الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول من 51-60

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

بيأس وحزن 
_ مش هيرجع ياماما هشام قرر إنه يبعد عني خلاص .. ده لو مقررش إنه يكمل حياته هناك ويتجوز زي ما قالت ألاء فعلا
ردت ميرڤت باسمة بحنو 
_ وإنتي زعلانة إنه مش هيرجع ولا إنه ممكن يتجوز 
أجابت بدون تفكير في عينان دامعة 
_ الأتنين !
ثم ارتمت بين أحضان والدتها وقالت بصوت مبحوح 
_ هو أنا ليه بخسر كل الناس القريبين مني وبحبهم ياماما !
ملست ميرڤت على ظهرها برفق وتمتمت بحب 
_ ياحبيبتي إنتي مخسرتيش حد أنا جمبك ومش هسيبك أبدا وهشام إن شاء الله هيرجع أنا واثقة
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بصمت وهي بين ذراعين والدتها تتشبث بها كالغريق المتعلق بطوق النجاة الوحيد الذي لديه !!! .
على الجانب الآخر في إيطاليا ......
تقف بشرفة المنزل الصغير والفاخر تتأمل منظر المياه الطبيعي والخلاب أمامها .. ونسمات الهواء الباردة تلفح صفحة وجهها وتتطاير معها خصلات شعرها السوداء الحريرية .. وتزين شفتيها الناعمة ابتسامة رقيقة . 
_ وأنا مش عايز حاجة غير إني اشوف ابتسامتك وسعادتك بس على وشك
ابتعدت عنه واستدارت ثم رمقته مطولا وسألت بتدقيق 
_ اشمعنى دلوقتي قررت تاخدنا الرحلة دي .. يعني إيه اللي خلاها تيجي في دماغك فجأة كدا
ضحك وتمتم غامزا 
_ حبيت اقضي وقت جميل ولطيف مع مراتي وبنتي بعيد عن ضغط الشغل .. والأهم اسعدكم واشوف الفرحة على وشكم
ابتسمت بنعومة ثم تقدمت خطوة واحدة إليه ولفت ذراعيها حول رقبته تهتف بدلال 
_ بس أنا عايز اروح كل مكان واتفرج على إيطاليا كلها يعني طالما جبتني هنا بإرادتك يبقى مش هنرجع إلى بإرادتي أنا وبعد ما ازهق وامل منها
قهقه بخفة ثم قال مداعبا إياها بغمزة عابثة 
_ وافرجك العالم كله كمان يارمانة مش ايطاليا بس
تدللت أكثر وردت بغنج ورقة ساحرة أذابته بالكامل 
_ متقولش رمانة .. رمانتي احلى !
رفع حاجبه مبتسما بدهشة بسيطة امتزجت بنظرته الغرامية ثم دنى منها وهمس بنبرة لها أثر سحري عليها 
_ بس كدا من عنيا يا رمانتي
_ يعني هتهربي مني فين دي الشقة كلها اوضتين وصالة !
ردت ببرود متعمد 
_ وفيها إيه يعني !  
_ هقولك فيها إيه 
شهقت وهتفت برجاء وامتعاض مزيف 
_ طيب خلاص نزلني والله ومش هطلع صوت تاني .. عدنان نزلني .. عدنان
لم يجيبها وفقط سمعت صوت ضحكته الرجولية الجذابة فلم تتمكن من منع ابتسامتها رغما عنها وبعد ثواني كان يدخل بها الغرفة ويغلق الباب خلفهم !! .....
عودة إلى مصر ......
نظرها كان عالق على ساعة يدها تتفقد الساعة التي تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل .. تأخرت بالعمل ولم تنتبه للوقت جيدا .. والآن تقف تنتظر رؤية أي سيارة أجرة حتى تستقل بها .
ظلت تتلفت برأسها يمينا ويسارا على أمل رؤية أي سيارة بهذه المنطقة لكن طال انتظارها دون فائدة حتى بدأت تفقد الأمل وكانت على وشك أن تسير قدما لخارج هذه المنطقة حتى تستطيع العثور على سيارة تأخذها لمنزلها .
لكن فجأة على الجانب المقابل من الطريق التقطت عيناها ذلك الرجل وهو يقف ويتطلعها مبتسما بشيطانية ووعيد .. شعرت لوهلة بتوقف نبضات قلبها وأنها ستفقد وعيها فأسرعت وتلفتت حولها كالمچنونة پخوف بحثا عن أي سيارة أو أحد لكن الطريق كان فارغ تماما .. وحين عادت بنظرها إليه رأته يقود خطواته السريعة إليها عابرا الشارع .. ارتجفت قدماها وتصلبت بالأرض غير قادرة على الحركة وكأنها تقف منتظرة حتفها !!! ...........
............ ...........
_ الفصل الثاني والخمسون _
يجلس فوق مقعد خشبي طويل دائري دون ظهر وأمامه حاملة اللوحات الكبيرة وموضوعة بداخلها اللوحة البيضاء .. وبيده يمسك بالفرشاة يمررها بدقة فوق اللوحة يرسم بها لوحته المميزة .. توقف عن ممارسة هوايته المفضلة لفترة طويلة والآن قرر العودة لكن بلوحة مختلفة تماما عن أي واحدة سبقتها .
_ أيوة يا محمد 
آجابه الآخر بصوت مرتعد قليلا 
_ ياباشا أنا قدام المكتبة دلوقتي .. سبت العربية بس خمس دقائق روحت الحمام ولما رجعت لقيت المكتبة مقفولة وآنسة مهرة مش موجودة
ضيق آدم عيناه باستغراب وتمتم 
_ مشيت يعني ولا إيه .. وهي ليه قعدت لغاية الوقت ده
في الشغل المفروض إن آخرها الساعة عشرة ! 
محمد باضطراب 
_ معرفش ياباشا بس في حاجة تاني كمان شوفتها عشان كدا اتصلت بيك 
بدأت تحتد ملامح آدم الذي قال بريبة 
_ في أي ما تنطق يابني 
ابتلع الآخر ريقه پخوف من ردة فعله وأجاب متلعثما 
_ لقيت تلفونها واقع قدام المكتبة وكمان شالها اللي كانت لابساه على رقبتها
ترك الفرشاة بهذه اللحظة واتسعت عيناه بدهشة امتزجت بالڠضب والقلق .. ويظرف دقيقة فقط بعد تفكير عميق منه اشعره بأن هناك شيء غامض وربما لا تكون عادت للمنزل من الأساس ! .. وثب واقفا وهتف بسخط ولهجة آمرة 
_ اقلب المنطقة اللي حوالين المكتبة دي كلها ودور عليها في كل شبر لغاية

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات