رواية امل الجزء الثالث
تقترب منه بخطواتها إليه وقد كان واقفا أسفل شجرة السدر خلف الموقع الذي كان السبب في لقاءه بها وقد استعادت حيوتها الان وعادت إليه وإلى عملها ابتسامة جميلة تعتلي قسماتها متوردة وقد ساهم عدد الايام التي قضتهم في راحة مع طعام السيدة أنيسة ورعايتها لها لإظهار النضارة التي كانت مخفية خلف الهيئة الرجالية والشقاء في متابعة العمال تحت حرارة الشمس جميلة هي وياليتها تعلم بذلك عن حق
قالتها وهي قد وصلت لتقف أمامه لاهثة فخرج صوته بالرد
كنت مستنيكي تقربي عشان اقولك ايه الحلاوة دي
هل ما سمعته من غزل كان حقيقيا أم انها كانت تتوهم لا تعلم ولكنه أربكها لتتمتم بخجل وعينيها تتهرب منه
حلاوة ايه بس يا بشمهندس ربنا يجبر بخاطرك.
ردد خلفها بقصد
يارب وادعيلي كمان انول اللي في بالي.
يارب يا سيدي تنول إلي في بالك المهم بقى انا كنت سألت عليك عبد الرحيم وقالي ان لسة عندك ملاحظات على المبنى وعايزها تتنفذ قبل ما تستلم ايه بقى هي ايه الملاحظات دي اللي انت مصمم تقولهالي بنفسك.
كانت مندمجة في استرسالها غافلة عن شروده في النظر إليها بدون تركيز وقد اشتاق إليها وإلى حديثها حتى جديتها الصارمة في العمل تعقد خطي الوسط بين حاجبيها المعبرة عن اندهاش لأمر ما أو حتى ڠضب اشراق وجهها حينما تردف بحماس عن موضوع يخصها ياالله هل يصلها ما يشعر به أم تكون غفوة التي استيقظت منها حديثها اثرت على قلبها وحاسة الإحساس أيضا.
قالتها باستدراك حينما طال صمته سمع منها ليرد بابتسامة
بقولك ايه ما تسيبك من الشغل وقرفه هي طارت يعني
لما اسيبني من الشغل المطلوب امال هنتكلم في ايه
قالتها لتجده يباغتها فجأة بأن ارتد سريعا للخلف ليرفع ذراعه بعصا خشبية كان ممسكا بها وبضربة واحدة أوقع اعددا مهولة من الثمر الطازج لتجده افترش الأرض أسفلها وبدون ارداتها خرجت شهقتها بإجفال لتتبعها ضحكة مرحة مرددة
بزهو امتزج ببهجته المسيطرة الان على كل خلية بجسده مع سماعه لضحكتها الشقية بدون افتعال منها أو قصد قال وهو يدنو ليلتقط من على الأرض الثمار
اقعدي يا برنسيسة وانا انقيلك زي المرة اللي فاتت.
ضحكت لتجلس على الحجر الكبير كالمرة السابقة كما قال لتردد
برنسيسة كمان يا اخويا ما انا قولتلك ربنا بجبر بخاطرك.
وانا برضوا بقولك كمليها وقولي ربنا يناولني اللي في بالي .
يا سيدي ربنا يناولك اللي في بالك.
قالتها ضاحكة ليتمتم من قلبه
يااارب
بعد أن انهت زيارتها لشقيقها فخرجت من المبنى إلى السيارة التي تقلها بالسائق والحارس الذي فتح لها الباب لكي تدلف سريعا داخلها وفور أن تحرك السائق يدير المحرك ليلتف بالسيارة حتى تفاجأت باهتزاز الهاتف بصوت رسالة واردة فتحت لتفاجأ بصاحب الرقم المجهول يخبرها
عامل وكأنه جلد تاني الرحمة شوية بقى بمتابعينك حرااام حرام اللي بتعمليه فينا ده يا جميلة الجميلات
قرأتها ليزحف الزعز بجسدها لتلتف برأسها يمينا ويسارا وإلى الأمام وفي الخلف من خلال زجاج السيارة متوسعة العينان بجزع كي تبحث عن هذا الملعۏن كيف يراقبها بهذا القرب وهي لا تراه لما يترصدها بهذا الشكل المزعج هل هو إعجاب حقا لا أبدا لم ترى أو تسمع عن معجب بهذه الصورة نحو إحدى الفنانات إلا إن كان مهوسا.
يا نهار اسود.
غمغمت بها بصوت وصل إلى سائقها والذي انتبه على هيئتها من خلال مراته الأمامية ليخاطبها سائلا بقلق
في حاجة يا هانم ولا تكوني عايزانا نلف ونرجع تاني
اضاف على قوله الحارس ايضا
اه صحيح مالك يا هانم
باضطراب مكشوف ومقلتيها لا تثبت على حال خرج صوتها المرتعش
ممش عارفة بس انا جاني احساس ان في حد هيدخل فينا بعربيته أكيد بيتهيألي ولا إيه
قطب الرجل العجوز حاجبيه ليرد باستغراب
لا يا هانم مفيش حد زنق ولا قرب حتى بعرببته مننا.
بصوت منفعل بحمائية اضاف على قوله الحارس
ولا حد يقدر يا هانم دا احنا نساويه بالأرض لو عملها.
بأنفاس لاهثة من الړعب تطلعت بالحارس الذي يخاطبها ليبث بقلبها الأمان رغم عدم علمه بالسبب الحقيقي لخۏفها لتجيبه بامتنان لفعله
شكرا يا حامد الف شكر .
عدي باشا حمد الله ع السلامة يا كبير.
هتف بها كارم بعد ان اقتحم الغرفة على شريكه العائد من سفرة عمل خارج البلاد استمرت لأيام.
انتفض الاخر واقفا يتقبل العناق الرجولي بترحاب
الله يسلمك يا عم كارم عامل ايه انت بقى
رد كارم وهو يتركه ليجلس على المقعد المقابل لمكتب الاخر
انا كويس يا باشا انت بقى قولي ايه اخبارك احكيلي عن اليونان وستات اليونان عملت ايه معاهم هناك
ختم بضحكة مجلجلة استجاب على اثرها الاخر يبادله المزاح
خلاص انت دماغك مبقاش فيها غير النسوان والتفكير في النسوان طب افتكر اني رايح في مهمة عمل اسألني عملت ايه في العقود الجديدة مع العملاء.
امتعض وجه الاخر بقرف يقول
وهو الشغل طار يعني ما انا عارف بإنجازاتك في الشغل وبتوصلني الأخبار أول بأول المهم يا شقي انجازاتك مع الچنس الناعم دا الأهم .
دوى عدي بضحكة رجولية حتى مالت رأسه للخلف يردد
مفيش فايدة فيك انت يا كارم مفيش فايدة اخلاقك انحرفت اوي من ساعة ما سيبت جاسر الريان يا راجل دا انت كنت ماشية زي الساعة معاه.
كنت ماشي يا زي الساعة بس برضوا كنت بعمل اللي على مزاجي انا عمري ما حد قدر يوقفني عن حاجة عايزها.
وكأن كلماته جاءت على چرح الاخر تغضن وجهه وذهب عنه المرح ليقول بعبوس
انا بقى الحاجة اللي عايزها مش قادر اوصلها نفسي بجد الاقي الطريقة عشان اتكلم بثقة زيك كدة.
قلب كارم مقلتيه بسأم وقد فهم مقصد الاخر فقال مستنكرا
تاني يا عدي تاني برضوا حكاية البنت دي يا حبيب قلبي شيلها من دماغك انا مش فاهمك صراحة بتلف وتدور حاولين نفسك ليه خش دوغري مع البت دي وخلص واللي ما يجيش بالفلوس يجي بالضغط ان شالله حتى تقطع عيشها من الفندق خالص واهي تبقى عملت جميلة.
ارجوك يا كارم متقولش كدة دي غلطتي ان بتكلم معاك يعني
هتف بها عدي باستهجان وعدم تقبل لفكرة البعد من الأساس فصاح الاخر
أمال عايزني اقول ايه بس انا بجيبلك من الاخر اقطع عرق وسيح ډم انت باشا كبير وهي شرف ليها انك بصيت لها من الأساس حطها دي قاعدة في مخك.
صمت محدقا به يعيد برأسه الكلمات يستوعبها وقد راقه فكرة الحصول على ما يبتغيه ان لم يكن بالمال يكن بالضغط ولكن تبقى الطريقة الطريقة في تنفيذ ذلك وقد مر وانتهى عهد الحلم والصبر .
يا صبا يا صبا ما تردي بقى يا زفتة انتي انا هفضل احايل فيكي يعني لحد امتى
قالتها مودة وهي تتبعها من موقع إلى آخر داخل حديقة الفندق وقت استراحة الموظفين لتلتف أخيرا لها بنظرة صامتة كعادة اتخذتها منذ أيام من وقت انتهاء حفل عيد الميلاد البائس وجلستها مع عدي عزام فذكائها الحاد جعلها تستنتج تعمد تأخرهن عليها ورغم الأيمان الغليظة التي حلفت بها مودة لتثبت عكس فكرتها إلا أنها لم تتهاون معها أما ميرنا فقد تركتها دون عتاب ودون لوم واكتفت بتجاهلها وذلك لظنها الأكيد بها.
هتفضلي بصالي كدة كتير طب وربنا حرام عليكي عشان انا قربت ابوس على رجلك تسامحيني على ذنب معملتوش وانتي برضوا مفيش فايدة
يعني عايزني اعمل ايه
هتفت بها صبا بوجه صارم لتتابع بحزم
أحلفي زي ما انتي عايزه يا مودة برضوا مش هعفيكي من الذنب ما هو مش معقول يعني حركة كب العصير المكشوفة ولا التأخير المقصود عشان تسيبوني لوحدي مع عدي عزام وانتوا اساسا جايبني مقصود في مطعمه دا كله صدف! طب اعقلها ازاي فهميني .
مودة والتي تغضنت ملامحها باسف حتى أشفقت عليها خرج صوتها ببحة حزينة
انا بصراحة تعبت يا صبا من التبرير والحلفان اني معرف اي حاجة م اللي انتي بتقوليها دي بس انتي مصممة تشيليني ذنب وانا ربنا وحده اللي عالم بيا دا انا فضلت محپوسة في الحمام ببلوزة من غير جيبة يجي اكتر من نص ساعة بعد الدقايق والثواني في انتظار الجيبة حاطة ايدي على قلبي لحد يفتح باب الحمام ويكشف ستري وظنون في عقلي بتدور ليكون دا مقلب معمول فيا طبعا انتي كل الحاجات دي مفكرتيش فيها عشان كل اللي هامك هو نفسك
انا برضوا يا مودة كل همي هو نفسي!
قالتها صبا باستهجان وقد رق قلبها إليها يبدوا انها زادت بالقرص عليها هي تعلم ببرائتها منذ البداية ولكن لا تعفيها من الذنب لسذاجتها المفرطة مع واحدة مثل ميرنا لقد تأكدت بفطنتها بسوء نية هذه المرأة ولذلك لن تترك صديقتها لها وردها العڼيف جاء من أجل ذلك.
بقولك ايه يا مودة اسمعي مني كويس اللي هقوله لو عايزة صداقتنا تستمر يا بنت الناس ابعدي عن الست دي أنا مش بفرض عليكي تسيبيها بتسلط مني انا بتكلم عشان مصلحتك الست دي مريبة وانا قلبي مش مستريح لها لو انتي شايفة غير كدة انتي حرة.
بهتت مودة وتجمدت بملامح مخطۏفة ازعجت صبا لتردف بترجي وكأنها تدافع عن فرصة جيدة لها
يا صبا هو انتي ليه معقداها كدة يعني حتى لو كانت زي ما بتقولي عنها هي برضوا عملت ايه دي قعدتنا مع عدي عزام يعني عندها معارف وممكن تفتح لنا أبواب منحلمش بيها.....
ېخرب بيتك.
هتفت بها صبا مقاطعة بحدة وعصبية جعلت وجهها يصطبغ بحمرة احتقان وغيظ لا تصدق غباء ما تردف به هذه الفتاة أصبحت كعلة فوق ظهرها مؤلمة بحمل همها الثقيل في حمايتها من نفسها تود نزعها وتركها وشأنها ولكن ضميرها يمنعها من ذلك.
زفرت پعنف لتسحب شهيقا مطولا عله يساعد في تهدئتها قليلا ثم خرج صوتها
بحزم لهجتها الجنوبية وقد تلبستها روح أبو ليلة والدها
بجولك ايه يا مودة الله يرضى عنك يعني ياريت يا بت الناس تفكري كويس وتوزني الأمور ما تخليش عجلك التخين ده يشطح بخيالات تودي في داهية وافتكري كويس يا حبيبتي ان المعارف اللي زي دي والابواب اللي نفسك تتفتح جدامك دي لازملها تمن يدفع مفيش باب بيتفتح من غير تمن يا ست مودة ياريت تفهمي الكلام ده كويس.
قالتها وتحركت مغادرة على الفور تاركتها تتطلع في أثرها بانشداه متسائلة
هل ما تقصده صبا صحيح أم هو الاحتراس المبالغ فيه نظرا لطبيعتها الصعيدية المتحفظة لدرجة القسۏة.
بتجهم غريب عن طبيعتها ولجت صبا عائدة لمقر عملها بالقسم الذي تعمل