رواية ندي الفصول من 41-50
في السچن دلوقتي .. واوعدك إني هاخدلك حقك منه وهخليه يقضي بقية حياته في السچن
ثواني معدودة ورأى الدموع تنهمر فوق وجنتيها بصمت فاقترب منها وقال برجاء دون أن يلمسها حتى لا يخيفها كالمرة السابقة _
_ زينة عشان خاطري بلاش عياط دموعك غالية عندي أوي .. عارف إن اللي حصل مش سهل بس إنت قوية وهتقدري تتخطي المحڼة دي وأنا هفضل جمبك ومش هسيبك ومامتك كمان معاكي
ازدادت حدة بكائها فدفنت وجهها بين كفيها وارتفع صوت نجيبها وشهقاتها تنفض جسدها نفض .. تمزق قلبه لأشلاء من الألم والحزن على محبوبته ولكم تمنى أن يضمها لصدره ويطمئنها بوجوده وأن لن يمسها مكروه ثانية طالما هو معها .. لكنه يخشى من ردة فعلها ويفهم وضعها وأنها ليست في حالة تسمح لها باقتراب أي رجل منها حتى لو كان هو ! .
_ ارتحتي !
رفعت أناملها لوجنتيها تمسح دموعها ثم استقرت نظراتها على رأسه حين تذكرت أنه مصاپ بها .. قرأ علامات الاهتمام في عيناها وهي تتطلع برأسه في صمت دون أن تتحدث فابتسم بحب وسعادة داخلية لقلقها عليه فيتمتم _
_ أنا كويس .. وهبقى كويس اكتر لما تتكلمي وتسمعيني صوتك وتبقى إنتي كمان كويسة
انزوت نظرها عنه في انكسار وألم .. وبعد لحظات طويلة نسبيا جذبت الغطاء على جسدها وتمددت فوق الفراش توليه ظهرها لتنهمر دموعها من جديد لكن هذه المرة دون أن تسمح له برؤيتها .. أخذ نفسا عميقا في يأس وألم ثم استقام واقفا وقال بخفوت جميل _
استمرت دموعها في السقوط دون توقف .. تود التكلم معه ولكن لسانها يرفض وبشدة ونفسها المنكسرة تمنعها .. ولم تكن سوى ثواني معدودة حتى سمعت صوت الباب ينغلق بعدما غادر واغلقه خلفه .
اندفعت لداخل المنزل وسارت تجاه الدرج تصعد درجاته بخطوات شبه سريعة .. بينما عدنان فدخل خلفها واغلق الباب ثم صاح عليها وهو يسير خلفها يصعد الدرج _
_ جلنار .. جلنار أنا بكلمك !
أكملت سيرها غير مبالية بصياحه عليها حتى وصلت إلى الغرفة ودخلت لتجيبه أخيرا ببرود غير متوقع _
_ نعم
_ إيه اللي بتعمليه ده !! .. اكيد يعني مش حركة رخيصة زي دي هتعمل مشكلة بينا
ابتسمت له وقالت بلامبالاة مزيفة _
_ مفيش مشكلة ولا حاجة ما أنا متعودة على كدا
_ إيه متعودة دي !!
جلنار بنظرة ڼارية _
_ يعني اعمل اللي إنت عايزه يا عدنان مليش دعوة بيك وإنت كمان ملكش دعوة بيا
اندفع نحوها ثائرا وجذبها من ذراعها يصيح في عصبية _
_ بلاش جنان ياجلنار .. كانت قاعدة معايا بنراجع ورق الشغل وبعدين دخلت الحمام وطلعت بالمنظر ده
خرجت عن إطار برودها المزيف لتدفع ذراعه بعيدا عنها وتصرخ به بصوت لم يكن يتوقع أبدا أن يخرج من زهرته الناعمة أبدا _
هدأت عصبيته واعتلى الذهول معالمه الذي كان سبب في رسم الابتسامة على شفتيه وهو يرفع كفه يملس فوق ذراعها بلطف ويهمس في خفوت ليهدأها _
_ طيب اهدي في إيه .. كل اللي إنتي عايزاه هيتنفذ ياحبيبتي اهدي بس
دفعت يده بعيدا عنها وصاحت به في انفعال _
_ أنا بتكلم بجد مش بهزر وإلا صدقني هتندم ياعدنان
ابتسم وقال بهدوء ونظرة ثاقبة _
_ أنا مش بتهدد يارمانة ! .. بس كمان مش عايزك تكوني متعصبة مني عشان كدا بقولك اللي إنتي عايزاه هيتنفذ
جلنار بأعين تطلق شرارات الإنذار وكأنها تتحداه أن يرفض _
_ اطردها !
عدنان مبتسما بتعجب _
_ مش شايفة إنه زيادة شوية والموضوع مش مستاهل كل ده !
جلنار بشراسة ونظرات ثابتة على خاصته _
_ أنت مش غبي وفاهم كويس أوي زي ما أنا فاهمة جميلة هدفها إيه وسبب تقربها منك .. وأنا مش حابة إن واحدة زي دي تكون موجودة في الشغل معاك
رغم نظرات التحدى والتحذير التي تحدقه بها وتستفزه بشدة إلا أنه قرر الخضوع لها وهتف بالموافقة _
_ طيب هنقلها في الفرع التاني للشركة بس الأول تخلص المشروع اللي هي مسكاه وبعدين هنقلها .. أي أوامر تاني يا جلنار هانم !!
كانت جملته الأخيرة استنكارية وهو يبتسم لها فرمقته بغيظ وڠضب قبل أن تبتعد وتسير تجاه الحمام .. هي ليست بساذجة حتى لا تفهم أن فعلتها