رواية امل كاملة
جعل نبوية تسرع هاربة بها من العقاپ ليزفر هو انفاس بحريق ما يشتعل بداخله وقد فهم على قولها انها تكرر نفس القول حتى وعقلها قد ذهب منها تذكره دائما بأبشغ صفة يكرهها وهو الشبه الكبير بينه وبين والده الذي كان السبب هو الرئيسي في چنونها جنون والدته التي احبت رجلا بكل كيانها لدرجة الهوس رغم كل افعاله الخسيسة معها ثم كانت صډمتها به اكبر من ان يتحملها عقلها .
كان قد انتهي من عمله السريع بغرفة المكتب ليرتدي سترته في طريقه للخروج فركضت خلفه نبوية توقفه بندائها
رياض باشا يا رياض باشا دقيقة من وقتك معلش.
توقف يطالعها بأسفل عينيه بجمود لم يؤثر بها فهي تعلم تمام العلم انه سيأخذ وقته ثم يصفى لها كالعادة لذلك تجرأت تفاتحه بطلبها على الفور
سامحني يا باشا بس انا كلمتك كذا مرة وانت شكلك بتنسى
استرسلت نبوية امام صمت الاخر باعتقادها انه قد نسي بالفعل
يا سعادة الباشا انا كنت طلبت منك حد يساعدني الفترة الجاية عشان بنتي اللي رجعت من سفرها انا بروح البيت مهدودة مبلحقش اقعد معاها ولا اتهنى بأحفادي منها.
اومأ بأنفاس خشنة
حاضر حاضر يا دادة هحاول اتصرفلك في واحدة بس انتي عارفة اني دي من اصعب المشاكل بالنسبالي مش كل الناس امينة زيك.
رددت بها بامتنان لاطراءه ليرتدي هو نظارته الشمسية ويتحرك للذهاب فورا نحو اعماله.
والى هذا العاشق الساخط وقد كان واقفا يستند على سيارته يطالع ساعة يده كل لحظات قليلة فيزفر بضيق لهذا التأخير الملازم لها في كل مرة يذهب بها الى مقر عملهم
ليغمغم داخله بالتوعد لها حتى تكف عن هذه العادة التي تفقده اعصابه فهو المعتاد دائما على الانجاز والسرعة يأتي عليه الوقت الان ليقف في الشمس منتظرا بالنصف ساعة لهذه ال........
عند هذا الخاطر اشتدت ملامحه ليرسم الجمود امامها حتى اذا تلقى تحيتها
صباح النور مكنتي استنيتي ساعة ولا ساعتين تاني.
تهكم بها ليفتخ لها باب السيارة ثم يلتف هو للجهة الاخرى فيتخذ مقعده خلف عجلة القيادة
وتجلس هي بجواره تشاكسه كعادتها
كان نفسي يا مستر شادي بس انا الصراحه خۏفت على خطيبي من حرجة الشمس.
مال برأسه ساخرا نحوها ويداه تدير المحرك
لا يا شيخة هامك اوي خطيبك صدقت انا !
قالتها بدلال كاد ان يفقده صوابه ليقبض على عجلة القيادة بقوة يغمض عيناه ويفتحها سريعا يلتف نحوها بتحذير
لمي نفسك يا صبا وبطلي دلعك ده انا على اخري فاهماها دي على اخري.... يعني تنشفي نفسك كدة وتسترجلي قدامي يا حل وعدي من اتفاق ابوكي واصورلكو قتيل...
توقف برهة ليستطرد بانفعال
كان زمانك حامل بابني دلوقتي لكن اعمل ايه في ابوكي بقى الله يجازيه
ضحكت بصوت مكتوم تزيد من مناكفته
حرام عليك يا شادي تدعي عليه وافتكر انه مجبركاش على حاجة هو بس عرض عليك الأمر وانت تبعته بشهامتك.
متفكرنيش.
هتف بها ليتابع بتحسر
دا انا كل ما افتكر دمي يغلي طب جدتك ام امك
ماټت والفرح باقي عليه اسبوعين ابوكي يطلب التأجيل وانا اوافق عشان الشهامة والرجولة لكن الحداد بقى يستمر لست أشهر ليه يا عم ابوكي خمني يا صبا وانا لا يمكن انسهاله دي
لم تقوى على كبت ضحكاتها اكثر من ذلك كما تفعل في كل مرة ذكر لها ذلك الامر والنتيجة كالعادة ازدياد انفعاله ولكنها تعلمت اخماد غضبه بكلماتها المعسولة
انت جولتها بنفسك يا شادي عشان هو عارف بشهامتك ورجولتك ودي عوايدنا اللي طلعنا عليها مفيش فرح يتم طول ما في حزن في العيلة لازم الكل يفرح مع بعض كيف ما بنشيل الحزن مع بعض.
ارتخت معالمه رغم الضيق الذي يدعيه ليرمقها بنظرة طمأنتها قبل ان يعقب بتحدي
ع العموم هانت هو شهر واحد بس اللي فاضل يفوت زي اللي فاتوا وعلى اخر يوم فيه ان شاء الله نكتب الكتابواليوم اللي بعده الفرح على طول مش هستني دقيقة تاني مهما حصل يا صبا .
يا سيدي ربنا يمنع الموانع
ياااارب.
خرجت منه بحړقة اثرت بها لتغير دفة الحديث بالدخول في موضوع اخر
انا كلمت ابويا بخصوص اسبوع ابن رحمة بكرة
امممم
زام بفمه بترقب لردها والذي أتى مثلجا له
طبعا وافق وجالي روحي يا بتي دا خطيبك دا زينة الرجال.
هذه المرة البسمة لاخت على محياه ليعلق بحيرة
ابوكي دا بمية حال يا صبا يعقدها من ناحية ويوسعها من ناحية تانية كأنه قاصد يشلني.
وكأن ردها الضحك بدون توقف.
عودة الى بهجة والتي فور ان حطت قدميها بذاك المصنع محل عملها توجهت على الفور الى رئيستها مدام صباح تلك المرأة التي تكن لها كل الاحترام والتقدير رغم عصبيتها المرافقة لها على الدوام ولكن قلبها الطيب هو الغالب وهذا ما شجعها في طلبها .
يا ست الريسة بقولك محتاجة السلفة ضروري ياريت توصليها النهاردة او دلوقتي لمديرة القسم هنا.
بأعين ضاقت بريبة
ومدخليها انتي يا بهجة ليه مصرة تحشريني حتى في دي.
اجابتها سريعا وبعفويتها المعتادة
بصراحة خاېفة منها لترفضني ما انتي عارفاها ست رافعة مناخيرها في السما ومحدش بيعرف يتكلم معاها وانا خلقي في مناخيري بصراحة دي بتخليني اكرر في اسمي كذة مرة عشان تعرفني
ضاقت عيني صباح نردد باستنكار
وعشان كدة بقى بتصدريني انا اتحمل عنجهيتها وكبرها يا حلاوة عليكي وكمان بتقولهالي في وشي.
تبسمت بهجة بحرج لتردف بتملق اصبحت تجيده معها هذه الايام
ما انتي أكيد بتعملك حساب يا ست الكلهو انا في مقامك برضو عشان خاطري يا ست الريسة اختي بقالها شهر دخلت الجامعة ولحد دلوقتي لا عارفة تخش كويس من غير كارنيه الطلاب ولا عارفة تجيب الكتب ومرتب المصنع هنا على ايدك بيضع كله على مصاريف البيت
اخرجت صباح تنهيدة متعبة تتناول منها الطلب بوجه تدعي به الجمود لكن من داخلها قلبها يقطر ألما على حال هذه المسكينة التي تتحمل ما يفوق طاقتها من اجل رفعة مستقبل اخوتها على حساب شبابها وجمالها وسنوات العمر التي تمر مرور المياه بين اصابع اليد.
خلاص يا بهجة هشوف موضوعك واللي فيه الخير يقدمه ربنا
ونعم بالله .
بنصف يوم العمل تشجعت صباح لتذهب إلى هذه المتعجرفة والطلب في يدها وكما توقعت تجاهل كالعادة ولكن هذه المرة يزيد عن الطبيعي في مراجعة الملفات والتحدث كل دقيقة عبر الهاتف
ايوة يا ميمي اخلص بس شغلي ونتقابل على ميعادنا..... لا بقى متسألنيش عن الوقت انتي عارفة بقى مواعيد رياض باشا..... ماشي هحاول متأخرش.
انهت المكالمة ثم القت نظرة سريعة نحو صباح قبل ان تعود لأوراقها
قولتلي بقى عايزة ايه يا صباح
زمت المرأة شفتيها بضيق لتعاود الكرة في سرد طلبها
يا لورا هانم انا جيبالك طلب السلفة ده عشان تمضيه مش هتعب راسك بأي حاجة تاني.
زفرت الاخيرة تصفق بيدها على الاوراق لتتناول هذا الطلب وكي تتخلص من ثرثتها ولكن وما ان وقعت عيناها على الاسم حتى ضيقت عيناها بتذكر تسألها
مش بهجة دي برضوا اللي مضيتلها نفس الطلب من يجي شهرين
على الفور بررت لها صباح
ايوة سيادتك بس هي اتعذرت من تاني ودي مسكينة وبتسعى على اخواتها دا انا لو رئيس المصنع اديها مساعدة من عندي.
ضحكة مكتومة صدرت من لورا لتردد بسخرية
واخدة راحتك اوي انتي يا صباح بس يا حبيبتي دي مش تكية دا مصنع ماشي بالساعة وهي تبوس ايدها وش وضهر انها شغالة وبتاكل لقمة عيشها منه اما عن السلفة ف انا اسفة ابلغك ان طلبها مرفوض حسب قوانين العمل هنا .
واصلت صباح باستجداء
يا لورا هانم انا بقول استثناء اعتبروها حالة انسانية البنت هالكة نفسها والله وبرضوا مش مكفية مصاريف خواتها
قلبت لورا عيناها لتزفر بسأم اشعر الاخرى باليأس وقبل ان تعطيها ردها النهائي تسلل لأنفها رائحة العطر القوية التي تعلمها لتنتفض عن مقعدها وتعدل هندام ملابسها ثم تنثر بخصلات الشعر الكثيف المموج على جانبي رأسها على عجالة ليعطيها مظهرا جذابا يرضيها أمام دهشة صباح التي لم تعد تشعر بوجودها من الأساس حتى اذا دلف بهيبته زادت سرعة الدقات في صدرها تستقبله بلهفة
صباح الفل يا رياض باشا.
صباح الخير يا نورا.
قالها بجموده المعروف ليدخل غرفة مكتبه فتتبعه هي بتناول الملفات المطلوبة وتتذكر صباح فتصرفها بقولها
روحي انتي دلوقتي يا صباح شوفي شغلك.
همت المذكورة ان تسألها عن ردها الاخير ولكن الاخرى لم تعطيها فرصة وقد سبقتها في الدخول الى مكتب رئيسها.
وبداخل المكتب وقفت في انتظار انتهائه من المراجعة والتوقيع على الملفات المطلوبة منه لتأخذ هي فرصتها بتأمله وهذه الجاذبية الكامنة في جموده الذي يقارب البرود
كم من مرة تمنت ان ينظر اليها ويلتفت الى هيئتها المتجددة على الدوام انها لا تدخر جهدا في هذا الشأن حتى تلفت انتباهه ترى الاعجاب من الجميع الا هو.
وحتى وبرغم صلة القرية التي تجمعهما تظل معاملته بحدود حتى لا يزرع داخلها العشم ولو بغير قصد قلبه كجدران محصنة لا يستطيع احد اختراقها .
لورا
اتت صيحته القوية ټخطفها من سيل افكارها لتنتبه وتعتذر بأدب
اسفة حضرتك انا معاك اهو.
اعتقدت بأنه انتهى مما يقوم به ولكنها تفاجأت به متوقف ويمرر على خده الايسر بتفكير وشرود لتتجرأ وتسأله
حضرتك لو في مشكلة انا تحت أمرك.
التف لها بعينيه البندقية التي لطالما افقدتها صوابها يقول بعتب
انا فعلا عندي مشكلة كنت كلمتك عنها قبل كدة وانتي شكلك مهتمتيش.
اشارت على نفسها بجزع
انا ساعدتك معقول! انا يستحيل منفذش امرك في طلب كلمتني فيه.
مالت رأسه نحوها
بشيء من سخرية
وجليسة الست الوالدة اللي كلمتك عنها
توقف فاهها مفتوح للحظات قصيرة تذكرت بها الطلب الذي كان منذ الشهر لتتحمحم مبررة بحرج
انا اسفة يا فندم اني خذلتك فيها دي بس انا والله عملت جهدي في البحث في كل المكاتب المشهورة عمالة ادور ع اللي تليق بدخول القصر عندك وتتحمل ااا اسفة يعني... الست الوالدة
عند هذه النقطة اشاح عيناه بضيق انتبهت عليه فواصلت بدفاعها
عملت مقابلة مع يجي عشرين واحدة وانا احاول اجمع فيهم الصفات المطلوبة انها تكون نضيفة ومتفهمة وامينة وعندها قدرة على الصبر زي نبوية بس للأسف كنت دايما بفشل في البحث او اللي اكلمها عن الحالة هي نفسها ترفض.
قالت الأخيرة بصوت خفيض زاد من ثقل ما يحمله بداخله