الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ديفا كاملة

انت في الصفحة 21 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

عارف اقولك ايه بس ده طلع حلو 
للمرة الثالثة تضربه
والدته خضيت اختك يا شيخ
جسار أخيرا اعترفت بشطارة مراتي 
أضطريت ياجوز اختي الأكل فعلا يجنن 
ابتسمت شمس بظفر وقالت دي شهادة من المچنون اخويا اعتز بيها ضحكوا لقولها واستأنفوا الطعام بمدح الجميع في الوليمة التي صنعتها لهم شمس للمرة الأولى 
غادر عائلة شمس ووقفت هي ترص الصحون النظيفة في خزانة المطبخ بعد رفضها أن تساعدها والدتها سعيدة هي بتلك الحياة البسيطة التي تختبرها للمرة الأولي وهي تتشارك كل شيء مع جسار الذي يتعاون معها الآن بتمشيط السجاد من بقايا الطعام والأتربة بالمكنسة حيث كانوا يجلسون ليفزع بغتة علي صوت ضجيج سقوط بعض الصحون هرول إليها فوجدها ملقاه أرضا بحالة إغماء حملها پخوف ثم استنجد بطبيب يعرفه سابقا عن طريق الجد نادر وبعد وقت قصير أتى ليتفقد حالة زوجته ويطمئنه عليها 
الهلع يأكل روحه منتظر بفارغ الصبر خروح الطبيب وطمأنته على زوجته ليستجيب الأخير لخاطره وهو يخرج معدلا وضع عويناته قائلا مبروك يا سيد جسار المدام حامل 
جحظت نظراته وتجمدت بذهول 
زوجته حامل بهذه السرعة يتحقق حلمه
بعد أشهر سيحمل طفله بيديه
لا يدري كيف أنقد الطبيب أجرته و ودعه للباب 
رفع وجهه الباكي مع همسه فرحان دي ماتساويش احساسي دلوقت شكرا انك بتشاركيني حلمي وكل مادا بتسعديني أكتر أنا بحبك اوي انتي زي اسمك بالنسبالي شمس نورت حياتي وحولت برد روحي لدفى وهونتي عليا أوجاع العمر اللي فات ثم غفى كلا منهما جوار الأخر روحا وجسد
الفصل الرابع عشر
عطايا الخالق لا تزال تهطل من سماء رحمته على ذاك اليتيم
عناقيد أحلامه تتشابك لمنحه مذاقات فرحة تلو الأخرى بذرة عائلته نبتت بنطفة جنينه شمسه الدافئة تحمل باحشاىها الأن أملا طالما طاقت روحه إليه من سيشاركه تلك الفرحة
تسابقت أقدامه ركضا كطفل صغير أسرع ليخبر والديه بما أنجزه 
للمرة الأولى يعود جسار زائرا لفيلا جده بعد تجرده من كل شيء قبلا راح يطرق بابهم بقوة والسعادة تكاد تفقده السيطرة على عقله ما أن أشرعت البوابة له حتى هرول يبحث عن الجد وهو يصيح بنداء صاخب على غير طبيعته الهادئة الرزينة جدي أنت فين ياجدي
أخذته قدماه متوجها بلهاثه لغرفة الطعام ليجد أحداق الجميع تنظر إليه بدهشة لاقتحامه الغريب والمباغت ليستأنف جسار صياحه وهو يقترب من جده لاهثا بقوة توشك أن تقطع أنفاسه جدي شمس شمس حامل هيبقي عندي عيلة تخصني ياجدي ولادي هيتولدوا بين ايديا وهما عارفين جذورهم فين مش هيعشوا اغراب زيي ياجدي هيبقي عندي عيلة من صلبي وعزوة تعوضني شمس حامل ياجدي شمس حامل 
ظل يهذي دون وعي وأنفاسه تتقطع وصدره يتضخم بالهواء من فرط انفعاله غافل عن تلك المقل التي شاركته سيل دموعه ووخفقات فرحته وبالأخص إحداهم واحدة لم تكترث له يوما أو تراه طفلها لم تشعر بمعاناته لحظة واحدة طيلة حياته لم ينل منها ذرة عطف او حنان أو اهتمام مقلة ينضح من صاحبتها الذنب الآن فقط أدركت إلهام كم كانت قاسېة القلب عليه كم عاش محروما لعائلة تبثه دفئا وحبا واهتمام رغم أن الجد لم يقصر معه لكن ظل فراغ أبويه نصلا مزق روحه حتى أصبح جرحه غائر عميق بعمق معاناته سنوات عمره الفائتة 
نهضت إلهام تاركة مقعدها متوجهة إليه حيث يضمه الجد نادر ويهتز جسده بكاء مثله وبيد مرتعشة مترددة ربتت گ الريشة الناعمة على كتفه استدار لها لتذهل عيناه حين بصرها لوهلة وقف كأنه استعاد وعيه الكامل لتوه ينظر حوله بدهشة كأنه يتسائل كيف أتي إلى هنا 
مبروك ياجسار 
قالتها بحنان عجيب نفذ لقلبه مستشعرا إياه منها للمرة الأولى هل حقا هي سعيدة لأجله تهتم لفرحته فضلا عن أن تشاركه إياها 
ربنا يقومها بالسلامة وتجيب منها ولاد كتير يعوضوك اللي افتقدته ثم استأنفت تحت أنظار الجميع الذاهلة وليس جسار وحده دلوقت بس عرفت قد ايه كنت قاسېة عليك يا ابني سامحني إني ماكنتش أم ليك أنا كنت ممكن اعوضك كل ده لو كنت ليك أم حنينة وعاملتك زي أبني بس انا كنت فعلا قاسېة مقدرتش احب غير رائف مع إن ماكنتش هخسر حاجة لو قسمت حناني ورعايتي وحبي بينكم وجبرت خاطر يتيم واتقيت الله فيه سامحني ياجسار أرجوك 
يقف أمامها وغشاوة الدموع تغتال عيناه بقوة
ورغم هذا يراها جيدا ربما هي مرته الأولي التي يراها بهذا الشكل الأدمي معه كأن انسلخ عنها كيان أخر وروح أخرى قطرة الحنان الشحيحة التي هطلت عليه من حديثها هذا روته حد الثمالة كان قطرة واحدة منها تساوي نهرا جاريا قطرة واحدة محت الكثير كل معاناته كيف أذا لو فاضت عليه بينابيع من هذا الحنان كيف كان سيشعر لو حقا أحبته كأبنها يوم 
ربتة أخرى جاءته من توفيق وهو يقف جواره وعينه تفصح عن ندم يطابق ما ابدته زوجته وهو يقول 
إلهام عندها حق يا جسار وياريت نبدأ صفحة جديدة كلنا عشان ابنك بتولد وسط عيلة بجد 
ثم منحه أجمل وعدا تلقاه منهما وهو يهمس بصدق 
ابنك ياجسار هيكون أول أحفادي أنا وإلهام 
اللي حرمناك منه هنديه بطيب خاطر لابنك عيلتك مش هيكون ناقصها حد بعد انهاردة انت هنكمل بينا زي ما طول عمرك كنت مكمل اللي قصرت فيه مع بابا موافق من انهاردة نكون عيلتك بجد
وهو يقول مبروك ياحبيبي مبروك 
ترك أبيه ثم نظر لإلهام وهي تبكي ليجثوا بغتة علي قدميه ث لتنهمر دموعها أكثر وهي تربت
على رأسه بحنان مغمغمة مبروك ياحبيبي هنتظر من دلوقت حفيدي بفارغ الصبر 
بظهر كفه المجعد كفكف الجد نادر دموعه الآن فقط ارتاح قلبه تجاه حفيده الغالي لو انقضى اليوم أجله لما حمل
هما له هو مطمئن ان صغيره يحيا وسط عائلة حقيقية تحبه دون زيفقائلا مبروك يا كبير بس أول عيل لازم تسميه على أسمي ماشي
ضربه أبيه بخفة وليه مش علي أسمي 
لا يا بابا مع احترامي ليك اسمك قديم بصراحة 
إلهام متدخلة بمزاحهم وهي تجفف دموعها سيبوه يختار هو ومراته بلاش غلاستكم عليه حفيدي هيكون اسمه مميز وكل عصر وله أسامي تناسبه 
دعمها الجد صح يا مرات ابني هنختارله اسم جديد ومعناه حلو بس اما نعرف الأول نوع الجنين 
ثم نظر لجسار طبعا بكره أهل مراتك هايجوا يباركوا لبنتهم خلينا احنا اليوم اللي بعده كلنا هنيجي نزورك في بيتك ونبارك لشمس 
غمغم براحة طاغية تنوروا بيتي ياجدي هستناكم من دلوقت 
وواصل معلش هستأذن عشان اروح البيت اطمن عليها 
توفيق مع السلامة ياجسار و وصل تهانينا مؤقتا لمراتك 
حاضر عقولها
عرفت أن اول حد هتجري تفرحه بالخبر جدو نادر
حسيت إن ماليش غيره ممكن بفرحلي بجد بس كنت غلطان 
أول مرة أحس أن في ايد تانية حنينة ممكن تطبطب عليه وان في قلوب ممكن تشاركني فرحتي أنا عشت سنين عطشان لنقطة حنان حقيقية انهاردة بس حسيت بيها يا شمس الست اللي عمري ما حسيتها أم ليا انهاردة كانت أمي اعتبرت ابني أول أحفادها تخيلي
ابتسمت بحنان سعيدة لأجله هاتفة الحمد لله يا حبيبي كرم ربنا مالوش حدود لما بيدي بيدي كتير وانت من انهاردة مش مطلوب منك غير انك تفرح وتصدق انك مش لوحدك أهلي هما أهلك وعيلة جدك كمان بقوا عزوتك و ولادنا هيكونوا وصلة الترابط بنا وبينهم 
بصوتها الصادح أغرقت جمانة محيطهم مبهجة زغاريد من فرط فرحتها بحمل ابنتها لتشاركها صابرين والدة سارة الفرحة وهما يمكثان في بيت شمس بعد أن علموا الخبر من جسار و الذي عبر عن امتنانه لله في اليوم التالي حين وزع هدايا رمزية علي موظفي الشركة ليشاركوه فرحته الكبرى أما رضوان وأمين فترجما فرحتهما بمكافئة مالية عشرة أيام لجميع العاملين بالشركة حتى شقيقاها حمزة وريان لم يقصرا بإبراز فرحتهما بحمل شقيقتهما الوحيدة 
أما سارة راحت تقفز من الفرحة كعادتها أمام شمس التي قهقهت قائلة اهدي يا مچنونة 
انتي لسه شوفتي جنان ده لما يجي البيبي هبدع أنا وهو أنا فرحانة اوي ياشمس عشانك انتي وجسار كأن اللي جاي ده ابني انا كمان 
ربتت علي كفها بتقدير طبعا يا سارة أنا وانتي اخوات وولادنا واحد 
ثم قالت بسعادة جمة أنا أكتر حاجة مفرحاني هي فرحة جسار كأنه طفل وأخيرا جاله هدية غالية مش قادرة اقولك بيعمل ايه من وقت ما عرف بحملي نفسي املي عليه البيت عيال عشان أعوضوا اللي عاشوا يا ساره 
تعوضيه ايه 
تساءلت سارة بعد استشعارها مبالغة ما بحديث شمس لتبرر الأخرى سريعا قصدي يعني انه مش كان له اخوات كتير وعيلته مش كبيرة 
أومأت بتفهم أه فهمتك عموما ربنا يسعدكم ويقومك بالسلامة يامشمش 
يارب حبيبتي 
انما شوفتي المهرجان اللي عاملاه ماما وطنك جمانة بره أول مرة اعرف انهم بيعرفوا يزغردوا أساسا 
بركات البيبي يا سيرو 
أه الله سره باتع 
يالا ياروح ماما اشربي الشوربة دي مغذية جدا صابرين مرات عمك اللي عملتها بنفسها 
هتفت بالعبارة والدة شمس لتصيح الأخيرة ممتنة 
تسلم ايدك يا طنط تعبتي نفسك 
تعبك راحة يامشمش وربنا يقومك بالسلامة
شكرا ياطنط 
جمانة يلا ياسارة خلي آدم يشد حيله عشان تتجوزوا وافرح بعيالك انتي كمان 
سارة ادعولنا بس وكله هيتيسر 
صابرين ربنا يسهل أمورك ويفرحني بيكي ويقوم بنت عمك بالسلامة يارب 
غمغم الجميع اللهم أمين 
ماما كانت عايزة تيجي معانا للدكتور أول مرة
قالتها وهي تهندم وشاحها وجسار يغمغم مفيش داعي نتعبها وبصراحة أنا عايز انا اللي أتابع معاكي كل حاجة مع الدكتور واطمن عليكي بنفسي ياريت والدتك ماتزعلش
من كده 
شمس وهي تستدير له بعد فراغها من عقد الوشاح يا حبيبي وايه هيزعلها ماما اهم حاجة عندها اكون بخير ومبسوطة اطمن ماما مش حمل زي بقيت الحموات 
ابتسم وهو يخبرها مامتك أصلا مش حماتي دي أمي 
بلاش جسورة دي دلوقت احنا عايزين ربنا يسترها بدال ما تتهور 
ضحكت وهي تلتقط حقيبتها لا على ايه يا عم خلينا مؤدبين يلا بينا علي الدكتور
يراقبان ملامح الطبيب المغلقة بشيء من الريبة بدأ يتسلل لقلبيهما لينهض الاول مختبئا خلف مكتبه مستعدا لإلقاء ما لديه وكم بدا الأمر صعبا وهو يخبرها بما رآه بمقدمة ربما تمهد وتواسي قلولهما 
أصعب حاجة على أي طبيب
أنه يضطر يبلغ مريضه بحقيقة مش هتسعده بس ده امر ربنا وحكمته عشان كده يؤسفني أبلغكم أن الجنين ده مشوه 
كأن صاعقة هبطت على رؤسهما معا وهما يحدقان بوجه الطبيب بذهول وسريعا ما انطفئت فرحتهما و تكثفت سحابات دموع أنحدرت من أعينهما دون
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 31 صفحات