رواية ياسمين هجرسي
بتحبه من ايدى....
عقب سعد عليها بامتنان
ربنا يخليكم ليا يارب...
تبطأطأته ودخلت تحت ذراعه.. سار بها للداخل.. ولج لتقع عينيه أولا على الفتيات لتفسح
هنيه لهم المجال وتقف بجواره سعيده بحنان زوجها الذى يغدق به الفتيات ..
حبايب قلب بابا وحشتوني جدا ..
هتفت زينه بحب
أنت كمان وحشتني يا بابا ربنا يخليك ليا.....
سبيلي الموز بتاعي شويه
وحشتني يا بابا .
ربت سعد على رأسها بحب هاتفا وأنتم وحشتوني ياحبايبى..
جذب زينه لتتأبط يمينه و فجر يساره وخطي متجه لوالديه يستبارك بوجودهم بحياته دنى من أبيه وضم راسه يقبلها بعرفان وثناء على طيب سمعته التى تلاحقه أينما ذهب
ربت الجج عبدالجواد الراوى على رأسه بحب وفخر مردفا
ويخليك ليا ياسندى...
ترك والده وذهب لوالدته ليجثى على ركبتيه ويجلس تحت أقدامها ينول رضاها وبركتها هاتفا بانشراح لرؤية محياها الذى ببعث فى نفسه السرور
وحشتيني يا أمي أزاى صحتك....
ابتسمت وهتفت برضا
الحمد الله يا ابني نورت الدنيا يا سعد ربنا ما يحرمني منك أبدا يااااارب.....
أمن سعد على دعائها قائلا
ربنا ما يحرمني منكم يارب..
اعتدل ونهض يستقيم يتطلع فى أرجاء بهو المنزل يفتش بعينيه على هناه ولكن لا يراها...
متتعبش نفسك وتدور يا بابا راحت تديهم التعليمات يحضروا الاكل .. أنت عارف دى طقوس إجبارية.....
بعد قليل أشرفت عليهم هنيه تنادى على الفتيات لتساعد فى تحضير وتجهيز سفرة الطعام أومأت لها زينه وفجر بطاعه وهموا بالمساعده...
وفى جو عائلى مليئ باللهجه والدفئ والسعاده تغمر محياهم تناولوا طعامهم تحت تجاذب أطراف الحديث مع سعد وسؤاله عن كيفية الحال فى سفره ليجيب بسعة صدر ثم يعقب ويسألهم عن أحوالهم فى غيابه ليردوا عليه بأدق التفاصيل انتهى الغداء ليستقيم كلا منهم يغادر إلى وجهته الفتيات الى غرفهم والحج والحجه إلى القاعه الكبيره ويجاورهم سعد وهنيه ..
اعملي لنا قهوه يا هنيه وهاتيها نشربها في القاعه..
بابتسامه لينه هتف سعد مستأذنا
بعد أذنك ياحج .. خلي أى حد يعملها عايز هنيه تفضل جانبى .
حدق لولده بسعاده يهز رأسه بالموافقه .. بينما هنيه کسى معالم وجهها الحزن عندما أحست بأن الوقت يمرء سريعا وسيطر ملاذها أن يتركها ويذهب لضرتها مكيده
هتفت بنبره هادئه يشوبها الحزن
حاضر يا سعد هقولهم فى المطبخ يعملوها وهاجى بسرعه...
فرت من أمامه توارى وجهها بعيدا عنه حتى لا يلاحظ حزنها ولكن ملاذها أكثر الناس درايه بنظرة عينيها التى انطفئت فجأه بعدما كانت تومض بسعاده...
فهو ابنه من زوجته الأولى ابنة عمه التى توفت بعد ولادته مباشرة وتركته رضيع لم يمهلها القدر أن تملى عينيها من وليدها... مما اضطر سعد للزواج من زوجته الثانيه مكيده لتربية ابنه ولكن لم تكن محبه له وغير أمينه على تربيته...
وعندما قابل من سلبت لبه ودق خافقه لها تزوجها على الفور رغم الفروق الماديه والعائليه ورغم صغر سنها ف سعد يكبرها بكثير إلا أن هنيه استطاعت أن تنول محبتهم ورضاهم وأحبت ابنه وكأنه قطعه منها وكأنها أمه التى أنجبته لم تبخل عليه
برعايه ولا اهتمام وزادت من الخۏف عليه أطنان عندما علمت نوايا ضرتها الشريره فى التخلص منه....
على مهل وقفت هنيه تنتظر القهوه فهى لا تريد مواجهته حتى لا يحزن .. تحممت ودخلت القاعه وضعت صينية القهوه ثم قدمتها لهم باحترام وجلست فى صمت تضم زراعيها لصدره
تآكله القلق عليها ليبسط زراعه يضمها اليه ليردف سعد بريبه
مالك زعلانه ليه يا هنايا أنا ..
ووشك قلب فجأه وخالتيها تضلم في وشي .. أنتى عارفه قلبي بيبقي هيقف لما تزعلي مني...
حاولت أن تبتر أى قلق فأجابته بنبره لينه
ابدا يا سعد مفيش حاجه..
وتمسكت بكف يده تمسح عليه بحب وابتسمت هاتفه
حمدالله علي سلامتك يا سعد اسبوع كان طويل أوى من غيرك ياحبيبي....
بشعور بالذنب ولكن لا حيله له فعبئ أعمال العائله على كتفه لا يوجد أحد يحل محله هتف سعد يراضيها
ڠصب عني يا نن عيني...
ثم مد يده لوجنتها يقرصها بخفه ويتابع بحب
لو بأيدى كنت أخدتك معايا في كل مكان أروحه.. بس أنتى قلبك حنين ومش بترضى عشان البنات ومن قبلهم عشان فهد ....
أثناء الأحاديث الجانبيه لكلا منهم
فجأة استمعوا لصوت تكسير أطباق يأتى من المطبخ.....
بفزع استقامت هنيه تتحدث وهى تهرول بضيق
أكيد دى شربات أنا قولتلها أنتى أعصابك تعبانه من الصبح .. روحي ارتاحي في وسط ولادك بس شكلها مش بتسمع الكلام.....
بأمر أردفت الحجه راضيه
هاتيها اشوف مالها هي فعلا طول اليوم زعلانه وبوظت الفطير...
بالتماس العذر عقب الحج عبدالجواد الراوى قائلا
أكيد تعبانه .. روحيها ترتاح في بيتها ولما تخف ترجع