رواية دعاء الجزء الاخير
مرة أخرى وقال بعصبية
مهرة أنت متعرفنيش كويس أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى أعتذرى حالا
بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل بصره بينهما و قال وهو ينظر إليها وإلى دموعها التى انسابت على خديها وقال بلوعة
قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال
وأنت مالك انت خاليك فى حالك
لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن يترك ذراع مهرة التى بمجرد أن تحررت من يد علاء حتى صعدت أربع درجات ووقفت خلف فارس تحتمى به نظر له علاء پغضب وصاح هائجا
ألتفت فارس إليها فوجدها تنظر إليهما وتمسح دموعها بكلتا يديها وقد أطلت
من عينيها نظرت استغاثة ملهوفة مخلوطة بالألم ألتفت إليه وقال محذرا والشرر يتطاير من
عينيه
هى الرجولة انك تفرد عضلاتك على بنت وتقول مراتى أنت كده مفكر نفسك راجل
حاول علاء أن يتخطاه إليها ولكن فارس وضع يده على سور السلم ففصل بينهما بجسده فقال علاء غاضبا
لم يكد أن يتم كلمته حتى وجد لكمة شديدة توجهت إلى أنفه ارتد على
آثارها إلى الخلف ولكن لحسن قدره أن يحيى كان فى طريقه إلى الصعود فارتطم بجسده مما منعه من السقوط وربما ما هو أكثر من ذلك
بكت مهرة بشدة وصعدت تعدو إلى شقتها بينما وضع علاء يده على أنفه فوجد الډماء تسيل منها نظر إلى راحته بړعب وهو ينظر إلى الډماء التى لوثتها دفعهما فارس معا وغادر البناية على الفور وهو فى قمة غضبه
ضړبته !!!
أشاح فارس بوجهه وضړب بيده على قدمه وقال وهو غاضب
تصدق بالله انا لو مكنتش مسكت أعصابى مكنش هيبقى ضړب بس أنا كان ممكن اقتله
أستند بلال بمرفقيه إلى مكتبه فى المركز ونظر إليه متفحصا وقال بهدوء
أنت لو بتتخانق مع مراتك تحب حد يتدخل بينكوا بالطريقة دى
يعنى كنت اسيبه يعمل فيها كده قدامى واقول سلام عليكم وانزل عادى كده
هز بلال رأسه نفيا وقال
لا يا سيدى محدش قالك كده بس برضة فى حاجة اسمها بالمعروف بالنصيحة تسمع عنهم ولا لاء
دمى غلى فى عروقى يا بلال مفكرتش ومقدرتش استحمل سفالته
شبك بلال بين أصباعه وقال بثقة
طبعا مش هقولك أنك غلطان علشان أنت عارف انك غلطان
أومأ فارس برأسه وهو ينظر أمامه بشرود قائلا
معاك حق انا غلطان غلطان انى ضړبته بس كان المفروض أكسرله عضمه علشان بعد كده ايده متلمسهاش تانى
صمت بلال لبعض الوقت وهو يفكر هل من الحكمة أن يتكلم معه ويكشف له عن ما يراه ويشعربه أم يصمت مادام فارس يفسر أفعاله على أنها شهامة منه تجاهها ولو صارحه فما جدوى ذلك وهو متزوج وهى متزوجة الأمر يحتاج لتفكير أكثر من هذا قبل المصارحة
أخرجه فارس من تفكيره العميق على صوته الهادر وهو ينهض واقفا ويقول
شوف يا بلال أنا جيتلك علشان عرفت أنه عرفها عن طريقك يعنى انت تعرفه كويس عاوزك تبلغه أنى لو عرفت أنه مد أيده عليها بحلو ولا بوحش هتبقى آخر مره يستعمل فيها أيده دى سلام
نهض بلال وحاول إيقافه ولكنه لم يفلح فى ذلك فلقد كان غاضبا جدا عاد إلى مكتبه وجلس خلفه فى وجوم وهو يشعر أن المصارحة بعد ما راه وسمعه الآن منه ستكون تبعتها أكبر من الكتمان بكثير فلابد من التمهل فهذه النبرة وهذا الزئير وهذه التصرفات ليست لرجل يغار فقط أو يحب فقط وإنما هو يراها كنزه الثمين ومهرته الأصيلة الذى لابد أن يحافظ عليه دائما وأبدا من أن تمتد إليه يدا غريبة ويرى نفسه حاميها وحارسها وفارسها النبيل الذى يبذل الغالى والرخيص فداءا لها فهى مازالت وستظل طفلته التى تحتاجه ومن الجائز أن نعشق أطفالنا أحيانا !
بمجرد أن دخل فارس مكتبه وقد هدأت ملامحه قليلا حتى لحقت به نورا على الفور قائلة بسعادة
دكتور فارس اتأخرت ليه
جلسه خلف مكتبه واسند ظهره للخلف وهو يشعر بإرهاق ذهنى رهيب وأغمض عينيه
قائلا
فى حاجة
قالت بسرعة وهى مبتسمة ببهجة
فى زبون معايا فى المكتب وجاى لحضرتك ومصمم أنك انت اللى تمسكله القضية بتاعته بنفسك مش حد تانى
فتح عينيه ببطء وقال مستفهما
أشمعنى يعنى
قالت بحماس
القضية اللى حضرتك اشتغلتها من شهر وجبت فيها براءة للقاټل سمعت أوى والرجل جاى ملهوف وعنده استعداد يدفع أى مبلغ تطلبه ده ملياردير يا دكتور فارس مليادريييييير
ابتسم فارس لحماسها المفرط وقد تسلل حماسها إليه وقال
خليه يدخل
فرقعت نورا أصابعها بحماس وفرحة وخرجت مسرعة وسمحت للرجل بالدخول إليه نهض فارس وصافحه بأدب وتواضع قائلا وهو يشير إليه بالجلوس
أتفضل يا فندم
جلس الرجل وهو ينظر إلى فارس مندهشا وقال بدون مقدمات
الحقيقة انا كنت فاكر حضرتك اكبر من كده يا دكتور فارس
ابتسم فارس وقال بلباقة
ده مدح ولا ذم
أستدرك الرجل بسرعة وقال بإحترام
مدح طبعا يا دكتور يعنى حضرتك سمعتك مسمعة كده وانت فى السن ده يعنى اكيد حضرتك نبغة فى مهنتك دى خبرتى كراجل فى السوق من زمان وعلشان كده انا جيتلك مصمم انك أنت اللى تترافع عن ابنى
قال عبارته الأخيرة ووضع الملف
الذى بيده أمامه على المكتب فتحه فارس وبدأ يقلب أوراقه بينما قال الرجل بحزن
ابنى يا دكتور شاب فى عز شبابه ومتربى وأخلاقه عالية يتهموه ظلم فى قضية زى دى أنا ابنى مش ممكن ېقتل يا دكتور مش ممكن أبدا انا متأكد أن تقرير التحريات اللى اتقدم ده افترى وظلم علشان أعدائى فى السوق عايزين ينتقموا مني
بأى شكل ويشوهوا سمعتى بأى طريقة
هز فارس رأسه وقال متفهما
طيب حضرتك سيبلى القضية ادرسها واقلبها فى دماغى من كل النواحى وهرد عليك بكره إن شاء الله بس حضرتك أعملى
توكيل علشان أزوره وأتكلم معاه شويه قبل ما اقول رأيى فى القضية
قال الرجل على الفور
انا يا دكتور مستعد أدفع اللى حضرتك تطلبه ملايين الدنيا كلها فدى ابنى
قال فارس بإشفاق
متقلقش إن شاء الله لو بريء فعلا ربنا مش هيتخلى عنه وانا هبذل كل جهدى علشان اطلعه منها
حياه الرجل وغادر المكتب وقبل أن يبدأ فى فتح الملف لقراءته بتمعن قفزت مهرة إلى ذهنه مرة أخرى وصورتها التى رآها عليها اليوم وهى تنظر له تستنجده أن لا يتخلى عنها ولكن الذى حيره فعلا هى النظرة الأخرى التى رآها فى لمحة لم تتعدى ثانية من الوقت لقد كانت نظرة عتاب وجد نفسه يخرج هاتفه ويكتب رسالة من كلمتين
بتعاتبينى ليه !
أعلن هاتفها على وصول رسالة نصية فتحتها وهى تجلس على طرف فراشها دون أن تنظر لأسم الراسل أتسعت عيناها دهشة وخفق قلبها بقوة وهى تقرأ حروفه التى أرسلها دون وعى فوجدت دمعتين قد فرتا من مقلتيها وابتلعت ريقها بصعوبة وكتمت أنفاسها وهى تكتب
بشرود
السؤال ده لوحده محتاج عتاب
قرأ رسالتها ووضع الهاتف على مكتبه وډفن وجهه بين يديه وقد ازدادت حيرته واشتعلت التساؤلات فى قلبه من جديد زفر بقوة وتناول القهوة التى وضعت أمامه بتمهل وبدأ فى فتح ملف القضية وهو لا يعلم أنه فتح عليه باب من أبواب جهنم
قلب أوارقها بهدوء وتركيز وعيناه تجرى بين السطور حتى شعر پألم فى رأسه وصداع شديد من كثرة التفكير وقد شتت أفكاره تماما لم يعد قادرا على قراءة المزيد طرقت نورا باب مكتبه ودخلت بعد ما سمعت الأذن بالدخول دخلت وقد تغيرت ملامحا تماما وبدا عليها القلق وقالت فى عجلة كبيرة
من فضلك يا دكتور ممكن أستئذن دلوقتى جوزى كلمنى وشكله تعبان أوى
قال فارس وهو يضغط جبينه بيده من شدة الألم
طيب مستنية أيه يالا روحى بسرعة ولو محتاجة أجازة مفيش مشكلة
قالت بامتنان وهى تغادر
متشكره أوى يا دكتور فارس
غادرت نورا على الفور بينما بحث هو عن دواء لألم الرأس ولكنه لم يجد فنهض فى تعب وأخذ الملف معه وقرر أن يكمله فى المنزل
كانت دنيا تجلس أمام التلفاز تتنقل بين قنواته فى ملل وقد تركتها أم فارس ودخلت غرفتها لتنام فهى لم تعتاد السهر الطويل أغلقت دنيا جهاز التلفاز واتجهت لغرفتها وتناولت هاتفها من فوق الطاوله ودخلت غرفتها وآوت إلى فراشها أستلقت على الفراش وهى تفكر فى حالها وكيف سينتهى زواجها وهل سيطلقها فعلا أم ستتغير الأمور أنتبهت على صوت رنين هاتفها تناولته ونظرت فيه فزفرت بملل وردت بتثاقل قائلة
أيوا
رد المتصل بلهفة قائلا
ايوا يا أستاذة أنا وائل
قالت بضيق
منا عارفة يا وائل خير فى حاجة ولا أيه
قال بشغف
قضية يا أستاذة أنما أيه هتنقلنا نقلة كبيرة أوى
قالت بازدراء
أفندم
أستدرك متوترا
قصدى يعنى هتنقل الدكتور فارس والمكتب نقلة جامدة أوى
بدأ الاهتمام يتسرب إلى صوتها وهى تقول
نظامها أيه القضية دى
قال على الفور
أبن راجل مليادير متهم فى قضية قتل والراجل جاى مخصوص للدكتور فارس وعاوزه يشتغلها بنفسه ومستعد يدفع بدل المليون تلاتة
سال لعابها عندما سمعت الرقم وقالت بخفوت
وأنت عرفت منين
قال وائل متهكما
يا أستاذة انا مفيش حاجة تخفى عليا فى المكتب أومال حضرتك أخترتينى أنا ليه علشان ابقى أيدك اليمين فى غيابك
طيب متشكره أوى يا وائل
أردف وائل قائلا بلهفة
أستنى يا أستاذة مش ده كل اللى عندى
أرهفت سمعها له وهو يتابع قائلا
القضية دى أتنشرت فى الجرايد من يومين بس وانا قريت تفاصيلها كلها ولما شمشمت حواليها عرفت أن فى محضر تحريات وشهود بيدينوا الواد المتهم فى القضية علشان كده انا قلقان أن الدكتور فارس يرفضها
سكت ثانية من الوقت واستدرك قائلا
لاء ده انا متأكد كمان انه هيرفضها ولو اتعرضت على الدكتور حمدى هو كمان هيرفضها الواد المتهم شكله مش مظلوم وده اللى مخلينى متأكد ان فارس باشا هيرفض يشتغلها وهيضيع علينا المبلغ المهول ده
تسرب القلق إليها فهى تعرف طريقة تفكير فارس جيدا وتعلم أنه لو وجد المتهم غير مفترى عليه وبأنه قاټل فعلا سيرفض الدفاع عنه