رواية نورهان كاملة
أحمد في شاشة الهاتف للحظات بملامح لا تنذر بالخير ثم ألقى هاتفه بقوة على السرير وأخرج سي من جيبه بتوتر ليضعها بين شفتيه ناظرا للخارج من خلال نافذة غرفته القديمة حيث أنه نزل يجلس فى شقة والدته بعد الظهيرة ثم تمتم بنبرة خشنة غير مصدق بتقفلي في وشي يا ابريل ماشي .. بس انا خلاص رجعت .. والجوازة دي مش هتم!!!
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
داخل نفس المطعم الذى تعمل به إبريل
على إحدى الطاولات
باسم يجلس بصحبة فتاة أقل ما يقال أنها بارعة الجمال فسمار بشرتها يجعلها جميلة ومميزة ولديها أيضا عيون عسلية داكنة تشع منها الرقة وتتميز بجسمها ممشوق القوام.
خرج باسم من أفكاره على صوتها لينزع نظارته السوداء كاشفا عن رماديتيه العميقة مثبتا إياها بعينيها وأجاب سؤالها بالنفى لا .. عادي
أخبرته رزان بنوع من الملل وهى تداعب أظافرها اصلك من وقت ما قعدنا وانت مقولتش حاجة
اقترب باسم منها عبر الطاولة وخاطبها بنبرة خاڤتة بلطف معلش يا روز .. سرحت شوية في جمالك .. كالعادة كل ما بشوفك بتبهريني اكتر
خاطبها باسم بنبرة رجولية عميقة يضرب علي الحديد وهو ساخن عايز اقولك حاجة معرفش هتصدقيها ولالا .. !
اعتدلت رزان تسأله والفضول يطغى عليها كونه لا يتحدث عن شيئا يخصه كثيرا ايه هي
أعجبها نطقه اسمها بنبرة صوته الجذابة لذلك لم تمنع ابتسامتها من التسلل لأطراف ثغرها وقبل أن تتمكن من الرد جاءت النادلة لتقطع حديثهما وهي تضع بعض المشروبات أمامهم بإبتسامة لطيفة.
تخلت رزان عما في يدها بضحكة محرجة بعد كلام باسم قبل أن تزيح خصلات شعرها إلى وراء أذنها لتجيب عليه بكل بساطة وصدق هو انا كدا .. طبع فيا سميها وسوسة او حرص بالزيادة .. بس برتاح لما افتحها بنفسي
رمقته رزان بعسليتها المتسعة مندهشة من تغدقه لها بتلك الكلمات الرقيقة بينما انتظر الآخر ردها لكنها بقيت صامتة فسألها بنوع من الإصرار وهو يمد يده ممسكا بيدها بحنان عبر الطاولة وانتي ايه شعورك من نحيتي
ونفسي اقضي باقي عمري كله معاكي انتي .. نفسي تشاركيني كل حياتي ونكون لبعض كل حاجة
أضاف باسم بنفس اللهجة الخاڤتة وهو يلقي نظرة خاطفة عليها ويدرس تغيراتها التعبيرية وكفه لا يزال ملفوفا فوق يدها اقبلي بحبي واوعدك هخليكي اسعد انسانة في العالم .. تتجوزيني يا رزان!!
رفعت رزان رأسها بعيون واسعة بتفاجئ من طلبه الغير متوقع وشهقة خاڤتة فلتت من فمها الشبه مغلق.
رزان من أصل لبناني لكنها ترعرعت في مصر مع عائلتها التي انتقلت إلى كندا منذ سنوات و بقيت فى في القاهرة لتحقق حلمها بالعمل كعارضة أعلانات وهى تطمح بأن تصبح ممثلة مشهورة.
بقلم نورهان محسن
على الجانب الأخر فى نفس المطعم
عند ابريل
اعتدلت رضوى فى وقفتها بمجرد أن رأت أبريل قادمة تجاههم متسائلة والفضول يطغى عليها ايه عملتي ايه !!
ردت ابريل بنظرات ساهمة ولا حاجة
سألتها رضوى مستمرة في إتباع فضولها الرهيب خاصة عندما لاحظت آثار الإرهاق الواضحة على ملامحها باين علي وشك انكو اتخا نقتو .. مش كدا!!
نفخت ابريل خديها مللا من إلحاحها وهتفت بتبرم بعدين هحكيلك يا ژنا نة .. مالك يا اميرة مش واقفة علي بعضك ليه
قالت أبريل ذلك بدهشة وهي تراها واقفة صامتة تقضم أظافرها بطريقة عصبية سبقتها رضوى وقالت بصوت خاڤت وهي تدنو برأسها إلى مستواها وكأنها ستخبرها بأحد أسرار الدولة الخطېر ة اصل حصلت حاجة زي الطين من شوية وانتي برا فأخدتها تهدي علي جنب
زوت ابريل بين حاجبيها بعدم فهم ثم هتفت متسائلة بصوت متحشرج ايه يعني اللي حصل .. ماتكلموا قلقتوني!
ألقت رضوى نظرة سريعة على أميرة تنتظر ردها لكن الأخيرة أشارت إليها نظرة حزينة لتجيب بدلا عنها فتنحنحت رضوى