الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية قوية القصول من 7-10

انت في الصفحة 13 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

من شرودها صوت توقف سيارة بالاسفل فهبت واقفة واقتربت من النافذة تنظر منها وإذا بها تجد فريدة تخرج من الباب الخلفي للسيارة وهي ترتدي نظارة شمس وملابسها الفخمة وتتجه نحو الداخل فابتسمت أسمهان بمكر وهي تهمس 
_ كان لازم تاخدي حذرك الأول قبل ما تعرفي بتلعبي مع مين يابنت الخدامة .. استحملت قرفك كتير عشان ابني بس لغاية هنا وكفاية جهزي نفسك عشان الأيام الجاية دي آخر أيامك في العز وبعدين هترجعي للشارع والژبالة اللي جيتي منها 
ثم دخلت إلى الداخل مجددا والتقطتت هاتفها تحاول اجراء اتصال بابنها المختفى منذ أيام وبعدما أتاها نفس الصوت الذي يخبرها بكل مرة أن الهاتف مغلق .. تأففت بقوة وصاحت في سخط امتزج بالقلق 
_ روحت فين بس ياعدنان ! .. ياخوفي لتكون لقيت اللي ما تتسمى بنت نشأت !
وصلت زينة إلى منزل خالتها بعدما طلبت منها أن تمر عليها وهي ذاهبة للمنزل .. لبت طلب خالتها على مضض حينما توقعت نوع الحديث الذي تريد مشاركتها فيه فهي منذ أيام تحاول التعافي من مشاعرها الوهمية وليست في حالة تسمح لها بالانخراط مجددا في أوهامها أو مجرد لمعة أمل بسيطة تدفعها إليها خالتها بكلماتها التي لا فائدة منها .
خرجت أسمهان من غرفتها فور رؤيتها لابنة أختها واستقبلتها بحرارة وحب كعادتها بينما زينة فكانت جامدة لا تظهر أي معالم حتى أنها لم تتجول بنظرها في المنزل بحثا عنه ككل مرة تذور منزل خالتها فيه .. مما أثار الشك في نفس أسمهان التي جذبتها من ذراعها واجلستها على الأريكة وسألتها بريبة 
_ مالك يازينة ! 
_ مليش ياخالتو مرهقة شوية بس 
سكتت أسمهان لبرهة من الوقت وهي تمعن النظر في ملامحها تحاول توقع سبب ضيقها وبؤسها فهتفت بترقب 
_ آدم زعلك في حاجة !! 
رمقتها زينة بيأس وتمتمت لأول مرة بصوت مبحوح دون خجل أو ارتباك كعادتها 
_ خالتو بليز متكلمنيش عن آدم .. أنا وإنتي عارفين إنه مبيحبنيش ومش هيحبني 
تنهدت أسمهان وقد ظهرت القوة على ملامحها فقالت بنظرة جانبية لئيمة 
_ ومين قالك إنه مبيحبكيش !
وقع أثر جملتها على أذنها وقع الرعد .. حيث حدقت بخالتها في صدمة امتزجت بالفرحة الداخلية والأمل الذي سرعان ما عاد يلمع في عيناها وهي تهتف بتلهف وعدم تصديق 
_ هو قالك إنه
بيحبني ! 
ضحكت أسمهان وقالت بهدوء في نظرة تنضج بالخبث 
_ مقالش وحتى لو مبيحبكيش بس أنا عارفة ابني كويس وعارفة هو بيعزك إزاي .. يعني لو استغليتي النقطة دي لصالحك هتكسبي قلبه بسهولة وآدم مش زي عدنان خالص آدم بأبسط الأشياء والأفعال تقدري تكسبيه وتخليه يحبك 
انطفأ اللمعان في عيناها من جديد واجفلت نظرها أرضا بحزن متمتمة 
_ أنا مش في باله أساسا ياخالتو وخلاص مبقيش عندي طاقة أحاول تاني حاسة إني بهين نفسي ومش بعيد يكون بيحب واحدة تاني عشان كدا مش ملتفت ليا خالص 
أسمهان بحزم ونبرة جادة 
_ وفكرك إني هقبل إنه يتجوز واحدة غيرك
زينة بابتسامة منطفئة 
_ أنا اللي مش هقبل لو مكنش بيحبني 
أسمهان بثقة وعينان كلها خبث 
_ هيحبك متقلقيش 
لم تنظر لخالتها فقط استمرت في التحديق بالفراغ أمامها في بؤس وتحاول منع الأمل من التمكن منها من جديد حتى لا تعطى لنفسها آمال واهنة مبنية على حججة وهمية ! .
رنين الهاتف لا يتوقف منذ لحظات وهو منشغل بآخر التجهيزات لافتتاح معرضه الذي سيكون بعد يومين لكن الرنين الصاخب يشتت ذهنه وبدأ يزعجه فترك ما بيدها واتجه نحوه والتقطه وكان على وشك أن يجيب على المتصل بعصبية وانفعال لكنه هدأ فور رؤيته لاسم أخيه يصدح على الشاشة .. أجاب مسرعا وتمتم 
_ إيه الأخبار يا Boss 
عدنان بصوته الخشن 
_ أنا وصلت مصر وجاي في الطريق .. إنت فين 
آدم باندهاش بسيط 
_ وصلت مصر ! .. طيب اتصل بيا حتى وقولي على العموم أنا في المعرض 
_ جبت سيرة لماما ولا فريدة على حاجة 
هتف آدم ضاحكا بخفة 
_ عيب عليك أصلا ماما كل يوم بتسألني عليك وأنا بسببك هتحدف في ڼار جهنم من الكدب اللي بكدبه عليها 
ثم استكمل وهو يسأله بجدية واهتمام هذه المرة 
_ المهم طمني جلنار وهنا كويسين 
كان يقف مستندا بظهره على السيارة فالټفت برأسه للخلف حيث كانت جلنار تجلس في المقعد المجاور لمقعده الخاص بالقيادة بينما صغيرته فقد غفت بالمقعد الخلفي ونامت .. عاد يشيح بنظره عنهم وأجاب على آدم 
_ كويسين .. استناني في البيت عشان عايز نتكلم شوية 
آدم باقتصاب بسيط ممزوج بمرح 
_ لازم دلوقتي ! 
انتصب عدنان في وقفته والټفت حول السيارة ليفتح باب مقعده ويجيب على أخيه بصرامة 
_ دلوقتي يا آدم .. سلام 
اغلق الاتصال واستقل بالسيارة بجوارها وسط
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 22 صفحات