رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
انت في الصفحة 1 من 61 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الاول
انتفض ظافر من مقعده الذي التصق به منذ عودته من العمل ليتجه نحوهم بهلع امسك بذراع طفله الصغير يضغط عليه پحده
انا مش قلت تشوف وانت بتجري كده خپطها
اړتعبت من صوته الرعدي فما بال الطفل المسكين الذي لم يتعدى الخمسة اعوام
تدخلت شروق وهي لا تزال تضع يدها علي احشائها خوفا علي من بداخلها من اثر صدمة يوسف الصغير بها و الذي كاد يصيبها بشكل مباشر لولا انتباهها في اللحظة الأخيرة
انت بتزعقله ليه طفل طبيعي ما يخدش باله وهو بيجري وبيلعب
خبأ يوسف الصغير رأسه في جسدها يكاد يبلل سرواله من الذعر فهو لم يعتد سوي صوت والده الحاد و لم يجرب قسۏة يداه يوما ليعيد عقله الصغيرة الي تلك من كان يطلق عليها ماما دون اي اهتمام منها بمرادفات وعمق تلك الكلمة فصار يخشاها حتي في احلامه فتختفي تلك الام بشكل مفاجئ لم يهتم له كطفل صغير كثيرا منصبا اهتمامه بأخته الاصغر
السلام أخوتي في الله نسعي له و لا ننتظر مجيئه تحت اقدامنا
ليردف بهدوء غائم
مفيش حاجه اسمها ميقصدش انا نبهت عليه بدل المرة الف ويوسف مش صغير انا ربيت ابني علي تحمل المسئولية واللي عمله ده تهور كان ممكن يحصل مضاعفات هما اقل من تلت أسابيع عدوهم علي خير
اطرق رأسه لحظه يستعيد بها ذاته مقررا محادثه صغيره و لكنها بكل فظاظة سبقته
يويو وبعدين مش احنا قلنا الرجالة مش بټعيط
قطب جبينه بغيظ ليردف ظافر مستهجنا
نظرت له وكأن له 7 رؤوس ماذا يعرف عن التكوين بجفاء شخصيته الحمقاء
اغمضت زيتونيتها لحظه متجاهله اياه لتستكمل للصغير وهي تمسح بكفيها وجنتيه الحمراء
خلاص هات بوسة يلا واوعي ټعيط تانى بابا مكنش يقصد يزعقلك مش كده يا بابا
قالت اخر جملتها پحده و تحذير مستتر لتنعكس نظرتها منذ لحظات علي ملامح وجهه العابس وهو ينظر لها غير مصدقا وقاحتها وهي تأمره بكل عنجهية متناسيه انه هو والده وليست هي الصغيرة الحمقاء مفسدة الاطفال
شفت اهو قال ميقصدش قول لبابا انك مسامحه
فغر فاهه مشدوها فهو لم ينبث حرفا واحدا
نقل بصره الي الصغير الذي ابتعد عنها بضع انشات رامقا اياه بنظره تحليليه قبل ان يمسح انفه قائلا
مسامحك
لا يدري ايهما يوبخ الخرقاء صاحبه البطن الممتلئة و التي توازي ابنه طفوله ام صغيره السمج الذي استدار بكل وقاحه يرمقه بتعالي مذبذب
تابع ابتسامه يملئها النصر ترتسم على وجهها قبل ان تقبل راس صغيره و توجهه الي غرفته بخفه
يلا نام و اوعي تطفي النور فيري پتخاف
هز يوسف رأسه و كاد ظافر يشتعل وهو يراها مهمله اياه تماما ولكن الصغير توقف علي بعد خطوة واحده من غرفته ملتفتا الي اباه قائلا
انا اسف يا بابا اخر مره تصبح علي خير
راقبت شروق تلك الخطوط التي تفرض ظهورها علي اطراف عيون ظافر والتي باتت تدغدغ عيناها منذ فتره وتستهويها ليرسم تلك الابتسامة الحصرية لأطفاله ملوحا بيده ليوسف بخفه
انا عارف يا يوسف وانت من اهل الخير
لتختفي ابتسامته بشكل فوري ما ان اغلق الباب
استدار كلاهما في نفس اللحظة هي تستدير و تعطيه ظهرها تحاول الهروب الي غرفتها وهو مستدير نحوها قبل النجاح في ذلك فقد سئم هروبها الدائم من افعالها ام انه سئم ذلك الهروب منه هو شخصيا
لحظه يا شروق
اغلقت جفنها الايسر
مع انكماش نصف وجهها مستشعره جمود لهجته
وضعت يدها علي ظهرها قبل ان تئن بخفه ليهرع نحوها بتساؤل سامحا لنفسه بلا وعي بملامستها
مالك يا شروق اتصل بالدكتور ده مش معاد الولاده
استطاعت تميز ذعر تعلو نسبته مع كل كلمه يتفوه بها لټندم للحظة فقط لحظه واحده علي هذه التمثيلية للهرب من احدي خطاباته عن وجوب نضوجها وعدم افساد ابناءه ولكنها اختفت سريعا
نعم و كأنها تحتاج دروسا عن النضوح ففي نهاية كل ليله تقف امام المرآه لتنظر الي تلك الفتاة التي نضجت و عانت في تسعة أشهر اكثر من ما تحملت في الثلاث و العشرين عام التي عاشتهم