الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية منة الجزء الاخير

انت في الصفحة 7 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


مبررا كنا جاعنين.. خدتها معايا نجيب عشا..وبعدين قلنا نعد ناكل.. يعني كنت اسيبها لوحدها وتيجي بعد كده تقولي سبتها ليه
شهد وقد اصفر وجهها وقالت تستسمحه مجراش حاجة ياجو..
كان جو ينظر اليهما مستمعا و علامات الڠضب علي وجهه.. كان صامتا ..
حمادة ومازال يبرردون يسأله جو انت عندك حق.. كان لازم ابلغك بالتليفون عشان متجيش تلاقينا مش في البيت.. بس مجاش في دماغي ساعتها

وضعت شهد يدها علي صدر حمادة وربتت عليه قائلة لجو و الله ده كتر خيره.. انا كنت واقعة من الجوع
رفع جو حاجبه معترضا وهي يركز بصره علي يد شهد الموضوعة علي ص در حمادة.. كان يرغب ان يحرقهما بنظره..كما احرقت تلك الحركة قلبه..
ازاح حمادة بسرعة يد شهد بسرعة عنه.. كان يقراء افكار صديقه من خلال نظراته..
نطق جو اخيرا موجها حديثه لشهد من امتي يعني بيهمك الجوع.. مانا لساني بيتدلل عشان تطفحي اي حاجة و مبترضيش! ثم انا قلت مفيش خروج.. هتكسري كلامي هكسر دماغك!
شهد بابتسامة خائڤة و ظانة انها في محاولة لتهدئة الجو مانا.. مانا قلت انت لما تلاقيني خارجة مع اخوك و حبيبك حمادة.. مش هتزعل.. و بعدين مش انت عايزني اكل.. ادي حمادة اهو فتح نفسي علي الاكل..
كانت مع ذكر اسم حمادة في كل مرة تضع يدها علي كتفه او ظهره في اشارة اليه.. و كان حمادة ينظر الي جو في توجس و يزداد ارتباكا..
ادرك جو ان حمادة بالفعل يشعر بالذنب.. بدي عليه الامر.. كما انه يدرك تمام الادراك ان الامر فات علي حمادة و لم يتعمد ان يذهب بشهد للسوق دون
علمه.. ولكنه مازال غاضبا.. مازالت رؤية شهد و هي تلمس حمادة بتكهربه.. وقول شهد للتو عن ان حمادة يفتح نفسها جعله يريد ان يفتح رأسيهما..
اغمض عينية ورفع حاجبية في استياء واخذ نفسا عميق ليهدأ ثم نهض قالبا شفتيه في امتعاض وتوجه للدخل تاركا كليهما ..القي نظرة احتقارلهما قبل ان يدخل و يصفق الباب..
قال حمادة بصوت خفيض لشهد ادخلي انت بقي.. انا همشي
امسك شهد بذراعه و قالت پذعر هتسيبني! ده هيموتني لو دخلت وراه
انزل حمادة يدها من علي ذراعه و قال متخفيش.. قلبه مش هيطاوعه.. و بعدين ابوس رجلك.. خفي ايدك دي.. الواد مش مستحمل..
حدقت به شهد فاتحة فمها في غباء..
فعاد ليقول جو مبيحبش لاتلم سي حد و لا حد يلم سك.. حتي لو انا.. واضحة كده! خشي بقي شوفي هتعملي معاه ايه ربنا معاكي..
وهرب مبتعدا.. فقالت شهد اه
يا ندل..
وفتحت الباب برفق و دلفت الي البيت في قلق و توجس..
وجدت جو قد اتخذ وضعه المعتاد في السرير.. مستلقي وظهره لها..
فكرت لوهلة ان تحاول مصالحته.. و لكن ما ان اعادت ما حدث للتو في رأسها حتي احست بشعور لطيف برغم التوتر الشديد الذي مرت به..كانت في النهاية مستمتعة الي حد ما.. لاحظت ان رد فعله بدا مختلفا لم ينهرها لم يكسر راسها كما قال.. بل ڠضب و نام مقموصا .. و ما قاله للتو حمادة عن ضيق جو من قصة التلامس هذه.. لقد اعجبها الامر.. تذكرت شعورها هي و هي تري زوزو تقترب منه و تضع يدي ها عليه باستمرار.. ان كان هذا شعورك يا جو.. فلتنم مستمتعا به.. كما امتعتني من قبل!
استلقت علي فرشتها شاعرة بالرضا و الانتصار ..
اما جو فلم يغمض له جفن.. شعر بها و هتدخل سمع اصوات استلقائها علي الارض.. تمني ان تحدثه و لو كلمة.. تخبره ان حمادة لا يعني لها شيئا.. انها لا تقض معه افضل لحظات حياتها.. ان ابتساماتها له مجاملة.. وان يديها لن تلمسه مرة اخري..
كان يدرك انه تصرف بطريقة مختلفة الليلة.. ظلل يردد لنفسه ان الامر ليس ضعفا بل قمة القوة.. فلو انه ترك نفسه لطبيعته.. لكان ندم اشد الندم صباحا علي جررائ م الق تل الش نعاء.. 
يتبع
الفصل الثالث عشر. 
نستطيع القول ان الوضع اصبح مستقرا.. نعم مستقرا الي حد كبير..
اذا استبعدنا اولائك الذين يطاردون جو وقد يصل الامر الي الټهديد ويرغبون في امتلاك شهد.. نعم هو مستقر
اذا جنبنا اغارة زوزو المتلاحقة علي رأس شهد وبث فيها ما يجعل شهد في توتر و ترقب دائم .. نعم هو مستقر
اذا تغاضينا عن القلق المستمر من عودة عدوي الذي يسيطر علي شهد و جو برغم ان الاخير ينجح في اخفائه.. مؤكد مستقر
اذا قلنا ان رغبة شهد دوما في خنق زوزو ورغبة جو الملحة ازهاق روح حمادة هي لعب عيال ..فالامر بالفعل مستقر..
وبذكر حمادة... كان الشاب المس كين يبذل ما في وسعه حتي يتلاشي غيرة صديقه وقد صار واثقا منها.. الا انه دائما ما يجد نفسه في موقف لا يعرف كيف وصل اليه.. وينتهي به الامر بنيل قدرا من سخط وڠضب صديقه الغيور العصبي..
ما لم يعرفه حمادة.. هو ان تلك المواقف كانت غالبا من تدبير شهد.. فقد ادمنت رؤية جو وهو يتمييز غيظا.. كانت تسعد بشدة حين يكون علي وشك تحطيم وجه حمادة .. حين ينهرها بسبب امرا يصيبه بالغيرة.. حين يغضب و يمسك بذراعها في انفعال ثم ينظر الي عينيها و لا يجد ما يقوله فيتركها في عڼف..
احينا كانت تخشي علي نفسها منه.. ليس من غضبه.. فهي اصبحت واثقة انه لن ېؤذيها يوما.. ولكنها كانت تري في عينيه نظرات عجيبة وكأنها ثمرة فاكهة حلوة شهية يمني نفسه بتناولها.. ربما كانت صريحة مع نفسها وادركت ان ذلك الامر يرضيها بشكل ما ويشبع غرورها.. و لكنها كانت تخشي ان يتخطي حدوده .. وطالما تذكرت حديث زوزو عن اسلوب جو الذي يستميل الفتيات بسلاسة وهدوء..
ما لم تعرفه شهد .. ان جو كان يبذهل جهدا جبارا في السيطرة علي نفسه كان يتذكر حديث حنان عن ذلك العڈاب.. والذي يذوقه الان.. وكثيرا ما كان يقول لنفسه لم عليه ان يخضع نفسه لكل تلك القيود.. شهد في النهاية ملكه.. لمن عليه ان يحافظ عليها! ولكنه يعود الي فطرته التي تفيض بالرجولة..لا يمكن ان يتخطي حده معها ابدا.. فكونها ملكه لا يعني ان يحط من انسانيتها و كرامتها .. كما ان شهد صارت تعني له الكثير.. لن يقبل ابدا ان يضايقها و لو بكلمة اوحتي نظرة.. لذا صارت اعصابه كيان ملتهب متوتر دوما.. حقا ما وصفته حنان ..هو بالظبط ما يحدث..
لا يمنع كل ذلك من كونه مازال مسيطرا.. يعتمر بداخله ما يعتمر .. و لكن ثباته الخارجي كان جزءا من تكوينه.. بل انه احيانا في لحظات الصفاء كان يتعمد ان يعابث شهد ويستمتع بردود افعالها البريئة و نظراتها المذهولة المرتابة حين يبدي لها اي تعليق او تصرف قد تعتبره هي خارج عن حدود الادب.. وربما ترد رد عصبي متوتر يبعث علي الضحك تحاول ان تبدوا فيه ثابتة قادرة علي الدفاع عن نفسها..
كان يترك لنفسه احيانا مساحة لكي ينفث عن حرارة شوقه اليها.. ربما غازلها.. تأمل ملامحها عن قرب.. حدثها بحنان.. او حتي مرر يده سريعا ليلامس بشرتها.. كانت ترتبك و تتبعد عنه في تخوف.. فيبتسم في خبث و يكف عن الامر..
ما لم يعرفه جو.. ان شهد كانت تنتظر تلك اللحظات بشوق.. برغم ما تبدي من تمنع لا لشيء سوي ان تضع حدودا الا انها كانت تشعر بسعادة بالغة حين يثني علي جمالها و يتغزل فيها..
لم يعرف ايضا شيئا عن شعور شهد بالضيق الشديد من
وجود زوزو التي تظهر دوما دون سابق انذار.. كانت تصاب بحالة من الغليان و الذي يظهر بوضوح في ردودها التي تصيب وتؤلم.. و لكن جو كان يظن ان الامر مجرد كيد نساء لا علاقه له به..
هكذا كان الوضع مستقرا... شهد تذهب يوميا للعمل لدي حنان.. صارت افضل في اداء مهام الوظيفة كما توطدت علاقتها بحنان واصبحت تكن لها معزة كبيرة.. تكررت عزومات حنان التي تجمع شهد و جو اصبحوا اقرب الي عائلة صغيرة.. في ايام اخري كانت حنان تقل شهد الي البيت بعد يوم عمل وتعفي جو من المشوار.. كانتا تنمان علي جو طوال الطريق.. فتسعد شهد بالحديث عنه و تبتسم و هي تستمع لقصص بطولاته السابقة.. وترتبك وتتعلثم في الرد حين تفاجئها حنان بكلام مباشر او غير مباشر يخص مشاعر جو او مشاعرها..
اما جو فقد صار يمل جدا وجوده بالعمل و يشتاق للعودة للمنزل حيث تكون شهد.. كان لا يأكل العشاء الفاخر عند عطا فدائما تكون معدته ممتلئة من و جبة رائعة اعدتها شهد و تناولاها معا قبل ان يخرج.. نعم !.. شهد اصبحت ټقتل وقتها الممل في المنزل في اعداد الطعام بعد ان تعود من العمل.. كانت تحاول اتقان الطعام وتنتظر ردة فعل جو عليه حين يأكل.. وتبتسم في فخر حين يثني عليه..
برغم تفاوت مواعيد عملهما.. الا ان تلك الساعات من اليوم و احيانا من الليل التي يلتقيان فيها تسعدهما كثيرا و تساعدهما علي تحمل مشاق اليوم..
كان جو في عمله يواجه الاخبار عن عدوي ببرود شديد.. ولكنه في اعماقه.. في نهاية الامر تعب من انتظار لحظة المواجهة تلك الي بات واضحا انها اتية لا محالة.. هل عليه ان ېقتله فعلا ان رأي منه ټهديدا علي حياة شهد كان الامر يؤرقه بشدة سرا.. ولكنه كان محسوما.. سيتخلص من عدوي الي الابد ان حاول ايذاء شهد!
ومن جهة اخري بدأ صبره ينفذ علي اولائك من يهدودنه ليترك لهم شهد.. و اولائك اللزجين الذين يلحون عليه.. وهو مابين هذا و بين ارشادات الخواجة الصارمة بعدم افتعال مشاكل سببها شهد.. كان الضغط عليه من كل اتجاه .. ولكنه بقي صامدا ..
مالك قالب وشك كده!
كانت هذه شهد تحدث جو اثناء سيرهما معا للبيت بعد مر واصطحبها من العمل.. كان جو يبدوا عليه الكدر بالفعل..
جو مصدع بس.. منمتش كويس
كان هذا اليوم هو نصف يوم عمل لشهد ككل اسبوع.. فتخرج مبكرا لذلك يكون الامر شاقا علي جو حين يذهب لاصطحابها..
شهد طب مكنتش حقك صحيت عشان تيجي توصلني.. كنت كملت نوم لحد بليل معاد ما بتخرج.. هو انا يعني هتوه
لم يرد كنوع من الاحتقار لتلك الفكرة الغبية.. فهو لا يتركها ابدا لتسير بمفردها..
عادت لتقول بعد ان دققت النظر اليه لوهلة لأ .. مش صداع.. في حاجة معصباك
لم يعلق علي قولها بل قال مقترحا متيجي نعمل حاجة..
شهد حاجة ايه!!
جو سارحا مش عارف... حاجة نتبسط فيها.. نبعد عن القرف شوية..
شهد في عدم فهم نتفسح يعني
جو هنتفح فين يا حسرة.. في السوق عشان نقابل طوب الارض ويقلبوا
 

انت في الصفحة 7 من 27 صفحات