رواية امل كاملة
السيرة دي نهائي بس فالح يلاوعني في الكلام كل ما افتح معاه السيرة !!
مش هو ده اللي كنت مستنيه منك ياعلاء مش هو ده
صاح بها غاضبا امام صديقه الذي كان يتعامل معه بهدوء وهو يسحبه من ذراعه ليجلسه على احدى المقاعد البلاستيكية المصطفة امام المحل
اهدى شوية واقعد ياعم انت هاتعمل عقلك بعقل عيل صغير
ياعني الواض يقل أدبه عليا ياعلاء وانت ياصاحبي ماتجبش حقي !
يعني اعمل ايه بس ياسعد اكتر من كده عشان ترضى زعقت للولد وشديت عليه قدامك لا وأمرته كمان يجيبلك شاي مخصوص من القهوة اللي في اخر الميدان ايه اللي فاضل تاني بقى اطرده يعني
همس بتردد
ويعني هو لو ساب الشغل عندك مش هايلاقي غيره
قال علاء بعتاب
الديكور وجتلك جري دا بقى مايعرفكش معزتك عندي
ابتسم سعد بزاوية فمه بملامح مغلفة لا تظهر أي تعبير بما يعتمل داخله
اه ياسعد مدام هزرت يبقى فكيت ايوة كده ياعم خلينا نقعد مع بعض على رواقة ونعيد بقى قعادتنا الحلوة
ربت بكفه على ذراع علاء ببعض المرح قائلا
ماشي ياعم نفك عشان خاطرك بس في الأول بقى نحب نبارك ونهني بسم ماشاء الله المحل شكله يبهر ويفتح النفس مبروك ياعم ويجعلها ان شاء الله عتبة خير
الله يبارك فيك يابو الصحاب ويسمع منك يارب دا انا دافع فيه لحد دلوقتي ډم قلبي ونفسي بقى المشروع ينجح واعوض الفلوس اللي صرفتها فيه ولسه كمان عايز ادفع قدهم تاني
قال الاخيرة وهو يخرج نوته ورقية من سترته وتابع
شوف ياباشا اشرب انت اشرب الساقع على ما انا بصيت شوية على حسبة الطلبات اللي هنا دي وحسبت تمنهم
الا انت ماقولتليش ياعلاء ماشاء الله يعني انت جبت تكلفة المحل ده منين بعد ما سيبت والدك والشغل معاه
رفع اليه رأسه يجيب ولكنه الټفت على من تلوح له بكفها من مسافة قريبة بابتسامة رائعة
الله ينور ياعم علاء
طبعا ياباشا ده من فلوسي اللى حوشتها السنين اللي فاتت من شغلي مع ابويا
عاد اليه سعد برأسه وكأنه لم يسمع ماقيل سابقا سائلا بذهول
مين دي ياعلاء
نظر علاء نحو الفتاة التي عبرت للجهة الأخرى من الرصيف فأجاب على السؤال رغم دهشته
دي شروق بنت جيرانا في السكن الجديد
ردد سعد وهو يتابعها بعيناه
يانهار ابيض دي شبها جامد ياجدع
رفع علاء عيناه مرة أخرى عن الدفتر مستفسرا
شبه مين
شبه مين ! معقولة ماخدتش بالك منها ياعلاء دي نفس الملامح وتدويرة الوش الابيض المنور دا غير الج
بس ياسعد
صاح بها مقاطعا بحدة وقد تحولت ملامحه الى الشكل مخيف فتابع پغضب
إنهي الكلام في الموضوع ده ياسعد لأن انا نسيته من زمان وياريت تاخد بالك كويس من كلامك معايا بعد كده عشان اللي بتتكلم عليها دي تبقى جارتي ومش المعلم علاء اللي هايبص لجارته بالشكل ده !!!
صدحت أصوات ألأغاني العالية بقوة تصم الاذان وعلقت اعقاد الإنارة ذا الأشكال والألوان المختلفة اعلى المبنى وجانبيه لتنبئ الجميع بافتتاح محل المعلم
علاء ادهم المصري للأدوات الصحية يتلقى التهانى من أشخاص بعضهم يعلمهم و اخرين لا يعلمهم كان يرتدي حلة بالون الازرق القاتم على الرياضي الطويل فزادته بهاءا وجمالا يوزع البسمات على الوجوه المباركة كما يوزع الزجاجات الغازية والمشروبات الأخرى ولكن تظل عيناه عالقة بشرفتها التي هجرتها من ايام عسى ان تطل برأسها عليه فتشاركه فرحته ولو بوجهها العابس الجامد فيكفيه رؤيتها من بعيد رغم اشتياقه المضني لرؤية عيناها التى علقت بذهنه وأصبحت تتخلل أحلامه من وقت ان راها بهذا القرب داخل منزله لكم يتمنى رؤيته الان لكم يشتااااق
معلم علاء
اجفل منتبها على صوت شقيقه الصغير وهو يقترب منه بضحكة صافية فاتحا ذراعيه
حبيب قلبي الف مبروووك
بادله علاء العناق بفرحة مشددا عليه بذراعيه
الله يبارك ياغالي وحشتنى ياض
وانت اكتر والنعمة
تابع وعيناه تدور يمينا ويسار داخل المحل وخارجه
بس ايه ياعم الحلاوة دي ياعم لحقت تعمل الحاجات دي كلها امتى
طبعا ما انت غايب عن زيارة والدتك بقالك اكتر من اسبوع هاتعرف منين بقى
يابني اضطريت اسافر الغردقة عشان مشكلة حصلت مع الوفد السياحي ما انت عارف الشركة ومشاكلها
غمز بعيناه يقول بمشاكسة
ايوه ياباشا فكرتني بالسياح بقى والنسوان الحلوة
طب وانت تعرف عن اخوك كدة برضوا ياريس أنا مايملاش عيني غير بنت بلدي
حيبي انت حسحس تربية اخوك بجد ياض
لف عليه بزراعه يدفعه للأمام قائلا
تعالى بقى افرجك على المحل من الداخل عشان تشوف اخوك وافكاره الجامدة دا انت هاتنبهر
مش ناوية بقى تقومي و تتفرجي
دي الدنيا هيلمان بره
رفعت عيناها
عن شاشة التلفاز وهي جالسة على الاريكة الاثيرة قائلة بسأم
مش قايمة ولا زفت يعني هاشوف الهنا اهي زيطة وخلاص
زيطة وخلاص !
اقتربت منها فدنت اليها برأسها تسألها
في ايه يابنتي انتي مقفلة كده ليه بقولك هيلمان ناس رايحة وجاية وانوار ملعلطة فى الميدان كله دا بابا قاعد هناك وسط الرجالة اللي بتهني وماما من العصر مع الست زهيرة بتساعدها وواقفة معاها فى استقبال الستات اللي بتهنيها ولا ابراهيم دا كمان هو واصحابه بيرقصوا مهرجانات ولا اكنهم فى فرح بلدي
زفرت حانقة قبل ان تعود ببصرها ناحية التلفاز مرة أخرى
ربنا يفرح الكل ياستي انا مالي بقى
مطت شروق شفتيها وهي تتحرك للأبتعاد بخطواتها
براحتك ياأختى على العموم انا رايحة اتفرج من بلكونة اؤضتك وبرضوا هارجع واحكيلك عشان اغيظك
تنهدت بيأس من تلهف شقيقتها وابويها لحضور الافتتاح العظيم ورؤيته مع اصرار والدتها المستمر على رأسها بضرورة الذهاب للجارة أم المحروس لتهنئتها والعمل بالأصول وكأنها تهتم فلتذهب الأصول الى الچحيم فهي ابدا لن تعيد دخولها هذا البيت كما حجبت نفسها عن النظر بالشرفة رغم صعوبة القرار عليها ولكن يكفي ألا تلتقي بوجهه البغيض
بين أجواء المرح ورقص الفتيان الصغار والنتقل بين الأفراد المهنئين انشغل علاء قليلا عما يدور بعقله ويحتل فكره اما حسين فقد اتخذ موقعا جيدا بجانب المحل وهو ينظر فى الأعلى لشروق التي احتلت شرفة شقيقتها وهى تتابع الحفل بابتسامة رائعة مثلها فجأة اعتدل بوقفته حينما وقعت عيناه على اخر شخص توقع حضوره فى هذه المناسبة بوجه قلق تابع اباه وهو يخرج من سيارته ويتقدم نحو اخيه الذي سمرته المفاجأة هو الاخر فوقف جامدا امام ابيه الذي قطع السكون بينهم حينما جذبه من ذراعه يعانقه بحنان أبوي قلما يصدر من الحاج أدهم المصري ومع ابنه المحبوب علاء الذي تدارك نفسه سريعا فتبادل العناق مشددا ذراعيه على ابيه بقوة واشتياق
حسين باشا
انتفض مجفلا بلمسة لكف كبيرة على ذراعه فتبسم مرحبا بابن حارته وصديق اخيه الصدوق صافحه بحرارة قائلا
أهلا ازيك ياسعد ليك وحشة والله
ياراجل هو انا لو واحشك فعلا ماتجيش بقى تعدي عليا ولو مرة واحدة حتى وتسأل
مشاغل ياعمنا ماانت عارف الشركة بقى والظروف اللى مرينا بيها في الأيام اللى فاتت
اومأ برأسه موافقا
عارف ياحسين عارف بس اهي الظروف ابتدت تتحسن زي ما انا شايف اهو
لوح برأسه ناحية ادهم وهو يتحدث بحميمية مع ولده علاء فتبسم حسين وقال
بصراحة انا نفسي ما كنتش متوقع مجيته هنا بنفسه عشان يبارك لعلاء بس دا الحاج ادهم المصري يعني ماحدش نهائي هايفهم دماغه
اومأ سعد برأسه مرة ثانية قبل ان يتحرك مستئذنا
طب عن إذنك بقى اروح اسلم انا على الاتنين
بعد أن تركه سعد وذهب بعيدا عنه رفع رأسه ناحية الشرفة مرة أخرى ليعود ببصره اليها ولكن اصابته خيبة أمل حينما لم يجدها ليفاجأ پصرخة من جهة قريبة لامرأة غريبة وهرولة من الرجال بصخب ناحيتها مع توقف مجموعة من السيارت واصوات تصيح باصطدام سيارة لطفل وقبل ان يدرك ماحدث جيدا تفاجأ پصرخة صادرة منها وهي خارجة من البناية التي تقطنها
إبراهييييم
بداخل غرفتها كانت مستلقية على فراشها تتحدث مع صديقتها المتذمرة والغاضبة في الهاتف قالت اخيرا بعد ان استمعت جيدا لكلماتها
الساخطة
طيب ممكن بقى افهم انتي ايه اللي مزعلك بالظبط زن والدتك بالموافقة على عريس الهنا ولا زنها إنك تباركي لوالدة علاء بنفسك
جاءها الصوت الشاكي من الناحية الأخرى
الاتنين ياسحر عايزاني اوافق بالعريس وعايزاني اروح للست دي ڠصب عني قال ايه قال عشان الست زهيرة بتسألها عني كل ما تشوفها وهاتموت وتشوفني
طيب ما يمكن صح يابنتي الست حبتك ونفسها تشوفك تاخديها ليه بذنب ابنها
بلهجة محذرة قالت
إنهي الكلام في الموضوع دا ياسحر انا مش ناقصاكي
ماشي ياستي ننهي الموضوع خالص كمان طب والعريس ابن صاحب والدك بقى ماتفكري في الراجل مدام مهندس ومحترم زي مافهمت منك حتى عشان ترضي والدتك دي نفسها تفرح بيكي
وصلها الصوت المتهكم
شوفوا مين اللي بيتكلم طيب ياست سحر ماتفكري انت كمان بدال ما انتي تاعبة والدتك طنت رجاء
وفرحي الست بيكي بقى
يابنتي افهمي انا حاولت كتير لكن مافيش حاجة بتم مش عارفة بقى دا عيب فيا ولا غباء من الآخرين
صدر صوت ضحكة صغيرة من فجر فاأكملت سحر بضحك هي الأخرى
ههه اسكتي صح يابنتى مش انا امبارح كلمت مرات خالي عشان اباركلها على أمل إن اخلص من زن والدتي يالهوي على اللي حصل خلتني أكلم العروسة بنتها كمان تصوري يافجر البت صوتها عيالي ومسرسع زي المعزة بعيد عنك وعن السامعين بس ايه بقى حظوظ
ايوه يااختي حظو
انقطع صوت الهاتف فجأة فقالت سحر بقلق
سكتي ليه يافجر في حاجة عندك
لم تسمع رد منها فقط سمعت صړخة قوية تصدر من مسافة ليست بعيدة
أخويا انا إبراهيم عمل حاډثة
بصرخات ملتاعة خطت سميرة ومعها ابنتها فجر المتماسكة زورا امام والدتها بداخل رواق
المستشفى يبحثن عن حجرة العمليات المختصة بقسم الحوادث كما دلتها الفتاة الممرضة صړختها زادت عندما رأت زوجها الجالس على إحدى المقاعد يسبح بسبحته وبجواره أدهم المصري يربت على أرجله يعطيه الدعم ومن الناحية الأخرى كان ألأبناء علاء وحسين على أرجلهم واقفين بجوار الحجرة ومعهم اخرين لاتعلمهم وعلى جانب اخر وحدها كانت شروق جالسة على إحدى المقاعد ترتجف باكية
إبني جراله ايه ياشاكر أخوكي جراله إيه ياشروق حد يطمني على ابني ياناس
نهض شاكر مجفلا ليطمئن زوجته على ابنها وقد سبقته شروق ترتمي
انا