رواية الحضري القصول الاخيرة
بضراوة...
نهض سالم وهو يضع هاتفه على أذنيه قائلا
لراضية....
شويه وراجع...
اومات له راضية وهي تقول بحنان...
طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ....زمان ورد وحياه نزلين دلوقتي....
اومأ لها وهو يخرج ....وقف في صالة البيت الكبيرة واولى ظهره لدرج البيت المؤدي لغرف النوم...
نزلت حياة على الدرج ويداها بيد ورد ابنتها.....
بابا..... صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث
في الهاتف ويوليها ظهره ......
استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظرا لهم بهدوء.... لكن كانت عيناه تلتهم وجه ملاذ الحياة كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول رأسها.... وجهها الشاحب وجسدها الذي نحف كثيرا برغم من أنه يختفي داخل تلك العباءة الفضفاضة الى ان فقدان وزنها واضح جدا وبلاخص
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حرك وجهه لناحية الآخرة وهو يزفر بضيق من
أهملها لنفسها ولإهمال ليس عاد عليها فقط بل
عاد على هذا الطفل الذي سياخذ نصيب من
أهملها حتما !!......
رجع بنظره لها حين سمع صړاخها وهي تزمجر في
ابنتها بتمهل....
ورد بلاش جري كده على سلالم... هقع.... ااااه..
تركتها ورد وركضت على اخر درج سلالم....
وبدون ان تلاحظ حياة وضعت قدميها على اطراف
عبائتها لتتعثر في النزول وتكاد أن تقع.....
ااااه... سالم..... هتفت بأسمه تلقائيا.....
وقبل ان تستقبلها درج السلم الصلب...كانت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رفعت عينيها عليه بدهشة.... نظر سالم لها بقلق
....
حياه انت كويسه في حاجه ۏجعتك....
هزت رأسها بي لا .... ولم تدرك نفسها وهي
تتأوه بخفوت........ وعينيها تتشربان من مللمحه
التي اشتاقت لكل ملمح منها......
وحشتني...... همست بخفوت بها ....
أغمض عيناه بعذاب من كلمة كفيلة بحړق قلبه
.....
أبتعد عنها بجفاء ولبس قناع القسۏة البارد قائلا بجمود....
حاولي تاخدي بالك اكتر وانت ماشيه..... حافظي على الأمانه اللي تخصني.... لانها لو جرا ليها حاجه
هتدفعي تمن اهمالك غالي.....
ابتعد عنها وحمل ورد وهو يقول بحنان....
ردت عليه ورد بتزمر طفلة.....
الحمدلله يابابا وحشتني اوي .... بس انت لي دايما بترجع متاخر من الشغل انا مش بلحق أشوفك عشان بنام بدري.....
هحاول ارجع بدري عشان خاطر عيون ورد
الجوري....
أبتعد عن حياة وهو يدلف لغرفة السفرة...
اغمضت مقلتيها بتعب وانسابت دمعتان ثقيلتان من
عينيها على وجنتيها ببطء.. جلست على درج السلم..... وهي تنظر بحزن أمامها..داخلها تهمس پضياع...
شكلنا عمرنا ماهنرجع.....ولا هننسى
...........................................................
عمل إيه المحامي مع وليد ياخيرية....
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لسه الحكم النهائي للقضيه كمان شهر ادعيله
المحامي مش مطمن بسبب التسجيل اللي في اعتراف إبنك...
مسك بكر قلبه وهو ينزعه المۏت نزعا......
انا تعبان اوي ياخيرية انا حاسس اني خلاص نهايتي قربت......
منه خيرية بقلق قائلة ...
مالك يابو وليد...... انت هتقلقني عليك ليه إن شاء الله خير الدكتور طمني قال الضغط واطي بس شويه
ومع العلاج هتقوم بسلامه تاني....
مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من
قلة الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه.....
قولي لامي تسامحني ياخيرية قوليلهاا
تسامحني.....
انسحبت الروح لخالقها بعد عدة لحظات...
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال ولاكرام...
بكر .....بكر .....ابو وليد رد عليه..... بكر ...
صړخت في أرجاء البيت لتدوي الصړخة النجع
باكمله...
...........................................................
وضع قطعة كبيرة من اللحم في الطبق أمامها وبعضا من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها
قائلا بأمر..
ياريت تخلصي الأكل ده كله.....
قالت پصدمة يصحبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي.....
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
المفروض يملى الطبق مرتين تلاته....
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة..
مش لدرجادي ياماما راضية.... انا مش هقدر اخلص الطبق ده أصلا.....
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤقك ياورد....
انت اللي هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة وهي
تلتهم ما بالملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
ااه انا اللي هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده ..
هتفت ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... يعني ياريت لو يطلع
شبهك يابابا هحبه اكتر.....
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
محول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
غامت پضياع....
مالى عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياة.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولتلك قبل كده
اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه.....
بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم...
همس سالم بامر يصحبه القلق عليها ...
وخدي الأدوية بتاعتك في معادها.... عشان ميحصلكيش مضاعفة....
رفعت عينيها عليه بدهشة...
حمحم وهو يقول ببرود..
انا بقول كده عشان ابني ينزل كويس..
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجواره من الناحية الآخرة......
اليوم التاني صباحا ......
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيله برحمه يامي.... هتف رافت بتلك الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على خبر وفات شقيقه بكر...
مسحت وجهه المجعد بمنديل ورقي وهي ترد
عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحه ادفن ابني وهحضر عزاه..
دا بدل ماهو اللي يدفني راحه انا ادفنه..
ربنا يخليكي لينا ياحني.. ادعيله برحمة.. نزل