الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عشق مذاق الجزء الثالث

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


يتنهد ويشير لأحد رجاله  
فكوه  
نفذ الرجل ما امره يوسف به فنهض ابراهيم فى خوف بينما عاد يوسف ليجلس على طرف مكتبه مردفا 
شوف يا ابراهيم انا عاوزك تقولى على كل حاجة ومتخافش انا كفيل انى احميك واحمى عيلتك كلها افتكر انت عارف كويس مين هوا يوسف البدرى مفيش حد نفوذه فى البلد دى يساوى ربع نفوذى لو قلت الحقيقة اوعدك ان مفيش حد هيقربلك وكمان المبلغ اللى تحدده هيكون فى حسابك فى البنك  

اطرق الرجل برأسه قليلا وهو يفكر  
فواصل يوسف فى هدوء  
انت مش محتاج تفكر اصلا انا اللى بطلبه منك انك تقول الحقيقة لكن لو مصر تكون غبى وتفضل على موقفك فمفيش مخلوق هيرحمك منى انت واللى اجرك فكر وعقلك فى راسك  
ازدرد ابراهيم ريقه وتحشرجت نبرته بين ضعفه وانكساره  
هيا الحوجة والخۏف يا بيه بنتى كانت محتاجة فلوس للعمليه هوا قالى هيتكفل بيها ولما رفضت هددنى انه ممكن يخلص عليا وعلى عيالى انا فى الاول والاخر راجل غلبان مليش ضهر فاضطريت  
مسح يوسف وجهه بكفه أشفق حقا على الرجل ولكن هلعه على حبيبته لم يترك لتلك المشاعر مساحة مناسبة من الزمن 
طيب انت هتروح تقول الكلام ده فى النيابة واوعى تخاف من اى حاجة انت وعيلتك فى رعايتى وانا كفيل بيهم  
ومثلما فعل يوسف مع ابراهيم استطاع بسهولة ان يقابل الشاب الذى اتهم باللعب فى مكابح سيارة ايلينا  
وهناك وبعد ضغط طويل من يوسف عليه لينطق تأكد انه يخضع لنفس التهديدات التى يخضع لها ابراهيم وبصعوبة استطاع اقناعه ليخبره بالحقيقة 
عادل يا باشا الدراع اليمين لاسامة فى كل حاجة هوا اللى اتفق معايا انا روحت بوظت الفرامل فى الجراش ومستنتش لاخر اليوم زى ما قالولى اصلهم طلبو منى انى ابوظ الفرامل بس لما العربية تطلع من الجراج للبوابات الخلفية ومحدش فهمنى ليه فانا استسهلت وقلت اخلص السبوبة بدرى بدرى عشان فى الاخر اتفاجىء بعادل ومعاه اسامة ورجالتهم بېتهجمو عليا فى البيت وبيقولو ان الجراش فيه كاميرات وكشفتنى وكدة كدة هيتقبض عليا بس لو جبت سيرتهم هيخلصو على ابويا وامى لكن لو قلت ان ان ايلينا هانم هيا اللى خلتنى اعمل كدة هيدونى فلوس ويتكفلو بأهلى ده اللى حصل  
مال اليه يوسف قائلا 
ايا كان المبلغ اللى وعدك بيه الضعف هيكون عندك واهلك انا كفيل بحمايتهم واصلا مش هيبقا فيه خوف عليهم لان بعد شهادتك يا غبى كان هينقبض عليه كلامك ده هتروح تقوله فى النيابة ولو ده محصلش بكرة الصبح اللى هددك بيه اسامة واكتر منه انا هعمله  
لم يكن يعنى يوسف تماما ما قاله  
لم يتبع فى حياته هذا الاسلوب ابدا فى التعامل ولكن قلقه على حبيبته قد اخرجه عن كل قواعده فهو لم يعد يحتمل الانتظار  
وقف زين فجأة بسيارته فى مكان غير مأهول وبعيد الى حد ما  
الټفت الى صوفيا الجالسة الى جواره هاتفا فى حنق  
كدبتى عليا ليه ها كدبتى عليا ليه  
اشاحت بوجهها للحظات لتنظم انفاسها قبل ان تلتفت اليه بدورها لتهتف فى ڠضب  
واديك عرفت هتعمل ايه هتروح تطلق مراتك وبعدين تتجوزنى ده كل اللى عندك  
مال اليها يجيبها في حسم  
ايوة هطلقها لأن ده كان المفروض يحصل من زمان كان من الاول غلطة  
عقدت حاجبيها فى حنق  
هو انت ايه بالظبط قلوب الناس عندك لعبة غلطة مكنش المفروض تعملها بس انت عملتها اتجوزت انسانة فضلت على ذمتك وفى حياتك سنين وانت عارف قد ايه هيا بتحبك جاى دلوقتى وتقول ارميها ايه الأنانية اللى انت فيها دى!! 
رمقها بذهول فمن امامه تختلف تماما عن حبيته السابقة ابتسمت من حيرته وواصلت في نبرة لم يعهدها منها مطلقا من قبل نبرة صاغتها خمس سنوات غابت فيها عنه ولا يعرف ما الذي جد بها فيها  
الساذجة اللى كانت بتعتبر كلامك مقدس ولازم يتسمع خلاص انتهت يا زين وماټت  
امسك بكفيها يمنعها من التلويح بالفراق من قبل أن يهنأ بلقياها من الأساس 
صوفيا احنا وعدنا بعض انتى وعدتينى انك هتفضلي تحبينى وهتستنينى اخلص من كل مشاكلى وانا وعدتك انى هصلح كل حاجة وادينى اهو بصلح كل حاجة بتعذبى نفسك وتعذبينى ليه ادينى رجعت يا صوفيا ليه بتبعدينى  
انتزعت يديها من يديه في عڼف 
رجعت بعد ايه بعد سنين يا زين سنين عشت فيهم كل معانى الوحدة والۏجع سنين وانا بسأل نفسى ياترى نسينى وحب سمر سنين وانا مستنية منك مجرد اشارة اشارة بس تطمنى على وجودى فى حياتك  
وضمت قبضتها لټضرب بها على صدرها مردفة 
لما تعبت اتمنيتك تكون جنبى وملاقتكش مستنى لما ترجعلى اقولك ايه حبيبى خلاص انا مسامحاك يلا نبدأ من جديد الجديد دايما للاسف بيتبنى ع القديم انا مش تمثال من حجارة هتسيبه وترجع تلاقيه زي ماهوا انا انسانة من لحم ودم واحساس  
اراح رأسه على النافذة الزجاجية هامسا فى الم 
انتى متعرفيش حاجة يا صوفيا متعرفيش الظروف اللى  
قاطعته وهى ټضرب على تابلوه السيارة  
وانا مستهلش اكون اقوى من الظروف مستهلش تتحدى كل حاجة عشانى يوسف رغم كل اللي حصل بينه وبين ايلينا لحد دلوقتي بيحارب كل حاجة عشان تبقى معاه بيحاربها هيا حتى يا زين  
واشارت الى صدرها بسابتها تواصل  
انا جيت لحد عندك لحد مكتبك رميت نفسى فى حضنك كنت مستنية منك اى حاجة غير انك تسيبنى وتمشى كنت لاخر لحظة متخيلة انك هتيجى ورايا وتقولى اوعى تبعدى انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك  
واشاحت بوجهها مضيفة فى ۏجع  
واستنيتك رغم كل ده سنه ورا التانية وانا بقاوم خوفى انك تكون نستنى وهتكمل مع سمر خلاص وبعد كل ده جاى تقولى هسيبها واتجوزك وكان ليه من الاول يازين ليه  
امسك بكتفيها يحاول أن يقتنص منها أي فرصة فقط لتسمعه  
صوفيا خلينى افهمك انا  
صړخت به وهى تنزل كفيه فى عڼف 
ارجوك كفاية انا ماصدقت خرجت من الدايرة المقفولة دى وقدرت اعيش من غيرك بلاش تهد كل حاجة فوق دماغى من جديد  
واضافت وهى تنظر للامام فى ثبات  
النهاردة انا اللي بقولهالك يا زين حكايتنا لحد هنا وخلصت استوعب ده ارجوك ومجرد ما قضية ايلينا تخلص هسافر باريس ومش هرجع هنا تانى  
اغمض عينيه فى قوة وهو يسمعها تضع النقطة الاخيرة فى اخر سطر من قصتهما سويا  
ترفض تماما ان تسمع اى عذر منه فيبدو ان الاوان قد فات وهى اتخذت قرارها بلا رجعة وايا كانت مبرراته فلن تتنازل  
هى لم تعد تراه سوى هذا الضعيف المتخاذل الذى تركها منذ سنوات والان لا يعبأ بها ولا بابنة عمه  
وهو من حكم من البداية على نفسه ان يبقى على هذه الظنون فلا ينبغى ان يلومها ابدا  
انتى عايزة ايه بالظبط يا جينا  
هتفت بها سمر فى حنق وهى تنظر الى تلك المغرورة التى تجلس على طرف فراشها تضع ساقا فوق الاخرى وتنظر لها فى برود لتواصل وهى تفرك يدها في تحفز 
بقا عايزانى انا اشتغلك جاسوسة عليهم بعد ما تسافرى  
ضحكت جينا في صخب 
ما انتى كنتى جاسوسة ليا قبل كدة يا سمر ايه اللى اختلف  
اشاحت سمر بكفيها وقالت فى تلعثم  
انا انا كنت  
نهضت جينا فى بطء وابتسمت في غموض وهي تهمس بينما تقترب منها في بطء 
انت ايه يا سمر اوعى تكونى فاكرة ان الشويتين بتوعك دول دخلو عليا قال انا يوم فرح يوسف صعبت عليكى وانا خارجة بعيط فقررتى تساعدينى كدهو لله فى لله  
وتلاشت ابتسامتها وهى تقول فى شراسة  
لا يا هانم انا عارفة ان كل حاجة وليها تمن بس ما ادام فيها مصلحتى بقا خلاص تمام  
نظرت لها سمر فى ترقب وحذر وهى تنتظر ما ستلقيه فى وجهها فابتسمت جينا كأنها تتلذذ بوجبة تطهوها وتنتظر نضجها على ڼار هادئة  
انا عارفة كل حاجة يا سمر وانتى مقدامكيش غير اللى بقولك عليه والا هفضحك قدامهم كلهم وههد المعبد ع الكل زى ما بتقولو عندكو انا مش هخرج خسرانة كل حاجة  
وواصلت وهى تعبث فى سلسال فضى فى رقبتها وتقول فى شرود  
يوسف دمرنى مرة واتنين وتلاتة ولازم يدفع التمن وعضت على شفتيها وهى تضيف في تأثر مزيف كان كبعض التوابل التي ستجعل مذاق الوجبة أكثر تميزا 
وزين كمان موجعكيش طول الوقت وهو بيفكر فى واحدة غيرك العيلة دى كلها لازم تدفع التمن محدش فيهم قبل وجودى وعاملونى على انى سبب البلاوى كلها العيلة دي دمرتنا احنا الاتنين 
اقتربت من سمر وهى تضيف فى لهجة حاولت ان تجعلها ودودة 
احنا هدفنا واحد يا سمر لازم ندمرهم زى ما دمرونا  
قالتها وهى تمد يدها اليها فمدت سمر يدها بدورها فى تردد شديد لتقبض على كفها قائلة  
اتفقنا بس  
أوقفتها جينا في تفهم  
عارفة زين ميتأذيش انا فاهماكي  
ولم تكن تعلم احداهما ان هناك اذنين قد استمعا الى كل شىء وان النهاية قد اوشكت على الجميع  
مال اسامة الى ولده الراقد فى غيبوبته قائلا في تأثر سلامتك يا حبيبى مكنتش اقصدك ابدا بس خلاص هانت هنخلص منها وبعدين انت تقوم بالسلامة وكل حاجة تبقا ليك سامعنى يا خالد كل حاجة هتبقى ليك  
وشرد بعينيه للحظات يتذكر تلك الخطة المحكمة التى تكونت فى رأسه بسرعة چنونية حين جاء اليه عادل مساعده الى المشفى وفرائصه ترتعد  
مصېبة يا باشا  
نظر اسامة الى غرفة العمليات حيث يرقد ولده  
مفيش مصېبة اكتر من اللى انا فيها عايز ايه تانى مش كفاية اللى الحمير بتوعك عملوه  
قال عادل متجنبا التعليق على أى شىء وكأنه يسابق الزمن  
الواد اللى بوظ الفرامل احنا قولناله يبوظها لما يطلعو العربية بتاعة ايلا قبل ما تخرج ناحية البوابة الخلفية سيادتك عارف انها قبل ما تخرج بتكلمهم يخرجوها ناحية الممر الخلفى وده مكنش فيه كاميرات والحراسة هناك مش اوى شبه مش موجودة الحمار استتسهل وراح بوظ الفرامل فى الجراج والكاميرات لقطته واكيد دلوقتى البوليس هيعرف ويجيبه ويعترف علينا ويتهمونا بالشروع فى القټل  
صمت اسامة للحظات عقد فيها حاجبيه في تفكير ليقول بعدها اخر ما توقع عادل سماعه  
هو فعلا فيه شروع
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات