رواية فاطمة الجزء الاول
واخبرهم
بالمحاضره القادمه سوف يبدء بشرح الماده وطلب منهما الانصراف .ظل هو مكانه يريد أن يتحدث معها وكما ظن أنها سوف تقبل عليه لترحب بوجوده وتظل تثرثر معه كعادتها سابقا ولكن فرغت القاعه من أمامه وهى توارت عن اعينه واختفت بين الحضور وكأنها تبخرت .
زفر أنفاسه بضيق وحمل حقيبته وغادر القاعه متوجهه إلى مكتبه ..
فى ايه يا شروق هو حد بيجري ورانا مالك
هزت راسها بنفي لا لا بس عطشانه اقعدي نشرب حاجه
جلست أمامها بتنهيده ماشي
ظلت تنظر حولها بقلق وفجاه نهضت من مجلسها ونظرت إلى صديقتها المصدومه
انا غيرت رائي انا عايزه امشي من هنا
شروق بتنهيده مش عايزه احضر أنا هروح
زهره بابتسامه هنزوغ كده من اول يوم يا شروق
شروق بجديه ايه هتيجي معايا هوصلك أنا معايا عربيتي
نهضت زهره من مجلسها وفى حد عاقل يرفض توصيله بردو أنا معاكي طبعا فى اى زوغان
ابتسمت شروق وامسكت بيد صديقتها وسارو سويا يغادروالكليه ويتوجهو إلى حيث سيارتها لتقودها وتنطلق فى طريقها ...
وعندما حاول الاتصال ببهاء وجد هاتفه مغلق قرر مهاتف شهاب وعندما استمع لرنين الهاتف تنهد بارتياح وانتظر أن يستمع لصوته ..
تركته زوجته وحيدا بالمنزل وذهبت لاصطحاب طفليه من الروضه .
كان يشعر بالملل وهو يشاهد التلفاز وألقى الرومود بضيق وحاول النهوض من مجلسه وهو يتحامل على عصاه ليتوجه إلى البراد ويرتشف بعض الماء .
استغرق بضع دقائق وهو يسير ببطئ بسبب اصابه قدمه وعندما التقط الهاتف تنفس الصعداء وجلس أعلى الفراش وهو يجيب بصوته الرخيم .
الو
على الجانب الآخر ابتسم احمد عندما استمع لصوت صديقه وقرر مشاكسته وهو يحاول تغير نبره صوته ويتحدث برقه كأنثى .
شهاب بغرابه الو مين معايا
منع ضحكته من الافلات ورقق صوته
بقى مش عارفيني يا بيبي
شهاب پصدمه بيبي انتي طالبه مين حضرتك
اكيد الرقم غلط
احمد بابتسامه لا انت شهاب مش كده بتتهرب مني ليه يا اسي
زفر بضيق وتحدث بانفعال واضح انك واحده مش مظبوطه ومش عايز اغلط اكتر من كده انتي فاضيه يا ست انتي انا بقى مش فاضي لاشكالك
على صوت ضحكته الرجوليه وهو يتحدث خلاص يا ابو الصحاب أنا احمد
شهاب بضيق انت مش هتبطل شغل العيال ده بقى يا دوك أنت يابني بتكبر ولا بتصغر
احمد بابتسامه واكبر ليه وانا حلو كده هههه واحشني يا كابتن وهوبه كمان واحشني اوى بكلمه فونه مغلق
شهاب اه بهاء فى كندا لسه مسافر الصبح وراجع بعد اسبوع إن شاء الله
احمد حلو اوى يرجع بالسلامه
شهاب بجديه وسيادتك ناوي ترجع أمته ولا خلاص هتاخد الجنسيه وتفضل عندك وتنسانا خالص
احمد بتنهيده هو أنا أقدر انساكم يا حبيبي اطمن انا زهقت من الغربه وخلاص حققت اللى سافرت عشانه وحضرتك الدكتوراه وانا فعلا هنا من يومين
شهاب پصدمه نعم من يومين ولسه فاكره تقول
احمد بأسف والله ڠصب عني يا شهاب رجعت على شغل فى الجامعه وكان فى ورق لازم اخلصه وكنت مستني عشان اعملكم مفاجاه
شهاب حمدالله على سلامتك يا صاحبي المهم انك رجعت بالسلامه ومبروك ياعم على الشغل
احمد بابتسامه الله يبارك فيك يا حبيبي عاوز اقابلك بقى
نظر لقدمه بأسف أنا فى البيت تعالى أنا ماينفعش أخرج
احمد بهزار ليه معمول عليك حصار من علياء والاولاد
ابتسم شهاب لا وانت الصادق معمول عليا حصار بالاجبار بقالي اسبوعين ورجلي فى الجبس وحاسس بملل رهيب
احمد پصدمه ياخبر جبس ايه اللى حصل
شهاب
لم اشوفك بقى احكيلك تعالى أنا فى البيت لوحدى وعلياء بتجيب الولاد من الحضانه
احمد بص ساعه كده واكون عندك تمام
شهاب ماشي هستناك مع السلامه
احمد مع السلامه يا ابو الكباتن ..
ما زالت الطائره تحلق في السماء وهو منشغل بقيادتها وعندما شعر بالملل بسبب الساعات الطويله التى تمر به وهو يقودها والصمت مخيم بالكابينه على غير العادة فهو يحب أن ينشغل بالحديث أثناء قيادته لكى لا يشعر ببعد المسافات .
زفر بضيق ونظر جانبه وجدها مازالت نائمه ولم تشعر بمن حولها تنهد بضيق وعاد يتابع قياده بصمت ممېت وهو يهز رأسه بأسى ...
وقف أمام منزل صديقه يدق الجرس وينتظر أن يفتح له ..
شار شهاب بخطوات ثقيله بعد أن أغلق الهاتف مع زوجته واخبرها بأن تجلب اولادها وتصطحبهم لمنزل والدها لكي ينفرد بعوده صديقه وافقته الرأى فهى تعلم بوضع زوجها وتعلم أنه لم يستطع أن يلتقى بصديقه بمكان اخر غير المنزل ..
توجه لفتح الباب وهو يبتسم بسعاده لرؤيته بصديقه أمامه بعد غياب ثلاث سنوات
تعانق الاصدقاء باشتياق طال عناقهم لبضع دقائق إلى أن قطعه احمد بمرح
مش كفايه بقى احضان يا ابو ميزو
ابتعد عنه شهاب بخفه وسمح له بالدخول
اتفضل يا ابو حميد والله ليك واحشه يا جدع مصر نورت
تنهد بارتياح وهو يجلس بغرفه الصالون
وانت والله يا شهاب انت وبهاء ماتتصورش واحشتوني قد ايه
شهاب بجديه انت اللى اصريت تبعد وفرقتنا
احمد بتنهيده حارقه واديني اهو رجعت ومش ناوي ابعد تاني خلاص كفايه بقى غربه وبهدله
شهاب بقلق مالك يا بني فى ايه
شعر بالضيق واراد تغير الحديث فين حمزه ورهف بقى عندهم قد ايه دلوقتي
شهاب بابتسامه يابني انت سايبهم من تلات سنين حمزه كان عنده وقتها سنتين ورهف سنه احسب يا محاسب ولا مابتعرفش تحسب هههه
احمد بابتسامه ربنا يباركلك فيهم بس هم فين كده لسه مش رجعو ولا ايه
شهاب لا طلبت من علياء تاخدهم بعد الحضانه يزورو جدهم عشان نقعد براحتنا
احمد بجديه أنا مش ناسيهم فى الهدايا بس انا جاي من الجامعه عليك وتعرف شوفت مين بقى هناك
شهاب باهتمام انت استلمت شغل فى الجامعه
احمد بابتسامه اه الحمد لله حلمي اللى سافرت عشانه اتحقق واستلمت دكتور فى جامعه القاهره وقابلت شروق اخت بهاء تصور طالبه عندى مش مصدق أنها كبرت كده بس غريبه ليه شروق فى الفرقه الاولى سنها المفروض تبقى تانيه دلوقتي
شهاب بحزن ها اه أصلها كانت ماجله الثانويه انت عارف مۏت ندى الله يرحمها قلب كل الموازين
احمد بحزن اه فعلا ربنا يرحمها ويصبرهم على فارقها
شهاب يارب سيبك انت واحكيلي بقى عملت ايه فى أمريكا ومراتك معاك ولا سبتها هناك ههه
احمد بتنهيده أنا مطلق من سنتين
شهاب پصدمه نعم من سنتين وماقولتش ليه كنت بتتصل تطمن علينا وتقفل وماكنتش بتشاركنا حياتك الشخصيه ليه يا احمد هو احنا اغراب عنك
احمد بضيق مش دى المسئله يا شهاب أنا كنت بفكر فى مستقبلي وأكمل اللى بدءته وبس وماحبتش اتكلم عن تجربه فاشله وراحت لحالها بكل مساوءها .
ظل الاصدقاء يتبادلون أطراف الحديث إلى أن استأذن احمد بالرحيل ..
أوصلت صديقتها لمكان سكنها ثم عادت إلى منزلها بهدوء
دلفت لغرفتها على الفور بعدما تأكدت من عدم وجود والدتها بالمنزل ..
ألقت بحقيبها أعلى الفراش وجلست على إحدى طرفيه وهى تمد يدها لتفتح درج الكومود وتبعث بداخله إلى أن أخرجت البوم صور التقطته واعتدلت في جلستها بمنتصف الفراش وهى تقلب صفحاته وتنظر للصور داخله بعين دامعه .
تحسست باناملها الرقيقه ملامح وجهه وهو يبتسم ويضع يده أعلى كتفها فقد كانت صوره تجمعها بشقيقها وهو وهى تقف بالمنتصف وكل منهما يحاوطونها بيده وهذه الصور التى لن تتخلى عنها مثلما هو تخلى عنها من قبل .
تنهدت بحزن ومحت الدموع العالقه باهدابها وارتمت بالفراش وهى تحتضن تلك الذكرى الجميله وتغمص عيناها بارهاق .
بعد مرور ما يقرب من عشر ساعات متواصله هبطت الطائرة المصريه بمطار أوتاوا بالعاصمة الكنديه .
كان يشعر بالارهاق وعندما هبطت الطائره دار وجهه ينظر لها بغرابه فلم تفيق من غفلتها حتى الآن .
ابتسم رغما عنه ونزع السماعات المحاطه باذنه وهو يحاول أن ينادى باسمها لكى تستيقظ وتترجل هى الاخرى من الطائره .
ظل ينادى عده مرات باسمها ويبدو أنها بعالم اخر قرر أن يقترب منها وربت على كتفها بهدوء ولكن لم تستجيب أيضا انتابه القلق ورفع كفه يربت بخفه أعلى وجنتها عندما لامست انامله صفيحه وجهها شعر بالحرارة تنبعث من وجنتيها تحسس جبينها المتعرق وجدها بالفعل وجدها تعاني من ارتفاع بدرجه حراره الجسم .
زفر بضيق وابتعد عنها ليجري اتصالا هاتفيا بالمطار لكى يحضرو سياره اسعاف لكي تقلها للمشفي وبالفعل خلال دقائق كانت سياره الاسعاف تقف أمام المطار حملها بهاء برفق وأرجل من الطائره وهى بين يديه وضعها برفق أعلى النقاله وصعد معها داخل سياره الاسعاف وكان القلق مسيطر عليه بسبب
ما تعرضت إليه وهو جانبها ولم يشعر باعيائها وقد ظن أنها نائمه كان يلوم نفسه بأنه لم يكترث لها وتركها كما هى لعده ساعات لعڼ غباءه ايعقل أن تكون نائمه كل هذه المده بدون قلق بسبب ضغط الطائره والضوضاء التى كانت تحدث بين الركاب وصړيخ الاطفال أيعقل أن تكون نائمه ولم تشعر بكل ذلك الضجيج ..
وقف أمام الغرفه بقلق ينتظر الاطمئنان على وضعها .
زرع الردهه ذهابا وإيابا ينتظر الطبيب بتوتر إلى أن غادر الطبيب الطوارئ بعد أن تم اسعافها .
حدثه بهاء بالانجليزيه ماذا تعانى
الطبيب بروتنيه كن مطمئن هى الان بخير قد تعرض جسدها للانفلونزا وادى ذلك إلى ارتفاع درجه حرارتها واصيبت بالحمي وهى الان تخضع للعلاج اللازم لا تقلق سوف تتحسن حالتها خلال يومين وستظل تحت رعايتنا
تنهد بارتياح وشكره بامتنان ثم دلف لداخل الغرفه ليطمئن عليها ..
كانت ممدده بالفراش ووجهه شاحب من أثر الحمي .
والممرضه تقف جانبها تغرز لها المحلول المغذي بالوريد ثم تضع داخله ابره لخفض الحراره .
ابتسمت له ثم غادرت الغرفه .
سحب المقعد الموجود داخل الغرفه وجلس به أمام الفراش بالقرب منها وهو ينظر لها بضيق ويحدثها بعتاب .
لم أنني تعبانه بالشكل ده ليه ماطلبتيش اجازه مرضي ازاى تعرضي نفسك للتعب بالشكل ده وازاى والدتك قبلت تخرجي من البيت وانتى عندك برد شديد وبسبب اهمالك فى الراحه والعلاج جالك حمى كمان .
زفر بضيق فهو يحدث نفسه فهى لم تشعر بوجوده حتى الآن
تنهد بضيق ايه اللى أنا بقوله ده بس بردو دي غلطتك