رواية مريم كاملة
دعته يطبق عليها بلطف حازم ..
أفلت يدها ببطء و هو يقول و عيناه لا تحيدان عنها
كان المفروض أختي وفاء تبقي في إستقبالكم معايا دلوقتي . بس هي في مشوار و إتأخرت زمانها جاية
ميرڤت براحتها خالص كفاية حضرتك يعني ده إحنا يزيدنا شرف
و هنا زجرتها يارا بنظرة غاضبة ليبتسم سفيان بإتساع قائلا
بنتي كمان موجودة هنا . هتنزل حالا .. إتفضلوا جوا !
في سيارة سامح ...
كان يقود و هو مستغرقا في أفكاره عندما شعر بأصابع وفاء تتغلغل بين خصيلات شعره
أفاق ناظرا إليها ثم نظر للطريق من جديد ..
و بعدين معاك يا سامح .. قالتها وفاء بضيق ممزوج بالحيرة
وفاء في إيه إنت من إمبارح و إنت مش مظبوط و كل ما أبصلك ألاقيك سرحان . نفسي أعرف إيه إللي شاغلك .. قولي يا سامح إيه المشكلة
سامح بلهجة هادئة
مافيش حاجة يا وفاء . عادي السرحان بقي حاجة غريبة يعني ما كل الناس بتسرح . إنتي مش منطقية خالص يا حبيبتي
وفاء بحدة كل الناس بتسرح أه . لكن مش بإستمرار كده . قولي إنت مخبي عني إيه يا سامح عارف لو طلع إللي في دماغي صح و رحمة أمي ما هتشوف خير أبدا
في إيه بس يا وفاء هو إيه إللي في دماغك !
وفاء تكون واحدة مثلا هي إللي ملغبطة كيانك كده و بتفكر إزاي تديني سكة . لكن أنا
مش هسمحلك يا سامح . ده أنا أقتلك فيها سامعني
يضحك سامح ليموه عن الموضوع ثم يرد
إنتي خيالك بقي واسع أوي يا حبيبتي . و بعدين يعني أهون عليكي يا فيفي !
سامح يا جآااامد . لأ ده أنا أخاف علي نفسي منك بقي
وفاء بجدية لازم تخاف يا حبيبي . إنت بتاعي أنا و لو في يوم بصيت لغيري بس .. ھقتلك و مش بهزر
أنا بحبك أد إيه وفاء
لم ترد عليه فزم شفتاه متماسكا و أردف
عموما أنا محضرلك مفاجأة هتبسطك و هترجع ثقتك كلها فيا .. قريب أوي هقولك عليها !
نسقت هذا حسب الفستان القصير الذي إرتدته كان بلون عيناها .. رمادي مائلا للزرقة و كانت حزاما عريضا باللون الأسود يتوسطه عند منطقة الخصر و أخيرا إنتعلت حذاء أبيض مريح للقدمين و علقت حول عنقها قلادة ذهبية صغيرة كان سفيان قد أهداها لها عندما كانت طفلة في السادسة من عمرها
إجتذبتها الهمهمات المنبعثة من ناحية الصالون فمضت بخطواتها الرشيقة إلي هناك ..
Good Evening ! قالتها ميرا بإبتسامة رقيقة
ليلتفت لها الجميع في نفس الوقت ..
سفيان بصوته القوي
تعالي يا ميرا . قربي يا حبيبتي
ذهبت ميرا إلي والدها ليقوم سفيان من مكانه و يلف ذراعه
أحب أقدملكوا . ميرا سفيان الداغر .. بنتي
فتحت ميرڤت عينتها دهشة
ما شاء الله . دي بنت حضرتك الله أكبر ده أنا كنت فكراها طفلة !
سفيان بإبتسامة أنا خلفتها و أنا صغير . بيني و بينها 16 عشان كده تلاقيها طولي و مايبنش إني أبوها
ميرڤت و هي تمد يدها لتصافح الفتاة
ربنا يخليها لك دي عروسة زي القمر
سفيان متشكر ربنا يخليكي .. ثم إلتفت لإبنته مكملا
ميرا دي طنط ميرڤت مامة يارا . و دي يارا خطيبتي إللي كلمتك عنها .. مش هتسلمي عليها !
إبتسمت ميرا و هي تصافح يارا قائلة
Nice To Meet You يارا !
يارا و هي ترد لها الإبتسامة
أنا كمان يا حبيبتي مبسوطة إني شوفتك
ميرا إهنا إحنا هنكون Friends مش كده
يارا بإبتسامة مترددة
أه . أكيد !
و هنا جاءت الخادمة معلنة
الغدا جاهز يا سفيان بيه
أصرفها سفيان بإشارة من يده و قال
طيب يلا يا جماعة علي أوضة السفرة . وفاء بتأخيرها ضيعت الغدا الخصوصي ده علي نفسها تبقي تيجي تطلب دليڤري بقي .. و ضحك بمرح
ميرڤت لأ إزاي بس إحنا ممكن نستناها !
سفيان بصرامة مافيش الكلام ده يا ميرڤت هانم . عندي هنا الوقت مقدس و طالما جه وقت الأكل يبقي هناكل كلنا إللي يجي بعد كده ممكن ياكل بردو بس هياكل لوحده .. إتفضلوا
و أخذهم إلي حجرة الطعام ...
شد ليارا كرسي علي يمينه و لميرا أخر علي شماله بينما تولت ميرڤت أمرها بسرعة قبل أن يلتفت إليها
إبتسم و هو يترأس المائدة الطويلة بإريحية أشار بإصبعه السبابة إلي طاقم الخدم الخاص بالمطبخ ليتوافدوا تباعا
مجموعة تضع المناديل أمام الضيوف و مجموعة تصب المياه و المشروبات بالكؤوس و بعضا منهم يقف للطلب عند الحاجة ...
لم يتناول سفيان طعامه جيدا بقدر ما حرص علي الإهتمام بضيوفه .. فأحيانا كان يقرب صحن الحساء الساخن من يارا و أحيانا يدفع لها بكأس العصير
كان يتصرف معها بغاية اللطف و كأنه لم يكن الشخص الذي عرفته من قبل أظهر كرما بالغا و رقة غير مفهومة
لوهلة شكت بنفسها ربما كانت مخطئة .. لكنها عادت فورا حين تذكرت كلامه و تهديداته السابقة آثرت الصمت و من داخلها تبتسم بسخرية ...
...............
كان المطر قد بدأ رذاذا خفيفا عندما وصلت وفاء إلي المنزل كانت تحمل في يديها حقائب طبعت عليها علامات أفخم المتاجر
لفت نظرها ضوء الشرفة الأمامية فأدركت وجهتها .. دقيقة و كانت ماثلة أمام شقيقها ...
كان يحتسي قهوته و هو يتبادل أطراف الأحاديث مع ميرڤت و قد جلست ميرا بجواره علي يد الكرسي ..
مساء الخير ! .. قالتها وفاء بنبرتها العذبة
وضع سفيان الفنجان بمكانه و هو يهتف
وفاء !
معقولة كل ده تأخير
وفاء بأسف معلش يا سفيان علي ما خلصت المشاوير إللي قولتلي عليها ده أنا لفيت أد كده و الله
سفيان طيب تعالي سلمي علي ضيوفنا
أقلبت وفاء باسمة لتقف كلا من ميرڤت و يارا لتحيتها ..
وفاء أهلا و سهلا بيكم . و الله منورين البيت
ميرڤت منور بأصحابه يا حبيبتي
وفاء و هي تشمل يارا بنظرات فضولية
إزيك يا عروسة
يارا بإبتسامة الحمدلله كويسة
وفاء ما شاء الله زي القمر . و الله صبرت و نولت ياخويا . ربنا يهنيكوا يا رب
سفيان شكرا يا وفاء .. صحيح أومال فين سامح
وفاء سامح وصلني و مشي قال تعبان و لازم ينام بدري عشان عنده مرافعة الصبح
أومأ سفيان بتفهم ثم قال
طيب أقعدي
خدي نفسك و قوليلنا عملتي إيه في الترتيبات إللي قولتلك عليها
جلس الجميع لتبتسم وفاء و هي تسحب مجلد من إحدي الحقائب و تقول
كل حاجة تحت السيطرة . حجزت كروت الدعوة و إتفقت مع أشهر دار لتصميم ديكورات الأعراس و أخر حاجة جبتلكم جتالوجات للفاستين و البدل أخر موديل . و أحب أبشركم فرحكوا هيبقي حدوته سنين قدام
فرح مين ! .. قالتها يارا بعدم فهم
نظر سفيان لها و قال
فرحنا يا حبيبتي . هو صحيح كمان إسبوعين بس أنا مش عايزك تقلقي كل حاجة هتطلع أحسن ما إحنا عايزين
يارا بجدية بس أنا مش عايزة فرح
سفيان رافعا أحد
حاجبيه
مش عايزة فرح !
إزاي يعني ده إنتي بنت و إللي أعرفه أن ده حلم كل البنات . ده غير إني بعتبر جوازنا ده هو جوازي الحقيقي و لازم كل الناس تعرف بيه و يتحاكوا عليه كمان
يارا بإصرار مش عايزة فرح . مش عايزة
ميرڤت ليه كده يابنتي صحيح علي رأي سفيان بيه . ده حلم كل البنات معقول مش عايزة تفرحي زي البنات !!
يارا بثبات أيوه مش عايزة . فرح لأ
كاد سفيان أن يرد لولا رنين هاتف أخته
إعتذرت وفاء منهم و أخرجت هاتفهها لترتبك قليلا عندما تري إسم المتصل ..
ده سامح ! .. قالتها وفاء حين رفعت أنظارها لتصطدم بأعين أخيها الحادة
ضغطت زر الإجابة و ردت
ألو .. أيوه يا سامح .. خير !
أيوه موجودين الإتنين .. في إيه يا سماح ... بتقول إيه !!!!
في إيه يا وفاء ! .. تساءل سفيان بلهجة خشنة
نظرت وفاء له ثم لإبنته ... وجدت صعوبة في قول هذا
لكنها نطقت س ستيلا . أم ميرا .. ماټت يا سفيان ..... !!!!!!!!!!!
يتبع ...
الفصل 19
طرد !
وصل سامح صباح باكر إلي ڤيلا آلداغر ...
كان يحمل علي يده لفافة هدايا كبيرة حمراء اللون مربوطة بشريط أزرق شعر و كأنه كالأبله و هو يسير بهذا الشئ هكذا ... لكنه تجاوز شعور الحرج و تابع المسير حتي الحديقة الخلفية
شاهد سفيان من علي بعد و هو يعوم داخل المسبح الكبير طولا و عرضا بلا هوادة إبتسم بإلتواء و مضي إليه ..
صباح الخير يا إبن الداغر ! .. قالها سامح بلهجة معابثة و شد كرسي قريب ليجلس
رفع سفيان رأسه و هو ينفض قطرات الماء عن عينيه و نظر لصديقه قائلا
صباح النور يا متر .. كان اللهاث يغلف صوته
سامح مداعبا إيه النشاط ده كله يا عريس . بتسخن و لا إيه !
سفيان بسخرية إنت جاي تستظرف علي الصبح بروح أمك .. و صعد من المسبح متناولا مآزره من فوق الطاولة
سامح بإبتسامة صفراء
مش ملاحظ إنك بتقل أدبك كتير اليومين دول يا صاحبي !
سفيان و هو يجفف شعره بالمنشفة
براحتي يا حبيبي . أنا أعمل أي حاجة تعجبني في الوقت إللي يعجبني
و لفتت إنتباهه تلك الهدية المغلفة هناك ..
إيه البتاعة إللي هناك دي ! .. قالها سفيان بتساؤل و أردف
دي بتاعتك إنت إللي جايبها
حمحم سامح بشئ من التوتر ر قال
أه دي هدية . جايبها لميرا
سفيان بإستغراب جايبها لميرا إشمعنا !
سامح مغالبا إرتباكه
أنا قلت فات شهر بحاله و هي حابسة نفسها في أوضتها و زعلانة علي مامتها . حبيت أعمل أي حاجة تخرجها من حالة الحزن دي
أومأ سفيان رأسه مرارا و قال
طيب و جبتلها إيه بقي
سامح باندا . بيقولوا الباندا صديق البنات و خصوصا المراهقات إللي في سنها .. أنا متأكد إنها هتتبسط بيه
تنهد سفيان و ألقي بالمنشفة علي ظهر الكرسي فتنفس سامح هنا و قد علم أن اللحظات الصعبة مرت
سفيان بلهجة فاترة
عموما أنا مش ساكت عليها . قريب هشغلها في حاجات تنسيها أمها
سامح بإهتمام هتعمل إيه يعني !!
نظر سفيان له و قال بجدية تامة
هجوزها
سامح پصدمة إيه ! .. هتجوزها هتجوزها لمين
سفيان للواد إللي بتحبه
سامح و هو يزدرد ريقه بصعوبة
إزاي يا سفيان ده إنت كنت