الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية سارة الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول 
كانت مايا تقف في احد اركان غرفة المحقق تتابع سير التحقيق وهي تبكي بصمت ...
بينما انظار كريم لا تنفك ان تتركها ابدا ...
لم يستطع ان يبعد انظاره عنها ....
لقد جذبه جمالها المبهر بشكل غير طبيعي ...
هو بطبيعته يعرف العديد من الفتيات ...
وجميعهن جميلات للغاية ...
لكن جمال هذه الفتاة مختلف ...
جمال لم ير مثله من قبل ...
تعالي هنا ...
اشار لها كريم ان تقترب منه فتقدمت ناحيته وصدرها يعلو ويهبط بشدة بسبب شهقاتها المتتالية ...
من امتى وانتي بتشتغلي معاهم ..! 

ازدادت شهقاتها ارتفاعا فنهرها بضيق 
بطلي عياط بقى واتكلمي ...
اجابته اخيرا من بين شهقاتها 
انا والله مكنتش عاوزة اروح الشقة ...بس هو اللي اجبرني ...انا والله مش كدة ... 
منحها ابتسامة ساخرة قبل ان يهتف بأسف مصطنع 
خلاص انا مصدقك ... بس اهدي الاول ... 
ثم طلب من ابراهيم ان يأخذ بقية الفتيات معه ويذهب بهن الى المكان المخصص لحجز السجينات ويترك مايا معه ...
جلست مايا على الكرسي المقابل له وهي تبكي بشهقات متتالية ...
اعطاها كريم كوبا من الماء فأخذته منه وتناولته 
تحدث كريم اخيرا بنبرة رقيقة
ها بقيتي احسن ....!
اومأت برأسها بصمت ليبتسم هو بخفة قبل ان يسألها بجدية 
احكيلي بقى ... ايه اللي جابك هنا ...! 
مسحت مايا دموعها بأطراف أناملها ثم بدأت تقص عليه كل شيء ... كيف جاء بها القدر الى تلك الشقة ....
كان كريم يستمع اليها بملامح هادئة ويتصنع الحزن و الاسف حينما تتحدث مايا عن معاناتها وما تعرضت له من عڈاب واسى ...
انتهت مايا من سرد كل شيء على مسامعه ليتنهد بصوت مسموع قبل ان يهتف بصوت رخيم قوي 
متقلقيش يا مايا ...انا هساعدك انك تخرجي من هنا ...
بجد ..!
قالتها مايا بنبرة مندهشة ليومأ كريم برأسه ويهتف بها بجدية مؤكدا على ما قاله 
بجد ... 
انا بشكرك اووي ....مش عارفة اقولك ايه بجد ...
قالتها مايا بنبرة رقيقة ليبتسم كريم لها بخبث قبل ان يهتف بعد لحظات قليلة من الصمت 
بس كل شيء وليه مقابل ....!
اعادت مايا خصلة من شعرها خلف اذنها ثم سألته بتوجس 
مقابل ايه ...!
نهض المكان واخذ يسير امامها وهو يقول بنبرة مقصودة 
مقابل ايه يا كريم ...! مقابل ايه ...بينما تتبعه هي بنظراتها القلقة ليقول بنبرة قاطعة 
حاولت مايا ان تستوعب كلماته فسألته بعدم فهم 
مش فاهمه .. 
اقترب كريم منها وانحنى امامها ماسكا خصلة من شعرها بإصبعه ثم هتف ببرود 
متستعبطيش عليا يا مايا ... انتي فاهمه كلامي كويس بأي شكل ... وتمن ده اني هخرجك من هنا زي الشعرة من العجينة...
قفزت مايا من فوق الكرسي وقالت بنبرة باكية 
انا مش كدة ... والله مش كدة ...انا حكيتلك ظروفي
... 
صړخ بها بنفاذ صبر 
بلاش تعيدي وتزيدي بنفس الكلام ....
ثم رقت نبرته كثيرا
انا عارف وفاهم ده كويس .... وبحاول اساعدك...
اقترب منها وحاوطها بذراعيه وقال 
بصي يا مايا ... انتي لو موافقتيش على طلبي هتتحاكمي پتهمة و هتاخدي كام سنة سجن حلوين .... وسمعتك هتنتهي ... هتعيشي كل حياتك منبوذة ...
ارجوك متعملش فيا كده ...ارجوك ...
هش ...متعيطيش ...
قالها و
هو يريدها وسوف ينالها بأي شكل ....
ابتعد عنها فجأة وسألها بحسم 
ها قررتي ايه ...! 
لتهز رأسها نفيا عدة مرات وهي تجيب 
مش هقدر .... والله مهقدر ....
ابراهيم ...
صړخ بها كريم ليدلف ابراهيم بسرعة فصاح به 
خدها جمب اخواتها .... وخليهم يتوصوا بيها ...
.......................................
جلس كريم على مكتبه وهو يفكر بأمر مايا ... الان بالتأكيد هي تعيش اسوء ايام حياتها ... كيف لا وقد اودعها في احد السجون وأوصى النساء هناك ان يستوصوا بها ... بالتأكيد سيلقنوها درسا لن تنساه طالما حييت ...
مرت عدة ساعات طلب كريم بعدها من ابراهيم ان يجلب مايا ...
فتحت الباب ودلفت مايا الى الداخل ...كان منظرها لا يوصف .... شعرها مبعثر بالكامل ووجهها مليء بالكدمات 
رفع قدميه واضعا اياهما على مكتبه بينما اخرج من جيبه علبة سجائره ليضع سيجارته ويشعلها داخل فمه ...
نفث دخان سيجارته في الهواء حوله بينما اخذ يتأملها بعينين ناعستين وهي تقف أمامه كطير مذبوح لا تستطيع قول اي شيء ...
نهض من فوق كرسيه فجأة 
عرفتي إنوا ملكيش حد غيري ... انا الوحيد اللي أقدر
أنقذك من الوحل ده ... 
اهتزت حدقتيها پألم واضح وهي تجيبه بإستسلام 
عرفت ... 
ثم أردفت متسائلة

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات