رواية نوفيلا الفصول الاخيرة
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
الفصل الخامس
بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينهما في الخير.
ما أن نطق المأذون كلماته حتى تعالت صيحات التهنئة و الزغاريد ترج المسجد.
تلقى رماح التهاني بذهن شادر فعينيه عليها فقط بينما هي تتحدث مع والدته التي تحيطها بحنانها و ما أن تخلص أخيرا من الجموع من حوله اتجه إليها بخطوات سريعة و كأنه يعدو و عندما أصبح أمامها و على مسافة كافية تجعله يلاحظ حمرة الخجل على وجنتيها المكتظتين.
همس في اذنها بحب
مبروك يا مراتي.
ابتسمت بخجل بعدما استسلمت إلى ذراعيه و قد صارت مقاومتها بلا جدوى و قالت بحياء
أبتعد عنها يتأمل ملامحها و كأنه يحفرها في ذهنه دون أن يدري إن ذلك البريق في عينيه يخطف انفاسها و يجعلها تقع في حبه مرارا و تكرارا في كل لحظة.
انقطعت انفاسها و هي تشعر بدفء شفتيه فوق جبينها.
حمدت الله على تدخل والدته الضاحكة و شادي حتى لا يتمادى أكثر من هذا فجراءة هذا الرجل جعلتها في موقف محرج أمام الجميع بينما هو لم يهتز له رمش فقد ظل طيلة الوقت يرمقها بتلك النظرات العابثة الجريئة.
لم يشاركها في سعادتها والدتها و مريم بينما زوج والدتها فلم يكلف نفسه عناء الحضور أبدا فقد كانتا تجلسان في ركن بعيد يتأملون ما حولهما في استنكار و سخرية و لكن نسرين سرعان ما كانت تتناسى امرهما عندما تلتقي عينيها بأعين رماح.
علاقة نسرين بعائلتها مازالت لم تتغير أو تتحسن خاصة غيرة مريم التي لا تبذل جهدا في اخفائها فالمرات القليلة التي حضر بها رماح إلى المنزل كانت تحاول أن تنسج حبالها من حوله بينما نسرين في غفلة عن حركاتها إلا إن رماح كان فطنا جدا لنظراتها القڈرة و تصرفاتها الخالية من أي حياء و لكن حرصا على مشاعر نسرين رفض ڤضحها و اكتفى فقط بالامتناع عن المجيء إلى المنزل في وجودها.
تذكرت عندما سمعت صوتا نتيجة اصطدام جسم بالأرض لتخرج من غرفتها سريعا ثم تنطلق صړختها الفزعة عندما وجدت والدتها تفترش الأرض بلا حراك و بجوارها سماعة الهاتف بعد محاولات عديدة افاقت الأم لتولول و تنوح باسم مريم و بعدما فشلت نسرين في تهدئتها هاتفت شادي الذي اسرع إلى المنزل و حاول أن يستخلص المعلومات منها ثم سرعان ما أدرك الأمر و اسرعوا إلى المشفى حيث تم حجز مريم.
قال الطبيب بأسف شديد
البقاء لله.
اجهشت نسرين بالبكاء بينما ضمھا شادي و دموعه تنهمر في صمت.
ظلت