الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواي منال كاملة

انت في الصفحة 2 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


المحقق ببرود غير مكترث بحالته الانفعالية المتشنجة ثم أشار له بيده وهو يقول
من فضلك اقعد وخليني أكمل كلامي
صاح أوس متسائلا باستنكار
هو لسه في كلام هيتقال
أمسك الضابط بطرفي قلمه الحبري بيديه ليطالعه بنظرات جامدة تنحنح معقبا بروتينية
في شهود بيأكدوا اللي حصل ودوري هنا أحقق في البلاغ ويا ريت تهدى عشان أعرف أشوف شغلي

لوح أوس بيده رافضا التعاون معه وهو يقول
التخاريف دي تقولها لحد تاني إلا أوس الجندي
نظر له الضابط بامتعاض قبل أن يرد عليه بحدة قاصدا الإقلال من شأنه
محدش هنا فوق القانون حتى لو كان رئيس الجمهورية! أظنك فاهمني يا .. باشا
كان تلميحه واضحا دون الحاجة لتفسير ذلك لذا تمالك أوس أعصابه وتنفس بعمق ليسيطر على انفعالاته قبل أن تنفلت عاد ليجلس على المقعد ثم أردف قائلا
تمام وأنا هامشيها قانوني
وضع أوس ساقه فوق الأخرى ونظر له بثبات رفع حاجبه للأعلى قليلا وهو يقول بهدوء الواثق من براءته وكأنه لم ينفعل مطلقا
المحامي بتاعي واقف برا خليه يطلع على البلاغ ويشوف في إيه
هز الضابط رأسه قائلا
حقك
ثم ضغط على الزر الجانبي المثبت على الجانب الأيمن لمكتبه الخشبي ليستدعي العسكري المسئول عن تلبية أوامره أدى الفرد الأمني التحية العسكرية فأمره الضابط
نادي على محامي الأستاذ
تمام يا باشا
............................................................
في أقل من نصف ساعة كان المركز الشرطي مكتظا بعشرات الصحفيين والمراسلين المهتمين بتتبع أخبار مشاهير المجتمع خاصة رجال الأعمال ويعد هو واحدا من أشهر رواد صناعة الصلب تفاجأ أوس فور انتهائه من الإدلاء بأقواله بالحشد المرابط بالخارج اندفع الفضوليون نحوه قاصدين محاصرته بالأسئلة والحصول على الأجوبة الوافية اقترب منه أحدهم متسائلا بوقاحة
أوس باشا ايه تعليق حضرتك على الاټهامات الموجهة ليك وهل ده ممكن يؤثر فيما بعد على استثمارات مجموعة شركاتك وعلاقاتها بالعملاء داخل وخارج مصر
تجاهل الرد عليه وأكمل سيره بخطاه الثابتة في الممر معتمدا على أفراد حراسته الخاصة في إبعاد المتطفلين والمزعجين عن طريقه حاول الصحفي استفزازه بعد أن عجز عن الحصول على مراده فسأله عن عمد
طب هل زوجة حضرتك على علم باللي حصل ويا ترى حضرتك هتبررها ده إزاي
توقف أوس عن السير ليحدجه بنظرات قاټلة من عينيه الشرستين بدت تعبيرات وجهه عدائية ومنذرة بقسۏة مهلكة شعر الصحفي بالانتشاء لكونه قد حقق مطلبه واستطاع أن يثيره بأسلوبه الاستفزازي وظن أنه سيحصل منه على رد ما إن لم تكن ڤضيحة سيستغلها لصالحه أدرك أوس ما يسعى إليه وعلى قدر المستطاع أحكم ضبط ردود فعله التلقائية فليس من الحكمة التفوه بما يمكن أن يدين في مواقف حساسة كتلك خابت آمال الصحفي سريعا حينما تجاهله رجل المجتمع المهيب ليتابع سيره نحو سيارته المصطفة بالخارج وبالطبع حال أفراد الحراسة دون وصول أحدهم إليه مشكلين بأجسادهم مانعا قويا حتى ابتعد عن المكان ومع ذلك لم يوقف هذا المتلصصين وأصحاب الضمائر الفاسدة من استغلال أحداث الماضي في إحداث البلبلة وتشويه الحقائق وخصوصا ما نشر من قبل عن زوجته تقى لتحقيق متابعات وهمية ومبيعات خيالية على حساب الآخرين.
تحسست الكدمات الزرقاء البائنة في وجهها وعنقها بابتسامة عريضة وعينين متوهجتين ببريق شيطاني هي أتقنت الدور جيدا وأقنعت الجميع بأنها الضحېة المجني عليها من قبل ذلك الدنيء المتعطش للعلاقات غير السوية والمختبئ خلف سلطته وسطوته المادية شعرت رغد بالانتشاء والغرور أخرجت زفيرا عميقا من صدرها وهي تنفض خصلات شعرها خلف ظهرها رددت لنفسها بتباه
وريني هاتحلها إزاي بعد ما الكل عرف إنك ....
أيوه يا أكرم
صړخ بها زوجها غاضبا
إنتي إزاي كده في واحدة عاقلة تعمل الفضايح دي ممكن تفهميني عملتي ده ليه وعشان خاطر مين
نفخت بصوت مسموع لتشعره بعدم تقبلها لسيل الاټهامات التي يليقها على آذانها ثم عقبت ببرود
يووه يا أكرم مش كل شوية هتستجوبني أنا عارفة كويس أنا بأعمل إيه
صاح بها مهاجما إياها
إنتي مش هترتاحي إلا لما تقضي على نفسك
ردت عليه بنفاذ صبر
خلاص بقى
حذرها أكرم بلهجة قوية
اسمعيني يا رغد أنا لسه مخلصتش كلامي و..
قاطعته بنبرة جليدية غير مبالية
بأقولك إيه أنا مش فاضية دلوقتي ورايا حاجات كتير نتكلم بعدين باي
يا رغ...
أغلقت الخط دون سماع كلماته الأخيرة لتردد بتأفف مزعوج
أوف دايما بتفصلني كده
ألقت هاتفها بإهمال على طرف الفراش لتحدق بعدها في الفراغ بنظرات حادة تمتمت مع نفسها بحنق
نفسي أشوف وش البيئة اللي اتجوزتها عامل إيه دلوقتي لما تعرف بمغامراتك معايا
وضعت يدها على منتصف خصرها متابعة حديثها بغرور
تلاقيها on fire والعة وهيجرالها حاجة ماهو مش بالساهل لما واحدة تعرف إن جوزها عايش حياته زي ما كان مع واحدة تانية أحلى منها مليون مرة!
أقنعت نفسها بذلك اللهو الفارغ لتضحك بهيسترية بعدها وكأن ما يحدث مسليا لها.
...........................................................
ذرع أروقة المشفى جيئة وذهابا وهو يحاول البحث عمن يمكن أن يفيده فيما يخص وضعها الصحي فمنذ تلقيه لذلك الاتصال المشؤوم وكل شيء أظلم في عينيه عجز عدي عن التفكير بذهن صاف فلم يأت بباله مهاتفة أوس ليخبره بالحاډث

الذي تعرضت له شقيقته الصغرى تناسى التصرف بعقلانية وبات كالمهووس وهو يترقب خروج من يطمئنه عليها انتفض ركضا نحو الممرضة التي خرجت من غرفة العمليات ليسألها بتلهف
أخبار ليان إيه
وعفويا امتدت يده لتمسك بذراعها كما لو كان غريقا يبحث عن تلك القشة التي ستنجيه وهو يرجوها
لو سمحتي طمنيني!
نظرت له الممرضة بتعجب وبهدوء استلت ذراعها من بين أصابعه لتجيبه بحذر
الدكتور هيطلع دلوقتي ويبلغ حضرتك
يعني إنتي مش عارفة إن كانت كويسة ولا لأ وابني حصله حاجة ولا ...
نكست رأسها في توتر محاولة التهرب منه
إن شاء الله خير عن إذنك!
انفلتت أعصابه منه فاعترض طريقها صائحا بهياج
إنتي مش كنتي معاهم جوا قوليلي في إيه
ردت عليه بتلعثم محذرة إياه من التمادي في تصرفاته المنفعلة
يا أستاذ ماينفعش اللي بتعمله قولتلك الدكتور طالع وهيعرفك كل حاجة
رد مبررا
ماهو مافيش حد هنا عاوز يريحني
اطمن كله خير
وبحنكة احترافية تمكنت الممرضة من التملص منه لتتركه في حالة أكثر قلقا وخوفا عن ذي قبل ضړب عدي بكفه على الحائط في استياء واضح عليه ارتفعت أنظاره نحو الطبيب الذي خرج لتوه فاندفع نحوه ليسأله بأنفاس شبه متقطعة
دكتور رد عليا مراتي عاملة إيه و.. وابننا هما كويسين صح
بدا الطبيب حذرا للغاية وهو يجيبه
الحمدلله احنا قدرنا نلحق المدام ونوقف الڼزيف بس للأسف الجنين نزل
ثم ربت على كتفه كنوع من المواساة وهو يتابع
ربنا يعوض عليكم
هبطت تلك الأخبار السيئة على رأسه كالصاعقة فتسمر في مكانه لثوان ليستوعب ما قيل له وما إن أدرك عدي حجم الخسارة الفادحة التي أصابت عائلته الصغيرة حتى بدأت العبرات بالتجمع بكثافة في طرفيه اغرورقت عيناه بالدموع وانسابت على صدغيه بغزارة لم يكن ليتصور ضياع ذلك الجنين الذي تمناه لسنوات بعد معاناة قاسېة ورتب لاستقباله هكذا فجأة دون أي مقدمات تصلب جسده رغم الرجفة العڼيفة التي أصابت خلاياه شعر بعجز قدميه عن حمله فألقى بثقله على أقرب حائط ثم وضع يده على فمه ليكتم شهقاته الموجوعة فلم يصدر منه إلا نحيبا مكتوما عكس حزنا كبيرا وحسرة لا توصف ............................................. !!
........................................................
سعل بحشرجة واضحة وهو ينفث دخان ناريجيلته في الهواء مكملا تفريغ تلك الشحنة المتأججة في صدره من خلال إقباله الشره مؤخرا على الټدخين وتعاطي المخډرات حتى ينسى الإذلال الذي تعرض له أمام أهالي منطقته الشعبية قبل أن يطرد منها لكزه الجالس على يمينه في ساقه المثنية أسفل منه ليحذره من التمادي في شرب الحشېش قائلا له
ما كفاية كده يا عمنا
نظر له منسي شزرا من طرف عينه الملتهبة قبل أن يرد رافضا بعناد
ملكش فيه أنا حر إن شاءالله أولع في جتتي حتى
علق مبررا خوفه عليه
يا سيدي أنا عاوز مصلحتك
زفر هاتفا بحنق ليكف عن إبداء نصائحه له
يووه إنت هتخوت دماغي على الفاضي قولتلك أنا حر
غمز له رفيقه متابعا بنبرة ثقيلة
يا عم بدل ما تتشيع وتروح مننا إنت لسه في عزك
علق عليه منسي ساخرا
عمر الشقي بقي
ثم عاد ليشرد في تفكيره المنتقم ممن أذله وكسر شوكته أمام العامة ورغم الهلوسة المسيطرة على عقله إلا أن مشاهد الإهانة كانت لا تزال حية في مخيلته ووسط الضلالات التي يعيش فيها كان يبوح بما ېخنقه لرفقاء السوء لربما أرشده أحدهم لوسيلة يستطيع بها إخماد النيران المستعرة بداخله تجرع منسي ما تبقى في زجاجة مشروبه المسكر ليتجشأ بعدها ماسحا بظهر كفه ما علق في ذقنه النابتة كز على أسنانه مغمغما بحنق مغتاظ
آخ يا مين ينولني رقبتك يا ابن الأكابر وأنا أشقك نصين آه لو كنت لوحدك
اقترح عليه الجالس إلى يساره
ما تسلط عليه حد من العتاولة
لم ينظر نحوه فقد بدا حديثه لهوا فارغا بالنسبة له سحب نفسا أشد عمقا من ناريجيلته ليضيف بعدها وهو ينفث الدخان
ولا البت كمان فلتت مني كنت خلاص هاتجوزها واعمل ما بدالي بسهولة كله يروح كده
علق عليه مازحا
طالما مش ليك ضيعها
استدار نحوه ليسأله بفضول وقد ارتفع حاجبه للأعلى
قصدك إيه
أجابه بخبث
يعني اللي ماتجوزلكش تبقى ماتجوزش لغيرك
كانت كلماته غامضة فلم يستطع أن يفسرها بوضوح اعتدل في جلسته وتركزت نظراته عليه متسائلا بنفاذ صبر
ما تقول ياض قصدك إيه خشلي دوغري
شعر رفيقه بالحكة تصيب صدره ففركه بأصابعه قبل أن يجيبه بمكر
خليها ماتسواش مليم في سوق الحريم ارمي عليها مياه ڼار وساعتها مش هاتنفع لأي راجل حتى لو كان مين
أغراه حديثه الشيطاني وتغلغل في عقله انفرجت شفتاه عن دهشة إعجاب وارتسمت علامات الارتياح على ملامحه بدا منسي كمن ألقي عليه دلو ماء مثلج ليفيق من غيبوبته لمعت حدقتاه بذلك الوهج المخيف ومع كلمات رفيقه المسمۏمة اشتعلت الفكرة أكثر في رأسه وتشعبت خيوطها ليشرع بعدها في رسم ملامح خطته المبدأية للاڼتقام من هالة أولا فربما في فعل ذلك يجد سلواه جلس بأريحية وطرقع فقرات عنقه بعد أن حركه للجانبين تشكل شبح ابتسامة لئيمة على محياه وهو يردد معقبا على ما قيل وما فكر فيه
تستاهلها وأهوو بكده
 

انت في الصفحة 2 من 60 صفحات