الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية دعاء الجزء الاخير

انت في الصفحة 31 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

فارس الفساد فى البلد دى من سنيييييين كتيره اوى فوق الستين سنه ويمكن أكتر
لدرجة ان الناس تعايشت معاه وأتعودت عليه مينفعش تواجهه لوحدك استنى شويه
جلست بجوارة حول المائدة وهى تقول بنعومة 
معلش يا فارس اشرحلى الحته دى تانى أحسن مش فاهماها كويس الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها 
طب خشنى صوتك شوية لحسن انا كده مش هعرف اشرح حاجه خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت 
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تأفف وهو يغلق الكتاب بيده وقال 
ماانتى لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ضحكت ثانية وامتزجت ضحكاتها بصوت والدته وهى تعود من المطبخ حاملة أكواب الشاى بيدها ووضعتها أمامهم وهى تنظر إليهم بمكر قائلة 
ايه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما 
بصى بقى ست الكل انا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى مش انتى امى ومسؤله عنى انا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة 
استنى بقى لما تخلص الكلية بتاعتها
هتف فارس على الفور 
نعم هو انا لسه هستنى كمان تلات سنين لالالالالالالا أنا يدوب هستحمل لحد الامتحانات السنه دى ما تخلص 
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال 
وبعدها بقى محدش يلومنى واخد بالك يالى فى بالى 
قالت والدته على الفور 
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
ظهرت سحابة حزن فى عينيى مهرة وأمطرت حروف غيرتها الواضحه وهى تقول 
الحكايه مش حكايه عفش قديم الموضوع ده ميفرقش معايا انا بس مش عاوزه اوضه النوم دى مش بتاعتى فى واحده غيرى نامت عليها
ثم نظرت إليه نظرات عتاب ولوم فقال 
تانى يامهرة هو مش انا فهمتك الحكايه كلها قبل كده وبعدين يا ستى انا نفسى مش هوافق تدخلى على عفش قديم وهغيرهولك بالقسط
قالت والدته متسائلة 
أنت ليه يا فارس مرجعتلهاش عفشها مش ده فى القايمه بتاعتها
أخرج فارس ميدالية المفاتيح وقال 
كويس انى لسه معايا نسخه من مفاتيح شقتها هروح بكره انقلها حاجتها فيها ده حقها
هتفت مهرة على الفور بضيق 
وانت بقى هتروح شقتها لوحدك لاء انا هاجى معاك 
رفع كتفيه مقلدا لها وهو يقول مداعبا 
هو انا مش قلتلك أنها محكوم عليها بسبع سنين وزمانها قضت منهم سنه فى القناطر خاېفه من ايه بقى هتطلعلى من الصورة تاكلنى يعنى
استندت برأسها على راحتها وقالت 
برضه هاجى معاك
أنهت مهرة أختباراتها وبدأت فى اتمام أمر الاثاث الجديد أخذته الى معرض الاثاث الخاص بوالد صديقتها وأنتقيا غرفة نوم جديدة وغرفة أخرى للاستقبال ولقد كانت مهرة فى غاية السعادة والفرحه وهى تتعلق بيده وهما يتنقلان بين الغرف المعروضة اشارت له على غرفة صغيرة الفراش وقالت 
مش
ملاحظ ان الاوضه دى الكومدينو فيها اكبر من السرير
مال على أذنها وقال 
هو فين السرير اصلا
كتمت ضحكتها وأكملا رحلتهما فى البحث عن أسعار مناسبة وقسط مناسب لحالتهما المادية فى ذلك الوقت وتم تحديد ميعاد الزواج بعد ايام من اتمام تجهيز شقة الزوجية 
حزمت عزة حقيبتها وهى تقول 
خلاص يا عمرو كل حاجه جاهزة
دلف إلى الغرفة وقال وهو ينظر للحقائب 
ده أحنا هنشوف بهدله يابنتى 
قالت باعتراض ليه بس ده انا بحب اسكندرية اوى وكان نفسى اعيش فيها من زمان كويس أنك لقيت شغل هناك 
بدل ملابسه وهو يقول 
اه طبعا مصائب قوم عند قوم فوائد
لفت ذراعيها حول ساعده وهى تقول بابتسامة واسعة 
يعنى أنت مش فرحان زيى اننا هنعيش فى اسكندرية على الاقل هنقضى شهر عسل جديد مع مهرة وفارس وكمان بلال وعبير هيسافروا معانا اسبوع
وضع يده على بطنها وهو يقول بمرح 
شهر عسل ايه بقى ما خلاص أدبست واللى كان كان
دفعته وهى تقول بتبرم
أمشى كده هو أنت كنت تطول ابقى ام عيالك 
دفعها من كتفها برفق وهو يقول 
أمشى كده وانا متجوزك شفقة ورحمة اصلا
كالعادة كانت زفة اسلامية جميله أحاطت مهرة الاخوات حاملين الدفوف والشعلات وأطواق الزهور وهى تمر بينهم زهرة يافعه فى مقتبل العمر اذا نظرت فى عينيها ترى الامل والسعادة والتفاؤل والحب 
تصفق وتنشد معهم كالاطفال أما فارس فى قاعة الرجال فكان يشعر للمرة الأولى أنه فى حفل زفافه كانت السعادة بادية على وجهه وبين الحين والاخر يقترب من عمرو قائلا 
ما تنهى بقى يا عم أنت مش مسافر الفجر ولا ايه
اقترب بلال منهما وسمع عمرو وهو يقول ل فارس مداعبا 
ايه ده هو مش الفرح عندكوا بيبقى اسبوع متواصل ولا ايه
ضحك بلال ضحكات رنانة بينما دفعه فارس من كتفه وهو يقول 
اسبوع مين يا عم أنا هروح اخد مراتى وأمشى واقعد انت بقى الاسبوع ده براحتك
وضع بلال ذراعيه على كتفيهما وهو يقول مشاكسا 
لا يا عمر حرام اسبوع كتير مشيها تلات تيام بس
نظر له فارس بحنق بينما صفق عمرو وهو يقول بمرح 
العريس ھيقتلها يا شيخ بلال كده وبعدين كلنا مسافرين مع بعض فمفيش داعى نقطع على بعض يعنى الليله ليلة هنا وسرور
تضاحكا وهما يدفعان بعضهما البعض فى نشوة ومرح كبير والناس ينظرون إليهم ما
بين سعيد ومندهش وبالفعل المندهش كان متعجبا هل الملتحون يضحكون مثلنا !!!!!!!! 
هل هم من كوكبنا أم هجموا علينا من كوكب آخر !!!!!!!!!
سافروا جميعا إلى عروس البحر المتوسط الاسكندرية فارس ومهرة بلال وعبير عزة وعمرو
كل ثنائى فى شقتة الخاصة المؤجرة خصيصا لهذه الاجازه باستثناء شقة عمرو التى كانت مؤجرة بشكل دائم نظرا لعمله الذى جعله ينتقل للاسكندرية للاقامة الكاملة فيها 
وضع فارس الطعام على المائدة ثم توجه إلى غرفة نومها وطرق الباب بخفة وقال 
مهرة العشا جاهز يا حبيبتى
هتفت من الداخل
اوعى تدخل لسه مخلصتش
تنهد بسعادة وهو يتجول فى اركان الشقة ينتظرها خرجت بعد قليل بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بجامة قطنية باللون الوردى وعليها بعض الرسوم الكرتونيه المضحكة 
نظر فارس إليها متعجبا ثم قال 
ايه يا مهرة ده انتى رايحه النادى ولا ايه
رفعت كتفيها وهى تقول 
مش انت قلتلى هاتى هدوم ينفع تقعدى بيها فى البيت براحتك
ضړب كفا بكف متعجبا وهو يقول 
انا قلت هدوم تقعدى بيها معايا مش هدوم تقعدي بيها مع أخواتك
قالت بمكر 
طب مفهمتنيش
ليه معلش بقى المره اللى جايه
زفر بضيق ثم اشار لها على المائدة وهو يقول 
اتفضلى حضرتك العشا جاهز
رفعت حاجبيها وهى تنظر إليه بترفع وخطت خطوات قليلة امامه تتهادى فأوقفها قائلا
هو مش احنا صلينا الركعتين
أومأت برأسها مؤكده فقال 
وقلنا الدعاء وعملنا السنن كلها 
أومأت برأسها مرة اخرى موافقة وقالت متسائلة 
اه بتسأل ليه
فقال بهدوء 
يبقى نأجل الاكل دلوقتى أصل انا افتكرت حدوته مهمه أوى عاوز أحكيهالك قبل الاكل
صفقت بيدها وهى تتجه معه نحو غرفة النوم وقالت 
بجد يا فارس هتحكيلى حدوته
أوما برأسه وهو يقول مداعبا 
لاء وهتعجبك أنا متاكد من كده
تركته وعادت إلى المائدة وهى تقول 
طب استنى لما آكل اصلى جعانه اوى
تنهد بعمق ثم توجه إليها وجلس بجوارها وبدأ يطعمها فى فمها بعض اللقيمات الصغيرة وهى تأكلها منه بمرح
وبعد ان انتهى أخذت يده فى يدها ولعقت اصابعه بمرح وهى مبتسمة له فنظر لها وقد خارت قواه تماما وقال بخفوت 
أوعى تقولى عبير علمتك دى كمان
أومات براسها وهى تقول 
أه عبير هى علمتهالى 
أمسد يدها بحنان قائلا 
خلصتى أكل ولا لسه 
شعر بها ارتجفت فجأة وانتفض جسدها وتقلصت عضلات وجهها خوفا فعقد جبينه وقال بقلق 
مالك خاېفه كده ليه
تلعثمت وهى تقول 
لا ابدا مفيش
شعر بخۏفها وسمع طرقات قلبها وكأنه رأى خفقانه وقفزاته پجنون وامتقع وجهها واصفر لونه شعر بالشفقة تجاهها ومسح على شعرها وهو يجذبها إلى صدره قائلا 
من امتى وانتى بتخافى مني فاكره اليوم اللى قلتيلى فيه احمينى منك يا فارس 
رفعت رأسها إليه قائلا 
محدش فى الدنيا دى ېخاف عليكى قدى صح ولا
لاء
أومات برأسها وقد شعرت ببعض الهدوء النفسى يغلفها على اثر كلماته الرقيقة وووضعت رأسها على صدره بهدوء 
فمسح على ذراعها بهدوء وهو يقول 
لازم تتأكدى من كده كويس أوى أنا هفضل طول عمرى حمايتك وأمانك حتى من نفسى أنتى يا مهرة مش حببيتى وبس ومش مراتى وبس أنتى بنتى وأختى قبل اى حاجه تانيه وزى ما كنت بخاف عليكى وانتى لسه بيبى بين ايديا 
هفضل برضه اخاڤ عليكى وانتى مراتى وحبيبتى وبين ايديا 
اتسعت ابتسامتها ورفعت رأسها إليه 
فنظر إليها بشغف قائلا 
انتى صدقتى ولا ايه ده انتى عبيطة اوى 
لم تكن تلك الليلة هى ليلة عاديه فى عمرهما كانت بداية جديدة لعمر آخر 
فارس آخر ومهرة اخرى يطوفان حدائق حبهما فى سكون وصمت يهدى كل منهما رحيقه طواعية وحب أصبح الاخذ هو العطاء والعطاء هو الاخذ اختلفت المقاييس توحدت الأنفس اصبحت كيانا واحدا يتنفس برئة واحدة يبتسم بثغر واحد روحا واحدة جسدا واحدا وقلبان ينتفضان عشقا 
لامست مياه البحر أقدامهما وهما يجلسان على شاطئه ويتأملان شروق الشمس فأسندت رأسها على صدره 
وقالت 
أنا جسمى قشعر من جمال وروعة المنظر الخلاب ده شفت عظمة ربنا فى ابداعه 
أجابها فارس بعد أن قبل كفها بحنان 
اومال لو شفتى الاجمل والاروع من المنظر ده هتقولى ايه 
رفعت رأسها تنظر إليه فى فضول كبير قائلة 
فين ده
قال وهو ينظر إلى عينيها الواسعتين 
عنيكى
أحمرت وجنتيها خجلا وقالت بخجل 
بطل يا فارس
قال بحب 
انا بتكلم جد أنا لما بشوف عنيكى بنسى الدنيا كلها وبحس أنى فى الجنة 
أنا معرفتش طعم الحب الا وأنا معاكى عشت حياتى قبلك فى وهم وانا فاكر أنى بحب غيرك 
عشت أكبر كدبة فى حياتى لكن لما عرفت أنى بحبك دوقت ساعتها طعم الحب الحقيقى 
أنتى عارفه يا مهرة أنا عشت حياتى كلها كل ما أدخل محكمة واسمع حكم وراه جملة مع وقف التنفيذ كنت بفتكر حياتى اللى عشتها حقيقى الجمله دى هى تلخيص حياتى كلها 
من ساعة ما أتخرجت من الجامعه وأنا بحلم ابقى وكيل نيابة وكنت بذاكر وأطلع الاول وكنت عايش دور وكيل النيابه بس مع وقف التنفيذ 
لحد ما أتجوزت وكنت فاكر أنى بحبها وهى بتحبنى وبعد ما عرفتها على حقيقتها والناس فاكرانا
متجوزين ومتفاهمين وبنحب بعض ميعرفوش اننا متجوزين مع وقف التنفيذ 
حتى لما دخلت المعټقل كنت فاكر أنى ھموت ومحضر نفسى للمۏت لكن كنت بمۏت كل يوم من الانتظار لكن برضه مع وقف التنفيذ 
ولما اتجوزتك وابوكى كان هيفرق بينا ومكنتش عارف اشوفك كنتى مراتى مع وقف التنفيذ 
حتى لما فكرت واتحمست أنى أطهر البلد دى من الفساد والسرقه اللى بيحصل فيها عرفت ساعتها اننا كلنا شايفين السړقة والفساد لكن مش قادرين نعمل حاجه وفاكرين نفسنا أبطال بس بس كلنا ابطال مع وقف التنفيذ 
كانت تنظر إليه تسمعه بتركيز وأهتمام 
فقالت 
تفتكر يا فارس فى أمل بلدنا تتغير 
قال بشرود 
انا متاكد ان ده هيحصل بس عشان ده يحصل لازم نكون كلنا إيد واحدة لازم الشعب ده يفوق من الغفلة اللي عايش فيها من سنين طويلة إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ده مهما كان حجم الظلم والطغيان اللي موجود في البلد مش هايقدر
يقف أدام ثورة الناس كلها 
بس الخۏف كله إن لو الشعب عمل ثورة فعلا وما غيرش نفسه يعني فضلوا على نفس أخلاقهم السيئة وفضلوا يظلموا في بعض برضه هاتبقى ثورة بس مع وقف التنفيذ وعلشان كده أنا خاېف ييجى يوم وحتى الحلم ده يبقى 
مع وقف التنفيذ 
تمت بفضل الله
بقلم دعاء عبد الرحمن

30  31 

انت في الصفحة 31 من 31 صفحات