رواية دعاء الجزء الاخير
بمزاجك هيبقى ڠصب عنك أنتى مراتى فاهمه يعنى ايه مراتى
حاولت أن تتحرر من يده وهى تقول پخوف
سبنى يا فارس بقولك سبنى
حملها رغما عنها ليبعدها عن باب الشقة وأدخلها غرفته وهى تهتف به
لا يا فارس لااااا
أغلق باب غرفته وهو يتوقع أن تصرخ أو تحاول الهرب أو تستغيث ولكنها لم تفعل ذلك
نظرت إليه بهدوء وهو يغلق باب الغرفة وبمجرد أن عاد إليها عازما على فعل ما قرره
بدأ صدره يعلو ويهبط بقوة ويديه بجواره وهو ينظر إليها وهى فى هذا الوضع وهى تقول پبكاء ولوعة
فاكر لما قلتلى لو اى حد فى الدنيا ضايقك ولا قرب منك تعالى قوليلى وانا هحميكى
فاكر لما كنت بتقولى أوعى تخافى من حد وانا موجود أنا ضهرك وانا حماكى
فاكر لما قلتلى بعد كتب الكتاب حتى لو انا زعلتك يا مهرة تعالى أشتكيلى مني وأنا هخدلك حقك مني
أغمض عينية بقوة وهو يشعر أن كلماتها خناجر موجهة إلى قلبة بقوة وحسم لم تخطأ هدفها ابدا اصابته فى مقټل
تعرفه جيدا وتعرف نبله وشهامته وقيامه تجاهها بدور الاب والاخ قبل أن يكون الزوج والحبيب
هو من رباها وكان يحملها فوق كتفه ولم يجروء أحدا على مسها خوفا منه فكيف الان هو من ېؤذيها كيف تلتجأ إليه ويخذلها
مټخافيش مټخافيش
أغمضت عينيها وانسابت عبراتها لټغرق قميصة وتبلل صدره شعر بسخونة تلك العبرات فعض شفتيه پألم وقال
أنا مش ممكن أأذيكى وانتى عارفه كده كويس
ثم رفع وجهها بأنامله ونظر إلى عينيها وهو يقول بابتسامه حزينة
أهو ده عيب اللى يتجوز واحده فاهماه كويس
خالطت الدموع ابتسامتها وهى تنظر إليه بلهفة فمد يده ومسح عنها العبرات قائلا
من كتر الدموع
أومأت برأسها وهى تبتسم وتمسح عبراتها براحتيها وهى تقول ببراءة
خلاص مش هعيط تانى
يابنت اللذين أنتى بتعملى فيا كده ازاى أنا بحس أنى ببقى واحد تانى خالص وأنا معاكى
وضعت يديها على صدره وقالت بصوت مرتجف من فرط التاثر
أنا بحبك يا فارس وعمرى ما هطلب منك الطلاق ابدا الا اذا حسيت ان انت اللى مش عاوزنى
وانا أوعدك انى هصبر على اى حاجه تحصلى فى سبيل أننا نبقى مع بعض فى الاخر وأهالينا راضيين عننا مش ڠصب عنهم
أمسك وجهها بيديه ونظر فى عينيها بقوة وهو يقول بحب
أنتى بتجيبى الكلام الكبير ده منين
اشارت بأصبعها إلى صدره وهى تقول
ابتسم وقال مداعبا
طب ما تجيبى أطه كده على الماشى
ضحكت وهى تبتعد عنه وقالت
لا يا سيدى أحسن بعدين تتهور ولا حاجه
ارتدت خمارها ثانية واتجهت بأتجاه باب الشقة فلحق بها ووضع يده على الباب قائلا
طب يعنى هشوفك ازاى تانى
زاغت نظراتها يمينا ويسارا وهى تفكر ثم قالت
قولى معاد رجوعك بالليل امتى بالظبط وانا هبصلك من الشباك واهى تصبيرة كده لحد ما ربنا يفرجها
ضمھا إليه مرة أخرى مودعا وهو يقول
ربنا يجمعنى بيكى يا حبيبتى فى اقرب وقت ممكن
لمعت الدموع فى عينيها وهى تودعه وتذهب وتغلق باب شقته خلفها برفق ظلت عينيه متعلقة بباب الشقة وهو يشعر بوهن شديد فى جسده وكانه قد تسلق جبلا دفعة واحده دون توقف هوى إلى اقرب مقعد بجوار الباب واغمض عينيه وهو يدعو الله أن يقرب بينهما ويجمعه بها فى القريب العاجل
فى اليوم التالى مباشرة كان بلال يجلس فى بيت فارس ويقول بعتاب موجها حديثة ل فارس
مقولتليش ليه يا فارس على اللى حصل ده كله هو
أنا مش صاحبك ولا ايه
تنهد فارس بعمق وقال بحزن
مرضتش اضايقك يا بلال وبعدين انا عارف أنك مش فاضى
شد بلال على يد فارس وهو يقول بلوم
كده برضه ده انا افضيلك نفسى مخصوص يا اخى ده أحنا اخوه فى الله مش مصاحبين بعض لدنيا ولا لمصلحه
قاطعته والدة فارس وقالت
ربنا يكرمك يابنى بس ابوها مش عاوز يسمع لحد خالص ومش مدى فرصه لحد انه يتكلم ولا يشرح حاجه
أردف فارس قائلا
وبعدين انا قلت اسيبه لما يهدى من ناحيتى يمكن يرضى يسمعنى واقدر اشرحله
وضع بلال يده على كتف فارس وقال بثقة
سيب الموضوع ده عليا أنا ربنا يقدرنى
وأقدر أحله
نظر له فارس بلهفة فقال
توكل على الله يا فارس وأدعى وإن شاء الله ربنا هيلين قلبه من ناحيتك وانا هحاول معاه على قد ما اقدر يالا هات رقمه
نظر فارس إلى والدته وقال بحرج
معلش يا ماما ممكن تعمللنا دور شاى تانى
شعرت والدته أنه يريد ان يتحدث مع بلال على انفراد فنهضت على الفور وهى تقول مبتسمة
حاضر من عنيا
توجهت والدته إلى المطبخ وتركتهما وحدهما فألتفت فارس إلى بلال واقترب منه وقال هامسا
بلال انا عاوز اسألك فى حاجه مش متأكد منها كده
اشار له بلال بأن يتحدث فقال
هو انا لو دخلت بيها من غير إذن ابوها ينفع
أطرق بلال مبتسما ثم رفع رأسه ونظر إلى فارس قائلا
لاء طبعا مينفعش
عقد فارس حاجبيه وقال حانقا
ليه يا بلال دى مراتى أومال عقد الجواز اللى بينا ده ايه
رفع بلال حاجبيه وقال
على اساس انك مدرستهاش فى الكليه مثلا
زفر فارس بضيق قائلا
نسيتها يا عم هو انا فى ايه ولا فى ايه
ابتسم بلال وهو ينظر إليه وشد على يده قائلا
أنت عقدت عليها والاشهار كان للعقد بس يعنى هى لسه فى بيت ابوها حقوقها وواجباتها دلوقتى غير المدخول بيها وأنت كده هتلغبط الدنيا فى بعض ده غير أن ده مش هيحل حاجه غير أنك هتزود عناد ابوها
هتف فارس صائحا
أنت هتعملى زيها وتقولى ده مش هيحل حاجه وكده ابويا هيعند أكتر وبعدين ده لو حصل مش هوديها عند ابوها تانى وهتقعد معايا هنا ويبقى ده اعلان الدخول اللى بتقول عليه
عقد بلال
حاجبيه وقال باستنكار
هى كمان قالتلك كده معناه ايه الكلام ده هو أنت حاولت يا فارس
اشاح بوجهه قائلا
اعمل ايه هتجنن عقلى طار مني مش لاقى حل
لانت ملامح بلال وهو يربت على كتفه قائلا
ياسيدى قلتلك سيبها على الله وبعدين مش قادر تصبر شويه يعنى خلاص
ما أنت كده ولا كده مكنتش هتدخل دلوقتى وكنت هتستنى سنه
مسح فارس على شعره وهو يقول بحنق
معرفش بقى يا بلال انا كنت بدور على اى حل وخلاص الموضوع بالنسبالى مش زى ما انت فاكر
انا كنت هعمل كده علشان أحط ابوها قدام الامر الواقع ويبطل يقولى طلقها وكل اللى كنت عاوزه انى اجيبها تعيش هنا وابقى مطمن عليها بدل ماهى قاعدة لوحدها
مع مرات ابوها الله اعلم بتعاملها ازاى
أخرج بلال هاتفه وقال على الفور
طب هات رقم أبوها
لقوهم مقتولين فى شقة باسم ولقوا سيديهات و صور أظاهر أن علاقتهم كانت من زمان اوى
حدق فارس وعمرو فى الضابط وهو يتحدث إليهم من خلف مكتبه وهتف فارس على الفور
أمتى حصل الكلام ده
مط الضابط شفتيه وقال
الشغاله معاها مفتاح وكانت بتروح كل يوم الصبح بدرى تنضف الشقة واضح انهم كانوا بيسهروا كل ليلة
دخلت النهارده الصبح لقيتهم مرمين على الارض ومقتولين صړخت طبعا والعماره كلها اتلمت واتصلوا بالبوليس
نظر عمرو إلى فارس پخوف وقال
يعنى ايه الكلام ده طب مين اللى عمل كده
قال الضابط بتركيز
البحث الجنائى شغال بس لحد دلوقتى ملقيوش حاجه بصماتهم وبصمات الشغاله بس
واضح كمان من المعاينه ان الباب متكسرش يعنى القاټل عارفهم وعارف طريقهم ومعاه مفتاح كمان
ثم اردف قائلا بإشمئزاز
فى الاول كنت مستغرب ان محدش من الجيران سمع صوت استغاثة ولا اى قلق خالص بالليل
لكن لما عاينت جثثهم بنفسى وشفت السيديهات اللى فى كل حته فى الشقه عرفت ليه
نظر له الاثنان نظرات متسائلة فقال
كان فى بينهم علاقة خاصة وكانوا بيمارسوها وهما سكرانين وشاربين بلاوى وقرف
علشان كده محسوش باللى دخل عليهم وفى احتمال ان يكون القاټل ده شريكهم التالت وكان معاهم فعلا فى الشقه
بس مفيش دليل على اى حاجه خالص وشكلها كده هتتأيد ضد مجهول
تقطعت انفاس فارس وهو يشعر انه يختنق وهو ينظر إلى عمرو الذى كان ينظر اليه هو الاخر بذهول وهتف
معقول باسم ونادر كان فى بينهم علاقه من النوع ده
شعر الضابط بالغثيان ويومىء برأسه قائلا
مع الاسف صحيح من عاش على شىء ماټ عليه
هتف عمرو بلوعة
يعنى القضية كده باظت ولا ايه انا مش فاهم حاجه
شعر فارس بالحنق تجاه دنيا أكثر وهو يتخيلها بين يدى رجل بهذه الدنائة والخسة وشعر بلأسى تجاه الدكتور حمدى وقد اتضحت لديه صورة اخته وابن خالته بهذا الفجور الطاغى
سمع الضابط يقول ل عمرو
أنت كده قضيتك خلصت خلاص التقرير هيتقدم انها مزيفة وانت هتطلع براءة والقضية تتقفل
قضية الرشوة هى اللى باظت بمۏت باسم ونادر ومنعرفش مين اللى وراهم ولا مين اللى كان بيحركهم
وده اللى مخالينى متأكد أن اللى قټلهم هو اللى وراهم ومش عاوز يتكشف بس هتجنن وأعرف عرف منين انهم هيقعوا خلاص وأننا هنقبض عليهم تانى يوم تبادل النظرات مع فارس الذى قال باصرار
انا بقى مش هسكت والموضوع متقفلش على كده المكان اللى الفندق بيتبنى فيه ده مكان أثرى وانا هقدم بلاغ للنائب العام بالكلام
ده وهطلب أنهم يكشفوا بأجهزة الدولة اذا كان فيه اثار تحت الحفر ده ولا لاء ولازم اجيب اللى ورا نادر وباسم بأى شكل
مال عمرو للأمام وهو يقول
متكبرش الموضوع يا فارس الناس دى ايديها طايله
أستدرك الضابط قائلا
بلاش يا دكتور فارس أنا عارف حاجات كتير عن الشغل ده انت متعرفوش وبنصحك بلاش
نهض فارس وهو يقول باصرار
انا رايح اقدم البلاغ حالا
هاتف بلال والد مهرة وأتفق معه على موعد فى المركز الخاص بالدكتور بلال وبالفعل ذهب إليه والدها فى المعاد المتفق عليه نهض بلال من خلف مكتبه مصافحا أياه بحرارة وجلس قبالته
فقال والد مهرة على الفور
انا عارف انت كنت عاوز تقابلنى ليه يا دكتور ووالله لو مكنتش غالى عليا مكنتش وافقت اجى اقابلك علشان عارف أنك عاوز تتكلم فى ايه
أخرج بلال زجاجة مسك متوسطة واعاطها له قائلا بابتسامة
طب مش هتقبل هديتى
كمان ولا ايه
أخذها والدها على استحياء قائلا
هديتك مقبولة يا دكتور
قال بلال مبتسما
اوعدنى بقى أنك هتسمعنى من غير ما تقاطعنى ولا تتعصب
أومأ والدها برأسه موافقا بغير ترحيب فقال بلال
أنا عارف انك بتحب النبى عليه الصلاة والسلام وبتحب تسمع كلامه مش كده
قال والدها على الفور
عليه الصلاة والسلام
تمتم بلال
عليه الصلاة والسلام
ثم قال بهدوء
بص بقى يا راجل يا طيب النبى عليه الصلاة والسلام
قال
درهم ربا يأكله الرجل