رواية ندي الفصول الاخيرة
احكمي بعدين .. بعدين دي جدتك واقفة على رجلها وبتجهز كل حاجة برا لو عرفت إنك مش هتطلعي هتزعل ولقدر ممكن يجرالها حاجة من كتر الزعل وتتعب
_ بعد الشړ عليها .. بس أنا مش هطلع برضوا يا سهيلة
سهيلة بتوسل
_إنتي هتخسري ايه اطلعي وخلاص معجبكيش ارفضيه زي ما بتعملي كل مرة .. عشان خاطر جدتك حتى
_ قومي بقى يلا بقولك زمانه على وصول
مهرة بقرف وعدم مبالاة
_ ما يوصل ولا يتنيل أنا مالي .. كدا كدا هرفضه
ثم استقامت واقفة واتجهت إلى خزانتها لكي تخرج شيء من ملابسها حتى ترتديها بينما في الخلف كانت سهيلة تبتسم بسعادة وخبث وقالت لها
رمقتها مهرة بنظرة ڼارية ومغتاظة ثم صاحت بها منفعلة
_ بقولك إيه متحطهاش في دماغي بدل ما والله العظيم اعمل نفس اللي عملته مع صابر
شهقت سهيلة پخوف وقالت مسرعة تسحب كلامها
_ لا لا خلاص أنا آسفة البسي اللي تحبيه إن شاء الله حتى تطلعي ببجامة البيت
كانت جلنار كامنة فوق فراشها وبجوارها ابنتها التي نامت بعد محاولات عديدة منها لتهدأتها بسبب بكائها والحاحها الشديد على رؤية والدها وأنها اشتاقت له وتريد قدومه وبقائه معها ! .
كانت كل لحظة والأخرى تلقي نظرة عليها بجوارها وتنتهد الصعداء بعمق ثم راحت تمد يدها لبطنها تتحسسها وتلقائيا ارتسمت البسمة فوق ثغرها فور تذكرها له وأنها تحمل طفله الثاني داخلها .. جعلت تملس فوقها بسعادة ودفء أمومي ممتزج بحبها الدفين لوالد أطفالها .
عدنان أول ما تفضى تعالى لأن هنا عايز. تشوفك وبتقول بابي وحشني .. النهارده نومتها بصعوبة من كتر العياط وإصرارها إنك تيجي تشوفها وتقعد معاها
خرجت مهرة من غرفتها حين أشارت لها جدته بالخروج .. ففعلت على مضض وهي مشمئزة وعابسة الوجه من فرط الخنق .. سارت بخطواتها العادية إلي الخارج وهي ليست متوقعة أبدا ما ينتظرها .. حيث بمجرد وصولها ورؤية العريس تجمدت بأرضها وكأنها صنم .. تحدقه بذهول وعدم استيعاب !!! ............
_ الفصل الخامس والستون _
بقت تحدقه في عدم استيعاب ونظرات بها القليل من البلاهة .. وتحاول اقناع عقلها أن ما تظنه ليس صحيح وأنه ربما جاء لزيارة فقط .. انحرفت عيناها قليلا لتقع على عدنان الجالي بجواره ويطالعها بنظراته الثاقبة كعادته ! .
سارت رجفة باردة في جسدها بالكامل ونبضات قلبها تسارعت .. ما بين سعادة وتوتر وخوف .. بقت مكانها متصلبة حتى سمعت صوت جدتها وهي تقول باسمة
_ تعالي يامهرة يابنتي سلمي على عريسك واقفة كدا ليه !
ضړبت الكلمات بعقلها جعلتها ترغب للحظة أن تنشق الأرض وتبلعها من فرط الخجل والارتباك .. فأخذت نفسا عميقا وقاومت توترها ثم تقدمت منهم بخطا هادئة حتى وصلت أولا لعدنان فصافحته بابتسامة رقيقة وبادلها هو الابتسامة العذبة .. ثم تحركت تجاه آدم الذي يتأملها مبتسما بنظرات كلها غرام ورغبة .. مدت يدها وصافحت طرف يده بسرعة من فرط خجلها وهي تبتسم باضطراب ثم أسرعت وراحت تجلس بجوار جدتها دون أن ترفع عيناها عن الأرض .. وتفرك يديها ببعضهم في حركة لا إرادية منها .. هي نفسها لا تدري ماذا دهاها لأول مرة تخجل منه بهذا الشكل .. اين ذهبت الجراءة التي كانت تتحلى بها والثبات ..
يبدو أن كل شيء في حضرة القلب ومشاعره لا يكون له وجود باستنثاء العشق والخجل ! ...
كانت تختلس النظرات إليه خلسة كل دقيقة والأخرى .. تارة تجده ينظر لها وتارة يكون منشغل بالحديث مع جدتها وأخيه .. الذي انتهى بالأخير حول جملة عدنان
_ طيب مش نقرأ الفاتحة بقى ولا إيه ياحجة فوزية !
ضحكت فوزية بخفة وضمت كفيها لترفعهم بالقرب من وجهها لكي تبدأ في قراءة سورة الفاتحة وآدم وعدنان فعلا المثل معادا مهرة التي غارقة في خجلها وارتباكها الغريب ولم تقف سوى على وغزة جدتها لها في ذراعها أن ترفع يديها وتقرأ معهم الفاتحة .. فرفعت يدها بسرعة وهي تختطف نظرات محرجة إليهم فرأته ينظر لها ويضحك فأجلفت نظرها أيضا بسرعة وبدأوا جميعا