رواية سيلا الفصول من 1-9
الزهور ونظرة الخضرة التي تحاصرها من جميع الأتجاهات لتنعش روحها... ورغم مظاهر الحياة الطبيعية تحيط بها إلا أنها جلست بوجه يكسوه الحزن والۏجع تبدو كأنها تريد الصړاخ في وجه احدهما والبوح عما يعتريه صدرها ولكنها خائڤة من ردة الفعل التي لا يتحملها قلبها... أمسكت مذكراتها وبدأت تخط بقلمها كعادتها وتدون ماتمر به من أحداث مؤلمة.... هل اليوم ستضيف ألم جارح لروحها أم سيقف القدر معها
على الجانب الآخر
صعد إلى غرفته بمنزلهم الذي يوازي منزل ماجد الحسيني.. أمسك هاتفه وقام بالإتصال مع بعض الضباط الذي يعملون معه على قضية من أهم قضاياه وهي التجارة في السمۏم بدأ يقوم بجمع المعلومات وزرع بعض المخبرين وسط المجرمين للوصول الى معلومات تفيدهم بمساعدتهم في القضية
وجدها تجلس بهدوء وكأنها تكتب شيئا ما... اعتقد أنها ترسم... ظل واقفا ينظر إليها ولكنه ابتسم بسخرية عندما تذكر كلمات جاسر
قال يجوزوها... دول هبل ولا إيه دي عيلة
نظر إليها بشرود وتذكر عندما كان في سن الثالثة عشر
فلاش باك
وضعها امجد بين يديه واردف حزينا _خدها ياچواد عند والدتك تهتم
أمسكها بين يديه ونظر إليها بعمق فكانت كالملاك عيونا واسعة بلونها الرمادي
نظر إلى امجد وسأله _دي عندها كام ياعمو شكلها صغنون أوي
سكت لبرهة وهو ينظر إليها ثم قام بمسح عبرة غادرة احټرقت جدار جفنيه
دي لسة عندها شهر... كانت في الحضانة بعد ۏفاة طنط حنان ياحبيبي
أخفض رأسه ثم قبلها فوق جبينها _نورتينا ياجميلة بس ماقولتلش ياعمو أنت سمتها إيه...
_لسة ياجواد ماسمتهاش بكرة هننزل نسجلها واخدها البلد عند جدها وجدتها
خطى بها للداخل عند والدته وهو مازال ينظر لها ويقبلها فكأنه وجد لعبة ليتسلى بها... قابلته والدته واردفت متسائلة عندما وجدته يهمس لها ويقبلها بحنان ويشتم رائحتها بطفوليه
مين دي اللي بتغاذل فيها يا چواد
رفع حاجبه وأجاب والدته بغازل حلو دي يانوجة ثم وقف برهة وحملق عينيه فجأة ثم أعطاها لوالدته وخرج سريعا
عمو امجد استنى عايز أقولك حاجة وأسرع إليه... وقف امجد عندما وجده بهذه الحالة... نظر إليه ثم تحدث مردفا
_سميها غزل ياعمو
ضيق عينيه ولا يعلم ماذا يقصد
أمسك يديه بقولك سمي النونة غزل لأنها تستاهل الاسم دا
دنى ماجد منه ثم قبله على وجنتيه
حاضر ياقلب عمو إنت تؤمر... بس هتحميها بعد كدا وتكون درع أمان لها
نظر إليه بفخر وقبله أعلى جبينه _ربنا يحميك يابني... ومن ذلك الوقت وهو اعتبرها جزءا من حياته
دخل لوالدته ماما عايز اشيلها لو سمحتي
نظرت نجاة مبتسمة له _لسة صغيرة اوي حبيبي إنك تشيلها
_هاتي بس يانوجه وعرفيني بتتشال إزاي
وضعتها بين يديه وفمهته كيف يحملها
خليك معها هروح اعملها رضعتها.. ولكنها تذكرت شيئا _هو أمجد راح فين روح عنده ولا مشي
كان ينظر للطفله ويتحدث
عمو امجد مشي وقالي هيشوفلها مربية... ثم رفع نظره لوالدته.. ماتاخديها إنت ياماما أهي تتربى مع الولا سيف القرد دا
تنهدت بحزن عليها وعلى جاسر الذي مازال لم يتم العاشرة
هاخدها حبيبي مش هخلي مربية تربيها وهبعت اجيب جاسر كمان لسة صغير حبيبي
هي طنط حنان ماټت إزاي ياماما وبعدين ليه لسة عمو جايبها دلوقتى وايه الحضانة دي
_طنط حنان كانت تعبانة وهي حامل فيها وماټت بعد ولادتها على طول.. اما ليه في الحضانة عشان كانت لسة عايزة تكون في حضڼ مامتها كمان شوية فهمت كدا ياغلباوي ولا لسة عندك اسئلة
استيقظت الطفلة وصارت تبكي
نظرت نجاة إليها واخرجت متعلقاتها التي احضرها ماجد قبل الحضور بها فصديقه هو الذي اقترح عليه جلبها لزوجته
حملها جواد وبدأ يهمهم لها بعض الكلمات ولكنها مازالت تبكي
اتت نجاة برضعتها _هاتها حبيبي عشان أكلها
بسط يديه إليها _لا انا اللي هاكلها حبيبتي قومي شوفي مليكة وسيف بيعملوا ايه شكلهم عاملين مصېبة
علمته كيف يقدم لها رضعتها.. خلي بالك منها حبيبي وبراحة عليها اوعى تشرق منك
ضيق عيناه _تشرق!
ودي هتشرق إزاي!! ضحكت عليه والدته
رفعت رأسها واردفت بتنبيه _جواد اوعى تنزل براسها عشان ممكن لا قدر الله ټموت منك
هو انت بتكلمي عيل ماخلاص ياماما عرفت.. هتفضلي تغنيها
تركته ومازالت تبتسم على كلماته.. لا ياحبيبي انت راجل وسيدي الرجالة
توجهت بنظرها اليه عندما وجدته صامتا
راته يبتسم لطفلة ويتحدث كأنها تفهمه
عودة للحاضر
خرج من ماضيه ونظر إليها وهو مازال ېدخن سېجاره وجدها ترفع بأصابعها لترجع خصلات شعرها الهاربة على وجهها وتضعها خلف أذنها... كانت كصورة لملاك في أبدع صورة.. تذكر حديث جاسر منذ قليل
عمي عايز يجوز غزل لعاصم بالقوة
ضيق عينيه مستفهما _مش فاهم يعني إيه
زفر جاسر بضيق أهو دا اللي حصل بس ورحمة أمي اللي يجي جنبها لأكله بسناني
قال عاصم كنت ناقص