح انا علي البيت محتاجة انام جدا بجد
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى مدينة المنصورة درة التاج الذى يلمع فوق رؤس كل أبناء الدقهلية
تحديدا داخل حى من احيائها المتوسطة
فتح أحمد باب المنزل بمفتاحه ليدلف إلى الداخل ووضع حقائبه على الأرض ثم استدار وأغلق الباب خلفه ليدور مرة أخرى ففاجأ بقفز شخص عليه وضمھ بقوة بينما ترنح هو للوراء لكنه أحكم يديه حولها ونطق اسمها متعجبا نادية!!
صدق من قال أن العناق هو لملمة أرواح ضاق بها اتساعها وهذا هو شعورها الآن بعد غياب طويل لتهمس بلهفة احمد يا حبيبي .. وحشتيني اوي
لم تتلق أي رد منه إذ أصيب ذهنه بالصدمة حيث لم يكن يعلم هذا الشعور الذي كان يحوم بداخله منذ اللحظة التي رأى فيها ظهورها بهذا الشكل الجديد عليه.
انتبه أحمد لها وهي تحدق به بسعادة بعد أن خرجت من لتردف بعيون تشع بالحب حمدلله علي سلامتك يا حبيبي .. نورت بيتك
سألها أحمد متمعنا النظر بها تسلمي يا حبي .. ايه اللوك دا جديد ولا ايه!
أنهى أحمد كلماته وهو يلتقط خصلة من شعرها الأشقر المصبوغ لتجيبه نادية ببساطة من باب التغيير يا روحي .. مش حلو عليا!!
سألته نادية دافعة شعرها للخلف بنعومة فأجابها بإعجاب بالعكس شكلك زي القمر فيه
تابعت نادية بسؤال أخر لكن بنبرة منخفضة أكثر والفستان .. ايه رأيك فيه عجبك!
تأملها أحمد في ذلك الفستان الأزرق و ينسدل إلى كاحليها بنصف أكمام ليعاود النظر إليها هامسا بصوت رجولي أجش محليكي اوي هياكل منك حته يا عسل العسل
غمغمت بنعومة فطرية ربنا يخليك ليا يا حبيبي
حمحم أحمد بخفة ثم توجه إلى إحدى الأرائك ليجلس عليها باريحية ثم سألها ملتفتا برأسه يمينا ويسارا اومال فين زينب
أجابت نادية متتبعة إياه ثم أجابت على سؤاله وهى تجاوره على الأريكة اول ما صحيت من النوم نزلت بتلعب عند ستها
قطبت نادية جبينها بدهشة وتابعت مستفسرة هو انت ماعديتش عليها ولا ايه
قال أحمد نافيا هغير هدومي وابقي انزلها .. بس الاول عايز اشرب ريقي ناشف اوي
نهضت