السبت 23 نوفمبر 2024

رواية قوية القصول 4-5-6

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


يتقدم ولأبس بنطلون فسفوري اللون رشق في عيني جابلي حول والله 
فوزية بغيظ 
_ ياختي بركة ! 
ابتسمت مهرة ببلاهة بعدما أحست بهدوء انفعال جدتها قليلا ثم تحركت بحذر وخبث نحو جدتها حتى قفزت بجوارها ولفت ذراعيها حول أكتافها تقول بمكر  
_ يازوزا أنا مواصفات فتى أحلامي مختلفة 
_ أكيد اهطل زيك 
مهرة بشفتين مزمومتين  
_ لا لا انتي مش هتفهميني وبتستهزئي بأحلامي التافهة 
تنهدت فوزية بعدم حيلة ثم اتجهت وجلست على الأريكة لتقول بصوت مرهق  
_ يابنتي حرام عليكي عايزة اطمن عليكي وافرح بيكي قبل ما اموت .. انتي أمانة امك الغالية الله يرحمها لو حصلي حاجة هسيبك لمين 

إجابتها بسخافة وهي تضحك 
_ سبيني لضميري 
انحنت فوزية وهمت بالتقاط شبشبها لكن مهرة قفزت وجلست بجوارها فورا وهي ټحتضنها وتهتف بضحك ومرح  
_ ټموتي فين بس ده انتي صحتك زي البومب ده أنا قرب يجيلي كساح وإنتي بتجري زي الخيل 
دفعتها فوزية بخفة هاتفة بسخط بسيط  
_ نقي عليا يا بنت رمضان مش كفاية فقعالي مرارتي عايزة تجيبي اجلي كمان
انحنت عليها وطبعت قبلة عميقة على جبهتها وهي تقول بعذوبة  
_ ربنا يديكي الصحة يازوزا ويخليكي ليا .. هو أنا أقدر أعيش من غيرك برضوا 
طالعتها فوزية بحنان ثم جذبتها لأحضانها وهي تملس على شعرها وتطبع قبلات متفرقة عليه بحب ...

داخل منزل شقيقة أسمهان ....
سارت باتجاه أسمهان وهي تحمل كأسين من العصير الطازج ثم وضعتهم على منضدة صغيرة أمامهم وجلست بجوار شقيقتها وهي تسأل باهتمام  
_ لسا مفيش خبر عن جلنار يا أسمهان  
هتفت أسمهان بخنق محدثة شقيقتها  
_ يعني أنا جيالك يا ميرفت عشان تجبيلي سيرة اللي ما تتسمى دي 
ميرفت بعدم فهم  
_ أنا نفسي افهم إنتي مش طيقاها ليه .. هي البنت عملتلك إيه دي حتى جيبالك حفيدة زي القمر ماشاء الله 
أسمهان بغل وحقد  
_ مش طيقاها عشان بنت نشأت الرازي .. ده راجل قذر وكل يوم مع ست شكل .. وكل همه الفلوس ومصلحته وبس واهي بنته زيه لما لقت مفيش فايدة من ابني ومش هتعرف تاخد حاجة منه قالت اطلب الطلاق ولما رفض خدت البنت وهربت والله اعلم بقى قاعدة مع مين دلوقتي ولا بتعمل إيه 
ميرفت بلطف وإشفاق  
_ يا أسمهان حرام عليكي متظلميش البنت .. جلنار كويسة وتستاهل أفضل حاجة .. متحسسنيش إن عدنان ملاك نازل من السما ماهي البنت هربت لما عرفت أنه عايز ياخد بنتها منها ومش كفاية معذبها معاه ومهملها و كل اهتمامه مديه لفريدة ولبنته وبعدين مش إنتي اللي كنتي عايزاه يتجوز تاني عشان يخلف وفضلتي تزني عليه لغاية ما تعب من الزن ووافق 
أجابتها وهي تعتدل في جلستها وتقول بنظرات مشټعلة  
_ كنت هجوزه بنت سليم العايد نسب نتشرف بيه مش نشأت القذر ده .. لكن تقولي إيه بقى في عمته .. عارفة لو كانت عايشة لغاية دلوقتي أنا كنت اكلتها بسناني 
تنهدت ميرفت بعدم حيلة مش حقد شقيقتها وبغضها للجميع الذي لا ينتهي أبدا وقالت بتهكم 
_ده بدل ما تدعي للست بالرحمة وتقولي ربنا يرحمها 
_ ماټت وسابتلي البلوة اللي اسمها جلنار دي بعد ما اقنعت عدنان أنه يتجوزها 
ميرفت بنفاذ صبر  
_ طيب اشربي العصير يا أسمهان وخلينا نتكلم في حاجة تاني 
زفرت أسمهان بعصبية بسيطة ثم التقطت كأس العصير وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تفكر في طريقة للتخلص من زوجة ابنها الثانية حتى تتفرغ بعد ذلك لفريدة .

دخلت إلى غرفة قديمة بالقصر لا يدخلها أحد إلا نادرا ثم وقفت على عتبة الباب وأخرجت رأسها وجعلت تتلفت يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود أحد ثم أغلقت الباب جيدا ودخلت لتجيب على الهاتف وهي تهتف باستياء  
_ أنا مش قولتلك مليون مرة متتصلش بيا خالص إلا لو في حاجة ضروري 
أتاها صوت الآخر وهو يهتف بهيام  
_ ماهو في حاجة ضروري وهي إنك وحشتيني ياديدي 
ارتفعت الابتسامة المحبة على شفتيها وقالت بدلال  
_ هو إنت لحقت ما أنا كنت معاك امبارح اليوم كله 
_ إنتي بتوحشيني كل دقيقة ياحبيبتي .. طمنيني عملتي إيه امبارح لما رجعتي 
تنفست الصعداء بضيق وقالت 
_ حصلت مشكلة كبيرة وعدنان كان على أخره ومن امبارح مش بيتكلم معايا 
_ وبعدين مع عدنان أنا قولتلك اديني بس الإشارة وصدقيني هنرتاح منه خالص يافريدة 
صاحت بصوت مرتفع نسبيا 
_ أنت اټجننت نرتاح منه إيه .. أنا مقدرش اعمل حاجة زي كدا واحدة واحدة نخلص من جلنار دي الاول وبعدين هشوف هتصرف إزاي مع عدنان 
_ زهقت يافريدة عايزاك تخلصي منه أو تتطلقي حتى عشان تكوني ليا لوحدي .. مبقتش قادر استحمل
سكتت لبرهة من الوقت وهي تستعيد في ذهنها كافة الأحداث منذ زواجه بجلنار وحتى الآن .. كيف كانت فرحته وهي تراه يحمل ابنته بين ذراعيه لأول مرة ونظراته الدافئة لجلنار منذ ولادتها خوفه وجنونه عليها الآن وهي بعيدة عنه وغيرته المفرطة عليها .. لقد اشبعها من كلماته حول حبه الوحيد لها وأن جلنار لا تعنيه بشيء ولكن أفعاله أظهرت العكس تماما .
هتفت فريدة بقسۏة  
_ اطمن عدنان أصلا مبقيش ليه أي مكان في قلبي .. أنا مستنية الوقت المناسب وبعدها صدقني هكون ليك لوحدك ومفيش حاجة هتقدر تفرقنا 
ثم هتفت فورا باضطراب بسيط  
_ أنا هقفل عشان ممكن حد يسمعني وانا مش ناقصة مصايب مش عايز ادي فرصة لعدنان أنه يشك فيا حتى 
_ طيب ياحبيبتي خلي بالك من نفسك 
_ وإنت كمان .. سلام
أنهت معه الاتصال ثم جلست على الفراش الذي خلفها وبقت تحملق أمامها بعينان تطلق شرارات الڠضب والغيظ ....

داخل مكتب عدنان في القصر ...
جالسا على الأريكة ويمسك بصورة صغيرة بين يديه ويحدق بها في أعين مشتاقة ومټألمة .. لم يعد يحتمل فراق صغيرته عنه أكثر من ذلك .. قلبه ېصرخ شوقا لها وروحه تائهة في الفضاء تبحث عن مستقرها ولن تعود له إلا عند عودة فتاته إليه .
جلنار اختارت العقاپ الأمثل له بدلا من أن تعذبه بأي شيء آخر اختارت الأكثر ألما بالنسبة له وهو إبعاد ابنته عنه .. والآن هو يتخبط بيأس باحثا عن أبرة في كومة من القش ولا يتمكن من إيجادهم .. من جهة ابنته وخوفه عليه واشتياقه لها ومن جهة أخرى تلك الماكرة التي تفعل كل ما بوسعها حتى تثير جنونه وغيرته لم يتمكن من إخراج صورتها من عقله مع ذلك الرجل منذ أمس .. وكلما تعصف بذهنه يظهر الاحمرار في عيناه ويزداد وعيده لها أكثر وليت عقله اللعېن يتوقف عند هذا الحد فقط بل يستمر في طرح أسئلة وتخيلات تزيد من جنونه أكثر .. ماذا كان رد فعلها هل كانت سعيدة بلمسة ذلك الوغد لها أم أنها نفضت يده عنها .. من يكون ذلك الرجل .. هل الأمر تخطى مجرد لمسة يد ! .. ماذا تفعلين ياجلنار اقسم لك إنني حين أجدك ستنالين العقاپ الذي تستحقينه مني وسأجعلك تتوسلين
 

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات