رواية نورهان كاملة
بسرعة في ذهنها فأضاء وجهها بابتسامة كبيرة عندما تأكدت من أنها أخرجتهم جميعا قبل أن ترد عليه بتذمر بسيط من إلحاحه والهاتف لا يزال على أذنها بس بقي يا مصطفي مش مخليني عارفة اركز
أردفت بعناد ممزوج بالضحك قولتلك لا ماتحاولش..
أدارت ابريل وكانت على وشك التحرك تنوي العودة إلى السيارة لتغلقها لكنها لم تتقدم إلا خطوتين ثم شهقت بصوت عال متفاجئة بمرور سيارة بسرعة قصوى كالبرق لتتراجع في حالة هول مفزع عندما رأتها تدفع الباب المفتوح بكل قوتها مما أدى إلى إنتزاعه من مكانه.
خلال ذلك الوقت
فى فيلا صلاح الشندويلي
تحديدا داخل غرفة هالة
تقدمت لميس من السرير بخطوات بطيئة وهي تنظر إلى ظهر هالة التي كانت تجلس وظهرها عليها وهي تحتضن وجهها بين يديها وتبدو مفطورة من البكاء مم جعل الأخرى تبتلع لعابها باضطراب وبحذ وضعت كفها على كتف هالة وربتت عليه بخفة وهمست بندم صادق انا اسفة يا هالة .. عشان خاطري ما ټعيطي .. والله انا ماكنتش اقصد
انخرطت لميس على الفور في بكاء مرير مصحوبا بالتنهدات قال .. وانا اللي قاعدة انتقدك علي العشاء .. وعيني متبعاكي اول ما ياسر بيبصلك .. ويبتسم بتتغيري من فوقك لتحتك .. وبتتحولي لقطة وديعة قدامه .. وهو
دا بالظبط اللي بيجري معايا لما بيكون قدامي
قامت هالة على الفور وفركت ظهرها بحنان محاولة التخفيف عنها ثم هتفت بصوت متحشرج مليئ بالتأثر بطلي عياط يا زفتة وجعتيلي قلبي اكتر
سألتها لميس بتردد يعني مش زعلانة مني!
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
أخذت نفسا عميقا وهي تربت على كف لميس ثم أردفت بلطف بس انتي موضوعك غيري خالص يا لميس .. انتي مش عايزة تشوفي غيره بعينك من وانتي صغيرة .. ولما كبرتي بقيتي ترفضي العرسان اللي اتقدمولك .. وفضلتي متعشمة بحاجة انتي عارفة انها مفهاش أمل .. باسم فعلا شايفك اخته هو بيحبك زي اخته وانتي عارفة كدا..
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
وفضلت الصمت وهي تخفض وجهها في خجل وتدرك في داخلها أن ما قالته صحيح فتذرف الدموع من جديد بجوى.
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة قبضتيها إلى وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها