رواية ندي الفصول الاخيرة
خاېفة إنها ټوجعك وتاخد فلوسك بعدين .. مكنتش اعرف إنك بتحبها بجد وللدرجة دي .. أنا آسفة يابني سامحني أنا عرفت غلطي
ثم توقفت للحظة ووجهت حديثها لآدم الذي راحت تبكي بۏجع حين تذكرته وتقول
_ كنت بقول لو الدنيا كلها وقفت ضدي .. آدم الوحيد اللي هيفضل جمبي .. ده إنت ابني الحنين وحبيب أمه اللي مش بيستحمل يشوفني زعلانة للحظة .. كدا يا آدم تسيبني وحدي ياحبيبي .. هونت عليكم تقسوا عليا ولا تسألوا فيا للدرجة دي .. أنا مش زعلانة منكم بس ارجعولي وسامحوني
فتحت الباب ودخلت ثم تقدمت منها قليلا وقالت باهتمام
أسمهان بعناد وصوت مبحوح
_ مش عايزة أكل سبيني وحدي واطلعي برا
الخادمة بإصرار وڠضب ملحوظ في نبرتها
أردف أسمهان بنفاذ صبر وخنق
_ قولتلك سبيني وحدي واطلعي ياسماح
_ هطلع بس هروح اجبلك الأكل واجي
استدارت وقبل أن تخطو خطوة واحدة للخارج تذكرت شيء جعلها تتصلب بأرضها .. تفكر مترددة تخبرها أم ليس له داعي بهذا الوقت .. لكنها سمعت صوت أسمهان تسأل
التفتت لها وقالت بتوتر
_أصل في حاجة كدا والصراحة مش عارفة اقولك ولا لا ياهانم
_ حاجة إيه دي .. قولي يا سماح علطول من غير مقدمات !
ابتلعت ريقها بارتباك وقالت في أسف تحاول إخفائها لمعرفتها بنقمها لزوجة ابنها
_ عدنان بيه طلق الست جلنار النهارده
_ إيه اتطلقوا !! .. إنتي عرفتي إزاي
_ بدرية اللي شغالة عند نشأت بيه أنا وهي نعرف بعض ولما كلمتها من شوية قالتلي
استقامت واقفة وسألت باهتمام وقلق
_ طيب وعدنان فين دلوقتي
_ معرفش هي مقالتليش حاجة غير ده بس
أشارت لها أسمهان بيدها أن تنصرف بعد أن امسكت بهاتفها وحاولت اجراء اتصال بابنها .. رغم معرفتها أنه لن يجيب لكنها قررت أن تجرب حظها واندهشت حين انفتح الاتصال وأجاب عليها بسخرية
سالت دموع أسمهان بغزارة وردت عليه وسط بكائها تتوسله بمشاعر صادقة وحزن
_ مستحيل افرح في وجعك وحزنك ياحبيبي .. ابوس إيدك قولي إنت فين خليني اجيلك اشوفك واخفف عنك يابني
خرج صوته محتقن بالدموع وضعيف
_ هتداوي إيه ولا إيه ! .. معدش هيفيد بحاجة خلاص
كانت ستجيب عليه لكن صوت صافرة إنهاء المكالمة
ضړبت بأذنها فأنزلت الهاتف تنظر إليه بدهشة وعادت فورا تحاول معاودة الاتصال به لكنه لم يجيب هذه المرة ......
مر يومين منذ يوم الطلاق ولم تراه حتى لا يأتي لرؤية ابنته .. قلقت وخشيت أن يكون صابه مكروه لكن حمدت ربها حين رأت سيارته تقف أمام المنزل ويترجل منها .. تنهدت الصعداء بارتياح وبقت تتابعه بنظرها وهو يخطو بخطواته إلى الداخل .. عندما رفع نظره للأعلى وتطلع بها أجفلت نظرها بسرعة بعيدا عنه فيزفر هو مع ابتسامة مستنكرة منه ثم يكمل طريق للداخل .
طرق عدة طرقات على الباب وبعد لحظات فتحت له بدرية التي رحبت به ترحيبا حارا وفور دخوله رأى صغيرته تجلس فوق مقعد صغير يناسبها وأمامها طاولة قصيرة مقاربة لطول قامتها الصغيرة وتمسك بيده قلم ألوان تخط به رسمها الطفولي فوق الورق .. وحين لمحت أبيها وثبت واقفة بفرحة وصاحت پجنون وهي تركض نحوه
_ بابي
ظهرت الضحكة بوضوح في لحظة فوق ثغره العابس وانحنى للأمام حتى يلتقط صغيرته التي تأتي إليه ركضا .. وفور وصولها حملها فوق ذراعيه ولثم وجنتيها وشعرها بعمق متمتما في شوق وصوت عاجز
_ وحشتيني أوي ياهنايا
ردت الصغيرة برقة وابتسامة تسرق العقل
_ وإنت كمان يابابي وحشتني أوي .. بس إنت ليه مكنتش بتيجي تشوفني !
أردف معتذرا بصدق وحزن
_ أنا آسف ياروح بابي كان معايا شغل بس خلاص من هنا ورايح كل يوم هجيلك
نزلت من فوق ذراعيه وشبكت يدها الصغيرة بكفه الضخم تسحبه معها نحو طاولتها متمتمة
_ تعالى بص رسمت إيه !
سار خلفها مبتسما بحب وراحة فلولا وجود ابنته لفقد عقله منذ وقت