رواية ندي الفصول من 31-40
وفورا استدارت وهرولت مسرعة تغادر قبل أن تفقد أعصابها أكثر من ذلك فتكون هي كبش الفداء وتخسر عملها دون سبب !!
يقف على مسافة ليست ببعيدة منها يتأملها بأعين محبة ترتدي ثوبها الصباحي الأحمر ذو الأكمام الطويلة شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء الرقيقة وبيدها تمسك دلو سقى الزرع تقوم بسكب الماء من الفتحات الصغيرة في الدلو تسقي بها ورودها الحمراء مثلها وفوق شفتيها ابتسامة ناعمة تسرق العقل
تقدم منها بخطوات هادئة فيراها وهي تنحنى بوجهها على الزهور تستنشق رائحتهم وفور شعورها به بجوارها رفعت رأسها وقالت في عفوية بإشراقة وجه
شكلهم جميل أوي مش كدا
امممم جميلة أوي
انتبهت لنظراته لها فارتبكت قليلا واسرعت تشيح بنظرها عنه تهتف في جمود بعدما رأته مردتيا ملابسه ومستعدا للذهاب
إنت رايح الشغل
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت في جدية
ليه إيه المناسبة !!!
عدنان بخفوت جميل وابتسامة
من غير مناسبة مش لازم يكون في مناسبة عشان اخدك ونطلع نقضي وقت لطيف مع بعض
ابتسمت باستنكار عاقدة ذراعيها أمام صدرها تلقي عليه بسهام كلماتها القاسېة
تلاشت ابتسامته ونجحت بالفعل في مبتغاها لكنها وجدته يمد أنامله لخصلاتها يبعدها عن عنيها هامسا في نظرة ذات معنى ونبرة جادة تحمل وعيدا عاطفيا
وأنا سبق ووعدتك إنك هتشوفي شخص تاني ياجلنار وقولتلك إنك من هنا ورايح هتاخدي وبس مني يعني اتعودي على الاهتمام والحب ده
حب وهتديني الحب إزاي وإنت مش بتحبني ياعدنان !!
رأته ينحنى مجددا عليها يلثم وجنتها بقوة ثم يهمس بالقرب من أذنها بنبرته الرجولية العاطفية
ومين قالك إني مبحبكيش !
صابها السكون الممتزج بدهشتها من رده وكالمرة السابقة لم يترك لها الفرصة لتجيب حيث ابتعد وقال غامزا
وباللحظة التالية كان يثير مبتعدا في اتجاه سيارته يتركها متصنمة مكانها بعدم فهم أو استيعاب لما تفوه به للتو
توقف بسيارته أمام مبنى المستشفى ثم ترجل منها وقاد خطواته السريعة للداخل كانت إحدى المستشفيات العامة مكتظة وممتلئة بالمرضى والأطفال وجميع الفئات وقف للحظة يتجول بنظره في الأرجاء يبدو أنا سيبحث عنها بنفسه !
اتجه نحو الدرج يصعد للطابق الثاني ثم وقف بمقدمته وعيناه تبحث عنها لكن لا وجود لها فأكمل صعوده للطابق الثالث والأخير ليندفع يسير به باحثا عنها وأخيرا عيناه التقطتها تجلس فوق أحد المقاعد وتبكي پعنف ثم ترفع أناملها تجفف دموعها بظهر يدها كالأطفال دون أن تتوقف عن ذرف الدموع
تقدم منها في خطوات شبه سريعة حتى وصل إليها فانحنى عليها بجسده يضع كفه برفق فوق كتفها هامسا
مهرة !
نبرة صوته مميزة تستطيع تميزه به وسط جيش من الرجال أو ربما قلبها هو من يميزه رفعت رأسها بسرعة تتطلعه بعيناها الغارقة ولم تشعر بنفسها سوى وهي تهب واقفة تتعلق برقبته وتبكي بنشيج مرتفع
انتابها شعورا بالآمان فور رؤيتها له ودفعها قلبها لمعانقته والتعلق به كطوق النجاة الذي سيأخذ بيدها النور مشاعر غريبة تتمكن منها وبقدر ما هي تخيفها إلا أنها جميلة !
تجمد بأرضه وقد اتسعت عيناه بدهشة وهي بين ذراعيه تتعلق برقبته وټدفن وجهها في كتفه تبكي وتشهق بقوة كانت يديه الاثنين متعلقة بالهواء وأنامله تتحرك بتوتر مترددا هل يحاوطها بهم أم يتركها حتى تفرغ حملها فوق اكتافه وتهدأ ثم تبتعد كان سيسير خلف الاختيار الثاني ولكن قلبه لان ولم يتمكن من تحمل بكائها وكأنها تستنجد به فلف ذراع حول خصرها والآخر ملس به بلطف فوق ظهرها يتمتم في دفء
أهدى يامهرة إن شاء الله تبقى كويسة وتقوم بالسلامة
اشتدت حدة بكائها مهمهمة بصوت فهمه بصعوبة بسبب صوت بكائها المختلط به
الدكتور قال إن في انخفاض حاد في نسبة السكر ودخلت في غيبوبة سكر
تملكه القلق هو الآخر حيث أبعدها عنه بلطف وهتف
هي عندها السكر !
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت في ندم وألم
كله بسببي يارتني قولتلها أنا يمكن مكنش ده حصلها كانت هتسمع منى احسن ما تسمع من الغريب
حاوط كتفها بذراعه يحثها على الجلوس هاتفا بعدم فهم
طيب اهدي واقعدي الأول بس وفهميني
هو ده حصل إزاي !
جففت دموعها وردت بصوت مبحوح مجفلة نظرها الأرض