السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 5 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

طويل .. وجدها تلتقط الورقة وترفعها أمامه تسأله بحماس طفولي ونعومة 
_ حلوة 
تلاشت ابتسامة وجهه فور تمعنه في الرسمة .. حيث رأى رجل وامرأة وبينهم بالمنتصف طفلة صغيرة وقبل أن يدرك الرسمة كانت هي تهتف بعينان لامعة تشير على كل شخص بالرسمة 
_ دي مامي ودي أنا وده إنت .. حلوة يابابي 
شرد للحظة بأسى وحسرة ثم ابتسم لها ومال يجلس القرفصاء أمامها مردفا بغمزة مشاكسة وساحرة 
_جميلة أوي يابابي .. بعدين أي حاجة بتعملها هنون والأيد القمر دي لازم تطلع حلوة 
انهى عبارته وهو يمسك بيدها ويرفعها لشفتيه يقبل ظاهرها بحنو فتبتسم هي له بخجل ورقة أذاب قلبه جعله يضحك ويجذبها لذراعيه لاثما شعرها .
أبعد ابنته عنه ببطء حين سمع صوت خطوات تهبط الدرج فالټفت برأسه تجاهه ليجدها هي تنزل برقة مرتدية ثوب أبيض طويل وبحمالات رفيعة منحدرة بفتحة مثلثية صغيرة عند الصدر لكن لا تظهر داخلها .. رغم أنها لا ترتدي شيء مختلف عن عادتها في الملابس إلا أن مظهرها حبس أنفاسه والهب نيران شوقه لها .. فبقى يتمعنها بشرود حتى سمع صوتها الناعم 
_ ازيك ياعدنان 
تطلعها مطولا بنظرة متفحصة رغم نيرانه الداخلية إلا أنه
أظهر الجمود وهو يجيبها 
_ كويس وإنتي 
اكتفت بهز رأسها وابتسامة خاڤتة كإجابة على سؤاله بأنها بخير .. بينما هو فعاد وانشغل بالحديث مع صغيرته يمزح معها ويداعبها بحنو وبين كل لحظة والأخرى كان يخطف النظرات خلسة لها دون أن تنتبه .. أما هي فبعد دقائق معدودة استقامت واقفة وكانت على وشك الرحيل لكن صوت رنين هاتفه جعلها تتوقف كنوع من الفضول وحين أخرج الهاتف وأجاب بنبرة طبيعية 
_ أيوة يا مروة اخبارك إيه 
قال تلك العبارة فقط وهب واقفا بعد أن خطڤ قبلة سريعة من وجنة هنا وابتعد يغادر المنزل ليتحدث بالخارج .. وسط نظراتها المشټعلة له وهي ترفع حاجبها مغتاظة .. جاهدت في البقاء ثابتة وغير مبالية بأمره على عكس داخلها الذي يشتعل .. ولوهلة رغبت بأن تندفع إليه وتسأله من تلك الفتاة ولكن بأي حق ستسأله بعد طلاقهم وبالأخص أنها هي من أصرت على الانفصال ونفذت مطلبها بالنهاية ! .
ظلت ساكنة مكانها دون حركة وعيناها عالقة على الخارج تتابعه من النافذة المفتوحة وهو يتحدث مع تلك الفتاة وتارة يضحك وتارة يتحدث بجدية .. وعلى الجانب الآخر كانت ابنتها تحدثها وتشرد لها حكايتها الطفولية وهي مرة تجيب ومرة يكون كامل تركيزها منصب عليه لتخرج منها همسة بالأخيرة ساخرة وهي تبتسم 
_ ومتتكلمش ليه جمبنا .. طلعت برا ليه ولا هو الموضوع مهم للدرجة ! 
بقت تأكل في نفسها من الغيظ والغيرة حتى عاد بعد دقائق .. فاستقرت في عيناها نظرات كلها امتعاض وخنق تصنع أنه لم يلاحظها وتجاهلها تماما ثم عاد لابنته وسأله عن جدها نشأت فاخبرته أنه ليس بالمنزل وخرج منذ الصباح الباكر ....
كانت تمنع عيناها من النظر إليه بڼارية عنوة ورغما عنها ټخونها النظرات وتتطلع إليه حتى بالأخير وجدت أن أفضل حل هي أن تبتعد وتصعد لغرفتها فلا فائدة من البقاء بمكان هو موجود به .. لقد انفصلا وقد انتهى كل شيء ! .
توقفت وقبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام انتابها دوار شديد للحظة جعلها ترتد للخلف وكانت على وشك أن تسقط لولا يديه التي احاطتها بإحكام .. فحدقته مذهولة ورأت وجهه مشوشا بالبداية لكن عادت الرؤية لوضعها الطبيعي بعد ذلك وسمعت صوته القلق ونبرته الدافئة يسأله 
_ جلنار إنتي كويسة ! 
فركت جبهتها بلطف وتمتمت بصوت خفيض 
_ كويسة .. أنا هطلع ارتاح في أوضتي فوق شوية
تحركت وبعد خطوات بسيطة عاد الدوار من جديد ولحسن حظها هذه المرة أنها كانت بالقرب من الحائط فاستندت عليه وباللحظة التالية فورا وجدته خلفها يهمس بغلظة صوته الرجولي 
_ مش هتقدري تطلعي وحدك تعالي هطلعك 
ولم يمهلها الفرصة لتجيب حيث وجدته ينحنى ويحملها فوق ذراعيه ويصعد بها الدرج .. شهقت مصډومة وهمست پغضب محاولة إخلاص نبرة صوتها حتى لا تسمعهم الصغيرة 
_ إنت بتعمل إيه .. نزلني متنساش إننا اتطلقنا خلاص 
رمقها بنظرة مستاءة ومخيفة بعد تذكيره بطلاقهم وهتف 
_ منستش ومتنسيش إنتي كمان إنك لسا في فترة العدة 
جلنار بعصبية مكتومة وهي تصر على أسنانها 
_ عدنان نزلني .. نزلني ! 
قال بخنق وغيظ منها 
_ متقلقيش أول ما نوصل الأوضة هنزلك وامشي أساسا 
_ نزلني بقولك !! 
لم يكترث لأمرها وأكمل سيره حتى وصل لغرفتها ثم انزلها فوق الفراش طالعها بنظرة مغتاظة وعدم حيلة قبل أن يستدير ويهم بالانصراف كانت هي تثب واقفة من الفراش وتركض للحمام حتى تفرغ ما بمعدتها .. اسرع إليها ووقف عند الباب يطرق بقوة ويهتف بقلق 
_ جلنار إنتي كويسة افتحي الباب .. طيب اطلبلك الدكتور 
ردت عليه بصوت مبحوح وضعيف 
_ أنا كويسة يا عدنان .. امشي

انت في الصفحة 5 من 74 صفحات