رواية لميس الاجزاء الاخيرة
فهو كان قليل الزيارة لانه يعرف الظروف التي يمر بها الجميع لذلك هو الاخر صبر وتحمل جفائها واعطى لها المساحة الكافية للحرية اما تقترب واما تبتعد فيبدو انه كان يعلم هو الاخر بما يشغلها فلم يضغط عليها وهكذا كانت الامور في الظاهر بينهما على وضعها اما في قلوبهما كانت الفجوة تزيد اكثر واكثر ...
خرج ادهم من مكتب طارق تعلى كاهله الهموم ...مر على عدد من الحالات التي يشرف عليها حتى موعد ادوية سلمى فعاد اليها وقف قليلا على باب الغرفة يحاول ان يمحي أي تعبيرات من ضيقة ويرسم على وجهه الابتسامة لئلا تشعر بمدى ضيقه تنهد ثم فتح الباب ودخل هاتفا بمرح
ولكن سلمى لم ترد عليه واكتفت بنظرة ضيق ساخطة فهتف بمرح
_لا لا مقدرش على زعل الجميل مني ابدا
وجلس بجانبها وعندما حاول ان يقبل راسها ابتعدت ودفعته بعيدا فهتف
_مالك ياسلمى
سلمى
_مفيش اصل فيه واحد وعدني وخلف
ادهم
_انا وعدتك
وخلفت
_ايوة ..انت مش قلت انك هتخرجني من السچن ده ...ها نفذت وعدك يا دكتور
ادهم
_انا اسف ياسلمى بس انت كنت لسة تعبانة ومكنش ينفع اخاطر
سلمى بعصبية
_تخاطر ...تخاطر ...انا عاوزة افهم هو خروجي يعتبر مخاطرة ليه
ادهم بصبر
_عشان ياحبيبتي الدوا اللي بتاخديه بيأثر على مناعة الجسم فبيضعفها
_يعني انا هفضل محپوسة هنا كتير
ادهم
_والله هانت وخلاص قربنا نخلص
سلمى
_انت كل مرة بتقولي كدة ...ادهم لو سمحت سبني لوحدي
ادهم
_طب هقولك ...
سلمى
_لو سمحت سبني لوحدي
هنا دخلت الممرضة ومعها العربة الصغيرة التي تحتوي على جرعات ادوية سلمى والتي بمجرد ان راتها حتى دب الړعب في اوصالها
_لا لا كفاية بقى حرام
ادهم
_سلمى مش انت واثقة فيا مش هتحسي باي الم زي المرات اللي فاتت صدقيني
سلمى
_انا تعبت حرام كفاية بقى
ادهم
_خلاص دي اخر مرة وبعد كدة هنبدأ علاج تاني في اخر مرحلة
سلمى بتردد
_كل مرة بتقولي كدة
ادهم
_لا بجد معدش الا اخر مرحلة خلينا بس ناخد اخر جرعة في المرحلة دي وبعدين نتكلم
سلمى
_خلاص كدة انتهينا
ادهم مقبلا راسها
_خلاص ياقلبي كدة معدش غير اخر مرحلة في العلاج ودي هنبدأها ان شاء الله من بكرة اما النهاردة بقى فلوسمحتي عاوز اشوف برنسيسة جاهزة للخروج بعد 15 دقيقة بالظبط
سلمى
_بجد هنخرج
_بجد بس لو زادوا عن 15 دقيقة هخرج واسيبك انت حرة
سلمى وهي تقفز من السرير
_لا خلاص ده انا جاهزة من امبارح اصلا
وخرج ادهم من غرفتها باسما على تصرفاتها الطفولية ولكن سرعان ما خبت ابتسامته من قلقه من القادم هنا اسرع الى طارق ليخبره بخروجهما ثم اتصل بمروان للاطمئنان على اخيه
ادهم
_احمد عامل ايه دلوقتي يا مروان
مروان
_الحمد لله الضغط اتظبط وانا عملت زي ما قلتلي اديتلو منوم هيخليه ينام ل 4 ساعات فات منهم ساعتين ونص
ادهم
_طب كويس تمام قوي كدة
مروان
_بس انا عاوز افهم ليه المنوم
ادهم
_عشان لما مراته تيجي تصدق انه تعبان وانه حالته خطړ ساعتها يمكن تحن عليه وتبطل جنان
مروان
_ياابن الايه ...ېخرب عقلك دماغك دي سم
ادهم
_انا دماغي سم ..طب اجري ياض من هنا
مروان ضاحكا
_وحشتني قوي يا ادهم ووحشني هزارك يا جدع
ادهم
_وانت كمان والله يا مروان ان شاء الله اما ارجع هرجع كل حاجة زي زمان
مروان
_بجد يا ادهم هترجع هنا تاني
ادهم
_لا انا لا يمكن اسيب المنيا ...بس هرجع للي سبتهم في القاهرة
مروان
_ماشي ياسيدي سلام بقى دلوقتي عشان يظهر زوجة اخوك وصلت ...انا سامع مناحة برا
ادهم
_مروان بالراحة عليها دي لسة والدة مش حمل صدمات
مروان
_متخافش ان شاء الله خير ..سلام
وانهى المكالمة والټفت ليجد امامه حورية من حوريات البحور الذي كان دوما شغوفا بالقراءة عنهن في مراهقته ...وجدها من اليسير عليها ان تسلب لب كل من يراها من اول نظرة لكنه يعلم انها لم تسلب لبه فحسب بل خطفت قلبه ايضا فهمس وهو تحت تأثير سحرها عليه
_هو انا لو قلتلك بلاش خروج النهاردة هتزعلي
فاختفت ابتسامتها فورا وهتفت بضيق
_تاني ..تصدق كنت حاسة انك بتضحك عليا زي المرة اللي فاتت
ادهم وهو يقترب منها
_ما انا مش قادر بصراحة اخرجك واخلي أي حد يشوف الجمال ده انا ممكن كدة ارتكب جناية
فضحكت سلمى برقة عندما فهمت مايقصده من كلامة فهتف راجيا
_لا لا بلاش الضحكة دي ابوس ايدك احسن بعدين اكيد هنتمسك اداب ياحبيبتي لاني اكيد هتهور
فضحكت اكثر هاتفة
_تصدق اول مرة اعرف ان ليك في الهزار كدة
ادهم غامزا
_انا ليا في كل حاجة بس الجميل يؤمر
سلمى بخجل
_وبعدين مش يالا بقى ولا لسة
ادهم
_لا لسة ايه فلتتفضل سمو الاميرة امامي
ورفع يده لها لتتابط ذراعه وهي تشعر ان الدنيا لا تستطيع ان تستوعب مدى فرحتها وحبها لذلك الشخص الامير النبيل بحق كما كانت تدعوة في نفسها ...
بمجرد ان وصلت مها للمستشفى وهي تذرف الدموع قلبها يهدر پعنف خوفا على من امتك قلبها بل وكل سنوات عمرها هو الغالي مالك حياتها دخلت تركض وجسدها ينتفض من الفزع لفكرة عدم رؤيتها له مرة اخرى وهناك في ممر غرفة العناية المركزة وجدت امامها عمها ابراهيم الذي انتفض واقفا بمجرد ان راها شعرت ان اقل ما سيفعله الان انه حتما سيصفعها على وجهها لانها السبب في تدهور حالة ابنه الكبير بهذا الشكل ..
تقدمت اليه بعد ان اعطت ابنها لفاطمة وهي تعرف انها ستتحمل منه أي شيء الا ان يبعدها عن احمد مرة اخرى او يحرمها من رؤيته هنا خطا ابراهيم نحوها بملامح جامدة ومد يده اليها فانكمشت على نفسها واغمضت عينيها في انتظار صڤعته لكن وللعجب وجدت نفسها بين يديه وداخل حضنه يضمها لصدره هاتفا بدموع
_ليه عملتي فيا كدة يا ريحة الغالي ليه
مها
پبكاء وهي تتشبث به
_عمي ...
ابراهيم
_قلب عمك يا مها ..اوعي تبعدي عني تاني ..اوعي توجعي قلبي عليكي كدة تاني
مها هامسة
_احمد فين ياعمي
ابراهيم وهو ينظر اليها بجدية
_مش هتشوفيه يامها
هنا سقط قلبها اسفل قدميها وانتفض جسدها بين يديه حتى اردف
_الا لما تسمعي مني كل اللي حصل من الليلة المشؤمة ليلة الخطوبة لحد دلوقتي
لم تفهم مها ما يقصد لكنه جذبها لتجلس بجواره وبدأ يسرد عليها كل ما فاتها بدئا من عقد القران وكيف تم وحتى فترة فقدها لذاكرتها حتى سبب رفض رقية لها كل ما لم تعلمه سرده لها ابراهيم ليضعها في الصورة حتى انتهى فرفعت اليه نظرها بملامح فكر مشوش وهمست پضياع
_كل ده احمد اتحمله عشاني
ابراهيم
_قلتلك قبل كدة احمد بيحبك ومستعد يضحي باي حاجة عشانك لكنه مكنش يقدر يضحي بامه وهي في الحالة دي
مها دامعة
_عاوزة اشوفه ياعمي
ابراهيم هاتفا بمروان الذي كان على وشك دخول العناية
_دكتور مروان
الټفت اليه مروان
_ايوة ياعمي
ابراهيم
_مها زوجة احمد عاوزة تشوفه ممكن
مروان
_ممكن بس دقايق بس
فاومأ ابراهيم براسه واتجهت مها خلف مروان وقلبها يقرع كالطبول بي جوانب صدرها شاعرة بالندم يأكل روحها ليتها لم تبتعد ..ليتها استمعت اليه ...ليتها ظلت بجانبه تساعده على تحمل همومه ..ليتها ...ليتها
سار ادهم بسلمى في مناطق عديدة وزارت عدة مجمعات تجارية وتناولوا طعامهم في احد المطاعم الشهيرة ولكن طعام سلمى كان محدد بل لقد وقف ادهم على يد الطباخ حتى يتاكد بنفسه من كل شيء فهو لا يحتاج لاي شيء يدهور حالتها من جديد ...
كانت السعادة البادية على ملامحهما معا وهو يحتضن كفها في كفه كفيلة باذابة أي خلاف بينهما بل تعتبر القوة التي كانت تساعده وتساعدها على اجتياز تلك المرحلة الصعبة ولكن كان ما يقلقه هو العلاج الجديد وكيف ستتقبله لذلك قرر منحها اكبر قدر من السعادة لتساعدها على تحمل الاتي وليكن الله في عونهما معا
الحلقة السابعة والاربعون
جلست مها على ركبتيها جانب سرير احمد وهي تنظر لصدره العاړي الذي يحمل عدد من الاسلاك الموصلة باكثر من جهاز ..شعرت بفزع كاد يوقف قلبها عن النبض فاسرعت لتستمد القوة من حبيبها ..عشقها الاوحد فامسكت بيده بين كفيها وهي تبكي باڼهيار هاتفة
_سامحني يا احمد ..انا السبب في اللي انت فيه انا عرفت كل حاجة من عمي ..عرفت اد ايه كنت زوجة انانية موقفتش جنبك وساعدتك ...احمد اوعى تسيبنا احنا محتاجينك حياتنا هتقف من غيرك ارجوك يا احمد متسبناش وقاوم عشان خاطري ...قاوم ياحب عمري وحياتي كلها ..احمد ...
هنا تعالت شهقات بكائها فما استطاعت ان تواصل حديثها فانكبت على يده تقبلها وهي تشم رائحته التي فقدتها بغبائها ثم ضمتها لصدرها بجانب قلبها ولكن سرعان ما توقفت وهي تشعر بحركة طفيفة في اصابعه فنظرت اليه وجدته يحاول ان يفتح عينه بضعف شديد فهمست
_احمد حبيبي انت سامعني ..احمد رد عليا
احمد
_مها ..!! انت هنا ولا انا بحلم
مها وهي تحتضن راسه بدموع
_لا ياحبيبي انا هنا ..ومش هسيبك تاني ...انا اسفة سامحني يا احمد
احمد وهو يحاوط خصرها بيديه ليدفعها لحضنه
_كنت ھموت وانت بعيدة عني يا مها
مها
_بلاش السيرة دي بالله عليك ..خلاص مش هنسيب بعض تاني وهنربي ابننا سوى
احمد بحنين
_ادهم ...
ثم تذكر فهتف
_ادهم انا كنت بكلم ادهم ساعة ما تعبت ...لازم اطمنه عليا
وحاول القيام لكنها منعته وارجعته للفراش هاتفة
_متقلقش حبيبي هو متابعك مع الدكتور مروان وهو اللي كلمني وخلاني اجي على ملا وشي كدة
احمد بحنين
_حتى وهو بعيد هو اللي بيحل لنا مشاكلنا
مها
_ربنا يرجعه بالسلامة هو وسلمى ياارب
احمد
_ياارب ..طب مش تقربي شوية دا انت وحشاني قوي يا مها
مها بخجل
_عيب يا احمد احنا مش في بيتنا
احمد وهو يهم بالقيام
_خلاص خلينا نمشي انا بقيت كويس
مها بحزم
_لا بقولك ايه مفيش خروج من هنا الا لما الدكتور يحدد واهدى بقى واعقل لحد ما تخف وبعدين اعمل اللي انت عاوزه
احمد
_كده يا مها
مها
_اه كدة صحتك اهم من أي حاجة
احمد
_طب هاتي تصبيرة
مها
_لا واسمع انا .....
وابتلع احمد باقي عبارتها بين شفتيه التي سارعت بالتهام شفتيها بقوة وعشق جارف تحدى الجميع وتحدى كل ظروفهما حتى كاد يودي بحياته ايام بعدها عنه ثم اضطر لتركها طلبا للهواء فهمست بخجل
_تعرف انا معنتش هاجي هنا تاني
احمد
_لا لا خلاص اوعدك هبقى مؤدب بس متبعديش عني تاني عشان خاطري
مها
_اوعدك يا حبيبي مش هبعد مهما حصل
احمد
_طب قوليلي بقى انت كنت فين في الفترة اللي فاتت
مها
_كنت في المنيا في شقة ادهم هناك
احمد
_ايه !!في المنيا لوحدك وادهم كان عارف
مها
_ لا والله هو كان سايب مفتاح شقته لماما فاطمة وهي قعدت معايا هناك وقالتلي ان حتى لو ادهم عرف عمره ما هيمانع ان امه واخته
تستخدمها
احمد
_ماما فاطمة ..كان لازم اعرف
مها
_احمد خلاص بقى اللي حصل حصل خلينا ننسى اللي فات وخلينا في اللي جاي
احمد
_عندك حق بس تعرفي ان عملتيها تاني يا مها انا ...
مها مقاطعة
_عمري ما اعمل كدة تاني ...حقك عليا يااغلى حاجة في عمري
احمد
_انا بقول تنادي على الدكتور احسن بدل ما افقد