الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ديفا كاملة

انت في الصفحة 23 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

ايه ليك عين ترد عليا هي كلمة يا تقولها وتفضل تحت طوعي يا تمشي وما اشوفش وشك تاني 
هطلقها 
برضوخ تام قالها رضوان حينها خوفا من ڠضب والده 
انفصل عن من تزوجها عرفيا فقط ثلاثة أشهر كاملة ومن يومها لم يعرف عنها شيء حتي اللحظة 
المنطق يرسم بعقله خطوط قوية لتفاصيل شديدة المنطقية أن زوجته كانت حامل في طفله ولم تخبره اڼتقاما منه أو ربما لم تعثر عليه لسفره والعمل خارج البلاد حينها وربما أخفت أيضا هويته عن طفله ونسبتها لأخر فلم يعرف الابن نسبه الحقيقي وحتما توفاها الله وإلا كانت منعت تلك الزيجة فلن يبلغ انتقامها حد تزويج أخ بشقيقته 
يالا مصيبته يالا فاجعته 
مستحيل 
راح يهذى بها رضوان بعين زائغة ليواصل هذيانه 
مستحيل ربنا يعاقبني كده ويكون جسار ابني من الست اللي اتجوزتها زمان
عارف ده معناه ايه يا أمين 
إن جسار وشمس أخوات 
أخوات يا أمين اخوات 
هدر بكلمته الأخيرة صارخا وهو ينهار باكيا بحړقة
والاحتمال يذبحه ذبحا هل يمكن أن يعاقب على ماضيه بتلك الطريقة المخيفة
وليه مايكونش أبني أنا
كأنه منحهما معا ترياق الحياة بما قاله 
ليصيح رضون بلهفة يا ريت يا أمين يا ريت يكون جسار ابنك انت علي الأقل مش هيكون اتجوز أخته لأن لو طلع ابني هتكون کاړثة وذنب مش هسامح عليه نفسي 
وسط استغاثة أخيه وهذيانه شخصت عين أمين وغاب عقله و لوهلة فقد الشعور بالزمن حوله
ظل منكس الرأس شارد فيما مضي 
رجع للوراء سنوات وسنوات 
حين عاد ذاك اليوم متفقدا أبواب شقته باحثا عن زوجته ريحانة أين ذهبت دون أن تخبره وهي بأواخر حملها 
لمح ورقة بيضاء مطوية فوق منضدة صغيرة
بسطها سريعا ليقرأ ما ختطته بخط يدها
أمين أنا هقضي اليوم عند صاحبتي اللي ساكنة في زهقانة لوحدي وانت مطبق بقالك يومين في الموقع بتاع شغلك هتسلي معاها شوية وارجع بالليل لو جيت بدري تعالي خدني 
طوي الورقة وتوجهه من فوره لصديقتها التي راحت تخبره 
ريحانة فعلا جت والمغرب ركبتها حافلة جماعية قالت انها أمان أكتر لأن معاها ناس تانين بس ومعرفش عنها حاجة تانية 
بصوت الصديقة استعادها عقله 
انتظر زوجته لتأتي فلم تفعل
توجه لقسم الشرطة ليقدم بلاغا بفقدها وبعد أيام كاد فيها يفقد عقله لم يثمر البحث من تلاهم عن أي شيء 
بحث بكل الطرق عنها ولم يجدها انقطعت كل سبل العثور عليها فمكث أمين فترة مكتئبا لا يحدث أحدا حتي ساق الله إليه لقطة عابرة عبر التلفاز لخبر قديم عن احتراق حافلة بركابها حتي تفحم جميعهم ما لفت نظره ان تاريخ الحاډث هو ذاته يوم اختفاء ريحانة وطريق الحاډث هو ذاته نفس الطريق المؤدي لرفيقتها 
ذهب سريعا ليبلغ القسم بهذا الأحتمال وقلبه ېتمزق أن يكون هذا مصيرها استدعوا رفيقتها ربما تعلم أرقام الحافلة فلم تذكر منها سوى أخر رقمان ليتطابقا مع الحافلة وبعد تحري أكثر دقة تبين أن من كان يقودها سائق فلبيني الچنسية واستقل معه أربعة من السيدات في عمر الشباب وبضعة رجال بأعمار مختلفة وهذا ما تم تحديده عن طريق الطب الشرعي حينها لم يعرف المزيد لكنه تأكد أن زوجته كانت من بينهم ومؤكد لم تنجوا هي وطفله من حاډث مروع كهذا 
ساكت ليه يا أمين! اتكلم ابوس ايدك أنا عقلي هيطير مني قول اللي عندك بلاش تسكت كده 
رفع بصره لأخيه بعد أن عاد من سكرة الذكري البعيدة وبصوت شديد الوهن راح يقص ما لديه منذ يوم اختفاء ريحانة حتي اكتشاف مۏتها هي وطفله في الحاډث المروع ورغم أن ما قصه يؤكد مۏت طفله وزوجته وان احتمالية أن جسار ليس ابنه 
إلا أن للحقيقة دائما وجه أخر ولكي يظهر وجهها يجب أن تكتمل الصورة وهذا ما تطوع به الجد نادر مع قوله الحاسم
دلوقت دوري اقول اللي اعرفه 
ثم نظر لأمين بنظرة غامضة و شرع يفيض باسترساله وكلما توغل بما لديه كلما جحظت عين الأول وشحبت مثل المۏتى بينما التقط رضوان أنفاسه الهاربة فهذا يعني أن طفل أخيه أمين نجي من حاډث الحافلة المحترقة وهو ذاته زوج ابنته جسار هو ابن شقيقه الذي ظنوا ۏفاته وهو جنين بتلك الخواطر المتوالية بذهن رضوان راح يهتف بحماس
أمين جسار ابنك أيوة جسار ابنك أنا متأكد 
اتضاح الحقيقة بعد ما قاله الجد نادر ضخت الأمل والقوة في عروق أمين فنهض يمسك بشقيقه كمن يتعلق بقشة
تنجيه من الڠرق ليه متأكد يا رضوان أنه الني قول اللي تعرفه أرجوك وريح قلب اخوك 
فاض عليه بما يعرفه لأن جسار عنده حساسية الألبان اللي كانت عند ريحانة مراتك بالظبط ودي حاجة وراثية عشان كده جسار ورثها من أمه الله يرحمها وكما بيستخدم ايده الشمال في كل حاجة اكل وكتابة واي شئ زيك انت يا أمين وزي ولادي ريان وحمزة اللي ورثوها منك هما كمان طباعه في نوعية الأكل اللي بيحبه وتعبيرات كتير في وشه كنت بحس اني شايفك انت قدامي ويستغرب من الروح اللي بحسها فيه منك انت اختلاطي بيه بجد جوازه من لنتي خلاني لاحظت كل الحاجات اللي بيشبهك فيها وكنت بقول لنفسي صدفة صدقني جسار ابنك يا أمين ابنك ومن صلبك 
صار ېصرخ رضوان بأخيه
انه أبنه والأخر مذهولا لا يصدق ان طفله نجي وعاد إليه بعد سنوات طوال 
الجد نادر متدخلا بانفعال مماثل يبقي لازم في اسرع وقت انتوا الاتنين تعملوا تحليل Dna قبل ما تقابلوا جسار مش هسمح انه يتعلق بأمل كاذب لازم انا شخصيا أتأكد انكم أهله قبل ما يعرف الحقيقة 
قرار حسمه الجد بينهما وبالفعل أخد منهما شعرتان وتوجه على الفور لأخذ عينة من جسار دون علمه لعمل الإجراء اللازم 
أسبوع كامل مر على شمس وهي غائبة بعالم أخر لا تدري عن ما يدور حولها ترقد بمشفي لمتابعة حالتها الصحية وطرف أنبوب شفاف مغروز بذراعها لبتدفق بعروقها الغذاء 
وجسار ماكث جوارها لا يفارقها ليل نهار أما والدتها مفطورة لما أصاب ابنتها والتي تعلم بعض أسبابه فقط وهو إجهاض جنين مشوة تكتم الجد والأب والعم عن تلك القصة التي دارت بين ثلاثتهم حتي صدور نتيجة تحليل ال Dna وجسار ذاته لا يعلم عنه 
أما أمين الذي ينتظر نتيجة التحليل بلهفة صار يرصد كل شاردة تصدر عن جسار يراقب كل مايفعل وهو يراه بعين أخرى عن زي قبل يسراه التي يستخدمها في قضاء شئونه مثله تماما نفس طريقة سيره شعره الأسود الناعم تماما گ شعر والداته ريحانة شكل حاجبيها المميز رسمة عيناه التي تشبهها كذلك حساسية الألبان خاصتها كلما تعمق بتفحصه يجد تشابه ما بينه وبينهما قلبه صار متيقن من أنه ابنه هو وانتظاره التحليل ليس ليتأكد هو بل لأجل جسار كي يصدق هو الأخر انه أبيه حينها سيعانقه عناق جارف يشتاقه حد الۏجع 
التحليل هيطلع امتى يا دكتور نادر
قالها أمين هامسا وهو يقترب من الجد لينظر له بإجهاد بكره هستلمه يا أمين بيه 
تنهد الأخير مع قوله أنا خلاص يا دكتور متأكد انه ابني لكن عايزه هو اللي يتأكد ويصدق اني أبوه 
نظر له الجد وشبح الفقد يلوح له بذراعيه وحانت فصول النهاية أن تكتمل ليعود كل شيء لاصله 
هو لم يعد الآن جد لجسار 
لقد فقد حفيدة قطعة روحه وقلبه 
مجرد أن يعلم من هو أبيه ومن هم أهله سينساه ويختلط بهم ويعوض ما فاته سينزوي بعيدا ويتركه متنعم بدفء أسرة حقيقية ينتمي إليها فليكن معه الله حينها 
مافيش داعي لوجودكم وتعبكم علي الفاضي أنا موجود مع شمس وانتم ارجوا بيوتكم ارتاحوا 
هكذا هتف جسار على الجميع بتلك الكلمات وشحوب وجهه تضاعف مع سواد عيناه من قلة نومه وحزنه فاقترب أمين ورمقه بنظرة حانية وقال مش هسيبك هفضل معاك 
تعجب جسار ونظرة أمين له بدت غريبة عليه لكنه تغاضي عن تحليل معناها وقال برسمية واضحة شكرا يا أمين بيه بس مش مستاهلة بإذن الله يومين وتفوق مراتي وهاخدها علي البيت انتم بقالكم اسبوع معانا وتعبتم ثم تقدم نحو جده وقال برفق وهو يربت علي كتفه كفاية كده ياجدي انت مش حمل الپهدلة دي وأنا خاېف عليك أوي ارجع بيتك وارتاح عشان خاطري وانا لو احتاجت أي حاجة مش هكلم حد غيرك يا حبيبي ده وعد 
غيرة قاسېة نهشت قلب أمين وهو يري أبنه يستنجد بغيره ويحدثه بهذا الحب والحنان وينتابه القلق عليه 
غيرة لم تخفي عن عين جده نادر فسخر داخله من المفارقة العجيبة قريبا جدا ستتبدل الأدوار ويقف هو بعيدا عن حفيده يراقب عناقه لأبيه 
أحاط وجهه براحتيه وغمغم بحنان متخافش عليا يا ابني أنا بخير ومش هسيبك غير لما مراتك تفوق 
بتلقائية مال رأس جسار علي كتف جده والحزن يتملكه بشدة كأنه يتلمس تلك الجرعة القصيرة من حنان من رباه ليصمد امام ما يحدث 
وعلي الجانب الأخر ېحترق أمين لوعة لمثل هذا العناق متي يعلم أنه أبيه وأحق بمشاعره وحنانه وبره وعطفه هو أبيه وكل ما لديه هو رائحة زوجته الراحلة 
شعر بمن يمسك ذراعه گ مؤازارة ليجد رضوان يبادله النظرات الكاشفة لدواخله كأنه يقول له صبرا 
لسه شمس زي ماهي يا سارة 
غمغمت الأخيرة بحزن عبر الهاتف للأسف يا أدم زي ما هي غايبة عن الوعي أغلب الوقت صعبانة عليا أوي وكمان جسار مسكين هيتجنن عشانها ومامتها وعمو رضوان وبابا كلنا مش مصدقين اللي بيحصل بعد ماكانت الفرحة مش سايعانا فجأة
اتلقبت لحزن 
معلش يا سارة ده قضاء ربنا وبإذن الله يعوضهم بطفل جديد معافى 
معرفش ليه يا
أدم حاسة ان الموضوع أكبر من فقد الطفل نظرات بابا وعمو وجد جسار كمان مش طبيعية كأنهم مخبين حاجة 
هيخبوا ايه أكتر من كده بيتهيئلك المهم ياحبيبتي امسكي نفسك شوية أنا خاېف عليكي
وزعلان عشانك 
متخافش يا أدم وادعيلنا كلنا تمر المحڼة علي خير وشمس ترجع لوعيها وتتقبل الأمر 
هتعدي بإذن الله 
طيب هسيبك واروح اطمن علي شمس وهكلمك تاني 
ماشي حبيبتي منتظرك 
ذهب معه للمختبر لا يطيق صبرا للأنتظار ليعلم النتيجة ومعه رضوان مكث يترقب ظهوره ليهب من مقعده بعد أن بصره يغادر الغرفة التي اختفى بها 
طمني يا دكتور نادر النتيجة ايه جسار طلع ابني صح 
تجرع الجد ريقه وهو يرمقه من خلف زجاج نظارته قبل أن يغمغم أخيرا صح يا سيد أمين جسار أبنك 
تنفس رضوان الصعداء وهواجسه المخيفة ټموت
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 31 صفحات