رواية شيماء كاملة
جليلة.
تتقلب على فراشها مثل الجمر مغص حاد ببطنها يأكل أحشائها من الداخل من المفترض أنها اليوم شقيقة العروس اليوم يوم فريدة و هي مجرد ضيفة شرف.
موافقة فريدة أخذت قطعة من قلبها و ألقت بها بأعماق النيران كابوس لم تتخيل الوصول إليه بحياتها الزغاريد تملأ المكان لتقرر الفرار عن المكان...
ربما دموعها جفت أو بإنتظار رؤيته بثوب العريس لتتحرر من عينيها لذلك فضلت البقاء بين غرفة أحلامها إذا علمت فريدة الحقيقة و إذا علم هو ستكون النهاية لا محالة.
أما بالخارج جلست جليلة بين نساء الحي بقمة سعادتها رأت أخيرا حصاد زرع السنوات و ستتزوج واحدة من أغلى الناس على قلبها رغم عدم فهمها لحالة فريدة و فتون بالأيام الأخيرة.
أبتسمت فريدة إبتسامة خالية من الحياة و عينيها معلقة على شاشة التلفزيون التي فصلت الأغنية و أتت فجأة بالأخبار...
رهبة مع رجفة و القليل من ذكريات.. نظرات عينيه لها قبل أن تفر وضعت يدها على صدرها تحاول السيطرة على دقات قلبها المرتفعة حمدت الله ألف مرة على أنها لم تصبح قاټلة مثلما أصبحت .
فاقت من دوامة تعيش بداخلها الفترة الأخيرة بلا توقف على صوت جليلة لتقول بهدوء و صوت متحشرج
_ تعبت شوية و قالت أول ما الناس تيجي هتكون هنا.
ردت عليها جليلة بعجلة
_ طيب يا حبيبتي يلا ادخلي البسي و صحي أختك الناس تقريبا بتخبط على الباب لما نشوف الست أزهار ساكتة مش زي عوايدها ليه.
_ مستعد أدفع ليكي عشرين مليون جنيه مقابل
لحظة و الثانية و هي تحدق به بعين متسعة هذا المبلغ لم تسمع عنه بحياتها أهذا الرجل عاقل أم فاقد الأهلية حاول الثبات بقدر المستطاع أمام مظهرها المغري..
عيون
سوداء متسعة و شفتين تكاد تصل للأرض يبدو عليها عدم الفهم و هذا ما يميز الشوكولاته طعم لذيذ بلا عقل ابتلعت لعابها مردفة بصوت متحشرج
جذبها لتبقى على مقربة منه يأخذ أكبر كم من رائحة الشوكولاته اللذيذة تفوح منها هامسا بصوت أجش
_ عشرين مليون جنيه و الخدمة بسيطة جدا جدا جدا يا شوكولاته...
_ حطي لسانك في بوقك و اكتمي أنا صحيح بحب الشوكولاتة لكن الموضوع بدأ يدخل في المش عقلك راح بيكي لفين أنا مش عايز منك قلة أدب دلوقتي و على الأقل دلوقتي أنا عايز مصلحة تانية.
_ آمال واحد شمال زيك هيعوز مني ايه!
أجابها بسخرية
_ شمال!!! خدي بالك البدلة دي جزء من شخصيتي.. الجزء التاني عشوائي..احترمي نفسك و ركزي معايا.
شعرت بالضيق من وجودها معه لتردف
_ اخلص بقى يا جدع أنت عاوز مني ايه!
_ تعرفي تشتغلي خدامة!
اسودت عينيها ثم وضعت يديها على خصرها مردفة بالمعنى الحقيقي للردح
_ خ ايه يا خويا خدامة ايكش تعيا و لا تلاقي
اللي يخدمك قادر يا كريم.
أليس هنا و انتهى به الأمر جذبها من جديد واضعا يده يمنعها من قول حرف آخر قائلا
_ رجل أعمال بيشتغل في الممنوع هتعملي عمل وطني لما تدخلي بيته كخدامة كام يوم و بعدين هيكون عندك عشرين مليون جنيه.. رأيك إيه ما تردي..
أشارت إلى كفه المقيد لها ليبعده عن فمها بالتدريج ببطء شديد و عينيه تحدق لتقول هي بذهول
_ أكيد لا طبعا و أنت من امتا تعرف الحلال و الحړام يمكن يكون الرجل طيب أنا مضمنكش ابدا بصراحة...
_ بقولك ايه أنا كمان بصراحة في حلم ناوي أحققه دلوقتي بس مستحيل أحط عليكي المكسرات إلا لما تكوني راضية يا شوكولاته أما موضوع رجل الأعمال فهو معروف اكتبي فوزي الخولى على جوجل و تعالي عشان نتفق.
انتهى الفلاش باااااااك...
صوت الزغاريد جعلها تعود إلى أرض الواقع من جديد مع دخول العريس و عائلته لمنزل جليلة..
بغرفة الفتيات...
_ أنتي بتقولي إيه يا فريدة مش فاهمة!.
مذهولة هي بالفعل غير مصدقة لما تقوله شقيقتها أبدا ابتلعت لعابها بتوتر و حزن لتقول فريدة بهدوء
_ ايه الصعب في كلامي يا فتون بقولك البسي عروسة و أخرجي بدل مني محدش هياخد باله من حاجة و
بكده هيكون حبيبك معاكي زي ما الحكاية بدأت بكذب لازم تنتهي بنفس الطريقة أنتي دلوقتي قصاد الكل فريدة و الفرق مستحيل حد ياخد باله منه....
_____شيماء سعيد_______
استغفرالله لعلها ساعة استجابة
الفصل السادس.
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
جاء عابد مع عائلته الكريمة لتزيد حلاوة الأجواء جلس على مقعد بالصالون و عينيه على باب غرفة مغلقة قلبه على يقين أنها بداخل تلك الغرفة..
متشوق و مشتاق لرؤيتها ليريح قلبه و يطمئن عقله بوجودها بجواره على الجانب الآخر فتحت باب الغرفة