الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية دعاء الجزء الاخير

انت في الصفحة 19 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

عاوزاهم يقتلونى فى أمن الدولة وتخلصى مني كنت مستعجلة على الفلوس أوى كده بتحبي الدنيا أوى كدة طالما بتحبيها كده
أنا بقى هحرمك منها ودلوقتى حالا 
وبدأ يقبض على رقبتها بقبضته بقوة وهى تنتفض بين يديه وتحدق به مذعورة وقد احتقن وجهها وبدأت دماء الحياة تفارقه وشعرت أنها ستموت فى هذه اللحظة وتنتهى 
ولكن فجاة شعرت أن الډماء بدأت تعود إليها من جديد والهواء يعانق رئتيها وشعرت بارتخاء أصابعه حول رقبتها ونظرت إليه وهو يقول لها 
أنت خسارة فيكى الواحد يضيع نفسه علشانك 
وارتطمت وجنتها بصڤعة أخرى وصړخ فيها قائلا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بس مش هطلقك واريحك خاليكى مرمية هنا علشان وقت ما يجيلى مزاجى وأعوز اقټلك ابقى عارف طريقك
بصق عليها ونظر إليها باحتقار وغادر المكان وهو يشعر بالتقزز والنفور وأغلق الباب خلفه بقوة أرعبتها وانتفض لها جسدها الذى لم يعد يستطع أن يتحمل كل هذا الړعب والخۏف والفزع أغمضت عينيها وابتلعت ريقها وهى ترتعش وبدأت فى بكاء هيستيرى كانت تريد كل شىء ففقدت كل شىء حتى حياتها كادت أن تفقدها فى لحظة ڠضب
عاد إلى منزله مساءا وهو يشعر أنه قد فقد جميع قواه وبذل مجهودا نفسيا مضنيا هبت والدته منتفضة واتجهت إليه متلهفة وقالت 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كده يا فارس تعمل كده فيا انا كنت ھموت من الخۏف عليك
تنفس بعمق ثم ربط على كتفها مطمئنا وهو يقول بإرهاق
معلش يا أمى أنا آسف كان جوايا شحنة وعاوز اطلعها فى مكانها اللى يستهالها
نظرت إليه متفحصة بقلق وهى تتسائل 
روحتلها مش كده عملت فيها حاجة 
هز رأسه نفيا وهو يقول بابتسامة واهنة 
مټخافيش عليا أنا فشيت غلي فيها وخلاص هو أنا مچنون أضيع نفسى فى واحدة زى دى
أخذته من يده كالأطفال وذهبت به إلى غرفته وأجلسته
إلى فراشه قائلة 
نام شوية طيب شكلك تعبان أوى ده انت حتى مستريحتش من ساعة ما رجعت
خرجت وتركته يهوى بجسده المنهك فوق
فراشه وهو يفكر فى زوجته وما فعلته به منذ أول يوم زواجهما وحتى هذه اللحظة ويتسائل عن سبب واحد فعله معها جعلها تنكر كل شىء وتقذف به خلف ظهرها وتخطوا فى طريقها على جثته بهذا الشكل القبيح فلم يجد شىء إلا دنائتها فالشخص الدنىء لا يؤثر فيه معروف ولا يستقبح منكرا 
لقد أخطاء منذ اللحظة الأولى عندما قبل الأرتباط بفتاة مثلها لم يعطى بالا وهو يقرر الارتباط بها لحديث النبى صل الله عليه وسلم أظفر بذات الدين تربت يداك 
وكانت هذه هى النتيجة غطى الطمع عينيها ولم تجد دينا يردعها فما كان منها إلا الخېانة أغمض عينيه فى سكون وهو يشعر فيهما پألم شديد وكأن نغزات شوك شديدة تنغزه من كثرة الإرهاق والتعب والجهد ورغم أنها الليلة الأولى التى سينامها على فراشه بعد كل ما مر به إلا أنه لم يرتاح وظلت رأسه تدور حتى سقط فى نوم عميق فجأة وكأن النوم بئر قد أسقط فيه رغما عنه على حين غره
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فى الصباح استيقظ على صوت رنين الهاتف فنهض وهو يشعر پألم فى عظامه شديد نهض بتاكسل وتثاقل وعندما فتح الباب سمع والدته تتحدث فى الهاتف قائلة 
لاء لسه مصحيش يابنتى أطمنى ليه القلق اللى انت فيه ده قلتلك امبارح أنه جه كويس ودخل نام لاء مټخافيش لو كان حصل حاجة كان هيبان عليه يعنى طيب ماشى خلاص مع السلامة
أنهت المكالمة واستدارت لتجده يقف بجوار باب غرفته عاقدا ذراعيه أمام صدره والابتسامة تعلو وجهه وهو يقول 
كانت بتطمن عليا مش كده 
أبتسمت والدته بمكر وهى تقول بلامبالاة 
هى مين دى قصدك مين
اقترب منها وقبل وجنتها وهو يقول بمرح 
مش عارفة مين يا ست أم فارس
ضحكت وهى تتجه للمطبخ فدخل خلفها وهو يقول بأصرار 
ممكن بقى تحكيلى كل حاجة مكنتش واخد بالى منها
ألقت عليه نظرة وهى تعد الأفطار ثم قالت 
وانا مالى أسأل صاحبة الشأن
تنهد بقوة وهو يقول 
اسألها ازاى بس مش هينفع اكلمها أصلا
وضعت والدته طبقين فى يديه ثم أخذت بقية الأطباق وخرجت من المطبخ وهو يتبعها
وقالت 
والله لو دخلت البيت من بابه هينفع تكلمها ونص كمان
جلس على المقعد خلف المائدة وهو يقول مراوغا
أنت شايفة كده يعنى 
نظرت له نظرة جانبية وضړبته على كتفه وهى تقول 
يا واد بطل تتلائم عليا ده انت عاوزها النهاردة قبل بكره
ضحك وهو يمسك يدها التى ضړبته بها ثم قال 
هو انا معرفش أهزر معاكى شوية يا حجة علطول فقسانى كده
أبتسمت فى سعادة وقالت 
تحب احددلك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا
دلوقتى
نظرت إلى الهاتف ثم نظرت إليه بدهشة وقالت 
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يومىء برأسه أى نعم
أخذت الهاتف مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
نظرت أم يحيى إلى مهرة التى كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن أخبرتها بطلب فارس وقالت لها 
يعنى مردتيش عليا يا مهرة أوعى تكونى مستغربة زيى انا وابوكى
لم تستطع أن ترفع وجهها
كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم لسانها ها هو حبيب العمر يتقدم طالبا الزواج منها ثانى يوم تحرره من الأسر وكأنه لم يكن فى أسر السجون فقط هزتها أمها من كتفها وهى تقول 
يابنتى ردى على ابوكى
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذى قال 
هتعملى فيها مكسوفة ما تردى على طول ها اقوله أيه موافقة ولا رافضة
همهمت فى خفوت فلم يسمعها أحد منهما هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول 
متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهى تقول 
حبيبتى المرة دى مش هنجبرك على حاجة أنت حره مټخافيش أنا عارفة انه أكبر منك بعشر سنين واكتر وانت بتعتبريه زى اخوكى الكبير و 
قاطعتها مهرة فجأة وهى تقول بسرعة 
موافقة
فارس أنت بتهزر ولا بتكلم جد!
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال 
هى الحاجات دى فيها هزار يا عبيط اخواتك انت طبعا بتكلم جد
قال عمرو بمرح 
أصل مش معقول أنت عارف انت اكبر منها بكام سنة ولا ناسى طب وهى وافقت ازاى
تنحنح فارس وهو يقول 
وأيه المشكلة مش فاهم 
تنهد عمرو وقال 
طب وهى قالتلك أيه وافقت على أساس أيه يعنى
أبتسم فارس ابتسامة واسعة وهو يقول 
بينى وبينك انا كنت ھموت واشوفها واتكلم معاها لما طلعت عندهم فى البيت لما كنت بتفق مع والدها على التفاصيل بس هى بقى مرضيتش تخرج وامها قالتلى انها لو خرجت دلوقتى هيغمى عليها من الكسوف 
ضحك مرة أخرى وهو يقول 
حتى لما اتلككت وقلتلهم طيب لو هى
عاوزه تسألنى على حاجة هتعمل أيه وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى بتقولك لو
عاوز تسألها على حاجة قول لماما وماما هتقولى وانا هرد عليك عن طريقها وانا مش عاوزه اسأله على حاجة علشان انا عارفة كل حاجة!
ضحك عمرو ضحكات رنانة وقال 
للدرجة دى مكسوفة منك سبحان مغير الأحوال قولى بقى الخطوبة أمتى كده
رفع فارس حاجبيه وقال 
خطوبة ايه يا عم الحاج هو انا بتاع خطوبة تفتكر يعنى لسه هخطب بقى وأغض البصر وكده وبعدين هى كمان بقت تكسف منى أوى وأنا عاوز أخاليها تاخد عليا شوية أحنا اتفقنا على كتب الكتاب على طول
عمرو
طب قولى أمتى بقى علشان أجى احضر
فارس 
كنا هنخاليها الخميس بس علشان سيادتك بقى هنخاليها الجمعة
قال عمرو مداعبا 
تصدق يا فارس انا عمرى ما شوفتك كده أبدا حتى فى جوازتك الأولى مكنتش فرحان أوى كده للدرجة دى بتحبها
زفر فارس بقوة محاولا أخراج جميع انفعالاته وقال 
بحبها أيه يا أخى أنا مش لاقى كلمة توصف أحساسى بيها أنا لما بلال كلمنى فى السچن ونبهنى حسيت بعدها انى عاوز أكسر حيطان الزنزانة وأخرج اشوفها كان نفسى اشوفها أوى يا عمرو ساعتها حسيت بالسجن فعلا كان هو ده سجنى الحقيقى أنا مش عارف انا ازاى مخدتش بالى العمر ده كله
فى مساء اليوم التالى دخل فارس مكتب الدكتور حمدى بعد أن هاتفه وطلب منه الحضور على الفور لأن والد هانى الذى قد حكم عليه بالاعډام قد جاء إلى المكتب وينتظره هناك طرق فارس باب حجرة مكتب الدكتور حمدى ودلف إليه وهو ينقل بصره بين الدكتور حمدى ووالد هانى الذى كان يقبع أمام حمدى وقد ظهر حول عينيه السواد من شدة الارهاق والأكتئاب الذى يعانيه منذ ان حكم على ولده بالاعډام 
بمجرد أن رأى فارس هب واقفا وهتف
فيه بحدة 
حرام عليك أنت ومراتك تعملوا فى ابنى كده حرام عليك ضيعتوا مستقبله وضيعتونى معاه
نظر فارس للدكتور حمدى الذى وضع يده على كتفه قائلا 
يا استاذ عبد القادر هو مش أنا فهمت حضرتك ان فارس مالوش ذنب وأنه كان عنده ظروف منعته من متابعة القضيه
صاح عبد القادر پبكاء 
ولما عنده ظروف معتذرش عن القضيه ليه ضحكوا عليا ليه 
ثم نظر إلى فارس ورفع يده باتجاه لحيته قائلا بحدة 
أنا عارف اللى مربين دقنهم دول كلهم ڼصابين وبيتاجروا بيها
أمسك فارس يده الممتدة إلى لحيته ونظر له بحدة وقال 
قعد وأفهم اللى حصل الاول قبل ما تتهمنى بالڼصب
نظر له الدكتور حمدى نظرة ذات معنى وقال 
مش وقته يا فارس 
هز فارس رأسه نفيا وقال بإصرار 
لاء لازم يعرف كل حاجه
جلس عبد القادر يستمع إلى فارس وهو يقص عليه ما حدث معه منذ أن دخل مكتبه اول مرة 
وطلب منه الدفاع عن ابنه هانى فى قضية القټل ولقد كان يستمع إليه وهو محدق به تتسع عينيه شيئا فشيئا غير مصدق ما تسمعه أذنه حتى أنتهى فارس قائلا
يعنى مش ابنك لوحده اللى أترمى فى السچن بسبب القضيه دى انا كمان اترميت ظلم وده الفرق بينى وبين ابنك
ضاقت عينيى عبد القادر وهو يقول بذهول 
يعنى مراتك هى اللى عملت كل ده لوحدها بعد ما رميتك فى السچن هى و وائل
أومأ فارس برأسه وقال بأسى 
أيوا مراتى ووائل
وفجأة صاح عبد القادر مرة أخرى 
يعنى مراتك تتمتع بالفلوس
وأنا ابنى يتعدم وأخسره
رفع فارس رأسه إليه وقال بجدية 
ومين قالك أنها هتتمتع بالفلوس دى زورت أوراق رسميه يعنى هتتحبس هى واللى ساعدها فكده
ډفن عبد القادر وجهه بين كفيه وهو يبكى هتفا 
وابنى يا ناس أبنى هيروح مني ظلم
مال فارس للأمام وقال بهدوء
أهدى يا استاذ عبد القادر أولا الحكم ده مش نهائى يعنى أى محامى يقدر يعمل استئناف والحكم يتخفف وينزل للمؤبد 
والمحكمة هتراعى إنه اعترف على نفسه وهتراعى سنه الصغير والمؤبد احسن من الاعډام
رفع عبد القادر رأسه ونظر إليه وهو يضرب كفيه بحسرة 
يعنى كل التعب اللى تعبت فيه ده كله وأنا بربيه وبكبره وبصرف عليه وبعمله اللى هو عايزه وفى الاخر ياخد مؤبد ليه كده يا هانى انا قصرت معاك فى ايه يابنى
تبادل فارس مع الدكتور حمدى النظرات المشفقة على الرجل وأنحنى فارس
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 31 صفحات