رواية ندي الفصول من 21-30
ياعدنان .. فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
........ نهاية الفصل ........
_ الفصل السادس والعشرون _
تراخت قبضته على كفها وتدريجيا سحب يده ببطء متطلعا لها بعينان يائسة .. لطالما أبدت له عن الكره الذي تكنه له واعتاد أن يسمع منها ذلك الكلام .. لم يكن يبالي وربما لم يشعر بأنها تنبع حقا من قلبها .. معتقدا أنها فقط نابعة من ڠضبها منه وهذا ما يدفعها لتلك الكلمة باستمرار لكن اليوم شعر بصدق الكلمة .. غصبها وانفعالها من مجرد لمسة والذي تبعه اعترافها بنفورها من لمسته وكرهها لا يعرف لما أحسها حقيقية ! .
_ متقربش مني تاني لأن اعتقد مفيش حد فينا حابب يجرح التاني .. ندمك مش هيغير الحقيقة ياعدنان حتى لو أنا مقدرة ده ومتقبلة ندمك اللي متأخر .. مش هيغير حقيقة تهميشك ليا ولا حقيقة إنك إنت وبابا اعتبرتوني صفقة هو باع وإنت اشتريت .. وكمان مش هيغير أهم حقيقة وهي إنك مبتحبنيش
_ بس غيرني أنا .. وده كافي إنه ممكن يغير كل اللي قولتيه دلوقتي
بادلته الابتسامة بأخرى مستنكرة ونبرة بائسة
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة وتركته يمسح على وجهه وشعره متأففا بخنق وعدم حيلة .. ! .
كانت تمسك بيدها كوب اللبن الصباحي الخاص بها .. وتجلس بحديقة المنزل تنقل نظرها بحركة تلقائية في كل جهة لكن عقلها شارد بمكان آخر .. جذبها من شرودها صوت باب المنزل وهو ينفتح فحركت رأسها باتجاهه لترى حاتم يخرج منه ويتجه نحوها بخطواته الثابتة .. اشاحت بنظرها عنه وتصنعت عدم ملاحظتها له ادرك هو تجاهلها له عمدا فتنهد بخنق واستمر في الاقتراب منها حتى جلس على المقعد المجاور لها هامسا
رفعت كوب اللبن لفمها ترتشف منه ثم تنزله وتجيب بمضض دون أن تنظر له
_ صباح النور
شرد للحظة بها عندما رآها ترتشف من كوب اللبن برقة وشعرها البني يغطي نصف وجهها ونصفه الآخر منسدل على ظهرها بانسيابية وتتطاير منه خصلات قصيرة بفعل نسمات الهواء الناعمة .. هز رأسه بحركة نافرة حتى يستيقظ من تأثره اللإرادي بها وغمغم يعتذر للمرة الثانية
نادين باقتضاب دون أن تنظر له
_ ماني زعلانة
حاتم رافعا حاجبه مستنكرا ردها
_ طيب بصي في وشي الأول حتى وقولي إنك مش زعلانة عشان اصدق
التفتت برأسها تجاهه وغمغمت بابتسامة صفراء
_ مش زعلانة ياحاتم موضوع وانتهى خلص .. ما بعتقد أنه يستحق اننا نزعل من بعضنا مشانه
رد بضيق ملحوظ على معالم وجهه
_ حقك عليا أنا آساسا بني آدم سخيف والله .. وعد من هنا ورايح هخلي بالي في كلامي عشان اللي حصل ده ميتكررش تاني
علقت بتعجب وبعض الحدة
_ شو هاد .. ليش إنت ناوي تكرره مرة تاني مثلا !
حاتم موضحا لها قصده ببساطة وهو يهز رأسه بالنفي مسرعا
_ لا قصدي متزعليش مني تاني يعني
لانت نظراتها الحادة والتفتت بوجهها للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الخجلة وهي تجيب بخفوت
_ أي خلاص .. حصل خير ماني زعلانة عن جد
ابتسم باتساع وفجأة وثب من مقعده للأريكة يجلس شبه ملتصقا بها ويتمتم بغمزة مشاكسة
_ عن جد عن جد يعني ولا نص نص
انتفضت بفزع بسيط وحدقته مدهوشة لثواني قبل أن ترتفع قسمات الحزم لوجهها وهي تهتف
_ حاتم شو عم تساوي بعد هيك عني وارجع لكرسيك
لم يزيده ڠضبها إلا اتساعا في ابتسامته وهو يوميء بإيجاب مغمغما
_ تمام أنا كدا اتأكدت أنه عن جد فعلا
حدقته شزرا بغيظ وهبت واقفة تسير باتجاه باب المنزل مسرعة لكنها هدأت من سرعة خطواتها حين سمعته يهتف بخبث
_ جهزي نفسك عشان في خطوبة واحد صاحبي بكرا وعازمني ومش حلوة اروح وحدي
استشاطت غيظا منه هو حتى لا يسألها عن رأيها بل يتحدث بلهجة آمرة وبكل ثقة .. التفتت برأسها له تهدر بعناد وغيظ تتحدث اللهجة المصرية
_ مش هروح
ثم التفتت مرة أخرى وأكملت خطواتها