رواية دعاء الجزء الاخير
مكان يلمها
بكت مهرة بشده وجسدها يرتجف وينتفض بقوة وهى تستغيث بالله أن ينقذها مما تقاسيه تدخلت والدتها وقالت له بجمود
هو أنت كل ما يحصل حاجه تهددنى بالطرد والطلاق أنت فاكرنى هترمى فى الشارع يعنى من غيرك
توجه إليها فى ڠضب عارم ولوى ساعدها خلف ظهرها وهو ېصرخ فيها
ايوا هتترمى فى الشارع ياختى ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل
سايبهالك مخضرة ابقى هات مراتك التانيه تعمرها بقى
خرجت وأغلقت الباب خلفها ونسيت أن ابنتها فى أشد الحاجه إليها ڠضبت لنفسها واڼفجر بركان صمتها الذى كان هامدا طوال تلك السنوات والان اڼفجر ولكنه لم ينفجر فى وجهه وحده وأنما فى وجه مهرة ايضا
روح هات الغندورة التانيه تقعدلك فيها أنا مستحملة وصابره بلاويك فى الاخر حصلت تمد ايدك عليا
لم تسمع نداءات ام فارس ولم تعيرها اهتماما نظرت للاعلى لدقيقة ثم عادت إلى شقتها مرة اخرى عندما سمعت صوت رنين الهاتف أجابته قائلة
قال بسرعة
ماما مهرة عندك
قالت متعجبة
لاء يابنى ده أنا سمعت صوت خناق جاى من عندهم وشفت أم يحيى وهى نازله تزعق على السلم وبتقول انا سايبه البيت وماشيه شكل جوزها مد ايده عليها
سمعت صوت زفيرة الحار وهو يقول
أنا جاى حالا اقفلى دلوقتى
عاد فارس سريعا إلى المنزل فوجد والدته تنتظره على باب الشقة ويظهر عليها القلق الشديد وقالت سرعا
قال فارس بلهفة
مد ايده على مهرة
هزت رأسها نفيا وهى تقول
مش عارفه يابنى فهمنى طيب ايه اللى حصل
لم يستطع ان ينتظر اكثر من هذا صعد الدرج قفزا حتى توقف أمام باب الشقة تنفس بقوة وطرق الباب لحظات
يا عمى عاوز اتكلم معاك الله يخاليك مش كده
قال والدها پغضب
قلتلك ملكش عندى بنات للجواز وياريت تطلقها بالذوق بدل ما نروح المحاكم
سمع فارس صوت بكائها من الداخل فأستشاط ڠضبا لايستطيع ان يراها أو يطمئن عليها وهى وحيده حتى والدتها تخلت عنها وتركتها معه بمفردها لم يستطع ان يتحكم فى أعصابه أكثر من ذلك فهتف فيه
وانت حتى مش عاوز تسمعنى لما اقول كل اللى عندى
لم يجد اجابة من ابو يحيى إلا أن صفع الباب فى وجهه مرة واحده بدون سابق انذار ضړب فارس سور الدرج بقبضته حتى آلمتة بشدة
وهو يهتف بحنق
والله ده حرام
حرام اللى بيحصل ده
لحقت به والدته وأخذته وهبطت به للأسفل وهى تقول
تعالى يابنى استنى لما النفوس تصفى وبعدين نتكلم معاه تعالى احكيلى ايه اللى حصل
أما فى غرفة مهرة فقلد كانت تبكى وتشهق وهى تضع يدها على فمها حتى لا تصدر صوتا يستفزه من جديد وهو واقف امامها مصدرا لأوامره وهو يقول
مفيش خروج ولا دخول ولا جامعه ولا غيره خلاص وتليفونك هيفضل معايا وهجيب مراتى التانيه تقعد معاكى هنا وتحرسك
بالفعل كانت زوجته سعيده بما فعل بأم يحيى وأنها انتصرت على ضرتها وآلمتها وستؤلمها أكثر حينما تنام فى فراشها وتتحكم فى ابنتها
وجائت مسرعة إليه
بات فارس ليلته وقد جفاه النوم وذاق السهاد مستلقيا على فراشة ينظر للأعلى يتأمل سقف الغرفة غرفتها فوقه تماما لا يفصلهما عن بعضهما البعض سوى سقف الغرفة فقط ظل مصوب نظراته إليه تكاد أن تخترقه لتراها وترى حالها الآن وتعود إليه تخبره عنها
ماذا تفعل هل تبكى هل تضم قدميها إليها كما تفعل دائما عندما تشعر بالوحدة
يود أن يمد يدها لينتشلها مما هى فيه يود أن يأخذها
بين ذراعيه ويحتضنها بقوة ليشعرها بالامان
أنا هنا يا حبيبتى لا تجزعى لا تخافى لا تفزعى لاتحزنى اطمئنى واسكنى صدرى كما سكنتى قلبى دائما
وفى الصباح أخبرته والدته أن زوجة أبيها جائت لتسكن معهم فى نفس الشقة استشاط ڠضبا وهو لا يعرف ماذا يفعل لا يريد أن يتدخل بشكل أكثر قوة حتى لا تفسد العلاقات بين العائلتين اكثر من هذا وكان مضطرا للحاق بعمرو فى النيابه ليتعرف على نتيجة تقرير هيئة الاثار
توجه إلى النيابة من جديد وهناك كانت النتيجة ليست مفاجئة له
بل كما توقع تماما
يقول مفتش الآثار الخبير بأن القطعة الأثرية التى عرضت عليه قطعة حقيقية غير مزيفة
شكك فارس فى نتيجة الفحص وطالب بفحصها مرة أخرى عن طريق لجنة أخرى
تم الاستجابة لطلبه وأعيدت لعرضها على لجنة أخرى تقدم عمرو تجاه فارس وهو يقول بقلق
هنعمل ايه دلوقتى يا فارس
تنهد فارس وقد ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقول
زى ما قلتلك بالظبط هنسبقهم بخطوه المره دى
نظر له عمرو متعجبا وقال
مالك يا فارس فى حاجه مضايقاك
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أنه يحمل هما تنوء منه الجبال وقص على عمرو ما حدث بالأمس مع والد مهرة
ما كاد ينتهى من حديثة حتى وجد والدته تتصل به بإلحاح أجابها على الفور فقالت بإضطراب
مرات حماك التانيه خبطت عليا وقالتلى ان جوزها راح يشوف محامى علشان يرفع قضية طلاق
أغمض فارس عينيه وقال بحزن
طيب يا ماما اقفلى دلوقتى معلش وهبقى أكلمك تانى
نظر إليه عمرو وهو يقول في اضطراب
حصل ايه
خالطت ابتسامة متهكمة حزينة شفتيه وهو يقول
حمايا شكله كان بيتلكك علشان يطلقها مني راح يدور على محامى يرفع قضية الطلاق
وضع عمرو يده على كتف فارس وهو يقول مطمئنا
متخافش مش انت واثق أنها عايزاك
أطلت نظرات القلق والحزن من عينيه وهو يقول
انا خاېف عليها اوى يا عمرو لوحدها فى وسط كل ده
ذهب فارس بصحبة عمرو كما اتفقا مسبقا لهيئة الآثار ليحاول فارس
استباق نادر بخطوة كما كان يخطط من قبل
صافحه فارس وهو يعرفه بنفسه ويقدم الكارت الشخصى الخاص به مبتسما
نظر مفتش الآثار إلى الكارت ثم إلى فارس متفحصا له وهو يضيق عينيه ثم قال متسائلا
هو مش حضرتك كنت بتشتغل فى مكتب الدكتور حمدى مهران
انتبهت حواس فارس وهو يومىء ببطء قائلا
ايوا هو حضرتك تعرفنى قبل كده
ابتسم الرجل ويهز رأسه قائلا
سبحان الله الدنيا صغيرة أوى هو حضرتك مش فاكرنى ولا ايه يا استاذ فارس
تأمله فارس قليلا محاولا تذكره ثم قال
الحقيقة هو شكل حضرتك مش غريب عليا بس مش فاكر بصراحه
استند الرجل إلى مكتبه وشبك اصابع كفيه فى بعضهما وقال بتاثر
مش فاكر الراجل اللى مراته رفعت عليه قضية طلاق وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وأنت قعدت تنصحه وتقوله حتى لو هانت عليك مراتك ازاى عيالك يهونوا عليك تلطخ سمعتهم بالشكل ده وميقدروش يرفعوا راسهم قدام الناس بعد كده وفضلت تذكره بالله لحد ما قام مشى من قدامك وهو بيقول أنا مش عارف هو ده مكتب محاماه ولا جامع
انتبه فارس متذكرا وهو ينظر غلى الرجل وقد عرفه وقال بدهشة
مش معقول
أومأ الرجل براسه وهو يقول
شفت بقى الدنيا صغيرة ازاى
أطرق فارس مفكرا وقد شعر برفض طلبه قبل أن يطلبه وحاول أن يبحث عن مخرج آخر
لعمرو الذى كان ينظر إليهما بحيرة ودهشة لا يعرف ماذا يقول قطع مفتش الاثار شروده وهو يقول موجها حديثه لفارس
أؤمرنى يا أستاذ فارس حضرتك كنت جايلى ليه
رفع فارس رأسه ببط ونظر فى عينيه وهو يقول بأحباط
الحقيقة أنا كنت جاى متحمس بس دلوقتى مبقتش عارف هتساعدنى ولا لاء
نظر له الرجل بابتسامة ونهض من خلف مكتبه وجلس على المقعد أمامه ووضع يده على قدم فارس وهو يقول ممتنا
أنت ليك جميل فى رقبتى عمرى ما هنسهولك ابدا
علت الدهشة وجه فارس وهو ينظر إليه بصمت فأردف الرجل قائلا
أنا بعد ما مشيت من عندك فكرت فى كلامك كويس وضميرى فضل ينقح عليا وانا بسمع كلامك عمال يدور جوا عقلى وفضلت طول الليل صاحى مش عارف اسمع اى حاجه غير الحوار اللى دار بينا فى المكتب عندك
حسيت انى ندل وأنى كنت هلوس سمعت ست شريفه عاشرتها سنين طويلة مشفتش منها غير كل شرف وامانه
كنت هضيع مستقبل ولادى وسمعتهم علشان العند علشان بس أثبتلها أنها مش هتاخد منى حاجه ڠصب عنى بالمحاكم
واكتشفت انى مقدرش استغنى عنها وان الموضوع كله كان عند فى عند
روحتلها واعتذرتلها واتصالحنا ومن يومها وانا شايلك جميلك ده فى رقبتى وبدعيلك ليل نهار
رغما عنه لمعت الدموع فى عينيه وهتف فى قلبه
يااااه يا ما أنت كريم يارب صحيح اللى عند ربنا مبيضعش ابدا
ربت الرجل على قدمه مرة اخرى وقال مطمئنا
قولى بقى أنت عاوزنى اساعدك فى ايه وانا رقبتى ليك
خرج فارس وعمرو من هيئة الاثار وقد بدت السعادة فى عينيى كل منهما وقال له فارس بحماس
شفت بقى مش قلتلك أن ربنا مش هيسيبنا ابدا
رفع عمرو يده للسماء وهو يقول
الحمد لله يارب
ثم نظر إلى فارس متسائلا وهو يقول
ودلوقتى المفروض هنعمل ايه الخطوه اللى جايه
ابتسم فارس بمكر وهو يقول
الخطوة الجايه هما اللى هيعملوها مش أحنا وساعتها هيبقوا كتبوا نهايتهم باديهم
بمجرد أن انتهى مفتش الاثار من وضع الملفات التى بيده فى درج مكتبه حتى سمع
طرقات خفيفة على باب حجرته
ورأى رجلين يراهما لاول مرة مد نادر يده يصافحه وهو يقول
أقدملك نفسى مهندس نادر
واشار إلى صاحبة وقال
وده الاستاذ باسم المحامى
واردف قائلا
عاوزين حضرتك فى كلمتين وهنمشى على طول
ابتسم مفتش الاثار إليهما ابتسامة واثقة وقال
اتفضلوا خير يا بهوات
بدأ نارد فى مساومته فى التقرير الذى سيقدمة للنيابة عن قطعة الاثار ولكن الرجل تظاهر بالتردد قائلا بحنكة
بس المبلغ ده صغير اوى على العمليه دى
تدخل باسم وحاول اقناعه بطريقته الخاصه فى الحديث وانتهت المقابله على وعد منه بالتفكير قائلا
ادونى يومين افكر وبعدين تجولى نتكلم فى التفاصيل
تبادل باسم ونادر نظرات الانتصار وقال باسم
يبقى اتفقنا معادنا بعد يومين
خرج نادر بصحبة باسم من عند الرجل الذى تبسم بثقة وهو يخرج هاتفه النقال ليجرى اتصالا هاما
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى
طريقة إلى بيت والدته
فقال عمرو
لا أنا هبات عند أبويا النهارده أصل حماتى تعبانه شويه ومراتى وأختها