رواية سيلا جديدة الجزء الاخير
أقدامه فوق الجدار ينفث تبغه وابتسامة على وجهه كلما تذكر غيرتها المچنونة ذهب بذاكرته ليلة أمس
واقف بتعمل إيه عندك ياحضرة الظابط..تحرك بعدما ابتسم للفتاة معتذرا واتجه إليها
كنتي فين كنت بدور عليكي..رفعت حاجبها ساخرة ثم جذبته من زر قميصه
عيونك الحلوة دي ياجسورة هشيلها من وشك لم نفسك دفعها بقوة على الجدار يحاوطها بذراعيه
استهبل ياحبيبي جنى مبقتش الهبلة العبيطة..
تفتكري الهبلة لما كبرت عرفت جوزها بيحبها اد ايه علشان جاية تشك فيه لا وكمان عايزة تعميني
جاسر ابعد الناس تشوفنا هيقولوا ايه .
هيقولوا مهلكته بتغير عليه وزعلانة وهو بيصالحها مش أنت بتغيري عليا ياجنجون
اوي بغير عليك اوي ومش عايزاك تشوف غيري ..
وحبيبك مش شايف غيرك وبس
خرج من شروده على صوت خطواتها رفع نظره كانت تقوم بتجفيف خصلاتها بالمنشفة ثم ألقتها على المقعد وجلست أمام طاولة الزينة خطى إليها بخطى سلحفية رأت صورته بإنعكاس المرآة فاستدارت تطالعه
بذهول
بتعمل إيه مش المفروض انت في الشغل..لف المقعد وحاوطها بذراعيه ينظر لأنعكاس صورتهما
بتهزر صح ..وضع رأسه على كتفها ومازالت نظراته عليها
ازاي تسمحي قدام حد يامدام
لفت رأسها تنظر إليه بذهول
ايه اللي بتقوله دا اټجننت جز على أسنانه
جاسر بتعمل ايه عيب كدا أدار المقعد يرمقها بسهام الغيرة الڼارية
اومال إيه دا
ايه اللي بتعمله دا اټجننت
هو انتي لسة شوفتي جنان
تراجعت بالمقعد تحاول الابتعاد من قبضته بعدما علمت بنيته
ولكنه كان الأسرع فجذبها بقوة
هعرفك ازاي تتجنني تاني يابتاعة الشامات..تراجعت برأسها تنظر لعيناه التي تحولت للونها الداكن
هتعمل ايه ..تسائلت بها بتقطع
ولما هو عيب روحتي قعدتي قدام غنى تعمل الحاجات دي لي
ابتلعت ريقها بصعوبة و
هتتعاقبي ياجنجون..صمت بالنظرات بينهما حتى قطعته
أنا حبيت اغير واعملك حاجة كويسة وانا بعمل دا لنفسي
جنىىىى..قالها وهو يجز على نواجزه
انتي ممكن أكون فرحان بكدا اټجننتي ..تلألأت عيناها بطبقة كرستالية
مين قالك انا مش مبسوط بيكي كدا رفع رأسه وتقابلت النظرات بعتاب عاشق
بمۏت في كل حاجة فيكي على طبيعتها عمر الحاجات دي ماتحركني
هتستهبلي يابت
جاسر ايه رأيك نسافر يومين مع ياسين بجد محتاجة ابعد عن كل دا
احتضن وجهها ينظر لعيناها الحزينة
حاضر ..جهزي نفسك بعد الفرح هنسافر بس مينفعش برة مصر خلينا في شرم اكتر..نهضت من مكانها واتجهت لغرفة ملابسها
هروح اشوف بابا هيبات هنا توقفت مستديرة تطالعه بصمت ..اقترب منها يلثم جبينها قائلا
باتي معاه ياقلبي اومأت مبتسمة ثم تحدثت
هتبات هنا ولا تروح بيتنا اتجه للمرحاض يهز رأسه
لا مش هبعد عنك هنام هنا يمكن تغير
توقفت ونظراتها على دخوله للمرحاض أمسكت ردائها وهوت جالسة على المقعد وانسابت دموعها تهمس لنفسها
ليه السعادة محسوبة عندي بالدقايق
بعد يومين
صفقت بيديها كالأطفال
قول والله تأفف بضجر ينظر لعاليا شوفي وخليكي شاهدة علشان بتزعل لما بقولها مچنونة
رفعت نفسها تحاوط عنقه
خلاص ياباشا مصر عرفت انك مابتضحكش عليا..حاوطها وتحاوطها متحركا جهة الشاطئ فتوقفت تنظر لعاليا الصامتة
واقفة ليه ماتيجي..هزت رأسها وابتسمت
لا هستنى ياسين روحوا انتوا واحنا هنحصلكم
جذبها من كفيها وأسرع قائلا
البت دي بتفهم لكزته بذراعه
اتلم احسنلك وياله عايزة اطير الطايرة ..توقف يطالعها بنظرات مبهمة فدنى يجذبها لأحضانه يضع جبينه فوق جبهتها
طيب ماتيجي تطيرني مش احسن
قطبت جبينها متسائلة
وانت هطير
بغرفة مكتبه بالشركة ولج إليه راكان
اخيرا عرفت اوصلك يابني
نهض من مكانه يضيق مابين حاجبيها
فيه حاجة ولا إيه
وضع صورة أمامه
تعرف الواد دا
امسك الصورة وأومأ برأسه
أيوة ..دا ابن عم فيروز ليه
وضع اسطوانة امامه قائلا
لقيت دي عنده الواد دا شوفته مع أمجد مرة خليت حد يجبلي اخباره عرفت أنه بيتردد على شقة طليقتك اللي هي اصلا وخداها في مكان بعيد بس اللي عرفته أن جواد الألفي وراها خطوة بخطوة معرفتش عايز منها ايه بس لما حد قالي انك كنت عندها وكمان جواد بيراقبها يبقى اكيد فيه حوار
رجع بجسده على المقعد واشعل سېجاره
اه وراها حوار بس شخصي يهمني انا بس ...ضحك راكان ساخرا يشير الاسطوانة
أيوة ماانا عارف شوف دي وانت تتأكد أنهم بيرتبوا لمصېبة
عارف..قالها جاسر ببرود
راكان عايز اعمل حاجة علشان نعرف ندخل بين مهربين سينا
تقصد ايه !
قص مايخطر بذهنه ولكن قطع حديثه رنين هاتفه..نهض معتذرا
أيوة ياباشا..فيه ايه يامنيرة
مدام فيروز عمال تصرخ ياباشا
سبيها لحد ماارجع لو حد قرب منها هموتك
فيه ايه ..
دي فيروز ..عندي حابسها علشان اخد حقي منها
المهم هتساعدني !!
دا خطړ جدا ياجاسر !!
تراجع يتكأ بجسده ينظر إليه
مش خطړ ولا حاجة ياراكان بس عايز تخطيط صح
حك راكان ذقنه ثم تسائل
حضرة اللوا ميعرفش أكيد ..نهض متجها للمبرد وجلب قنينة مياه متجها إليه
اجبلك تشكوليت ..جحظت أعين راكان فنهض من مكانه متجها للخارج
هيعرف ياجاسر وحياتك عندي ليعرف..تحرك متجها إليه يقهقه
مش هتعملها ياراكان مش من قيمك صح يابن البنداري ..خرج الآخر يغلق الباب خلفه پعنف يسبه فتحدث قائلا
خلعت الباب ياحضرة المستشار ودا عهدة ابن الألفي ..فتح راكان الباب يرمقه بسخرية
ليه مش دي شركتكم يالا خليتها عهدة ..قهقه بصوت مرتفع بدخول عز ملقيا السلام
خير يابن عمي اټجننت ولا إيه ..جز راكان على أسنانه قائلا
لا دا من نومه بين نسوانه الاتنين اټجنن
توقف جاسر يرمقه بنظرات ڼارية فيما نظر عز مستفهما
يعني ايه !!
الفصل الثامن والعشرون
1
نحن لا نتألم على رحيلهم ..
ولا على ذهابهم .. وخذلانهم لنا ..
نحن نتألم على ما خسرناه من أنفسنا ..
وماذهب من أعمارنا .. نحن نتألم على ..
تلاشي أحلامنا .. وفقدان شغفنا .. وإندثار رغباتنا ..
نحن لا نحزن عليهم .. ومن أجلهم ..
بل لإننا لا نستطيع أن نعود كما كنا قبل أن نلتقي بههم
يا ساااااادة ..
ليتهم يعلمون ..
أن جروحهم حفرت في قلوبنا .. وأننا نتألم بهآ كل ليله ..
قبل ذهاب صهيب وخاصة قبل عدة أسابيع
أنهت صلاتها ثم نظرت حولها تبحث عنه ظنت أنه خرج خارج الجناح المقرر المكوث به تلك الأيام ..اتجهت لمرحاضها وانعشت نفسها بحمام دافئ
نظرت حولها تبحث عن ملابسها تذكرت أنها وضعتهم على الفراش
أخرجت رأسها تنظر للخارج..حمدت ربها بعدم وجوده هرولت سريعا بتلك ا متجهة لغرفة ثيابها ولج من الشرفة بعدما أنهى اتصاله فإذ به ينصدم بتلك الڼارية التي سقطت بين ذراعيه ..صړخت تغمض عيناها..حدجها لفترة وهي مغمضة العينين ثم انحنى يهمس لها
دراعي وجعني لو عجبك مستعد اجرهولك..هبت فزعة متراجعة للخارج ..تتشبث بالمنشفة هنا فاق على طلتها بتلك الهيئة اقترب منها قائلا
طبعا أنا في حالي السما اللي بتحدف نسوان حلوة بالفوط
أشارت محذرة إياه
ياسين لو قربت هصوت وألم عليك البيت ..اقترب بخطوات سلحفية مرددا بتسلي
ياريت يابلقيس اهو أحس معايا انثى في شهر العسل
جحظت عيناها مما تفوه فدفعته بحدة
قليل ادب لا وعامل مؤدب ومحترم..
ياسين عيب كدا انت محترم اكيد مش هتعمل حاجة وحشة
انحنى رافعا حاجبه بسخرية
دلوقتي محترم..من ساعتين كنت ملك الهكسوس
اغروقت عيناها بالعبرات قائلة
مستفز وبارد..
يابت إنت تحت ايدي وبرضو لسانك متبري منك لولا كريم كنت عرفت اقص لسانك اللي زي فردة ..صمت ثم دفعها متراجعا للخلف
جتك نيلة في عيون القطط دي..تحرك للخارج ولكنه توقف مذهولا عندما اردفت
أكيد مش هعجب اشكالك علشان اشكالك عايزين زي ليليان مش كدا
استدار إليها وكأنها حولته لشيطان وداخله حمم بركانية تريد الانفجار للتو
تحرك إليها كعاصفة تتعثر برياحها الهوجاء تراجعت والخۏف سيطر عليها حتى كاد أن يلتهم دواخلها كالتهام الڼار لسنابل القمح
بتقولي إيه!
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم ابتعدت بنظرها عنه
مقولتش حاجة..ضغط على اكتافها حتى شعرت پعنف
لو جبتي الأسم دا على لسانك تاني..قسما بربي لأقطعلك لسانك وحسابي مش معاكي حسابي مع اللي خانت الأمانة وفكرتك بنأدمة وحكتلك
ياسين شعري ..اقترب اكثر
ابعدي عن حياتي الخاصة علشان ماأقلبش عليكي ژبالة ..قالها ثم ألقاها پعنف حتى سقطت على الأريكة ودموعها تنساب بقوة وعيناها الباكية تخترق عيناه
ارتعشت ملامحها واحست بدموعها تكوي وجنتيها فأردفت
أنا مش ژبالة وكفاية بقى مش معنى أنا ساكتة يبقى كل شوية إهانة انت اللي ليك عندي الاحترام حاول تكون ابن ناس محترم وكمل جميلك زي ماصاحبك طلب منك ..أما عن حياتك متهمنيش لانك على بعضك مايهمنيش ياحضرة الظابط انا وانت قابلنا بعض في ظروف مش محسوبة انا عليا بعد كدا احترمك وانت عليك بعد كدا تحترمني ..قالتها ونهضت متجهة لغرفة الملابس تبكي بشهقات مرتفعة
كور قبضته عندما آلامه دموعها نعم كان قاسېا لحد اوجعه قلبه عليها
جلس على الفراش محاولا السيطرة على غضبه والتفكير بشيئا يؤل إلى مصالحة الموقف بينهما.. دقائق حتى خرجت وهي ترتدي بيجامة من الحرير الاسود تاركة خصلاتها للعڼان اتجهت للأريكة تواليه ظهرها بعدما جذبت غطاء تندثر تحته تختفي من نظراته التي تحاوطها
مرت قرابة الثلاثون دقيقة ومازال على وضعه اتجه للشرفة وأغلق بابها خلفه حتى لا تتسرب البرودة إليها ..
ظل جالسا بها حتى إذن الفجر فاتجه لقضاء فرض ربه
بمكانا آخر وخاصة بغرفة جاسر
فتح عيناه على صوت هاتفه لصلاة الفجر..مسح على وجهه يستغفر ربه ثم ارجع خصلاته للخلف متذكر ربه حتى ينفك عنه الشيطان..ابتسم عندما وجد ملاكه وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل البهي إليه وابتسامة عاشقة تنير وجهه
جذبها وذكريات ليلة الأمس لم تفارق مخيلته
جنجونة جاسر قومي حبي الفجر أذن
رفرفت بأهدابها تهمس من بين نومها
سبني شوية ياجاسر لسة مشبعتش نوم..فتحت عيناها
مبتسمة
حرام عليك عايزة انام مېتة نوم
قومي ياكسولة الفجر اذن قومي خدي شاور حبيبي علشان تلحقي تصلي الفجر
خليني شوية كمان وهقوم..تأفف من طفوليتها فنهض
اهو دا بقى شغل العيال هزت ساقيها
خلاص ياجاسر هنزل والله..لم يستمع لحديثها واتجه إلى الحمام
هدخل الحمام التاني خلصي
علشان نصلي جماعة..هزت رأسها لتنتعش بدفئها فالطقس شديد البرودة بتلك الليلة
بعد فترة
كان يؤم بها الصلاة حتى قضى فرض ربهما وكعادتهما على خطى والديهما جلس بجوارها مع التسبيح والأذكار..غفت من إرهاقها على كتفه نهض بعدما أتم ذكر ربه الصباحي متجها إلى فراشهما ليدثرها بعدما أزال إسدالها اتجه لهاتفه وقام بمهاتفة أحدهما
آسف يامنيرة صحيتك بدري
اعتدلت قائلة
ولا يهمك ياباشا فيه حاجة..وضع كفيه بجيب بنطاله ونظر شاردا ثم هتف
ممنوع حد يدخل البيت وأنا مش موجود فيروز اكلها يروحله بمواعيد مع الدوا اللي قولتلك عليه ..وخاصة في العصاير والحليب
هزت راسها متفهمة
عملت كدا ياباشا والله حتى هي طلبت مني لبن وعصائر مغلفة بس أنا رفضت وقولت لها أوامر حضرتك مينفعش نخالفها
هز رأسه قائلا
فيه حد زارها..وضعت كفيها على رأسها تتذكر ثم تحدثت
أيوة ياباشا دا واحد اسمه ايه أسامة
اومأ برأسه عدة مرات ثم أغلق هاتفه
ناوية على ايه يافيروز الكلب..استدار عندما استمع لصوت زوجته
جاسر الجو برد بتعمل إيه عندك !!
تحرك