رواية ندي الفصول من 21-30
.. حرص على أن يأتي بنفسه ويأخذها من روضتها حتى يكون مطمئن فهو لا يأمن خطوة نادر القادمة ستكون أين .. وأيضا كان يعلم أن رؤيته لها ستهدأ من نيران صدره قليلا وربما ستنسيه الأمر مؤقتا .
استدار بها من الجهة الأخرى للسيارة وفتح باب المقعد المجاور له ثم اجلسها به واغلق الباب واتجه نحو مقعده المخصص للقيادة ليستقل به بجوارها وينطلق بالسيارة .. خرج صوتها الطفولي وهي تسأل بحماس
_ أيوة يا حبيبتي هنروح البيت
ارتفع صوت رنين هاتفه وأخيرا قرر أن يجيب عليه فأمسك به وضغط على زر الإجابة ثم فتح مكبر الصوت وهتف
_ الو
اندفع آدم به صائحا پغضب
_ مش بترد عليا من امبارح ليه يا عدنان .. أنا لما غلبت روحت البيت عند جلنار قولت يمكن الاقيك هناك .. ولسا يدوب خارج من هناك
_ استناني في الشركة يا آدم وأنا هخلص كام حاجة ضروري وبعدين وهروح وراك .. نبقى نتكلم هناك
_ إنت فين دلوقتي وعرفت مكانهم ولا لسا !
عدنان بإيجاز ولهجة حازمة
_ أنا بسوق يا آدم .. نتقابل في الشركة قولت
كان آدم على وشك أن يجيب عليه لكنه سمع صوت صافرة إنهاء الاتصال .. فانزل الهاتف من فوق أذنه وهو يتأفف بخنق وعدم حيلة ثم غير وجهة سيارته ليسير في طريق الشركة .
زمت مهرة شفتيها بأسى وتمتمت بمعالم وجه عاجزة
_ مش أنا اللي سبته يا سهيلة .. عم سمير عرف بالكلام الداير في المنطقة واداني بقية مرتبي وقالي شوية كلام كدا يعني بمعنى اصح إنه مش حابب يشغلني عنده في المكتبة بعد اللي سمعه عني
استشاطت سهيلة وهتفت بغيظ
_ أما راجل قليل الأصل بصحيح .. طيب وإنتي هتعملي إيه دلوقتي
_ مش عارفة أنا شوفت أعلان لشركة محتاجين موظفين في قسم الحسابات فقدمت فيها وبكرا هروح اعمل الإنترڤيو وأشوف هتقبل بقى ولا إيه
تنهدت سهيلة بأسى وحزن على صديقتها ثم تمتمت باهتمام
_ طيب إنتي قولتي لخالتي فوزية على اللي حصل ولا لسا
هزت رأسها بالنفي هاتفة في يأس
اقتربت منها سهيلة وضمتها لصدرها معانقة إياها في حرارة ودفء متمتمة بتأثر
_ متزعليش نفسك يا حبيبتي .. إن شاء الله اللي جاي كله خير .. وأنا واثقة إنك هتتقبلي في الشغل الجديد ده خصوصا إنهم عايزين موظفين في تخصصك
_ آمين يا سهيلة .. آمين
وثبت واقفة بلهفة فور سماعها لصوت الباب وهو ينفتح .. فأسرعت مهرولة نحو الباب حتى تراه فوجدته يدخل ومعه صغيرتهم التي هرولت نحو أمها وتعلقت بقدمها هاتفا في سعادة
_ بابي جه اخدني من الحضانة يا ماما
رسمت ابتسامة باهتة على ثغرها بعين تنظر بها لصغيرتها والأخرى عالقة على عدنان الذي نزع حذائه عنه واتجه للداخل بصمت نحو غرفتهم .
التفتت برأسها للخلف تتابعه في قلق ثم عادت برأسها تجاه ابنتها وهتفت بحنان أمومي ولطف
_ طيب روحي يلا ياحبيبتي غيري هدومك عشان ناكل كلنا مع بعض
وثبت الصغيرة وهي تصيح فرحا ثم ركضت مسرعة تجاه غرفتها حتى تبدل ملابسها كما اعتادت كل يوم بعد عودتها من دوامها .. بينما جلنار فتنهدت بقوة وسارت متجهة خلفه .. دخلت الغرفة وبحثت عنه فلم تجد له أثر لكنها سمعت صوت الماء في الحمام .. فتقدمت إلى الفراش وجلست فوقه تنتظر خروجه .
_ هنا مش هتروح الحضانة اليومين الجايين
ضيقت عيناها بعدم فهم وسألت
_ ليه !
تجاهل سؤالها واكمل بنفس لهجته السابقة
_ وإنتي كمان مفيش خروج من البيت غير معايا من هنا ورايح
_ مش فاهمة ليه برضوا !!
عدنان بعصبية خفيفة وحدة
_ من غير ليه ياجلنار .. نفذي اللي بقوله وخلاص من غير نقاش
تأففت بصوت مسموع وتوقفت لتسير نحوه في خطوات هادئة وتقف بجواره متمتمة بلطف
_ إنت كويس
رقمها بنظرة مطولة يمعن النظر بها يقرأ نظراتها الموجهة إليه فأدرك الهدف وراء سؤالها .. اشاح بوجهه وأخرج ملابسه بجيبها بنبرة قوية
_ إنتي شايفة إيه !
جلنار بخفوت
_ مش عارفة .. بس حبيت اقولك فكر في هنا قبل أي تصرف تعمله
لم يجيب ولم ينظر لها فقط سار مبتعدا عنها وهو يشرع في ارتداء ملابسه .. ترى في عيناه قسۏة وجبروت مريبين جعلوها هي من تخشاه لوهلة .. يبدو أن الطوفان قضي على الكثير وسوف يحتاج لوقت طويل حتى يعيد ترميم ذلك الخړاب .
غمغمت تسأله بترقب لرده رغم توقعها الرد إلا أنها سألت
_ الغدا جاهز .. هتاكل معانا