الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لميس الاجزاء الاخيرة

انت في الصفحة 18 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

فهو كان قليل الزيارة لانه يعرف الظروف التي يمر بها الجميع لذلك هو الاخر صبر وتحمل جفائها واعطى لها المساحة الكافية للحرية اما تقترب واما تبتعد فيبدو انه كان يعلم هو الاخر بما يشغلها فلم يضغط عليها وهكذا كانت الامور في الظاهر بينهما على وضعها اما في قلوبهما كانت الفجوة تزيد اكثر واكثر ...
خرج ادهم من مكتب طارق تعلى كاهله الهموم ...مر على عدد من الحالات التي يشرف عليها حتى موعد ادوية سلمى فعاد اليها وقف قليلا على باب الغرفة يحاول ان يمحي أي تعبيرات من ضيقة ويرسم على وجهه الابتسامة لئلا تشعر بمدى ضيقه تنهد ثم فتح الباب ودخل هاتفا بمرح 
_مساء الخير على احلى عيون في الدنيا 
ولكن سلمى لم ترد عليه واكتفت بنظرة ضيق ساخطة فهتف بمرح 
_لا لا مقدرش على زعل الجميل مني ابدا 
وجلس بجانبها وعندما حاول ان يقبل راسها ابتعدت ودفعته بعيدا فهتف 
_مالك ياسلمى 
سلمى 
_مفيش اصل فيه واحد وعدني وخلف 
ادهم 
_انا وعدتك
وخلفت 
سلمى 
_ايوة ..انت مش قلت انك هتخرجني من السچن ده ...ها نفذت وعدك يا دكتور 
ادهم 
_انا اسف ياسلمى بس انت كنت لسة تعبانة ومكنش ينفع اخاطر 
سلمى بعصبية 
_تخاطر ...تخاطر ...انا عاوزة افهم هو خروجي يعتبر مخاطرة ليه 
ادهم بصبر 
_عشان ياحبيبتي الدوا اللي بتاخديه بيأثر على مناعة الجسم فبيضعفها 
سلمى 
_يعني انا هفضل محپوسة هنا كتير 
ادهم 
_والله هانت وخلاص قربنا نخلص 
سلمى 
_انت كل مرة بتقولي كدة ...ادهم لو سمحت سبني لوحدي 
ادهم 
_طب هقولك ...
سلمى 
_لو سمحت سبني لوحدي 
هنا دخلت الممرضة ومعها العربة الصغيرة التي تحتوي على جرعات ادوية سلمى والتي بمجرد ان راتها حتى دب الړعب في اوصالها 
سلمى بفزع 
_لا لا كفاية بقى حرام 
ادهم 
_سلمى مش انت واثقة فيا مش هتحسي باي الم زي المرات اللي فاتت صدقيني 
سلمى 
_انا تعبت حرام كفاية بقى 
ادهم 
_خلاص دي اخر مرة وبعد كدة هنبدأ علاج تاني في اخر مرحلة 
سلمى بتردد 
_كل مرة بتقولي كدة 
ادهم 
_لا بجد معدش الا اخر مرحلة خلينا بس ناخد اخر جرعة في المرحلة دي وبعدين نتكلم 
هنا سارعت الممرضة بتجهيزها وبدأ ادهم اعطائها دوائها المؤلم حتى انتهى 
سلمى 
_خلاص كدة انتهينا 
ادهم مقبلا راسها 
_خلاص ياقلبي كدة معدش غير اخر مرحلة في العلاج ودي هنبدأها ان شاء الله من بكرة اما النهاردة بقى فلوسمحتي عاوز اشوف برنسيسة جاهزة للخروج بعد 15 دقيقة بالظبط 
سلمى 
_بجد هنخرج 
ادهم 
_بجد بس لو زادوا عن 15 دقيقة هخرج واسيبك انت حرة 
سلمى وهي تقفز من السرير 
_لا خلاص ده انا جاهزة من امبارح اصلا 
وخرج ادهم من غرفتها باسما على تصرفاتها الطفولية ولكن سرعان ما خبت ابتسامته من قلقه من القادم هنا اسرع الى طارق ليخبره بخروجهما ثم اتصل بمروان للاطمئنان على اخيه 
ادهم 
_احمد عامل ايه دلوقتي يا مروان 
مروان 
_الحمد لله الضغط اتظبط وانا عملت زي ما قلتلي اديتلو منوم هيخليه ينام ل 4 ساعات فات منهم ساعتين ونص 
ادهم 
_طب كويس تمام قوي كدة 
مروان 
_بس انا عاوز افهم ليه المنوم 
ادهم 
_عشان لما مراته تيجي تصدق انه تعبان وانه حالته خطړ ساعتها يمكن تحن عليه وتبطل جنان 
مروان 
_ياابن الايه ...ېخرب عقلك دماغك دي سم 
ادهم 
_انا دماغي سم ..طب اجري ياض من هنا 
مروان ضاحكا 
_وحشتني قوي يا ادهم ووحشني هزارك يا جدع 
ادهم 
_وانت كمان والله يا مروان ان شاء الله اما ارجع هرجع كل حاجة زي زمان 
مروان 
_بجد يا ادهم هترجع هنا تاني 
ادهم 
_لا انا لا يمكن اسيب المنيا ...بس هرجع للي سبتهم في القاهرة 
مروان 
_ماشي ياسيدي سلام بقى دلوقتي عشان يظهر زوجة اخوك وصلت ...انا سامع مناحة برا 
ادهم 
_مروان بالراحة عليها دي لسة والدة مش حمل صدمات 
مروان 
_متخافش ان شاء الله خير ..سلام 
وانهى المكالمة والټفت ليجد امامه حورية من حوريات البحور الذي كان دوما شغوفا بالقراءة عنهن في مراهقته ...وجدها من اليسير عليها ان تسلب لب كل من يراها من اول نظرة لكنه يعلم انها لم تسلب لبه فحسب بل خطفت قلبه ايضا فهمس وهو تحت تأثير سحرها عليه 
_هو انا لو قلتلك بلاش خروج النهاردة هتزعلي 
فاختفت ابتسامتها فورا وهتفت بضيق 
_تاني ..تصدق كنت حاسة انك بتضحك عليا زي المرة اللي فاتت 
ادهم وهو يقترب منها 
_ما انا مش قادر بصراحة اخرجك واخلي أي حد يشوف الجمال ده انا ممكن كدة ارتكب جناية 
فضحكت سلمى برقة عندما فهمت مايقصده من كلامة فهتف راجيا 
_لا لا بلاش الضحكة دي ابوس ايدك احسن بعدين اكيد هنتمسك اداب ياحبيبتي لاني اكيد هتهور 
فضحكت اكثر هاتفة 
_تصدق اول مرة اعرف ان ليك في الهزار كدة 
ادهم غامزا 
_انا ليا في كل حاجة بس الجميل يؤمر 
سلمى بخجل 
_وبعدين مش يالا بقى ولا لسة 
ادهم 
_لا لسة ايه فلتتفضل سمو الاميرة امامي 
ورفع يده لها لتتابط ذراعه وهي تشعر ان الدنيا لا تستطيع ان تستوعب مدى فرحتها وحبها لذلك الشخص الامير النبيل بحق كما كانت تدعوة في نفسها ...
بمجرد ان وصلت مها للمستشفى وهي تذرف الدموع قلبها يهدر پعنف خوفا على من امتك قلبها بل وكل سنوات عمرها هو الغالي مالك حياتها دخلت تركض وجسدها ينتفض من الفزع لفكرة عدم رؤيتها له مرة اخرى وهناك في ممر غرفة العناية المركزة وجدت امامها عمها ابراهيم الذي انتفض واقفا بمجرد ان راها شعرت ان اقل ما سيفعله الان انه حتما سيصفعها على وجهها لانها السبب في تدهور حالة ابنه الكبير بهذا الشكل ..
تقدمت اليه بعد ان اعطت ابنها لفاطمة وهي تعرف انها ستتحمل منه أي شيء الا ان يبعدها عن احمد مرة اخرى او يحرمها من رؤيته هنا خطا ابراهيم نحوها بملامح جامدة ومد يده اليها فانكمشت على نفسها واغمضت عينيها في انتظار صڤعته لكن وللعجب وجدت نفسها بين يديه وداخل حضنه يضمها لصدره هاتفا بدموع 
_ليه عملتي فيا كدة يا ريحة الغالي ليه 
مها
پبكاء وهي تتشبث به 
_عمي ...
ابراهيم 
_قلب عمك يا مها ..اوعي تبعدي عني تاني ..اوعي توجعي قلبي عليكي كدة تاني 
مها هامسة 
_احمد فين ياعمي 
ابراهيم وهو ينظر اليها بجدية 
_مش هتشوفيه يامها 
هنا سقط قلبها اسفل قدميها وانتفض جسدها بين يديه حتى اردف 
_الا لما تسمعي مني كل اللي حصل من الليلة المشؤمة ليلة الخطوبة لحد دلوقتي 
لم تفهم مها ما يقصد لكنه جذبها لتجلس بجواره وبدأ يسرد عليها كل ما فاتها بدئا من عقد القران وكيف تم وحتى فترة فقدها لذاكرتها حتى سبب رفض رقية لها كل ما لم تعلمه سرده لها ابراهيم ليضعها في الصورة حتى انتهى فرفعت اليه نظرها بملامح فكر مشوش وهمست پضياع 
_كل ده احمد اتحمله عشاني 
ابراهيم 
_قلتلك قبل كدة احمد بيحبك ومستعد يضحي باي حاجة عشانك لكنه مكنش يقدر يضحي بامه وهي في الحالة دي 
مها دامعة 
_عاوزة اشوفه ياعمي 
ابراهيم هاتفا بمروان الذي كان على وشك دخول العناية 
_دكتور مروان 
الټفت اليه مروان 
_ايوة ياعمي 
ابراهيم 
_مها زوجة احمد عاوزة تشوفه ممكن 
مروان 
_ممكن بس دقايق بس 
فاومأ ابراهيم براسه واتجهت مها خلف مروان وقلبها يقرع كالطبول بي جوانب صدرها شاعرة بالندم يأكل روحها ليتها لم تبتعد ..ليتها استمعت اليه ...ليتها ظلت بجانبه تساعده على تحمل همومه ..ليتها ...ليتها 
سار ادهم بسلمى في مناطق عديدة وزارت عدة مجمعات تجارية وتناولوا طعامهم في احد المطاعم الشهيرة ولكن طعام سلمى كان محدد بل لقد وقف ادهم على يد الطباخ حتى يتاكد بنفسه من كل شيء فهو لا يحتاج لاي شيء يدهور حالتها من جديد ...
كانت السعادة البادية على ملامحهما معا وهو يحتضن كفها في كفه كفيلة باذابة أي خلاف بينهما بل تعتبر القوة التي كانت تساعده وتساعدها على اجتياز تلك المرحلة الصعبة ولكن كان ما يقلقه هو العلاج الجديد وكيف ستتقبله لذلك قرر منحها اكبر قدر من السعادة لتساعدها على تحمل الاتي وليكن الله في عونهما معا
الحلقة السابعة والاربعون 
جلست مها على ركبتيها جانب سرير احمد وهي تنظر لصدره العاړي الذي يحمل عدد من الاسلاك الموصلة باكثر من جهاز ..شعرت بفزع كاد يوقف قلبها عن النبض فاسرعت لتستمد القوة من حبيبها ..عشقها الاوحد فامسكت بيده بين كفيها وهي تبكي باڼهيار هاتفة 
_سامحني يا احمد ..انا السبب في اللي انت فيه انا عرفت كل حاجة من عمي ..عرفت اد ايه كنت زوجة انانية موقفتش جنبك وساعدتك ...احمد اوعى تسيبنا احنا محتاجينك حياتنا هتقف من غيرك ارجوك يا احمد متسبناش وقاوم عشان خاطري ...قاوم ياحب عمري وحياتي كلها ..احمد ...
هنا تعالت شهقات بكائها فما استطاعت ان تواصل حديثها فانكبت على يده تقبلها وهي تشم رائحته التي فقدتها بغبائها ثم ضمتها لصدرها بجانب قلبها ولكن سرعان ما توقفت وهي تشعر بحركة طفيفة في اصابعه فنظرت اليه وجدته يحاول ان يفتح عينه بضعف شديد فهمست 
_احمد حبيبي انت سامعني ..احمد رد عليا 
احمد 
_مها ..!! انت هنا ولا انا بحلم 
مها وهي تحتضن راسه بدموع 
_لا ياحبيبي انا هنا ..ومش هسيبك تاني ...انا اسفة سامحني يا احمد 
احمد وهو يحاوط خصرها بيديه ليدفعها لحضنه 
_كنت ھموت وانت بعيدة عني يا مها 
مها 
_بلاش السيرة دي بالله عليك ..خلاص مش هنسيب بعض تاني وهنربي ابننا سوى 
احمد بحنين 
_ادهم ...
ثم تذكر فهتف 
_ادهم انا كنت بكلم ادهم ساعة ما تعبت ...لازم اطمنه عليا 
وحاول القيام لكنها منعته وارجعته للفراش هاتفة 
_متقلقش حبيبي هو متابعك مع الدكتور مروان وهو اللي كلمني وخلاني اجي على ملا وشي كدة 
احمد بحنين 
_حتى وهو بعيد هو اللي بيحل لنا مشاكلنا 
مها 
_ربنا يرجعه بالسلامة هو وسلمى ياارب 
احمد 
_ياارب ..طب مش تقربي شوية دا انت وحشاني قوي يا مها 
مها بخجل 
_عيب يا احمد احنا مش في بيتنا 
احمد وهو يهم بالقيام 
_خلاص خلينا نمشي انا بقيت كويس 
مها بحزم 
_لا بقولك ايه مفيش خروج من هنا الا لما الدكتور يحدد واهدى بقى واعقل لحد ما تخف وبعدين اعمل اللي انت عاوزه 
احمد 
_كده يا مها 
مها 
_اه كدة صحتك اهم من أي حاجة 
احمد 
_طب هاتي تصبيرة 
مها 
_لا واسمع انا .....
وابتلع احمد باقي عبارتها بين شفتيه التي سارعت بالتهام شفتيها بقوة وعشق جارف تحدى الجميع وتحدى كل ظروفهما حتى كاد يودي بحياته ايام بعدها عنه ثم اضطر لتركها طلبا للهواء فهمست بخجل 
_تعرف انا معنتش هاجي هنا تاني 
احمد 
_لا لا خلاص اوعدك هبقى مؤدب بس متبعديش عني تاني عشان خاطري 
مها 
_اوعدك يا حبيبي مش هبعد مهما حصل 
احمد 
_طب قوليلي بقى انت كنت فين في الفترة اللي فاتت 
مها 
_كنت في المنيا في شقة ادهم هناك 
احمد 
_ايه !!في المنيا لوحدك وادهم كان عارف 
مها
_ لا والله هو كان سايب مفتاح شقته لماما فاطمة وهي قعدت معايا هناك وقالتلي ان حتى لو ادهم عرف عمره ما هيمانع ان امه واخته
تستخدمها 
احمد 
_ماما فاطمة ..كان لازم اعرف 
مها 
_احمد خلاص بقى اللي حصل حصل خلينا ننسى اللي فات وخلينا في اللي جاي 
احمد 
_عندك حق بس تعرفي ان عملتيها تاني يا مها انا ...
مها مقاطعة 
_عمري ما اعمل كدة تاني ...حقك عليا يااغلى حاجة في عمري 
احمد 
_انا بقول تنادي على الدكتور احسن بدل ما افقد
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 20 صفحات