السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عشق مذاق الجزء الثالث

انت في الصفحة 7 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


معاها ليه كان ممكن تساعدها وتمشى انت عارف كويس هيا بتفكر فيك ازاى  
رد فى اسى مانعا نفسه بصعوبة من أن يمسها  
ايلينا صدقينى انا  
قاطعته وهى تتراجع للخلف لاتريد ولو للحظة ان يفكر فى الاقتراب  
كنت هتفضل مخبى لحد امتى كنت هتفاجئنى بوجوده ازاى  
ومررت يدها فى شعرها بقسۏة حتى خشى عليها لحظة من ان تقتلعه من جذوره وكأنها بالفعل تشغل نفسها بهذا الالم عن المها الحقيقى 
اه كنت هتعمل بقا زى الفيلم المشهور ده وتجيبه وتقولى نتبناه وانا بقول برضه مكنش فارق معاك موضوع الخلفة ليه اتارى اصلا عندك طفل فهتهتم ليه  

هتف فى استنكار رافضا لظنها 
الطفل ده جه ڠصب عنى افهمى بقا عمرى ما اتمنيت يكون ليا ابن من حد غيرك  
هتقت بدورها فى قسۏة  
كداب كداب من يوم ما عرفتك وانت بتعلق كل حاجة على نفس الكلمة ڠصب عنى ڠصب عنى كل حاجة الظروف اضطرتني مفيش حاجة اسمها ظروف الۏسخ هيفضل طول عمره ۏسخ  
هتف فى ڠضب 
ايلينا  
واشاح بوجهه لحظات اقترب بعدها منها فى بطء قائلا انا عارف انه صعب بس حاولى حتى عشان  
ووضع يده على بطنها 
عشان خاطر ابننا  
نظرت اليه مطولا وبعدها دفعت يده فى عڼف وهي تخبره في قسۏة 
مبقاش موجود  
تراجع فى صدمة ونظرة الشراسة التى فى عينيها جعلته يسألها فى ترقب 
يعنى ايه انتى نزلتيه  
ارادت ايلامه باى طريقة حين شعرت بقلقه هذا الذى لم يزدها سوى اصرارا على الاڼتقام منه بأى وسيلة فهو جرحها باكثر الطرق قسۏة  
متحسسنيش انه فارق معاك اوى انت عندك غيره  
امسك كتفيها يهزها فى عڼف  
ردى عليا انتى نزلتيه  
قالت وهى ترمقه فى تحد سافر 
ايوة نزلته على قد ما تمنيته جوايا على قد ماكرهت وجوده مشفعلوش انه ابنى لانه ابنك انت كمان مبقتش عايزة اى حاجة تربطنى بيك  
هتف فى صدمة 
قتلتى ابنى  
وكرر وهو يضغط على كتفيها فى قوة 
ليه احنا عيشنا الحلم ده مع بعض ده ابنك انتى كمان هتواجهى ازاى ربنا فى صلاتك وانتى لوثتى ايدك بدمه  
تابعت فى تشف مشوب بكثير من التهكم 
متتكلمش عن ربنا وانت غرقان فى ذنوبك كنت افتكره وانت بتغلط وبتدمر كل حاجة بينا خلاص مبقاش فيه حاجة تربطنا طلقنى  
تخلى فجأة عن جزء كبير من احساسه بالذنب تجاهها ليهتف فى قسۏة  
لا مش هطلقك ومش هسامحك على ابنى اللى قتلتيه ابدا  
ابتسمت فى سخرية وهي تتحداه بوضوح 
هتطلقنى بهدوء بدل ما الجأ للمحاكم والفضايح وبرضه هتطلق منك  
دفعها الى الفراش  
اعملى اللى انتى عايزاه  
واضاف وهو يشير بسبابته فى تحذير  
انا يوسف البدرى يا ايلينا لايفرق معايا محاكم ولا غيره ولا فيه اى حد يقدر يقف قصادى اصلا فى البلد دى ومش هطلقك لو اخر يوم فى عمرى  
رن جرس هاتفه فالتقطه بسرعة ليرد  
ايوة يا مصطفى لا مفيش داعى للتأجيل واضاف وهو ينظر اليها 
الحفلة فى معادها والمدام وصلت خلاص وهتحضرها  
وانهى المكالمة بينما كلمة واحدة تتردد فى ذهنها حفل!!!  
فلنجعله حفل عن حق يا يوسف 
الفصل الرابع والعشرون 
جلست ايتن على طرف مكتب نور وهى تهز قدميها فى عصبية بينما تنظر الى الباب المغلق عليهما منذ ما يزيد على نصف الساعة فحين وصلت لمقابلة حسام لم تجدها على مكتبها وسمعت صوتها بالداخل  
ماذا تفعل لديه كل هذا الوقت  
لقد لاحظت اهتمامها الزائد به طيلة الفترة الماضية معاملته المميزة لها و التي تختلف كل الاختلاف عن تلك المعاملة الجافة التى لاتجد منه غيرها دون سبب يذكر فرغم القائه لها فى قسم الحسابات لم ترتكب خطأ واحد بل بذلت قصارى جهدها لتظهر فى صورة الموظف المثالى أمامه فماذا هناك  
ابتسمت فى تهكم وهى تجيب نفسها  
هناك ثلاث سنوات مرت ولم تستطع ان تنسيه مرارة ما فعلته  
ثلاث سنوات اجاد خلالها تمثيل دور الأخ ليخبرها بين السطور ان كل شىء فى قلبه تجاهها انتهى فى نفس الوقت الذى بدأت مشاعرها تتحرك تجاهه غير عابئة بحيرتها  
انه حسام حسام الذى طالما اشمئزت منه  
حسام الذى بكت وتوسلت لابيها الايزوجها به  
ذلك الشخص هو ذاته الذى تتميز غيظا الان من وجوده مع تلك ال  
زفرت فى ڠضب وهى تتذكر نور  
يقولون دائما ان المرأة ترى من فضل حبيبها عليها اجمل منها حتى وان لم تكن تملك ذرة جمال واحدة ولكن ايتن لم تسقط فى هذا الخطأ مطلقا فقد حاولت ان تقيمها بنظرة انثوية خالصة بعيدة تماما عن اى اعتبارات أخرى لتجدها جميلة بالفعل بل فاتنة بشعرها الفحمى شديد النعومة الممتد الى نهاية ظهرها وخصرها النحيف المنحوت وملامحها الهادئة البريئة التى تجعلها تبدو كاميرة من اميرات القصص الاسطورية  
قفزت من على المكتب فى غيظ والتصقت بالباب مجددا لترهف السمع وهى تزيح خصلة من شعرها خلف اذنها  
صوت ضحكاتهما هذه المرة سويا أفقدها اعصابها وهى تتخيل الاف المشاهد الحمېمة بينهما وتحاول ازاحتها عن ذهنها دون فائدة  
فتحت الباب فى عڼف لتجد نور تقف مبتعدة عنه بمسافة مناسبة بينما تخلص هو من ابتسامته تدريجيا ليرتسم الڠضب على ملامحه بسرعة وهو يهتف بها 
انتى ازاى تدخلى بالطريقة دى  
نظرت اليه والى نور في خجل من طريقته الفظة معها فتلعثمت في الرد 
كنت عاوزاك فى حاجة مهمة بقالى نص ساعة مستنية برة  
ضړب المكتب بكفه مواصلا فى ڠضب 
اناشالله تقعدى اليوم كله فى حاجة اسمها نظام ولا مسمعتيش عنه  
طأطأت رأسها فواصل فى قسۏة  
اتفضلى استنى برة ومتدخليش غير لما نور تقولك  
تراجعت للخلف فى ضيق قبل ان يوقفها فى حدة  
انسة ايتن المرة دى لفت نظر بس المرة الجاية فى اجراء تانى  
احمر وجهها اكثر وهي تبدل النظر بينه وبين نور قبل ان تلتفت لتغادر المكان ليضرب المكتب بقبضته هاتفا 
مستهترة هتفضل طول عمرها مستهترة  
حكت نور جبهتها بكفها وقالت في حيرة  
باشمهندس ممكن اسألك سؤال  
هز حسام رأسه بالايجاب دون ان ينظر لها فواصلت 
مش المفروض ان ايتن تبقى بنت عمك  
ابتسم في تهكم 
مش المفروض هيا فعلا بنت عمى  
قطبت حاجبيها في دهشة 
طب ليه بتعاملها بالطريقة الجافة دى  
لأنه يرفض ان يضعف امامها من جديد  
يرفض ان تستيقظ مشاعره من سباتها العميق بعد ان خدرها بيده وظن انها انتهت  
يرفضها هى بعد كل ما فعلته  
بعد ان وضعت قلبه ومشاعره وكرامته تحت قدميها ودهستهم فى قسۏة  
بعد ان اشعرته بأنه لاقيمة له وهى تفر حتى لا يقترن اسميهما سويا  
هو يرفض وجودها من الأساس وما ابقاها الا ليثبت لنفسه انه تخطاها من حياته وهاهو فشل وبجدارة كره نفسه حين رق قلبه لها وهو يرى دموعها الحبيسة بينما تغادر مكتبه وكلما كان يقاوم رغبته فى النهوض اليها وضمھا اليه كلما كان يقسو عليها اكثر هى لن تكن له حتى وان كان يعشقها  
لن يفعل وان اعتذرت منه الف مرة فلن يسهل ابدا رأب هذا الصدع الذى الم بكيانه ورجولته وقلبه قبل كل شىء  
رفع رأسه في بطء الى نور  
فتاة جميلة مهذبة  
بها كل الصفات التى يتمناها اى رجل  
لن يجادل نفسه فهو يشعر بميلها اليه الذى تحاول اخفائه دوما فتحفظها معه كان واضحا  
تنهد فى عمق وهو يرى احمرار وجنتيها خجلا من نظراته المتفحصة  
راق له خجلها فنهض مقابلا لها  
رفع ذقنها بسبابته ليشعر بارتعادها واهتزاز حدقتى عينيها من التوتر تمعن بها للحظات قبل ان يسألها في رقة تحمل كثيرا من الجدية 
نور تتجوزينى  
فى فندق من أفخم فنادق القاهرة أقيم الحفل الذى أجله يوسف اكثر من مرة بمناسبة افتتاح المقر الجديد للشركة واتساع اعمالها اكثر ففى ثلاث سنوات تشعبت افرعها لتتخطى مجال الازياء الى مجالات اخرى واخرى وتصبح من اقوى المجموعات الاقتصادية فى مصر اسبوع من الصمت فصل بينه وبين ايلينا كل منهما يحمل للاخر ما يحمله دون ان يواجه لايعرف حقا مبررا لما فعلته  
كيف ټقتل طفلهما الذى عاش معها معاناة ثلاث سنوات من اجل الحصول عليه  
هل غلب كرهها له حبها للطفل بالفعل بل خشيتها من ڠضب الله ايضا  
ليتها انتقمت بأي طريقة غير تلك  
لن يمنحها ماتريده ابدا فلتأخذ ما تحتاج من وقت لتتخطى ماحدث الى جواره  
مجرد التفكير في ابتعادها عنه من الأساس يصيبه بالجنون  
هو لم يرغب فى وقوع ماحدث ابدا ولكنه ارغم على التعامل معه  
ارغم على تحمل مسئولية الطفل فهو ابنه فى النهاية ولن يتركه لجينا لتطبعه بدينها واخلاقها فقط كان ينتظر الفرصة المناسبة لتسوية الأمور معها واخبار ايلينا بالامر كله  
تنهدت سميرة فى حزن وهى تجلس على احدى الطاولات تراقب ابنائها  
يوسف ونظراته الشاردة الى زوجته الذى اخبرهم فجأة ان حملها قد انتهى وبرر بهذا تلك الحالة التى تعتريهما ولكنها تشعر بغريزة الام ان الأمر اكبر من ذلك بكثير  
نظرة اخرى الى زين الذى تتعلق سمر بذراعه فى دلال وتملك وظفر واضح بينما هو شارد كعادته فى عالم اخر  
عاد فجأة ليخبر الجميع بأنه ردها الى عصمته واختارها زوجه له بارادته وسامحها على كل شىء ولكن عينيه الحزينتين كانت تشيان بقلبه المحطم وامله الذى ذاب وتلاشى فى بحور معاناته الطويلة الذى قرر فى النهاية ان يستسلم لأمواجها لتقذفه اينما شاءت  
نظرة الى ايتن التى كانت تنظر الى باب القاعة فى ترقب وهى تتطلع الى ساعتها بين الحين والاخر ابتسمت فى تهكم فابتتها تبحث الان عما اضاعته بيدها منذ سنوات تنبش عن اطلال حسام العاشق فى حسام الجديد الذى القى بكل شىء يخصها خلف ظهره وضعت رأسها بين كفيها تضغطه بقوة وهى تتمنى ان ينتهى هذا الحفل سريعا فقد اصيبت بالضجر الصحافة لاتكف عن التقاط الصور وهى تكره الظهور الاجتماعى بشتى الطرق  
ابتسمت ايتن فى سعادة حين رأته يدخل من الباب مررت يدها على شعرها وثوبها بحركة انثوية غريزية تتأكد بها من هندامها سارت بخطوات متمهله فى اتجاهه لتتلاشى ابتسامتها تدريجيا حين رأت نور تأتى خلفه حاولت جاهدة ان تتصنع ابتسامة مماثلة وهى تتجه نحوه تصافحه قائلة  
ازيك يا حسام افتكرت انك مش جاى  
ابتسم وهو يصافحها في روتينية 
مجيش ازاى انا اللى اخرنى انى
 

انت في الصفحة 7 من 33 صفحات