رواية ولاء كاملة
تفعل ما أمرها به إلا وهي چثة هامدة كما هددها.
قامت بتوقيع اسمها عنوة وبعدما انتهت أخذ الأوراق و ذهب إلى غرفة النوم و فتح الخزانة و بداخلها خزنة ذات أرقام سرية قام بفتحها و ألقى داخلها الأوراق وكل هذا بيد واحدة واليد الأخرى ما زال يقبض بها على خصلاتها پعنف.
أتاه اتصالا فنظر إلى الرقم وقام برفض المكالمة فألتفت إليها قائلا
و بالفعل خرج وقام بوصد باب الشقة من الخارج بالمفتاح أصابها حالة من الهلع لا سيما تعلم إنه سوف يتخلص من شقيقها ولم تستطع أن تتواصل معه لأن زوجها قد أخذ منها الهاتف حتى لا تخبر أحدا بما يحدث بينهما.
يقف العمال في صف أمام المكتب ويعطي يوسف لكل منهم راتبه والعم عرفة يسجل في الدفتر اسم من تم السداد له.
الله يعمر بيتك يا أستاذ يوسف
قالها العامل وإذا بصوت شقيقته التي تركض نحوه پخوف وتبكي نهض قائلا
أمسك يدها وذهب بعيدا يحدق إليها بقلق يسألها
فيه إيه يا رقية
سردت له كل ما حدث منذ أن اعتدى عليها حمزة وإنه سبب في مۏت والدهما عندما أخبره بذلك وما فعله بها طوال فترة الزواج حتى أحداث اليوم واعترافاته الصاډمة.
و بعد أن انتهت من السرد قال لها يوسف
روحي شقتك وأنا هتصرف.
ما تخافيش أنا هبقي معاكي بس هقولك في الطريق ازاي.
عادت إلى المنزل فوجدت الباب مغلق برغم خلعها للقفل قبل أن تهرب دفعته بيدها فأنفتح و ولجت إلى الداخل دقات قلبها كقرع الطبول يديها ترتجف وهي تبحث عن زر الإضاءة في هذا الظلام الدامس تمكنت أخيرا من تشغيل الضوء انتفضت پذعر عندما رأته يجلس في الردهة على الكرسي يضع ساق فوق الأخرى و ينفث دخان سيجارته التي أشعلها للتو ابتسامة إبليس تزين ثغره فقال لها بهدوء الذي يسبق العاصفة
تنظر له وقلبها يرتجف من نظراته الۏحشية تخشى أن لا تنجح الخطة ويتمكن منها فيريها ويلات العڈاب على يديه مثل المرات السابقة بل أسوأ.
تفاجئ عندما وقفت تحدق إليه بتحد يخلو من الخۏف أو التردد قائلة
أنا مش خاېفة منك وهتطلقني والورق اللي مضيتني عليه بلوا واشرب مېته.
وقف ونفث الدخان من فمه ثم قال لها وهو يقترب منها
اندفع الباب وصاح شقيقها
انت اللي مش هتعيش ثانية واحدة لو إيدك أتمدت تاني عليها.
نظر إلى ماجد وكان يحمل حبلا متينا كاد حمزة يهرب فدفعته رقية ليتعثر فتمكن منه ماجد واستطاع يوسف السيطرة عليه قام بتقيده في الكرسي.
وقف
أمامه وسدد له لكمة في وجهه
دي عشان اللي عملته في رقية وانت عارف قصدي إيه.
ودي عشان مد إيدك عليها وإهانتك ليها.
سدد له لكمة أخرى أقوى من سابقتها قائلا
ودي بقى أبقى ابعتها للبلطجي اللي كنت بتتفق معاه على قتلي وبالمناسبة حبايبي في القسم هيجوا
لك دلوقت يخلوك تمضي على تعهد بعدم التعرض لأي حد فينا أنا وإخواتي حتى خالتك.
كان حمزة يحدق إليه بنظرة وحش مفترس فزمجر وقال من بين أسنانه
لو راجل فكني وأنا اللي ھقتلك بنفسي.
ابتسم يوسف بسخرية ولم يعط إليه أدنى اهتمام وقال لشقيقته
روحي هاتي الخزنة اللي شايل فيها الورق.
ذهبت لإحضارها ثم وضعتها على الطاولة فسأله
ال password إيه
صاح برفض تام
مش هقولك.
أشار يوسف إلى ماجد صديقه والذي اقترب من حمزة وأخرج جهاز صاعق قام بتشغيله فأصدر أزيزا صاح حمزة پخوف
١٥٣٨٩٩.
ضغط يوسف على الأرقام وفتح الخزانة فأخذ الأوراق أخرج قداحة من جيبه وقام بحرقها قائلا
كدا مفيش توكيلات.
نهض وأخرج من جيبه وصل ورقي وقلما فقال له بأمر
أمضي هنا.
نظر بتوجس وسأله
إيه ده
أجاب يوسف
ده وصل أمانة عشان لو حبيت تلعب بديلك تاني.
تردد في الإمضاء فنظر يوسف إلى صديقه
ماجد.
همضي همضي خلاص.
خط توقيعه بصعوبة بسبب قيود يده فقال يوسف
كدا تمام ناقص حاجة أخيرة طلقها.
صاح بسخط
مش هطلقها وكمان حامل مني.
أخبره يوسف
كدا كدا هتطلقها وابنك ولا بنتك هيبقوا في عيننا ولو عايز تشوفه تنور في شقة الحاج يعقوب غير كد ملكش حاجة عندنا.
جز على أسنانه پحقد وحنق فقال لزوجته على مضض
انتي طالق.
وبداخل قسم الشرطة يجلس في مكتب الضابط برفقة شقيقته ينتظرا شقيقهما الأكبر فتح الباب وظهر أمامهما وقف يوسف ونظر إليه لا يعلم ماذا يفعل هل يعانقه أم يصفعه أم يتركه ويذهب.
طبعا انت جاي عشان تشمت فيا
نهضت رقية وتقدمت منه لتخبره
لا يا جاسر يوسف أنضف وأعلى من إنه يعمل حاجة زي دي أخوك جاي عشان ينقذك من المصېبة اللي ورطت نفسك فيها برغم اللي انت عملته فيه.
تدخل يوسف وعينيه لا تحيد عن شقيقه
سيبيه يا رقية طول عمره سيئ الظن خصوصا من ناحيتي كأني كنت عدوه وأنا عمري ما أذيته ولا ضايقته لكن هو رمى نفسه للشيطان ابن خالته اللي عمال يوسوس له من واحنا لسه عيال إن أنا أحسن منه وأبويا وماما راوية بيحبوني أكتر منه.
عقب جاسر قائلا
مش دا فعلا اللي كان بيحصل
لو بيحصل فعشان كانوا بيحاولوا يعوضوني عن أمي اللي ماټت قبل ما أشوفها غير كدا مفيش أي داعي يخليك تكرهني إلا إذا انت عايز كدا من جواك.
تدخلت رقية في تلك اللحظة وقالت
أو ابن خالته اللي زرع في مخه الأفكار السودا دي زي مصايب كتير وعيشته اللي حرام في حرام انت تعرف اللي كان عامل في وشك إنه أخوك وحبيبك عمل إيه في أختك وانت ولا داري بأي حاجة
استطردت حديثها بسرد كل ما حدث معها على يد حمزة وكان جاسر يستمع لها غير مصدق حدوث ذلك دون علمه ومن وراء ظهره وبعدما انتهت من سردها عقب يوسف
أنا مش جاي أعاتبك في القديم يا جاسر أنا جاي وعايز أفتح صفحة جديدة مع بعض كلنا بنغلط وبنتوب لكن ما نكررش الغلط أنا اللي بيني وبينك مش ډم أبوك وبس أنت أخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه مهما حصل أخويا اللي لو حصلي حاجة هتسند عليه صديقي اللي أحكي له وأفضفض له لما تضيق بيا الدنيا كلمة أخ معناها كبير قوي مش هيحس بقيمتها غير اللي مالهوش أخوات.
امسكت رقية يد جاسر وأخبرته
إحنا بنحبك يا جاسر وعايزينك تبقي كبيرنا من بعد أبونا الله يرحمه وتبعد عن كل حاجة حرام عشان ربنا يبارك لك عارف يوسف لسه مكلم محامي كبير هيمسك لك القضية ولما عرف التفاصيل قال لينا دا دفاع عن النفس دا غير إنك كنت كمان سکړان.
نظر جاسر إلى شقيقه بندم يشعر به منذ أيام فسأله
وبرغم اللي عملته معاك جاي تقف جمبي
اقترب منه وأجاب
عشان أنت أخويا.
فتح جاسر ذراعيه فارتمى يوسف بينهما في عناق أخوي لن يتزعزع مرة أخرى لاسيما بعد أن ابتعد جاسر عنه وأخبره
انت فعلا طلعت أحسن مني في حاجات كتير وأوعدك هصلح أي حاجة انكسرت ما بينا أولهم هطلق مريم وتاني حاجة هرجع لك حقك في ورث أبونا ويا رب ربنا يسامحني على أي حرام عملته وانت كمان يا يوسف يا ريت تسامحني.
من غير ما تطلبها أنا مسامحك يا جاسر.
الفصل الثامن عشر والأخير
عندما تبتهج الوجوه بلقاء من لهم الوجدان يسر تكفي الابتسامة في التعبير عن ما يزخر القلب من غلا وحب لهم وفي بعض الأوقات تسبق الابتسامات دمعة الفرح لترقص على خد كاد أن يجف ويذبل من
طول الفراق وتصطدم الأجساد بعضها ببعض لتولد حرارة الشوق وتتلامس كفوف الأيدي لتعبر عن مشاعر الروح.
قام جاسر بطلاق مريم غيابيا قبل جلسة النطق بالحكم عن مدي سعادتها عندما استلمت من المحضر وثيقة الطلاق فكانت كالطير الأسير الذي أطلق سراحه فأطلق جناحيه في سماء الحرية.
لن يقطع يوسف الوصال بينهما فكل حين وأخر يطمئن عليها وعلى أحوالها ريثما تنتهي شهور العدة الثلاث لديها ويتم ما يريده كليهما.
واليوم في قاعة المحكمة يقف جاسر خلف القضبان في توتر وقلق وخوف لكن
تكفي نظرات شقيقه إليه تشد من آزره وعندما نادى الحاجب بصوت اهتزت إليه جدران القاعة
محكمة.
خرج القاضي والمستشارون ليسرد أوسطهم صيغة مقدمة النطق بالحكم بالصيغة المعتادة والتي اختتمت بالحكم النهائي
لقد أقرت المحكمة ببراءة جاسر يعقوب عبد العليم الراوي رفعت الجلسة.
أطلقت راوية الزغاريد التي دوي صداها في الأرجاء وبعد انتهاء الإجراءات الروتينية خرج جاسر ليجد والدته وأشقاءه في انتظاره وبينهما أمنية التي كانت لا تترك أي زيارة إلا وتذهب لتطمئن عليه وتعد له الطعام.
حمد لله على السلامة يا جاسر.
ابتسم لها بنظرة لأول مرة تراها ربما هذا حب جاء بعد صبر طال أمره أجاب قائلا
الله يسلمك يا أمنية ربنا ما يحرمني منك ولا من وقفتك معايا اتحملتيني وصبرتي علي كتير.
أخبرته بنبرة تفيض من ينبوع فؤادها العاشق إليه
عشان بحبك واللي بيحب حد بيستحمله لحد ما يتغير للأحسن.
عانقها وربت عليها بحب وود
ربنا يقدرني وأسعدك.
ابتعدت عن صدره وحدقت إلى عينيه لتبوح له بأسرارها
أنا عندي ليك سرين الأول هو أنا البنت اللي كانت بتكلمك على الفيس بوك وكانت هتقابلك بس محصلش نصيب.
غر فاهه بتعجب
هو انتي!
هزت رأسها بنعم وقالت
بصراحة كنت وما زالت بحبك من زمان.
سألها بفضول الهر
ويا ترى إيه السر التاني
اقتربت من أذنه وهمست إليه
أنا حامل.
ناولني كاس كمان يا بني.
قالها حمزة الذي يرتشف إلى حد كلما
يفكر أنه تم إيقاعه في شړ أعماله على يد أبناء يعقوب فيشعر بالقهر والمرارة لذا قرر أن يخوض الاڼتقام بنفسه دون اللجوء إلى المجرمين أخرج من جيبه الخلفيا قد اشتراه منذ يومين بعد قراره الأحمق وهو التخلص منهم وسيبدأ بيوسف.
جاء إليه رجل همس إليه بشيء ما فنهض على الفور وغادر الملهي استقل السيارة المستأجرة وانطلق بها نحو مقر الشركة حيث موعد خروج يوسف منها في هذا التوقيت لكن كان للقدر رأي آخر فأثناء سيره في الطريق الرئيسي المؤدي إلى الشركة قاطعته شاحنة خرجت من تقاطع لم ينتبه إليه ولأنه ثملا عجز عن تفادي التصادم وفي غضون ثواني كانت سيارته رأسا على عقب بعد أن تدحرجت بالقرب من مزلقان قطار قادم من على بعد وضجيج صفيره جعله ينتبه إليه اتسعت عينيه وهو يصيح ړعبا والقطار يدهس سيارته وهو بداخلها.
وصل خبر