رواية ديفا كاملة
شمس
اتفقنا
أتفقنا يا بابا جسار
مين هيدي حضڼ لخالو
هرول عليه الصغير نديم ابن شقيقته ملبيا نداءه فالتقطه جسار بلهفة حانية وهو يقول روح خالوا اللي كبر وبقي راجل كبير
ثم راح يدغدغه ليقهقه نديم وسارة تأتي من خلفه متدللة عليه يا سلام هو نديم بس اللي وحشك يعني
ابتسم ولمعت عينه بحنان وبسط لها ذراعه الأخر زاي بقا ده انتي وحشتيني جدا جدا عاملة ايه يا قلب اخوكي وأخبار البيبي ايه
معلش مشاغل والله وجوزك عارف حتى اسأليه
والله قولتلها يا متر
قالها أدم مستأنفا بترحيب نورت الدنيا يا جسار
ده نورك انتي و سارة وديمو
فين شمس
عند خالتي جمانة أصلها تعبانة شوية
ألف سلامة عليها كويس انك عرفتني عشان ازورها
واستطردت أنا هروح اعملك أحلي غدي بأيديا إياك تقول امشي أحسن ازعل منك
يا سلام عليك أيوة كده خلاص هروح ابدع واعملك الأكل اللي بتحبه عشان عيونك
عيني عليا اللي اتهريت بانية ومكرونة
قالها أدم ليشاغبها قبل أن تذهب فلكزته بكتفه طب استر على سيرو حبيبتك
ياروحي ده لو عملتي عيش وجبنة راضي وعاجبني
منا لازم امشي الدنيا انت في الأخر ساعتين وماشي وانا اللي ممكن أنام في الصالة يا ابو نسب
شهقت سارة باستنكار وتعليق مضحك بقي كده طيب جهز نفسك هتبات في الصالة الليلة
قهقه هو وجسار ورحلت عنهم وهي تحدج زوجها متوعدة له وراحت تعد وليمتها بينما ظلوا هما يلاطفان الصغير ريثما تعود
بخير ياشمس اطمني وارجعي بيتك بقي بقالك يومين سايباه وقاعدة معايا
لازم اطمن عليكي الأول
ربتت علي كتفها أنا بقيت بخير باحبيبتي الليلة تتصلي بجوزك يجي ياخدك ماشي
أومأت لها حاضر يا ماما هو قالي هيقضي يومه كله عند سارة عشان نديم وحشه اوي هقوله يعدي عليا بالليل
كسي وجه جمانة الحزن فلمحته شمس و قالت ماما أحنا بخير اطمني الحمد لله رضينا بقدرنا سوا ومرتاحين مټخافيش و متزعليش
عليا وقلبي بيتقطع عليكم انتم الاتنين بس لازم اقولهالك تاني سيبيه يابنتي مادام مفيش امل وكل واحد فيكم يشوف حاله مع حد تاني هو يخلف من غيرك وانتي تخلفي من غيره
تدفقت الدموع بعين شمس قولتهاله يا امي كتير ورفض الفكرة واتمسك بيا وقال انه راضي وادني حملت تلات مرات وبيطلعوا مشوهين خلاص يا ماما مابقيتش قادرة اتحمل مۏت ولادي اللي مش بلحق اتهني بيهم وجسار كمان نبه عليا مش أفكر أحمل تاني لانه تعب من الصدمات و مشاوير الدكاترة
تنهدت شمس وهي تسلم أمرها لله قائلةونعم بالله يا ماما
يتبع
الفصل التاسع عشر
من رحم الحياة دائما ما يتمخض الأمل
مهما سبقته دموع الخيبات
بعد أربعة أشهر!
طمني يا أدم سارة ولدت
هلل الأخير بفرحة الحمد لله أختك بخير وجابت والد جميل و قمر زي خاله
زفر جسار براحة الحمد لله كنت خاېف عليها اوي حملها المرة دي كان متعب
اه والله غير حملها في نديم خالص يلا اهي قامت بالسلامة
جسار حمد الله على سلامتها انا لو اعرف انها هتولد الفجر كنت ماسبتهاش
والله ولا أنا كنت اعرف
هي الولادة كده بتكون فجأة المهم انها قامت بالسلامة ويتربي في عزك يا أدم
الله يعزك يا جسار
روح انت بقا خليك معاها وانا هجيب شمس مراتي واعدي عليكم
في انتظاركم
بسم الله ما شاء الله زي القمر
قالتها شمس وهي تحمل الرضيع لتتسائل بفضول
هتسموه ايه يا أدم
جسار
تفاجأت شمس وزجها بتسمية الصغير علي أسمه بينما منحت سارة أدم نظرة حب وامتنان لاقتراحه هذا ليواصل
أنا سميت نديم علي أسم بابا و كنت ناوي لو ربنا كرمني بولد تاني هيكون علي أسمك يا جسار أنت أعز شخص عند سارة وانا كمان بعزك زي أخويا ودي اقل حاجة اقدمهالك
وكمان جسار الصغير طالع شبهك انت يا قلب اختك
صاحت بها سارة ليمزح أدم طب ياريت على الأقل اضمن انه هيبقي حليوة ومدوخ البنات
كمم أدم فمه ملوحا بمرحخلاص يا متر هسكت اهو مش عايزين مشاكل
شاركتهم شمس المزاح والضحك لكنه وحده كان يدرك حزنها العميق الذي تحاول إخفائه عنهم فقال وهو ينهض للرحيل طب نمشي احنا بقى عشان هنريح شوية في البيت وبعدين اخد شمسي ونسهر برة
سارة أيوة ياعم يا متدلع و رايق و انا قاعدة هنا وسط العباسية دي
بلاش قر على أخوكي يا بت انتي أحسن يحصلنا حاجة
ثم تمتم بحنان مبروك ياحبيبتي و حمد الله على سلامتك
الله يبارك فيك و يسلمك من كل سوء يا
جسار
شمس حمد لله سلامتك يا سيرو ترتاحي بقا و هكلمك بالليل
من يراه وهو يحتوي كفيها بهذا الحنو وعيناه تلمع بحبه الجارف يظنهما مازالا في أول عهدهما ولم يمضي على زواجهما عدة سنوات يشاركها ألمها ومع هذا يجب يمدها بقوته حين يوهنها الضعف
ايه رأيك في المكان ده عجبك يا شمسي
جابت سريعا بعينها حولها ثم نظرت إليه بنظرة عميقة هي تفهم أن جسار يحاول التهوين عليها يعلم ما تكابده حين ترى رضيع يولد بين ذراعي والدته تحتاج تلك العاطفة حد المۏت في سبيل تحقيقها ولو لحظة واحدة ثم ټموت
المكان جميل وعجبني اوي ربنا يخليك ليا يا حبيبي
هكذا حاولت مكافأته بجملتها مخبئة حزنها بين ضلوع خافقها فلا ذنب له ولها بما يحدث لهما
بفكر هديتي هتكون ايه لجسار الصغير تفتكري اجيبله ايه
بادلته حماسه باقتراح ومض بخاطرها ايه رايك انا وانت نفتح حساب باسمه ونحطه مبلغ فيه وبعد كده بابا وماماته يضيفه في حسابه هما كمان وكله هينفعه هو وأخوه لما يكبروا
راقه كثيرا فكرتها فكان رده حماسي الله عليكي يا شمسي فكرة ممتازة وعجبتني خلاص بكرة نعمل كده
إن شاء الله يا حبيبي
مرت لحظات بينهما يغلفها الصمت حتى قطعه جسار بهمسه شمس حاولي تتقبلي نصيبنا مش كل اما تشوفي واحدة ولدت تحزني كده على نفسك لازم تكوني راضية من جواكي عشان ربنا يراضينا لما نصبر ونحتسب
ترقرق ليل عيناها القاتم وتكثفت دموعها رغما عنها هي لا تعترض لكن تشتاق من يحاسب أنثى على شوقها الفطري لقطعه من حشاها تناديها ماما! تلك الكلمة السحرية التي تنبت بقلبها براعم السعادة
بحاول يا جسار بس ڠصب عني بحزن انا في النهاية بشړ وليا طاقة
واستطردت پخوف لم يترك خاطرها لحظة واحدة وانت لحد امتى هتفضل صابر خاېفة يجي يوم يفيض بيك و
قاطعها بعتاب و أيه أسيبك اتجوز تاني تفتكري جوزك وحبيبك ممكن يتخلى عنك
تساقط خيط رفيع من دموع مقلتيها الحبيسة دون رد ليرفع كفيها القابعان بواداعة بين كفيها ثم انسحب معها عائدين لمنزلهما فهناك يعرف كيف يزيل عنها غبار الحزن بموجة عشق حاني لا تنضب فتغفوا على صدره منهكة من
وصالهما راضية بتلك الهدنة لسانها لا يقف عن الدعاء سرا بأن تثمر إحدى لياليهما الخاصة معا نطفة تبث في قلوبهما الحياة
بعد عدة أشهر
صباح الخير يا مشمش هتروحي معايا انهاردة عند جدي نادر ولا وراكي حاجة
معلش يا جسار مش هقدر أحس معاك عند جدو نادر حاسة اني تعبانة شوية
انعقد حاجبيه بقلق متسائل مالك يا حبيبتي أنا ملاحظ فعلا ان وشك شاحب شوية تعالي نكشف
لالا اطمن ده شوية صداع هما السبب وبعدين سارة هتعدي عليا هي والولاد بعد العصر وأدم هياخدها من هنا بالليل تكون انت جيت من برة
قولي كده بقى بتوزعيني عشان قعدة النميمة بتاعتك انتي وسارة
قهقهت قائلة أموت في ذكائك يا متر
قرص وجنتيها برقة وانا بمۏت فيكي أكتر ثم قال بعبث ماتيجي اقولك كلمة مهمة قبل ما انزل
دفعته بدلال لا بالليل نبقي نتكلم براحتنا وبعدين مايصحش دلوقت يا متر لأن سارة علي وصول
غمز لها بمشاكسة ماشي يا مشمش اهربي براحتك أصلك بقالك فترة كده رخمة ومزاجك مش حلو معايا خالص
قالها مازحا متأهبا للرحيل لتوقفه سريعا شاعرة بوخزة ضمير جسار استني
نعم ياحبيبتي
أقتربت منه قائلة پخوف اوعي تكون زعلان مني بجد أنا فعلا مش مظبوطة معاك بقالي فترة بس بالله عليك تعذرني
ابتسم بمحبة مبسطا لها الامر
ياحبيبتي بهزر معاكي وبعدين انا مش ممكن ازعل منك ابدا يا شمسي وقمري سوا
رمقته بحب ثم ابتعدت عنه قائلة اوعدك اعملك سهرة حلوة بالليل لما ترجع يا جسورة
لثم كفيها مغمغما وانا مستني يا قلب جسورة
صاحت حين ميزت رنين الباب أهي سارة جت
استقبل شقيقته بحفاوة يا روح قلب أخوكي نورتي الدنيا كلها ثم تلقف من يديها جسار الصغير ومن ثم حمل شقيقه الاكبر نديم وهو يقول ديمو حبيب خالو وحشتني خالص وأنا راجع هجيبلك حاجة حلوة
خدني معاك يا خالو
عاتبت سارة صغيرها نديم قولنا ايه مش وعدتني انك مش هتمسك في حد خارج وهتفضل مع ماما وخالتو شمس وتلعب مع اخوك
جسار استني بس يا سارة ثم حدث الصغير
أنا رايح عند جدو نادر عايز تيجي معايا فعلا
الصغير بحماس ايوة
سارة بس ممكن يضايقك ياجسار ابني شقي اوي وعارفاه مش هيستر هناك
ابتسم بتفهم ماتقلقيش ديمو مش هيتعب خالو وأنا هاجي بدري شوية عشان اشوف أدم إن شاء الله
شمس خلاص هنستناكم يا جسار اوعوا تتأخروا
راقبتها بعين فاحصة وهي تصب لها بعض العصير ثم قالت
شكلك مش عاجبني يا شمس
مش عاجبك ليه بقي يا ست سارة مالي يعني
تفحصتها أكثر بعين خبيرة ثم صاحت بثقة كأنك حامل
ارتبكت وزاغت عيناها بتوتر نافية أنا لا طبعا انتي غلطانة انا مش حامل ولا حاجة
شمس انتي مابتعرفيش تكدبي عليا ده واضح جدا
لو ده حاصل ليه مخبية
أطرقت أخير راسها بعجز دامعة مستسلمة لفراسة سارة الاخيرة رابتة على ظهرها ليه مدارس يا شمس و ليه مخبئة حتى على جسار
تماما بصوت باكي عشان هياخدني للدكتور يا سارة وياخدوا مني ابني انا عايزة انسى ان ولادي بيجوا مشوهين هسلم أمري لله يمكن ينجي ابني المرة دي من التشوه أنا