الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول من 51-60

انت في الصفحة 13 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

يغور في داهية إنت الأهم دلوقتي .. فين تلفونك هتصل بالإسعاف فورا 
_ أنا بحبك يامهرة ! 
انتابتها حالة من الهلع والزعر فراحت تهز وجهه بقوة وتصيح بصوت مرتجف وبكاء حارق 
_ آدم افتح عينك ابوس إيدك .. آدم متسبنيش أنا كمان بحبك والله .. أنا مش هسامح نفسي .. آدم متومتش .. آدم عشان خاطري رد عليا 
بعد لحظات اقتحم الضباط المنزل وكان من ضمنهم صديقه الذي زعر واسرع لآدم وأول شيء فعله أنه قام بالتحقق من نبضه ومن ثم حاول إبعاد مهرة عنه هاتفا بجدية 
_ ابعدي يا آنسة مهرة لو سمحتي لازم ناخده على المستشفى حالا 
هتفت پبكاء حار وهي تهز رأسها بالنفي 
_ لا أنا مش هسيبه .. هو عايش صح .. عايش 
أجابها بإيجاز وقلق 
_ عايش عايش بس لازم نلحقه 
ابعدته عن أحضانها مجبرة ورأتهم وهم يحملونه ويغادرون به بعد دقائق معدودة فور وصول الإسعاف .. وكانت هي خلفهم تماما وأصرت على البقاء بجانبه بسيارة الإسعاف ...........
فتحت جلنار عيناها بانزعاج على أثر رنين الهاتف الصاخب .. ثم مدت يدها له وهزته برفق هامسة 
_ عدنان .. عدنان .. قوم شوف مين بيتصل 
أصدر تأفف عاليا بخنق وتمتم بخمول دون أن يفتح عيناه 
_ سيبك منه ياجلنار 
ثم مد يده للهاتف وكتم صوت الاتصال .. لم تلح عليه وعادت تكمل نومها من جديد لكن المتصل كان مصر .. حيث عاد يصدح صوت الهاتف من جديد .. وهذه المرة أصدرت تأففا قوي واعتدلت في نومها لتقترب منه وتميل من فوقه حتى تلتقط الهاتف وفور رؤيتها للرقم المصري المجهول ضيقت عيناها باستغراب وقلق لتهزه مجددا بقوة وتهتف في جدية 
_ ده رقم مصري !! .. قوم ياعدنان رد شوف مين 
فتح عيناه بعدما اخترقت أذناه جملتها الأولى واعتدل في نومته بسرعة ليجذب الهاتف من يدها ويجيب 
_ الو 
وصله صوت نشأت المريب على الجهة الأخرى من الهاتف 
_ عدنان تركب الطيارة حالا وترجع إنت وجلنار وهنا 
استقام جالسا بفزع وقال بصوت مترقب لرده 
_ في إيه يا نشأت حد جراله حاجة ! 
نشأت بهدوء مزيف 
_ لما تيجي هقولك .. اعمل زي ما بقولك بس وتعالى حالا
أبعد الغطاء عن جسده وهب واقفا ليجيبه ببعض العصبية بسبب قلقه 
_ ما تتكلم يا نشأت في إيه !! 
تنهد الصعداء بعدم حيلة ورد مغلوبا بأسف 
_ آدم في المستشفى وحالته صعبة جدا 
انتفض قلبه زعرا على أخيه وصاح 
_ إيه .. مستشفى إيه إزاي وامتى حصل الكلام ده !! 
نشأت بصوت رجولي حازم 
_ مش وقته يا عدنان تعالى وهفهمك كل حاجة لما توصل .. أنا في المستشفى معاه دلوقتي
لم يجيبه وانزل الهاتف والقى به فوق الفراش ليندفع نحو الحمام مهرولا لكن جلنار قبضت على ذراعه وسألته بفزع 
_ مين في المستشفى ياعدنان ! 
_ آدم .. جهزي الشنط والبسي إنتي وهنا فورا عشان هنرجع دلوقتي
شعرت بوغزة ألم وخوف عندما سمعت اسمه .. و استحوذت عليها صډمتها لبرهة حيث بقت متسمرة بأرضها لدقيقتين كاملتين حتى بالأخير استعادت وعيها واندفعت إلى الخزانة وجذبت الحقيبة تضعها فوق الفراش ثم تخرج الملابس من الخزانة وتضعها في الحقيبة بعشوائية وعدم تنظيم .. أما ذلك العضو الذي في يسارها فلا يتوقف عن الدق پعنف من فرط القلق والهلع !! ........
اقترب نشأت بخطواته من تلك المسكينة المنزوية في أحد الأركان بمفردها وترفع كفيها أمام أنظارها تتطلع بيديها المتلطخة بدمائه وتبكي بحړقة !! ...
جلس بجوارها وهمس في خفوت ونظرة مشفقة عليها 
_ قومي يابنتي اغسلي ايدك ووشك .. متقلقيش إن شاء الله هيطلع بالسلامة 
تطلعت مهرة بنشأت رغم أنها لا تعرفه لكنها رمقته بوهن وقالت پبكاء 
_ هو جوا دلوقتي بسببي .. لو حصله حاجة مش هسامح نفسي أبدا .. مش هقدر اخسره كمان زي ماما وبابا
رفع كفه ورتب على كتفها بلطف متمتما في صوت رزين 
_ ادعيله .. وبإذن الله هيطلع من العمليات ويرجع زي الأول واحسن 
تطلعت في يديها بعدم وعي وراحت تبكي بشدة وتقول 
_ قولتله يبعد عني مسمعش كلامي .. أنا كنت حاسة أنه هيتأذي بسببي عشان كدا كنت ببعده .. أسمهان مش هي وحدها السبب
ضيق عيناه بحيرة فور سماعه لاسم أسمهان وكان سيهم بطرح سؤاله لكنه لمح أسمهان تهرول من بداية ردهة الطابق بهلع ودموعها تملأ وجهها كله .. استقام واقفا وتقدم لها حتى وصل لها فوجدها تردف بړعب غير طبيعي وبكاء حار 
_ ابني يا نشأت .. ابني جراله إيه .. أنا عايزة اشوفه واطمن عليه
امسكها من ذراعيها ليهدأها وينظر في عيناها بقوة هاتفا 
_ اهدي يا أسمهان .. مينفعش تشوفيه هو في العمليات دلوقتي
كأنها لم تسمع كلمة واحدة مما تفوه به حيث حاولت إبعاده عنها وصاحت باكية 
_ أنا لازم اشوفه .. مين اللي عمل فيه كدا ..
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 40 صفحات