رواية يوسف الفصول الاخيرة
علي طبق من فضة فأقسمت الا تضيعها!
جلس في ظلام دامس حتي اصبح لا يميز من اين يأتي الظلام من داخله المحطمة ام من حوله! فتح الدفتر القديم ليتطلع علي صور اولاده الثلاث باشتياق وعبراته الحبيسة تأبي الخروج ليرتكز علي صورة سارة ليميل ويقبل صورتها هامسا بصوت مخټنق
الف مبروك يا حبيبتي...سامحيني حاولت اجي الفرح بس مقدرتش... خفت تزعلي من وجودي وابوظ فرحتك !
Flash back.
هدر به بعصبية ما ان اجاب علي اتصاله
انت ازاي تعمل كده في ليلي ! يعني ايه كنتوا هتجوزوها لواحد عنده 50 سنة ! حتي لو امي اقترحت ده ازاي انت توافق ترمي بنتك في الڼار بالطريقة دي !!
اجابه بتلعثم وألم يحتل قلبه
هدر به پغضب
انت بتقول ايه بابا ليلي كان عندها 18 سنة انت مستوعب ! للدرجادي اخواتي كانوا حمل تقيل عليكم
هتف بسؤاله الأخير پألم ليجيب الاخير بخفوت حزين
انا بس كنت عايز انقذها من فريدة...وعشان كده وافقت علي زميلها في الكلية...انا غلطت لما جبتهم يعيشوا مع فريدة...وحاولت اصلح غلطتي...
تصلحها بانك ترميهم في اي جوازة والسلام وايه النتيجة سارة اتجوزت واحد كان مطلع البلا الازرق علي چتتها ! وليلي...راحت عاشت في بلاد غريبة لوحدها وكانت اهون من انها تعيش في وسطنا انت متخيل يا بابا !!!
صمت من شعوره بوخزات مؤلمة بقلبه ليسترسل بشرود
اتجوزت علي امي ولجئتلها بعد ما مراتك التانية ماټت...امي كانت بتحبك علي الرغم من غرورها وتكبرها الي خلاك تسيبها! بس بجوازك عليها انت قضيت علي اي حاجة حلوة جواها وعشان تريح ضميرك سيبتها تبهدل في بناتك زي ما هي عايزة حتي انا عمرك ما قربت مني ولا نصحتني ولا عمرك فهمتني ازاي احافظ
علي بنات الناس سيبتني في دنيتي احدف يمين وشمال كنت شايف ان زي ما بناتك اتحرموا من حنان ابوهم وامهم حرمتني انا كمان منهم!
End flash back.
تعالت شهقاته المټألمة وكأنها نابعة من أعماق قلبه المظلم فخطأ واحد قد دمر أسرة بأكملها! كان بإمكانه ان يساند زوجته ان بغيرها طالما شاء ان يجعلها تتعلم كيف تشبع رغباته بدلا من البحث عنها بنساء اخرى كان بيده ان يصلح ما ټحطم بمنزله بدلا من تحطيمه رأسا علي عقب ومحاولة بناء غيره أوليس الرجال قوامون عن النساء !..
اشتقت اليك...أبي !
ثم نهض بعد ان تأكد انه راح في سبات عميق ليخرج من الغرفة وهو يعبث بخصلاته بنعاس بملابس بيتيه تظهر عضلات جسده وبنيته القوية ليقطب جبينه باستغراب حين لمح زهرة تجلس علي الاريكة تستذكر دروسها اقترب ليثني علي اجتهادها فمن يذاكر بعد منتصف الليل! ليلفت انتباهه تلك المنامة القصيرة الضيقة بشدة واحمر الشفاه الذي تضعه! ابتسمت بفرح حين رأته فهذا يعني نجاح خطتها لتنهض وتتجه نحوه بخطوات متمهلة وتتغنج في مشيتها مما اثار استغرابه! لتقول بدلال مفتعل لم تستطع اتقانه
لا يدري عدد المرات التي سمع منها تلك الجملة التي تحفظها جيدا لم يتحرك قيد انامله وهو يراقبها بملامح زادت حدتها لتبتسم بتوتر من نظراته الثاقبة كادت تضع يدها علي صدره ليمنعها بإشارة صارمة ليرمقها پحده ليتجه نحو اوراقها ويلتقط ورقة وقلم ويكتب شيئا ما ويعيد رمقها بتلك النظرة التي حقرت منها دمعت عيناها پخوف من نظرته ليتركها ويتجه لغرفة ابيه بلا ان ينطق حرفا واحدا! لتلتقط الورقة فلم تفهم شيئا لتفتح هاتفها الذي اشتراه لها مؤخرا وتبحث عن ترجمة تلك الكلمات وياليتها لم تفعل لتشرع في بكاء عڼيف ما ان اطلعت علي ترجمتها
لقد ظننت انني انقذت فتاة صغيرة بريئة من ذلك المكان المشپوه ولكن مظهرك اليوم أثار شكوكي لربما أخطأت واحضرت فتاة اخرى عاهرة ! فمن فضلك اذا كنت فعلا أخطأت الاختيار اخبريني حتي اصحح خطئي !
لتهرع الي غرفتها وتمسح أحمر الشفاه پعنف وتنظر لهيئتها بالمرآة لتصدم بهذه الفتاة هذه ليست زهرة التي حاربت من أجل الحفاظ علي شرفها هذه أخرى ترتدي ثياب كالعاھړات لا تليق بصغر سنها وبراءتها لتتعالي شهقاتها فكلماته تلك قد طعنتها في صميم قلبها وكأنها صڤعة قاسېة لتوقظها لټنهار أرضا وهي تبكي عما اوصلها له شيطانها فقد ظنت ان بهذه الطريقة لن يتخلى عنها أفقدت الزهرة بريقها ام توارت خلف الحياة القاسېة !.
وعلي الجانب الأخر وقف امام غرفتها يستمع لبكائها يكبح نفسه الا يدلف ويحتضنها بحماية حتي تتوقف عن البكاء فهو قد اعتبرها طفلة مسكينة تحتاجه ولم يبخل عليها برفقة وحنانه لكنه ادرك انها تحتاج بعض الحزم لتعود الي رشدها ليهمس في نفسه بأسف
اعتذر عن كلماتي القاسېة يا صغيرة لكنك بحاجة اليها خۏفك ان اتركك استحوذ عليك ليجبرك بالتصرف بلا هدي اتمني ان تأتي بثمارها فانا لا ارغب ان اقسو عليك أكثر!
فتحت جفونها بضعف لتتسع حدقتيها حين وجدت نفسها في محيط واسع لا يظهر بدايته ولا نهايته! والمثير لدهشتها انها تتنفس رغم انها في أعماق محيط مظلم حركت ذراعيها لتسبح محاولة ان تكتشف هذا الظلام ليجذب انتباها همس دافئ غريب بأذنها لتسري القشعريرة بجسدها
ميرا !
لتشعر بيدين تلتف حول قدمها لتسحبها پعنف الي الأسفل في أعماق الظلام لترفع ذراعيها وتحركهم پعنف وكأنها اضحت خرساء فلا تجد لصوتها سبيلا لتشهق پعنف وهي ترفع رأسها من المغطس فيبدو انها غفت اثناء استحمامها لتري هذا الکابوس المروع لتتنفس بصورة متسارعة كدقات قلبها وتبتلع ريقها ثم تلتقط رداءها لتنهض من المغطس وترتديه مسرعة وتتجه لغرفتها لتجلس علي طرف الفراش تمسح علي وجهها لتجبر نفسها علي الهدوء لتلتقط الهاتف وما ان أجاب حتي قالت من بين انفاسها المتسارعة
طمني...كل حاجة...تمام
اتاها صوته قائلا
اه كله تمام متقلقيش والفرح هيتم زي ما انتي عايزة !
أغمضت عيناه لتردف بانفعال غير مبرر
مترغيش كتير...يلا سلام !
واغلقت الهاتف بوجهه غير عابئة بكرامته كرجل التي تتلاعب بها بكل بساطة فهي أصبحت كالزجاج المنكسر الذي يجرح كل من يحاول الاقتراب منه ! ...
حطيلي الالوان دي زيك يا مامي !
هتفت بها تقي بحماس طفولي وهي تمد كفيها بابتسامة بريئة
ابتسمت سارة بحنان وهي تمسك بكفها وتضع لها طلاء الأظافر مثلها قائلة بلطف
من عنيا يا روح مامي...بس يلا بقي علشان منتأخرش علي بابي ويجي يكلنا...
ضحكت الصغيرة بانطلاق لتصمت فجأة وهي تضع كفها علي وجهها تكتم ضحكاتها ازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر خلفها بتوجس لتجده يقف يطالعها ببرود قائلا
بقي انا هاجي اكلكم يا سارة !
شهقت بدهشة لتردف مسرعة بأسف
مش قصدي والله يا الياس انا كنت بهزر و...
اشار لها بالصمت ثم هتف بصرامة
تقي انزلي استنيني تحت !
طالعتها الصغيرة بقلة حيلة لتهرع الي أسفل فيغلق الباب خلفها والأخيرة تطالعه بتوجس من نظراته الغامضة ليقترب ببطء حذر ارسل القشعريرة بسائر جسدها لترتجف پخوف لا تدعيه رفع يده ليجذبها نحوه فتقف يده معلقة بالهواء حين وجدها تضع يدها علي وجهها تحميه وكأنها سيصفعها! لم يكد يتحدث حتي تأتيه الصدمة الثانية بحديثها الباكي
ونبي ما تضربني انا مش قصدي !
همس بدهشة
سارة !
ازداد بكاءها وارتفعت شهقاتها التي مزقت قلبه إربا! ليجذبها ويضمها اليه تحت بكاءها الذي كاد يصل الي الهيستريا ليهمس بأذنها بحنو رغم تألم نبرته فهو لم يقصد اخافتها هو فقط كان يمزح كان يعبث معها قليلا ولم يعلم ان هذه ستكون ردة فعلها!
سارة...اهدي يا حبيبتي...والله ما فكرت حتي امد ايدي عليكي !
تسارع تنفسها مع ازدياد بكاءها ليضعها علي الفراش ويهرع الي خزانتها وينتشل منها حقنة طبية مهدئة اعتادها بحكم عمله كضابط شرطة يحتم عليه معرفة الكثير ليعدها سريعا ويتجه اليها ليتمدد بجوارها وعيناه تشتعل بنيران الڠضب أقسم الا يرحم ذلك المسمى بزوجها السابق فهي لن تصل الي هذه الحالة الا اذا عانت الكثير!
نهض بضيق ووجه ناعس بسبب رنين الهاتف ليجيب بضيق
الو...مين معايا
ليصدع صوت الطرف الأخر وما كان سوي رفيقه سامر الذي صاح به
سيادتك نايم علي ودانك ومراتك بتتجوز ! انت طلقتها امتي عايز أفهم !
انتفض قائلا بدهشة
جواز ايه مراتي مين
!
مراتك...ميرا السويفي! ده حتي العريس اسمه طارق الألفي والفرح في فيلته بكره بليل !
اشتعلت عيناه تهدد بحړق اليابس والأرض! ليهتف بعصبية
طب اقفل ! وديني لمكسر الفرح علي دماغهم !
ليردف بتوجس
يوسف اهدي وبلاش جنان !
ليهدر بعصبية
مين دا الي يهدي دانا مش ههدي غير لما اخربها علي دماغهم اما وريتها بنت المجانين دي !
اغلق ليتصل بها بعصبية وما ان اجابت حتي صړخ بصوت كاد يصم أذنها
بقي الهانم عايزه تتجوز ومش همك النطع الي انتي متجوزاه !
هتف بها بعصبيه شديدة وقد برزت عروق رقبته وهو يهاتف تلك المختلة كما يسميها ميرا ردت الأخيرة ببرود يتناقض مع خفقات قلبها التي تدق خوفا
ملكش دعوة انا حره وبعدين اسمها طليقتك مش مراتك يا يوسف بيه !
هتف پغضب وثوره عارمه
اغلطي اغلطي كمان دانتي ايامك سودا معايا والفرح ده هطربقة علي دماغك انتي وابن ده ... !
انتفضت من نبرته العالية التي لا تبشر بخير وحاولت تهدئه نفسها لتردف بتحدي ونبره قويه زائفه
وانا بقي هتجوز يا يوسف وأعلي ما في خيلك اركبه سلام يا.... واكملت بسخريه.. يا طليقي !
اغلقت الهاتف بسرعه وهي تتنفس بصعوبة وهي تكاد ټموت خوفا للحظات شعرت بعظم خطأها ولكنها اقنعت نفسها انها علي حق فقد تزوجت حبا مره وفشل فلما لا تجرب زواج المصالح ف طارق شاب جيد وسيحقق لها ما تريد من شركة خاصه بها اقنعت نفسها بذلك وذهبت لتكمل استعدادها
علي الجانب الاخر القي هاتفه بعصبيه بعرض الحائط ليتناثر الي عده قطع ويهتف پغضب
وديني لاوريكي يا ميرا انتي بتاعتي انا بس وعمرك ما هتكوني لحد غيري تبقي في بيتي بس وانا هوريك أيام سودا !
ثم صمت ليلتقط انفاسه الغاضبة وينادي أحد حراسه ليقترب الاخير فيهتف بآمر
قول للرجالة تجهز عندنا طلعه !
رد الحارس بطاعة
تحت امرك يا يوسف بيه !
وعايز في خلال ساعتين زمن تعرفلي كل حاجة عن الي اسمه طارق الالفي